|
سما حين فاضت بالنجومِ مدامعه |
ورقَّ فما طينٌ تحسُّ أصابعُه |
تَفَرَّدَ حتى صارَ يبُحرُ وحدهُ |
فتغرق في لُجِّ الضياع روائعُه |
وماتَ وما يدري أفي الموتِ ضِلَّهُ |
يبين على ما تستفزُّ دوافِعه |
تصابَت بلا زهوِ الصبابةِ شيبُهُ |
وشابَت بلا وعي الشيوخ رضائِعهُ |
يبيتُ وتحمى بالسيوفِ دوارِعُه |
على النارِ تطوى في العشيِّ أضالعهُ |
وكم كان يأبى أن يلُفَ خِباءُهُ |
ظلامٌ وقد زينَت لديهِ بدائعُه |
ويأتي حبيسُ الهمِّ عندَ سمائِهِ |
فيرحَمُ من شُهب الكواكبِ سامِعهُ |
فيطلبُ ثأراً من لياليهِ عَلَّها |
تَكِلُّ وقد كلَّت لديهِ قواطعهُ |
لقد كان يرجو من صباهُ ذرائعا |
وما كان َ يرجوأن تخيبَ ذرائِعُه |
ثَلاثونَ مَرَّت من سنينِّ حياتِهِ |
يُحاوِلُ خرقاً وألأمانيًّ راقِعُه |
ثلاثونَ وألايامُ تمضي حثيثَهٌ |
حقيقتهُ زيفٌ وفي الزيف واقِعُه |
تما لأ دهرٌ منهُ غيضا وما خلت |
من الاُنسِ بالذكرى وحيداً مرابعُه |
ويشتاقُ أن يصغي للحنٍ أضاعَه |
فيسُمعًه نعقَ ألاراجِيفِ ساجِعُه |
فيذهَلُ هل كانَ الذي هوَ كائِنٌ |
أم أختَلفت عاداتُهُ وطبائِعه |
ودائِعهُ قلبٌ وروحٌ ممزَّقُ |
ولابدَّ يوماً أن تُردَّ ودائعه |
يرومُ لها عَوداً حميداً وأنما |
يُطالِب حقا لكن الظالمُ مانِعه |
أيتركها نهباً لجيشِ همومِهِ |
وقد كانَ يأبى أن تلوحَ طلائعةُ |
وُيتركُ ضمأناً بمهمهِ عمرهِ |
تُراودُهُ أزهارهُ ومزارِعُه |
هو ألان مطروحاً على جمرِ سِرِّهِ |
تَدوسُ عليهِ في المساءِ شوارعه |
بدايتُهُ حزنٌ وحزنٌ نهايهٌ |
تصيّيرُ قصراٍ من همومٍ بلا قِعُه |