يـوميـــات رمضـانيــة ( لقمان و زكيــة )» بقلم هشام عزاس » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» هل تعلم مامعنى اللهمّ إنّك عفو تحب العفو فاعف عنّا ؟؟» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أيها العمر» بقلم عيسى سلامي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» (تبسم البدر في ليلي فأيقظني)» بقلم عبدالله بن عبدالرحمن » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»» الذقن في الإسلام» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» لو كانت الدنيا تدوم لأهلها» بقلم عبدالله بن عبدالرحمن » آخر مشاركة: عبدالله بن عبدالرحمن »»»»» حلمٌ قصيرٌ جداً» بقلم أحمد عيسى » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أين الشّهامة؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
آمين آمين
الأخت منى :
جزاك الله خيراً
..
بارك الله فيك أختي الفاضلة
وأقول:
المحبة من أعظم منازل الإيمان..
وهي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون..
وإليها شخص العاملون..
وإلى علمها شمر السابقون..
وعليها تفانى المحبون..
وبروح نسيمها تروح العابدون..
فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون..
وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات..
والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات..
والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام..
واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام ..
وهي روح الإيمان التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه.. تحمل أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشق الأنفس بالغيها..
وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبدا واصليها..
وتبوؤهم من مقاعد الصدق مقامات لم يكونوا لولاها داخليها..
تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب .. وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة أن المرء مع من أحب فيالها من نعمة على المحبين سابغة..
وإذا غرست شجرة المحبة في القلب وسقيت بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب أثمرت أنواع الثمار وآتت أكلها كل حين بإذن ربها أصلها ثابت في قرار القلب وفرعها متصل بسدرة المنتهى..
لا يزال سعي المحب صاعدا إلى حبيبه لا يحجبه دونه شيء: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه.
- أما عن الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها فهي عشرة:
أحدها قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه.
الثاني التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة.
الثالث دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر.
الرابع إيثار محاب الله على محاب العبد عند غلبات الهوى وإن صعب المرتقى.
الخامس مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة.
السادس مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته.
السابع وهو من أعجبها انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى ولا ينفع في التعبير عن هذا المعنى بالأسماء والعبارات.
الثامن الخلوة به وقت النزول الإلهي ( في الثلث الأخير من الليل ) لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
التاسع مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر.
العاشر مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل..
فبهذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب وملاك العلم بذلك كله تقوى الله ( واتقوا الله ويعلمكم الله ).
ولمزيد الفائدة: يراجع كتاب ابن القيم مدارج السالكين ج3
والحمد لله أولا وآخرا..
الأخت الكريمة منى محمود حسان :
بعد كل ما ذكرته يا اختنا العزيزة ،لا يسعني إلا أن أقول لك لقد أحسنت وبارك الله فيكِ وجعله في ميزان حسناتك ، واسمحي لي بذكر حديث يجمع بين النصيحة والمحبة ،،،
روى الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر رضي الله عنه : ( يا أبا ذر إني أراك ضعيفا ، وإني أحب لك ما أحب لنفسي ، لا تأمرنّ على اثنين ، ولا تولين مال يتيم ) .
جزاكِ الله كل خير عنا وعن كل المسلمين .