أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مؤامرة اعدام صدام: معلومات تنشر لأول مرة

  1. #1
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي مؤامرة اعدام صدام: معلومات تنشر لأول مرة

    هذه المقالة بعث بها أحد الإخوة إلى عشرات الأصدقاء بالإيميل . وعلى الرغم من تحفظنا على هذه الرواية التي لا تكاد تصدق والتي يبدو فيها خيال الكاتب واسعا وكأن الأمر عبارة عن رواية بوليسية حيث يتخيل كاتبها حوارات حتى في لحظات لا يمكن أن يكون قد اطلع عليها أي شخص ، وكأنه كان حاضرا في البيت الأبيض ليلة إعلان النتائح أو في الحوار الذي دار بين صدام وبين جنود الجيش الأمريكي الذين كانوا يحرسونه ليلة تسليمه للحكومة العراقية ، إلا أنها تحتوي رغم ذلك على كثير من المعطيات حول الوضع العراقي والورطة الأمريكية في العراق والفتنة الطائفية ومن يقف وراءها والعلاقات الأمريكية الإيرانية في الملعب العراقي . ننشر هذا المقال مع كامل التحفظات ولقارئه أن يستنتج ما يبدو له . أنتظر تعليقاتكم وردود فعلكم على هذه المقدمة وعلى ماورد في المقالة يا أصحاب العقل النقديـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ




    العديد من رؤساء الدول العربية كانوا يعلمون بما يجري .. ولكنهم صمتوا جميعا ولم يتحدث احدهم بكلمة لإيقاف المؤامرة أو على الأقل الحد من تصاعدها ..ونريد تذكير القراء .. عندما نشرنا بعد عشرة أيام من الهجوم الأمريكي على العراق كتبنا في سنة 2003 كلمة ( الصفقة ) وترجمت إلى اللغة الانكليزية ونشرتها معظم الصحف الأمريكية .. والعربية والعالمية .. ثم ثبت للعديد من الباحثين والكتاب صحتها .. ونحن نكتب اليوم قصة المؤامرة.. ولا تقل في صحتها عن الصفقه.

    يوم السابع من نوفمبر عام 2006 ، وعند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل .. بدا أن الأرض تميد تحت أقدام الرئيس الأمريكي .. ورغم أن الرئيس ينام مبكرا نسبيا إلا انه قرر في تلك الليلة ان يسهر حتى الصباح .. وقد ظهر فيما بعد ان الرئيس لم يكن ساهرا وحده .. فكل أساطين الحزب الجمهوري امضوا ليلة من أسوأ الليالي إلى جانبه .. بدا واضحا أن نتيجة الانتخابات تتجه اتجاها عكسيا لما توقعه الرئيس ونائبه ..ورغم أن استطلاعات الرأي كانت تفيد أن الحزب الجمهوري في طريقه الى الخسارة .. إلا أن الرئيس كان قبل انتهاء نتيجة الفرز يعتمد اعتمادا كليا على التيار المسيحي الأصولي الصهيوني الذي سيقلب الموازن في عدة ولايات لم يتم الفرز فيها بعد .

    وكان هاتف نائب الرئيس الخلوي لا يكف عن الرنين .. ثم ينقل فحوى المكالمات إلى الرئيس مباشرة .. ومن امتقاع وجه النائب أثناء حديثه في الهاتف كان الرئيس يدرك أن الأمور تسير عكس ما يتمناه .. أما رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق .. فقد كان يضع يده على خده وينزوي مفكرا .. وكان الآخرون يتمازحون مع عمال وعاملات البيت الأبيض الذين كانوا ذاهبين آيبين يحملون فناجين القهوة الساخنة وبين الفينة والأخرى يربت الرئيس على كتف امرأة من العاملات أمضت في البيت الأبيض سنين عديدة وعاصرت أربع رؤساء للولايات المتحدة تخدمهم وتؤدي واجبها نحوهم كأحسن ما يكون . لكن المرأة كانت تدرك أن الرئيس يعاني لذا فقد اقتصر دخولها عليه لثوان ثم تغادر .. وبدا في تلك الليلة خاصة بعد انتهاء الساعات الأخيرة من الليل .

