أيا راكبين المزن عطشى نفوسكم
تجدّون في تجذيف وهمٍ وأعلاف
تئزّ الجنان الخاويه عن عروشكم
وصحرا يداعبه ويقْتلْهُ زفزاف
رياحٌ مع الأشجار ترقصْ وتنشد
تزيل اللحفّ الصفرا دون ارداف
رموشٌ تغنّت في ميادين غنّاء
وإبلٌ عذوبٌ تبحر دون مجذاف
دعاءاً لربّ الكون والقلب خاشعٌ
موازينَ عدلٍ تحمل الحق بانصاف
قبيحٍ وليس القبح بالمنظر الدّري
شموسٌ تضيئ الكون والحسن أوصاف
وميضاً ولمعاً مشرقاُ في السماوات
عيون السّما تغفو لنورٍ شفاف
وعشّاق في بدر الدّجى يسبحون
غطاءً وامناً تنزل السكينة لحاف
عصورٌ وأزمانً تعاقِر بعضها
فسبحاب ربّ الأسرار والأعراف
شبيهي رجالٍ انتم الأدعياءوالدمى
خشبٌ مسنّده انتم وأصداف
حظائرٌ واكوابَ الخمر قصوركم
منبعَ الروث دوركم والخِراف
غرورٌ وذلّ انبتت المهانه
خنوعٌ مستوطنٌ دواءه السِياف
قرونٌ وأحقابٌ مضت لم تتعظو
شياطينَ إنسٍ أنتم وسوستم للضِعاف
أياتٌ وإعجازٌ وعرشٌ على ماء
نجومٌ تُراقِص المياه باعتراف
قلوبٌ تعيسة كلها نضح أسود
وفي قعر ويلٍ تنضج وتعاد ألياف
ايا زارعين الشوك في الهواء
ستجنون إبراً بعد هذا الاقتراف
وشاحّ وزهور بقبس مخملي
قبابّ وافنان والصدور اصناف
خفافيش سوداء تعشق الظلام
بياضّ يزيل العتم وللفجر احلاف
مدادّ دعوه يجري في الصحاف
فهو اشّدّ ايلاما من السم الزعاف
منذر بهاني