يلح علىّ أنموذج فى مجتمعنا لا بد من إدراكه وتحليله ولا يفوت هكذا دونما تعليق
لعلنا نرى فئةً من الناس تفردوا بحرص لا يضاهيه حرص على ممارسة الشعائر ،، والمدهش فى الأمر أننا قد نرى احدهم فى أحد المواقف حزينا مكتئبا وعند سؤاله عن سبب ذلك نرى الإجابة الفريدة
ألا وهى : أنه ترك قيام الليل هذه الليلة!!!
مما عكره وجعله فى حالةٍ أشبه بمن فقد ابنا له!!
أقول اننى يذكرنى هذا النوع من الناس بشىء أصّله فينا رب العزة قد أثر فى هؤلاء ، ألا وهو خاصية التأقلم فى كل ما تصيبه المواظبة
حتى على المستوى الخلقى
فمثلا: أنت كإنسان صحيح حباك الله النظر السليم ترى به كل ماحولك
تفكر بعض الوقت وتقول : هب أن الله سلبنى هذا البصر فماذا أفعل؟؟
فأنا عند انقطاع التيار الكهربائى ولو لخمس دقائق، أتخبط هنا وهناك ويحدث فىَّ مايحدث ، فكيف لو أصبت به؟!! أعاذنى الله
ولكن لو قدر الله عليك فعلا –لا قدر الله- وأصبت بفقد البصر قد لا تتعدى المعاناة بعض أسابيع ولكنك مع مرور هذه المدة تتأقلم وتحفظ مكان كل شىء فى البيت وتستطيع العيش ولا تكون نهاية العالم أنك فقدت بصرك!
إذا أردنا ان نربط هذا المثال ( ولله المثل الاعلى ) بذلك الرجل الذى اكتأب لترك قيام الليل مرة يتأكد لنا المعنى
كيف؟
هذا الرجل إن ترك قيام الليل 5 ليال متتابعة سترى منه بعد ذلك لغة اخرى..
وقد تُفاجأ به يخاطب نفسه بصوت عالٍ قائلا : ( لما ذا كل هذا؟! إنها نافلة! وهل سيحاسبنى الله على نافلة؟!! إذن فماذا لو تخليت عنها؟! )
هذا الكلام وإن كان يبدو للبعض منطقيا ولكنه يحتاج لنظر
فمع مرور بعض الوقت تذوب الطبقة التالية لقيام الليل وهى باقى النوافل القبلية والبعدية للصلوات الخمس
وبالطبع يتكرر نفس الخطاب ويعلوا صوته أيضا مع الوقت قائلا فى إصرار : إنها نواااااااااافل! لا ضير
ومع الوقت تذوب أيضا الطبقة التالية ألا وهى: الصلاة فى المسجد ، عندما يصيبه الكسل عنها هى الثانية
ولا تعجب إذا ما رأيته ذهب يفتش فى المجلدات وفتاوى العلماء واختلاف الفقهاء حول حكم الصلاة فى المسجد متجاهلا ما وصل إليه من حالة عدم الإستقرار النفسى ولكن الهوى يلح وقد بدا معاكسا لما كان عليه من قبل بالتعود والمواظبة على ترك ما كان بمثابة الحياة لقلبه
ثم بعد ذلك يفرط فى صلاة الفجر بعدما أهلك نفسه فى السهر إلى ماقبل الفجر بساعة بحجة المطالعة والقراءة او أى سبب من الأسباب فيلتصق الفجر بقيام الليل ليشطب هو الىخر من قائمة حياته
وهناك مما يؤكذ ذلك من بعض المحجبات اللاتى يتسكعن فى الطرقات وقد سبقن إلى الحجاب ببعض المساحيق لتدنيسه فلا نعجب بعدها من ان يأتى كل من هب ودب ليناقشنا فى حكم الحجاب ولا عجب ولا غرابة فقد تعود وتعودت والكل تعود فاتجهنا للجدال فى القرت الحادى والعشرين إلى الجدال فى هل الحجاب فرض ام لا
والسؤال الآن
هل سنصل إلى الزمان الذى نتجادل فيه حول فرضية الصلوات الخمس من عدمه؟!!
وهنا مربط الفرس
كل شىء افترضه الله علينا تحيطه مجموعة من العادات والعبادات التى إن كان منها ماهو نافلة ولكنه يعد بمثابة السياج الذى يحمى الفرائض
فإذا حاول الشياطين ( شياطين الإنس والجن طبعا ) الإختراق نحو الفرائض وجودوا هذا النوافل مصدات قوية مادام صاحبها بها مستمسك
ولكن عند غياب هذا المصدات سهل عليه اختراق الفرائض والقضاء عليها بداخلك وإن استطاع القضاء على الفرائض وصل إلى قلبك أعز ماتملك وهو العقيدة
أرأيت لماذا فرط البعض فى عقيدته وأحل محلها المال والشهوة ؟!!
لانه تهاون فى أشياء أسماها بالفروع فانخلع من جذوره
مهما أوتى من علم
سيصبح علمه آنذاك أشبه بخطوط كتبت بالحبر الأسود فى الصفحات السود
نسأل الله العافية