    أن الأمور قد انقلبت رأسا على عقب .. وان الحزن قد استبد بالجميع .. غير أن الرئيس استجمع نشاطه فجأة وذهب إلى مكتبه وقام باستخراج ملف يحوي عدة أوراق واخذ يقرأ فيها منغمسا .. وقد كشف فيما بعد أن الرئيس كان يقرأ خططا بديلة لما يمكن ان يجري في هذا العالم خاصة في منطقة الشرق الأوسط إذا ما خسر الحزب الجمهوري أغلبيته في مجلسي الكونغرس والشيوخ .. وكانت الخيارات التي وردت في التقرير كثيرة ومتنوعة .. ومن خلال قراءاته كان الرئيس يقطب جبينه تارة ويبتسم أخرى .. غير أن صوت رامسفيلد جاءه عميقا ومؤثرا : سيدي الرئيس .. لا .. ما زلنا نمتلك أوراقا كثيرة .. يكفينا ما نحن فيه .. ورد الرئيس ببرود .. لا تخش شيئا يا (دون) .. فالأمور ما زالت بأيدينا .. إني فقط استذكر ما يمكن أن يحدث .

    وظهر النعاس فجأة على عيني الرئيس المرهقتين .. غير انه ظل يواصل عمله .. وواتته أفكار تحدث بها إلى نائبه .. حزب الله قد اكتسب تأييدا منقطع النظير بين السنة بعد انتصاره في حرب لبنان .. مقتضى الصدر يخلق لنا مشاكل لا تنتهي في العراق ويأبى إلا أن يحصل على كعكة كبيرة لكي يتوقف .. رؤساء الدول العربية من أصدقائنا وخاصة في مصر والسعودية والأردن وبعض دول الخليج أخذوا يصعدون من لهجتهم في نقدنا .. الفلسطينيون أصبحوا مؤثرين بدرجة مؤذية و ( مرذوله ) طالبان تستعيد قوتها وتوقع الخسائر بجنود حلف الناتو .. خسائرنا في العراق أخذت وتيرة متصاعدة .. باكستان رغم تظاهرها بانها تبذل جهدها لكي توقف الزحف القاعدي بين الحدود فإنها لا تستطيع ان تفعل شيئا .. والإسلاميون فيها يخلقون المشاكل المتتابعة للنظام هناك .. حيرتنا بين تركيا والأكراد توقعنا في كثير من المشاكل .. الموساد لا يفعل شيئا سوى القيام بتركيز قواعد متحركة في العراق ومعظم المعلومات التي يمدنا بها مغلوطة أو أن جزءا كبيرا منها يعتمد على التخمين .. الملف الإيراني يبدو أننا نخسره رغم أننا نحاول إقناع الشعب الأمريكي بازدياد خطره .. ثم وضع الرئيس يده على جبهته التي تنضح عرقا وقال فجأة .. لا بد من تطبيق ولو جزء يسير مما كنت اقرأه .. يجب الإسراع في إنشاء التجمع السني مقابل الهلال الشيعي لكي نوقف هذا الانحسار .. ثم قال موجها كلماته إلى أذن ديك تشيني .. يجب أن تذهب للسعودية فورا .. فقال ديك : سيدي الرئيس ..لقد كنت هناك قبل فترة وجيزة .. قال الرئيس : اذهب لاستكمال المهمة .. أو استدع السفير السعودي للتباحث معه في هذا الأمر .. وفي نفس الليلة الأمريكية المشمسة في السعودية .. كان الملك عبد الله يلتقي بالعديد من علماء السعودية وشيوخها لاستصدار فتوى تجيز أن يعلن الملك حمايته للسنة إذا ما تعرضوا للخطر في العراق استكمالا للخطة التي تلقاها الملك هاتفيا من البيت الأبيض .

