نقول بلهجتنا عندما يغضب شخص بأنه (حرِدَ) .. لذلك سأستعمل هذه الكلمة لأنها في محلها ..
فلماذا حردَ أبو مازن يا عرفات؟ فنحن نعرف بأن ( قارعة الطريق ) تُلزمَ أبا مازن بتفكيك التنظيمات الجهادية ولمِّ أسلحتها بل تذهب لابعد من هذا ألا وهو إما سجن المجاهدين ومشايخهم أو قتلهم ..
المشهد السياسي يقول التالي ..
طالما أن شارون وبوش واللجنة الرباعية الغربية يمجِّدون بموقف أبي مازن فهذا يعني بأن أبا مازن هو ( زلمتهم المناسب ) في المنطقة .. يعني – بالمشرمحي – أن أبا مازن سيقوم بالمطلوب منه كما رُسمَ له , مما يعني بأنك يا عرفات غير موافق على شروط شارون وبوش ..!
ممتاز .. ولكن يا رفيقي تعال لنتحاكم لعام 1996 أي قبل سبع سنوات من الآن ! ألم تقم يا عرفات بسجن كلا من الدكتور الرنتيسي والزهار ووضعتَ الشيخ ياسين تحت الإقامة الجبرية في منزله وسجنت المئات من المجاهدين وقتلتَ الآخرين بتليفونات جوال ملغومة أو تحت ذرائع انفجار هنا وهناك ؟!
إذا ما الذي يدور وراء الكواليس بالضبط ؟ هل هو نزاع بينك وبين أبي مازن في نيل شرف سحق المقاومة وإخمادها أم أنك بالفعل تريد أن تختم حياتك بموقف وطني نذكره لكَ بعد مماتك ؟
ما علينا .. فنحن فاهمين البير وغطاته – كما تقول جدتي رحمها الله – فأنتَ وأبو مازن ودحلان والرجوب وكل الجوقة تعتبرون حماس والجهاد وكتائب شهداء الأقصى وعز الدين القسام إرهابيين أي قتلة وذلكَ حفاظا على السيارات المرسيدس السوداء والبساط الاحمر وجوقات (تعظيم السلام) في الحلِّ والتسفار ..ولكن يا عزيزي اللعبة أكبر مما تظنون .. فأنتَ وأبو مازن لن تكونوا سوى ( ورق تواليت ) سيستعمله شارون بعد قضاء حاجته . فاحذرا ثم احذرا من الوقوع في الفخ المنصوب لكما وللشعب الفلسطيني ! فأنتما تعلمان علم اليقين بأن الذي يفجر نفسه في اليهود وهو يبتسم لن يتردد في تفجير نفسه في من سيشعلها حربا أهلية أو بمن اختار لنفسه أن يتحول( لكرازاي فلسطيني ) !!
نحن لا نتمنى نشوب حرب أهلية ونسأل الله أن يقينا مثل هذه الفتنة ولكن دخول المخابرات المصرية والاردنية والأمريكية والإسرائيلية لا يبشر بخير .. فمع احترامنا للحكومات من حولنا ومواقفها يجب عليكَ يا ابو عمار وابو مازن ألا يغيب عن أذهانكما بأننا لن نفرط بدماء الآلاف من خيرة شبابنا الشهداء وبآلاف الجرحى من أجل أن يرضى عنكما شارون وبوش ومبارك وعبد الله .. !!
الأيام القادمة حبلى بالمفاجئات غير السارة للاسف , فشارون لن يهدأ له بال إلا بحرب أهلية في غزة والضفة .. ولكني أقول لكما تذكرا جدِّ الملكِ حسين .. فقد قُتلَ في القدس بعد أن سلَّمها لليهود ! فاختارا الموقف الصحيح ولا تنسيا بأن المجاهدين لن يرفعا لأحد راية بيضاء ولن يسجدوا إلا لله الواحد القهار ولن يهزمنا شارون أو بوش أو من يبيع نفسه لهما . فالله معنا بحوله وقوته !! !
جمال حمدان