المشاركة الأصلية كتبت بواسطة
جوري;218182
وأهرامات الضحك : حقيقي من بداية الولوج إلى القصة من خلال عنوانها تراءا لي أنها من النوع الضاحك أو الهزلي , ولكنني أجدها في بعض مقاطعها تتصف بالجدية والحكمة , بل تحتوي على بعض الدروس التي تعلمنا كيفية الترابط أو التلاحم مع الغرباء من أجل المعيشة والتعاون مع البعض وكيفية الانخراط في مجتمع أخر بخلاف المجتمع الذي تعود عليه.
قبل التطرق إلى الشخصيتين الرئيسيتين نجد أن الصفة الغالبة , والتي اجتمع عليها رفقاء السكن الواحد هي صفة التهكم والسخرية , ربما لمحاولة كلٍ منهم التقرب من الأخر من خلال ذلك أو ربما ليخففوا الغربة عن أنفسهم وعن بعضهم البعض .
فرض قوانين للمعيشة من أجل تيسير الأمور بطريقة سلسة وتبتعد عن الأنا.
نأتي للشخصية المثيرة للجدل بين الرفقاء , والتي كانت هي الوليمة الرئيسية على طاولة التعارف , ومحاولة كل شخص إبراز ما لديه من أداوتٍ في رسم شخصية ( حازم ثابت ) بطريقته , وعمر الشخص الجديد الذي يحاول أن يتأقلم مع رفقاء السكن , ونرى أن شخصية عمر تتركز في الطيبة وسرعة تأقلمه مع الوضع لأننا نرى هنا (بدأ التأقلم مع عادات كل واحد منهم يبني بيوتاً صغيرة لهم داخلي ، لكل منهم سمة تميزه ، عاداته الخاصة المختلفة التي ينفرد بها كل شخص عن غيره ،) وغير ذلك لحوح في طلب الصداقة , ربما حتى يستطيع أن يعيش مع الأشخاص بدون حواجز .
حازم ثابت شخصية غامضة يعشق التلون بتعدد الشخصيات التي يرتديها , أنيق مترفع , مرتب مثقف, شخصية موسوسة في النظافة يهرع بإلقاء ما قد مُس من أغراضه الشخصية من قبل غيره ؛ حتى لو كان غرضاً عزيزاً عليه !!
برغم الصفات التي يتصف بها إلا أنه شخصية سهلة الطوية محببة, استطاع عمر أن يدخل إليها بسهولة لأنه أراد ذلك وفرض على حازم قوة حضوره بطيبة قلبه؛ بخلاف البقية الذين استكانوا إلى غرابة طباعه ولم يحاول أن يدكوا الحصون المقامة حوله .
لنكتشف في النهاية أن حازم ( طالب في معهد الفنون المسرحية ) وأنه يرتدي الشخصيات التي ينتحلها ؛ كي يتقمص الشخصية عن قرب أكثر ويعيشها فتارة يرونه مهندساً وتارة طبيباً .... الخ ؛ فلم يكونوا رففاء السكن يعلمون طبيعة عمله أو دراسته . عدا (عمر ) الذي استطاع إلى يلج إلى هذا العالم الغامض والمنغلق على ذاته .
ففي قوله هنا :
- أبني هرمي بطريقة مختلفة ، بقراءة غيري ، العيش مع شخصيات المسرح ، أنسى من أكون ، وماذا أريد ، أفكر بتفكير ، الطبيب ، الضابط ، المهندس ، الفلاح ، المحامي ، وأحياناً اللص ، أفكر كما الشخصيات الأجنبية المترجمة التي تقرأها ، رسمت بأقلام كتاب يعرفون ما يكتبون ، أنسى بينهم التفكير في ذاتي ، همومي المستقبلة ، أحزاني الماضية .
نأتي للنهاية غير متوقعة , وهروب حازم لأن عمر استطاع أن يجعله يكشف أوراقه كلها ( أي أنه حرق ذاته أمام هذا العمر ) وهو يأبى أن يكون مكشوفاً !!
شخصية منطوية مع اعتقادي أن طلاب المعاهد المسرحية يكونون أكثراً انفتاحاً من الآخرين في علاقاتهم الاجتماعية .
بالرغم من الطيبة التي قرأناها لشخصية حازم إلا أنه أناني لم يكلف نفسه عناء تبادل التعريف مع رفيق جلسته لم يحاول أن يتقرب إلى عمر كما فعل عمر :
حازم . أليس من الغريب أنك لم تسألني عن نفسي طوال حديثنا .
يا صديقي ، ما تحويه نفسك لن يفيدني .
محمد البوهي : قرأتك هنا بطريقة مختلفة , كتبت لنا بواقعية أكثر مبتعداً عن الغموض الذي قد يفسر القصة إلى عدة تفسيرات . الوضوح هنا كان سيد الموقف , وقد نالت استحسان عيني وفكري , هذا من وجهة نظري أنا .
التسلسل كان ممتعاً , الوصف كان جميلاً جداً , تعرضت للشخصيات فصورتها لنا فرأيناها بعينيك نعم , ولكنها وصلت بطريقة التصوير المتحرك .
نأتي لنقطة الهرم ربما له تفسير في داخلي ومن خلال قراءتي لك في بعض قصصك , أجد أنه تصوير نفسي أكثر منه تفسير رمزي قد يحيط به .
وخاصة أن حازم قد تطرق إلى قصة الفراعنة وهم قصة تراث وحياة عريقة من الآلاف السنين رمز لمجد قد ولى ولكن آثاره بقيت هي الأقوى .
قد تخالفني الرأي ولكنها قراءة من وجهة نظر واحدة .
وعلى طاولة الحوار الأدبي نلتقي .
وأشكرك على هذه القصة الممتعة بالفعل قراءة وتوغل ومعايشة أفراد وحدث .
هكذا هي الدنيا ، موت وحياة ، حياة وموت ، تأرجحنا عالياً ، وتهبط بنا لأسفل التراب ، هكذا هي الدنيا ، وهذه هي سنة الحياة ، وما لزم علينا من الإيمان بالقدر .
رحمك الله .... غبت عنا بجسدك الطاهر ، وظلت كلماتك بيننا ، وروحك تحلق فوق أفياء واحتنا ...
رحمك الله .... يا جوري