    وفي أخريات الليل .. التقط الرئيس هاتف تشيني واتصل بالسيدة نانسي في كاليفورنيا .. تلك السيدة التي كان الحزب الديمقراطي قد رشحها مسبقا في حال فوزها لرئاسة الكونغرس الأمريكي لكي يهنئها بالفوز .. ولا ادري لماذا لم يستخدم الرئيس هاتفه الشخصي أو هاتف البيت الأبيض لمثل هذه الحالة .. وتنحى الرئيس جانبا ولا يدري احد ما الذي دار بينهما .. لكنه يبدو أن رامسفيلد قد فهم لعبة الهاتف .. وتأكد أن الأمر يخصه .. غير انه لم يبحث الأمر مع الرئيس .. وتبين فيما بعد . أن لقاء قريبا سوف يعقد بين الرئيس وبين السيدة نانسي .. لكنها طلبت ثمنا باهظا .. تنحية رامسفيلد من وزارته السيادية التي أوصلت الولايات المتحدة كما قالت إلى ورطة في رمال متحركة عنيفة يغرق فيها الجيش الأمريكي .

    في مساء اليوم التالي أوعز الرئيس إلى ضرورة قدوم الملك عبد الله الثاني ملك الأردن لمقابلتة سرا.. وفي غضون الساعات التي تستغرقها الرحلة كان الملك عبد الله يطرق باب البيت الأبيض .. وقد بدا الأمر أثناء الاجتماع الثنائي أن الرئيس يقوم بلعبة كبيرة جعلت الملك عبد الله الثاني يقول : سيدي الرئيس .. إن هذا الأمر فوق طاقتي .. لماذا لا نشرك الرئيس حسني مبارك بالأمر .. فقال الرئيس .. كلا .. إن كافة الأمور التي يمكن أن تبحث مع الرئيس حسني مبارك سوف نبحثها عندما يعقد المؤتمر في عمان .. وهناك سوف تحدث أمور كثيرة قد نجدها جارحة لنا ولكننا لا بد أن نفعلها .. ولسوف نستدعي المالكي لحضور المؤتمر في اللحظات الأخيرة من بدء تباحثنا في عمان .. وسوف تصرح السيده كونداليزا غدا بأننا سنشرك سوريا وإيران في تهدئة الأوضاع في العراق .. وهذا يعطينا فرصة لالتقاط الأنفاس فلا حاجة لنا بالرئيس المصري .. ولأول مرة منذ أن ركن السفير السوري على الرف يطير البرقية تلو الأخرى إلى السلطات السورية بفتح خط على بغداد .. فيذهب وزير خارجية سوريا وليد المعلم إلى بغداد وتتم الأمور وفق ما يشتهي الرئيس .. فقد أعيدت العلاقات بين سوريا والعراق .. واستعدت سوريا للتحادث مع إيران في هذا الأمر .. وبدا من خلال محادثات الأمريكيين مع السفير السوري أن سوريا على استعداد لان تقنن اتصالها بحزب الله وان توقف الدعم نسبيا عن هذا الحزب . لكي تتوافق الأمور مع عرض مجلس الأمن قضية إيران النووية .

