خطبة الجمعة .. وتجديد خطابها
بالامس حضرت خطبة وصلاة الجمعة فلم أنصت الا لحديث مواعظ وأدعية حفظه أغلب المصلين من كثرة تكراره .
ومنذ الأيام التي أعقبت مقتل رئيس الدولة الاسلامية الراشدة ( عثمان بن عفان ) رضي الله عنه على يد الفوضويين لايزال يصعد كل يوم جمعة نفس الخطيب ويكرر نفس الديباجة. ويعيد نفس الدعاء للرئيس بالحفظ والأمن وقد يزيد بأن يمد في عمره كي يبقى راكبا على ظهر المرؤؤسين
وتناسى المنبريون الانتماء الى فريق الباحث عن حقيقة المعضلة التي مرت وتمر بها الامة وتنبيه الناس الى الخطر الحقيقي القادم من الأيادي الآثمة التي تغتال من تقلد الرئاسة بانقلاباته المتعاقبة ، فتارة تراهم مع الانقلابيون وتارة تراهم ضدهم ، والخطاب هو هو في الحالين والناس تدخل المساجد يوم الجمعة وتسمع كل الخطاب الذي يبعدها عن دورها الاجتماعي لتعضيد هذا الرئيس الشرعي أو فضح ذاك الرئيس الذي سرق الشرعية وتفرعن على الناس .
نجد الخطيب ينتظر الثورة والانقلاب على الرئيس الظالم ليجدد هو المباركة للجديد ومع الاثنين يحرمنا هذا الخطيب من لقاءنا به في الجمعة فيجعله محاضرة في الفقه الإسلامي, و نحن لانريده يوماً ننتقل فيه إلى الدار الآخرة إذ نحن لم نفعل بعد مراد الشرع وهو يوصينا .. لاعبودية لبشر على بشر وكلنا عبيد الله ..وهو أصل التوحيد الذي بشرنا به الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام فنطلب جنة الله فوق الارض قبل أن يتمناها لنا الخطيب في السماءوهو يحذرنا من نار الآخرة ونحن نذوق نيران السلطان الجائر كل يوم وكل ساعة
تجمّعـُنا في الجمعة أراده الله لإستنهاض هممنا لتكون بمستوى همومنا وكأنه مؤتمر تربوي سياسي اجتماعي حقيقي وحراك عملي لدورة عمل مثمر وجاد يعيش به الناس ليقرأوا واقعهم فيحيلوا الاثم والمفاسدالى منافع بسقف زمني اسبوعي وبمراجعة مستمرة وخطوات متتابعة وحثيثة فالتأخر يعني تحول المرض الى وباء وبالتالي فلا ينفع معه أي دواء اللهم إلا إقتراحات اللقاحات
بل لعلي اذهب الى ابعد من هذا
فأبغي من الخطيب دراسة واقعناالانساني ليشرك جميع الناس في خطبة الجمعة بل و كل الأعمار وكل الأجناس و كل الجنسيات و كل الديانات
ليضع لجميع هؤلاء اسس المنهاج القرآني المهيمن وحلوله واستشراقاته للارض ومن عليها أليس الخلق عيال الله وألسنا نحن خير أمة أخرجت للناس ؟
أريده خطاب يحول الجمهور الأخرس الى جمهور يصدع بالحق ويقول لاي صاحب رؤية فينا وأي سلطان
لو وجدنا فيك اعوجاجا ً عن المنهاج المحمدي المهيمن لقومناه بأيدينا نحن رواد خطبة الجمعة وليس بأيدي من عبر الينا المحيطات ليحررنا بزعمه
لانريدها خطبة تتحدث عن فواكه الجنة في الوقت الذي لا نجد رزق عيالنا ، وقد سرق الطغاة والبغاة والقساة نفطنا ودمعنا ودماءنا