..()..:: قلمـ وقصة ::..()..
بقلمي ...
(1)
لم أنتبه ، ولكني استنهضت ، فقد أيقظتني أشعةُ ذاك القرص الذهبي ، المتسللة عبر نافذة غرفتي الضيقة ، أنبهتني ، فأبت إلا أن تخبرني عن ذلك المكان ...
حيث الفجر الجديد ، حيث الجبال ، الأنهار ، حيث العيون ..
والبحر ........... فلة .!
::
::
الطفل سعيد ، العصافير وتلك الأغاريد ، وهذه الشفاه الباسمة وتلك الأبصار الخاشعة ، كلٍّ في ترقب ...
إنه الغروب ، الأمل ، وهناك .. حيث الفضاء ، حيث الشفق ، الأفق البعيد ..
سأحلق ، هناك سأحلق ، أريد أن أطير ..
ليت شعري ..
::
::
::
لا زلت أخطُ بقلمي ، وأسطرُ كلماتِ خاطري ، وتلك حروفي جمعتها..
ولا زلت أجمعها ، وأجمعها ، وأجمعها ..
أرجوكي ابقي معي ..
لا تفارقيني ..
لا تغادري ..
لا تتناثري ..
لا تبتعدي ..
لا تجعليني أفتقدكِ مرة أخرى ..
لا... ، لا ... ابقي معي ..
::
::
::
وأنت أيها اليراع أرجوك ..
لا تتركني ..
لا ترحل ..
لا ولا ...
ابق معي .. ابق معي ..
أحبكَ
أحبكَ
أحبكَ
لم أنتهِ ...
3/11/2006م - س .. : 1 ص
(2)
نسيم الفجر يشدُني ، يشدُ قلبي ..
- ماذا تريد ؟
هيا هيا هيا هيا
يشدُني ..
- إلى أين ؟؟!
هيا ، إلى هناك هيا ، هيا
يشدُني ..
- ماذا هناك !
هناك ، هناك ، هيا ، هيا
يشدُني ...
- " إلى أين ؟ "
- إلى هناك ..
هواء ، سماء ، شمس ، سحاب أبيض ..
أشجار ، الناس يمشون ، يعودون ..
وهذا يتكلم ، وذاك يحمل أشياءً ..
هواء ، سماء ، شمس ، سحاب أبيض ..
ياااه ، شامخات ..
تعانق الهواء ، تصافح السماء ..
بلح ، بلح ، بلح
أيتها الشامخات ..
أيتها الأشجار ..
ما أحلاكِ بلادي ..
هواء ، سماء ، شمس ، سحاب أبيض ..
الناس يغدون ، يبتسمون ..
يهرولون المشية ، يطيرون بلهفة ..
طيور ، أغاريد ، بسمات تطير ..
هواء ، سماء ، شمس ، سحاب أبيض ..
إلى هناك !
::
::
الله ..
ما أعطرك أيها الهواء ..
هواء ، سمــ ....
لا لا ..
إنــ ...
إنه عطر أبي
أبي .. أبي
- توقف هنا ، أريد النزول .
- " توكلي على الله " ، ولكن انزلي بهدوء
انتبهي ، أغلقي الباب بهدوء .
- سأفعل .
::
::
عشرات ، مئات ..
كبار ، صغار ، أطفال ، نساء ، رجال
عينيّ تاهت بين الوجوه
- أين أنت ؟؟؟
أين الطريق ؟ .. لا طريق ..
الناس أغلقوا الطريق ..
رباه ..
- أين هو ؟
::
عشرات ، مئات ..
كبار ، صغار ، أطفال ، نساء ، رجال
- ماذا هناك ؟ .. لماذا أنتم واقفون هنا ؟!
- " ننتظر ؟ "
- " اصبروا ، ستفرج إن شاء الله "
- ماذا هناك ؟
- " بقي ساعة "
- ساعة !
- " أغلقوه قبل الساعة "
- لماذا ؟
- " تعذيبٌ "
- " موت "
- " تفتيش "
- " لا هذا وقت استراحتهم "
- ونحن ؟؟؟!!
- " انتظروا "
- لا ، أريد أبي
- " لا ، تمهلي ، ابقِ هنا ، انتظري "
- " لا تفعلي "
- متى سأرى أبي ؟
- " قريبا ، انتظري "
- هل سأنتظر طويلا !
- " نحن ننتظر "
- " هل أنت هنا وحدك "
- نعم
- " لماذا ؟ "
- قتلوهم ، ونفوا أبـ ...
قاطعت تلك الكلمات دمعة ساقطة من عين بريئة
عيون حاقدة ، حرارة تشتعل بالدموع حرقة
عينان تريد انتقام
ودمعة ساقطة ...
- " لو ، لو .. "
خطف بصرها كلمات غير مفهومة تفوه بها أحد الجنود
نسفت المكان
::
::
::
- أبي
تكاد هذه الكلمة أن تخرج أحشائها
اخترقت المكان ، أسرعت مهرولة من بين المئات
- أبي ، أبيـــــــــــ
- لا ، لا ..
- انتظر ، انتظر ..
أمسكوا بها
- " توقفي .. "
- لا ، لا ، أريد أ بي
وما هي إلا لحظات
نظرات أبيها تبللها الدموع
لوح بكفه ، مودعا ..
لا تحتمل ..
إغماءة ليست بقصيرة ألقت بها على الأرض
بين الأقدام ..
لا يحتمل ...
انتزع الأب يد الجندي من كتفه
هرول مسرعا بلا شعور
صرخ ...
- " انتصـــــــــــــــــــــ ــــــــار "
لم يكد ينطق كلمته التي تبعتها رصاصة غادرة خرجت من فوهة بندقيته
زامنتها بسمة ارتسمت على فيه ذاك القذر
ماج الصمت بالمكان ، وأعلنتها العيون ثورة
.....................