    في الأيام التي تلت .. قرر الرئيس دعوة عبد العزيز الحكيم إلى البيت الأبيض .. وشعر ديك تشيني بالخطر فقال للرئيس : سيدي .. ان ما نفعله خطير .. قال الرئيس باسما : إنها الورقة الأخيرة .. دعنا نجرب .. فاحتد تشيني قليلا وقال : الأمر لا يحتمل التجربة .. إن هذا يمكن أن يحدث حربا أهلية في العراق .. قال الرئيس : وما شأننا نحن .. انه أمر عراقي داخلي .. وذهل تشيني .. ثم قرأ ما يدور في رأس الرئيس أن وقوع الحرب الأهلية تعتبر مبررا كبيرا للانسحاب من العراق على اعتبار أنها لا تتدخل في شئون العراق الداخلية من ناحية سياسية .. وان ذلك يعفي الكثير من عمل القوات في العراق .. وفي الوقت نفسه .. كان الرئيس يفكر في شن حملة ضد مقتدى الصدر الذي سحب نوابه من البرلمان بعد أن أعلن المالكي مؤتمرا للتصالح الوطني في العراق .. وكانت طلبات مقتدى الصدر باهظة التكاليف من ناحية سياسية .. فقال الرئيس لديك تشيني مازحا .. دعنا نعطيه ما يطلب .. انه الحل الوحيد .

    قبل ذلك التاريخ بقليل .. عقد مؤتمر عمان .. واستدعي المالكي على عجل للمؤتمر تنفيذا لأوامر الرئيس الأمريكي .. ثم وضعت خطة قتل الرئيس العراقي صدام حسين في ذلك المؤتمر .. وعند عودة الرئيس من المؤتمر عقد اجتماعا مع أركان إدارته قائلا لهم في مجمل الحديث : لقد حققنا اصطياد عدة عصافير بطلقة واحدة .. وقال لتشيني مازحا : إن ديك لا يعرف كيفية اصطياد العصافير .. فقد أراد اصطياد عصفور قبل فترة ولكنه اصطاد صديقه .. وضحك الجميع .. عندما جاء عبد العزيز الحكيم إلى البيت الأبيض سأله الرئيس أن يقترب من مقتدى الصدر أكثر وان ينسى الخلافات بينهما في هذه المرحلة فقال الحكيم : إن طلبات مقتدى معروفة وواضحة .. ولا حاجة للاقتراب منه .. انه يريد الكعكة بكامل دسمها .. وفوق كل ذلك .. يريد رأس صدام حسين .. وذهل الحكيم عندما قال الرئيس : أنتم العرب عندما تبدأون طعامكم تبدأون بالرأس أولا .. ثم تأتون على الإطراف .. أما نحن فمختلفون. إننا نبدأ بالأطراف أولا فيما يسمى بتجفيف المنابع .. ثم نأتي إلى الرأس في النهاية .. وزاد استغراب الحكيم قائلا : ولكن ذلك مطلب إيراني .. فقال الرئيس .. وهذا ما أريد الوصول إليه . ثم عرض الرئيس ان يفتح خطا غير مباشر مع إيران .. وانتهى اللقاء بان خرج الحكيم من البيت الأبيض وابتسامته تنفرد على مساحة واشنطن كلها . في الأسابيع التي تلت .. سمح للرئيس العراقي المعتقل بان يطلب ما يشاء في سجنه .. فأدخلت إليه الصحف ، وأعطي تلفزيونا في غرفته لمتابعة الأخبار. وسمح بتلبية رغباته حتى أن الحرس الأمريكي الذي يقوم بحراسة سجنه قد فكر العديد منهم أن الأمور سوف تعود بالنفع على صدام حسين وعلى النظام السابق.. وصدق البعض ان أمريكا أخيرا سوف تستعين بالرئيس المعتقل لتهدئة الأوضاع في العراق .. وتبع ذلك إعلان المالكي بأنه يريد إعادة الجيش العراقي المنحل إلى سابق عهده .. وطرح موضوع إعادة حزب البعث إلى نشاطه ليشارك في الحياة السياسية ما عدا من تلوثت أيديهم بدم العراقيين .. مما حدا بمقتضى الصدر أن يسحب نوابه من البرلمان العراقي .. وتم كل ذلك في غضون ايام قليله .

