على وشم ِ الصمود ِ لهُ وشاح ُ
ويشرقُ من مدى الليل ِ الصّباح ُ
تعالتْ في فم ِ الدنيـا نشيدأً
بطولات ٌ تزيِّنٌـها الجراح ُ
وتخفق ُ في المعالي َ شامخات ٍ
سبائب ُ قدْ تربَّعهـا الكفاح ُ
تذكِّر ُ أنهـا درع ٌ حصين ٌ
عصِي ٌ و المنـارات ُ وِضاح ُ
ويُعقدُ من سنـاها خيطُ فجر ٍ
عزيزٌ طابَ مشربُه ُ القراح ُ
هنا أصلُ الحضارة ِ منذُ دهر ٍ
هنا التاريخ ُ تكتبهُ البطاح ُ
هنا قامتْ على المجد ِ خيول ٌ
أعنَّتـها تسـابقها الرياح ُ
كتابُ العزِّ محفوظ ٌ لديـها
وتحميه ِ السباع ُ لهـا ارتياح ُ
تجلّت ْ في عراق ِ العُرْب ِ غاراً
أقام َ فمـا لـه ُ يوما ً رواح ُ
فأطربت ِ البلابل ُ كل ََّ دَوْح ٍ
وأحيت ْ أمس ِ فرحتًها الملاح ُ
هنا العباس ُ و الشرفُ المعلّى
تُوَسِّده ُ الأحاديث ُ الصحاح ُ
وما ضرَّ الأماجدَ قيْحُ لَحْي ٍ
ولا الضرغام ُ يبلُغُه ُ النباح ُ
ولا هوَ في الحوادِث ِرهنَ غيظٍ
ولا الغازي تخلِّده ُ الرماح ُ
وقد مرَّتْ جحافل ُ عاصفات ٍ
مضتْ صرعى وأثقلها الصياح ُ
ودجلةُ لمْ يزلْ فيه ِ عزيزا ً
ويُنشر ُ للغـد ِ منه ُ جنـاح ُ
على قدر ِ الإباء ِ هو الفداء ُ
ويجملُ في المجيبات ِ السماح ُ
هبيهمْ قدْ تواروا يوم َ زحف ٍ
فهمْ أسرى و صنعتهم نياح ُ
وقد كانوا على القدس ِ عجافا ً
فكيفَ بهم تقودهم ُ وقاحُ
إلى الفردوس ِ قافلة ُ الضحايا
وأبطالُ الصمود ِ لهم فلاح ُ
ويعلو الحقُّ ما شمخَ الُمُحيا
وغرَّدَ في مواكبه ِ السلاح ُ
أيمن اللبدي