    غير أن الرئيس العراقي المعتقل بذكائه المفرط .. كان يدرك ان الأيام التي يقضيها في سجنه معدودة .. وانه في طريقه إلى حبل المشنقة .. وان الإعلان من قبل حكومة المالكي أنهم بصدد إجراء مصالحة يشترك فيها حزب البعث وإعادة الاعتبار إلى الجيش العراقي في بعض مناحيه مقدمة لكسب رضا حزب البعث الذي أخذ يؤثر تأثيرا مباشرا في العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية .. لذا فقد ذهب إلى الجلسة الأخيرة من محاكمته وقد حضر بعض الكلمات التي يمكن أن يلقيها حال التلفظ بالحكم عليه بالإعدام .. ثم صارح محاميه في زيارته الأخيرة له بما يعتمل في فكره .. غير أن المحامي طمأنه إلى أن الظروف السياسية الحالية تعمل لصالحه .. ولكن الرئيس المعتقل قال له : على العكس تماما .. إن أمريكا تريد كبش فداء لتهدئة الأوضاع وإثارتها في نفس الوقت .. وصدقت ظنون الرئيس العراقي المعتقل .. فقد حكم عليه بالإعدام .. وألقى الكلمات التي كان قد حضرها مسبقا .. وهكذا اخذ يعد أيامه الأخيرة لأن سيناريو إعدامه قد بدأ بالظهور في الأفق .

    في الأيام التالية .. ابلغ المالكي مقتدى الصدر بان طلباته التي وضعها لإعادة نوابه إلى المجلس في طريقها للحل .. وطلب منه إعادتهم .. وتوقفت الحملة التي شنت ضد مقتدى الصدر ومليشياته .. وغضت الحكومة العراقية الطرف عن القصف العشوائي الذي تمارسه تلك المليشيات وتستهدف فيه مناطق السنة .. من ناحية أخرى أوعز الرئيس الأمريكي إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يقوم بمقابلة الرئيس عباس.. وان يقدم للفلسطينيين عروضا مغرية لتهدئة الأوضاع .. واستطاع من خلال المكالمة التي جرت بينهما أن يقنعه بذلك .. وعندما لم يقتنع اولمرت بما تحدث به الرئيس قال له الرئيس : ومن قال لك أن تنفذ ما تعد به .. أنت وشأنك .. وهكذا ضحك اولمرت على الخط الآخر وقال : كما تريد أيها السيد الرئيس .. غير ان ما اقلق الرئيس الأمريكي في تلك المرحلة .. إن الفلسطينيين في العراق يتعرضون لعمليات تصفية منظمه من قبل المليشيات التابعة لبعض الأحزاب العراقية .. مما يجعل الأطراف ( المتشددة ) الفلسطينية ان تعزف عن تهدئة الأوضاع مع إسرائيل .. وهكذا .. وبسرعة عجيبة .. عقد اجتماع في الامم المتحدة بين رئيس الوفد الامريكي وسكرتير الامم المتحدة لكي تحل مشكلة الفلسطينيين العالقين على الحدود الاردنية .. في نفس الوقت الذي اجتمع فيه المالكي مع العديد من الأحزاب الطائفية في حكومته لكي يكفوا عن الاعتداء على الفلسطينيين المقيمين في العراق .

    وهكذا هدأت الأوضاع في سكن الفلسطينيين لأيام معدودة .. ثم عادت للظهور مرة أخرى لان المالكي ورؤساء الأحزاب الطائفية لم تستطع السيطرة على عناصرها .. واستمر مسلسل القتل ضد الفلسطينيين المقيمين في العراق .. أما إيران فقد كانت التقارير تصلها من العراق أولا بأول .. وقر رأي مدير الاستخبارات فيها على ان يرسل مجموعة من رجال الاستخبارات الى العراق لاستطلاع ما يمكن أن يحدث في حال إعدام الرئيس المعتقل .. غير أن ذلك لم يكن بالتنسيق مع السلطات العسكرية الأمريكية المسئولة في العراق .. وتم الأمر فيما بين الرئيس العراقي الحالي وبين مدير الاستخبارات الإيرانية أثناء زيارة الأول لطهران مؤخرا .. غير أن من أرسلتهم الاستخبارات الإيرانية وقعوا في أيدي القوات الأمريكية مما كاد أن يحدث أزمة بدا أنها لن تحل بين رئيس الوزراء وبين الرئيس العراقي .. الا ان التعليمات صدرت من واشنطن بالإفراج عن المعتقلين الإيرانيين من رجال الاستخبارات ..

    وقد استغرب مسؤولو الامن الامريكيين في العراق هذا الطلب رغم ان التحقيقات المبدئية اسفرت عن نتائج تفيد ان العراق مقبل على اجراءات غير مسبوقة ربما ادت الى قيام حرب أهلية فيها. ولكنهم لم يؤخروا الافراج عنهم .. وتم ذلك بعد تلقيهم الامر على الفور .. بدا للوهلة الأولى أن الأمور في العراق بدأت تتعقد بشكل كبير .. وان رائحة المؤامرة التي حيكت في البيت الأبيض وسربت الى بعض رؤساء الدول العربية قد اشتمها العديد من رؤساء القبائل السنية في العراق .. لذا فقد قام حارث الضاري بجولة سريعة على بعض الدول العربية .. ووضع أمامهم بكل صراحة ما يمكن ان يجري في حال إعدام صدام حسين .. غير ان كافة الدول التي زارها حارث الضاري كان رؤساؤها يعلمون بما يجري .. وقد طمأنوه بان ذلك لن يحدث .. وان البيت الأبيض يقوم بكل هذه الأمور متخبطا لا يدري ماذا يفعل وان الإعدام غير وارد .. ثم عرض الضاري على بعض العرب أن ينفى صدام حسين اليها .. واستعدت دولة قطر باستقباله .. غير أن وجهة نظر المالكي للأمريكيين ان بقاء صدام حيا يعتبر احد الأسباب المهمة في إبقاء ( العمليات الإرهابية ) مشتعلة .. وان وجوده حيا حتى ولو كان خارج الحدود العراقية يمكن ان يعيد حزب البعث إلى سابق عهده من القوة .. وان قطاعات كبيرة من الجيش العراقي المنحل اذا ما أعيدت حسب الوعد المالكي يمكن ان تنقلب على الحكم ..

    وان الحل الوحيد في قطع دابر النظام العراقي السابق .. هو قطع الرأس المفكر من جذوره .. ويعني رأس صدام حسين .. كل ذلك مما نكتبه كان نظريات مستقبلية وخططا تجريبية جرت التجربة فيها لعدة أيام في بعض مناطق بغداد .. فقد صالت مليشيات مقتدى الصدر وصالت في بغداد وأخذت تقيم الحواجز في الطرقات .. وتفتيش الناس وتعتقلهم على الهوية .. غير ان الحكومة العراقية لم تفعل شيئا إزاء ذلك .. وكانت الأخبار ترد إلى البيت الأبيض فلا يأبه لها .. فالخطة تسير وفق ما وضعوا . ثم سمح لهذه المليشيات بان تنتشر في منطقة الكاظمية جهارا بعد أن كانت سرا .. وأخذت تغلق الطرقات ليلا وتمنع المارة من النزول الى الشوارع مع ان المنطقة شيعية بالكامل .. كل ذلك خيفة اكتشاف ما يجري من عمليات التحرك الليلي .. وهكذا نقل صدام من سجنه الذي كان حراسه أمريكيين الى الشعبة التي كان النظام العراقي السابق يجري فيه التحقيقات والإعدامات السرية للمتعاونين مع النظام الإيراني ..

    عندما تم نقل صدام الى المكان الجديد .. قامت المليشيات التابعة لمقتدى الصدر باختطافه من حراسه الأمريكيين والعراقيين معا لمدة ساعة واحده .. ثم نقلوه إلى جهة مجهولة .. غير ان الأمور كلها قد أصابها الجنون .. فقام المالكي شخصيا بزيارة مقتدى الصدر في تلك الليلة ولم يستخدم الهاتف في مقابلة سريعة لعودة صدام حسين إلى حراسه .. إذ انه في طريقه إلى الموت .. ومما قاله المالكي : انه لا يريد أن تأخذ الأمور طابعا طائفيا في هذه المرحلة .. وإلا فان كافة الخطط التي رسمت ستصير إلى الاكتشاف .. وهكذا أعيد صدام إلى حراسه الذين لم يبرحوا أماكنهم .. وعلم الرئيس الأسير أن اختطافه وإعادته إلى موقعه السابق بمثل هذه السرعة يعني ان هذه الليلة تعتبر آخر ليلة في حياته .. فأصابته نوبة من المرح واخذ يمازح الأمريكيين والعراقيين من حراسه بما يلزم للواقعة عينها .. اذ كان يحكي لهم نكتا عن كيفية إعدامه وانه يفضل الموت برصاصة في الرأس لانه أسير عسكري .. ومن العيب أن يعدم شنقا كما قالت المحكمة .. وقال له احد الأمريكيين بلغة عربية مفككه .. يا سيدي .. بما انك تعرف انك ستموت الليلة .. لماذا لا تندب حظك الذي أوقعك في هذه المشكلة .. على الأقل الصمت خير لك فلا حاجة لك بان تتحدث بنكات تضحكنا .. ولكنها تجعلك تبكي من الداخل .. فقال الرئيس : يا بني .. هل سمعت بعمر المختار .. قال الجندي : نعم لقد شاهدت شريطا باللغة الانجليزية عن إعدامه من قبل القوات الايطالية في ليبيا بعد قيامه بثورة ضدها .. قال له الرئيس صدام .. أتدري ما قاله عمر المختار لمن وضع الحبل في رقبته ولا يوجد في الشريط الذي شاهدته .. قال الأمريكي .. لا يا سيدي .. لا ادري .. قال الرئيس الأسير .. لقد قال كلمتين قبل إعدامه .. انتم تخافون مني في حياتي .. ولكنكم سوف ترتعدون رعبا عندما أموت ..

    ولم يفهم الجندي الأمريكي الأمر فأوضح له الرئيس الأمر : قال .. في حياتي .. الكثير من الناس لا يأبهون لي .. ويظنون أنني مجنون قام بثورة ضد اكبر دولة قمعية استعمارية في هذا العالم . ولكني عندما أموت .. سوف يصبح قبري مزارا يؤمه الناس من كل حدب وصوب .. وهذا ما سوف يحدث لصدام حسين .. سوف أخيفكم في قبري أكثر مما أخيفكم في حياتي ..

    بقلم : وليد رباح

    مراسلة خاصة للشروق - الولايات المتحده الامريكية

    تاريخ نشرالمقال على الشروق اليومي01/01/2007
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 804
    المواضيع : 100
    الردود : 804
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي رد على مقال وليد رباح..


المواضيع المتشابهه

  1. أسرار تكشف لأول مرة عن الخيانة التي تعرض لها صدام حسين ليلة سقوطه
    بواسطة محمد حمود الحميري في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-07-2015, 09:36 PM
  2. شعب يئنّ وأمّة تتمزق - اعدام صدّام حسين = للسيد عبد الرازق
    بواسطة السيد عبد الرازق في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 13-02-2007, 04:33 PM
  3. معلومات لأول مرة عن صلاة الاستخارة
    بواسطة وليد حمزة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20-04-2006, 02:33 PM
  4. الحمد لله لأول مرة!
    بواسطة د.إسلام المازني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 12-01-2006, 04:01 PM
  5. تجوَّل فى المسجد الاقصى وكأنك تراه ..."لأول مرة على الانترنت"
    بواسطة hedaya في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-12-2003, 02:15 PM