أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: شهد القلم أنه..

  1. #1
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي شهد القلم أنه..

    السلام عليكم ورحمة الله..

    شهد القلم أنه..

    عندما يفقد المرء المسلم شيئا ثمينا وقيِّماً.. وكيف ما كان هذا الشيء.. يكون بعدها معرَّضاً أن يفقد ما تبقى له من أشياء.. كونها تعتبر أقل قيمة مقابل ما تنتظره قلوب المؤمنين إن شاء الله في الجنة من نعم لا تحصى ولا تعد ولا تخطر على قلب بشر..

    هذا ما حصل لنا نحن أغلب المسلمين العرب اليوم.. ارتكبنا من المحرمات ما لم يرتكب حتى في أيام الجاهلية الأولى.. أذعنا الفواحش وأقررناها بقلوب رانت عليها الذنوب واستحكم الشيطان وثاقه فوقها.. شيدنا بؤر الربا أضعافا مضاعفة في كل مكان وباركناها بالتعامل الربوي في كل صغيرة وكبيرة.. أقمنا للزنا بيوتا في كل شارع وخلوة، باركنا جهود الغرب لتضليلنا أكثر وفتحنا لهم كل قنواتنا الفضائية ومجلاتنا العربية.. فاستبدل بذلك الكثير من شبابنا الستر مقابل السفور.. والميوعة مقابل الطهر والعفاف.. ماتت النخوة في قلوب الكثير من رجالنا وأولادنا ولم تعد في أنفسهم الحمية والغيرة على أعراضهم.. بل استحلوا النظرة الحرام.. والمجلس الحرام.. تغاضى الكثير عن بركة الله في الزواج الحلال واستحل زنا المحارم.. صارت للخمر مصانع ومتاجر اليوم على مرأى العين تصفف فيها القنينات للمشتري والمتفرج.. ارتفعت أصوات الغناء النسائية والرجالية.. بل أصبح العفن (الفن) قبلة للكثيرين.. هُجر القرآن في الكثير من البيوت والمجالس ولم يعد له صوت يذكر أمام الأصوات الدنيوية الأخرى.. خَلت خطب أغلب دعاتنا من الكلمات الجهادية ولم يعد أغلبهم يكلف نفسه عناء كتابة خطبة الجمعة حتى.. إذ أصبحت تصلهم أينما كانوا مكتوبة بأيد عليا ويفتونها علينا بعين لم تر وقلب لم يوجع وفم يدعو بسلامة الحاكم في كل موضع..

    وهذا ما حصل لأصحاب القرارات عندنا.. هذا ما حصل لأغلب الفئة التي تملك أكبر الصلاحيات أمام كل قضايانا المصيرية.. أو العسكرية.. أو الإدارية.. أو الاجتماعية.. أو الاقتصادية..أو التعليمية.. أو الطبية.. الخ..

    أغلبهم تقلد منصبه دون تعب إلا من رحم الله.. ومارس مهمته دون وصب وبدم بارد.. وبعقل يعي جيدا أن المصلحة الدنيوية توجب وتلزم ترك مبادئ الإسلام في الكتاب والسنة.. والتعامل بما تقتضيه الحال من بروتوكولات وتغاظ وتحريض وتحايل وقمع ووشاية ورشوة ومقابل لا تُصَبُّ غِلاَّتُهَ إلا في حساب بنكي داخل الوطن أو خارجه.. أو حتى في جيب بنطلون أو سترة.. سواء أكان هذا الجيب على اليسار أو على اليمين أو من الخلف.. وهناك من اجتهد أكثر لحياكة جيوب أخرى احتياطية..!!

    هكذا فقدوا قيمهم ومبادئهم السمحة شيئا فشيئا.. هكذا هان عليهم رؤية الحق أمام أعينهم وبين أيديهم وعدم العمل به.. هكذا سنوا لأنفسهم قوانين وأحكاما أخرى ما أنزل الله بها من سلطان ليضمنوا بها البقاء في مناصبهم أطول وقت ممكن.. بل هناك من سن قوانين على المدى البعيد.. وذلك بطلب موثق ومدفوع القيمة من سلطة عالمية أو كبرى.. لتبقى له حرية التمتع ما شاء له الضمير المبجل أن يقيم.. وما شاءت نفسه السخية أن تتكرم على شعوبها أو موظفيها أو مساعديها أو خداميها من احتكار أكثر واستنزاف آخر للوقت.. للطاقات.. للخيرات.. للعقول.. وللكرامة العربية التي تهدر كل يوم حتى في الشوارع وعلى مرأى من كل الأمم.. هكذا ماتت حمية الأنفس منهم على الدفاع عن الدين والعرض والشرف والمروءة.. فماتت النفوس إلا من أكل وشرب وهوى نساء وأموال.. وخارت قوى الجند الذين دب القمار والحشيش في عروقهم.. وصدئ السلاح الذي يشرى للزينة والتفاخر من بعيد..
    ونجحوا كثيرا في مهماتهم.. والدليل هو أنهم لا زالوا إلى حد الآن يؤدون أعمالهم دون رقابة أو قانون يدقق ما يفعلونه أو ما يقبضونه.. بل حتى القانون العربي اليوم صار له هو الآخر جيب مخفي لا يرى بالعين المجردة.. وصارت له مواد تتكلم بلغة أجنبية..

    هذا القانون المدبلج بممثليه العرب ومخرجيه العجم هو نتاج ما تعيشه الأمة العربية اليوم من حالة هوان وذل لا تحسد عليها، ليكتمل الوجع بمجيء المخرجون العجم إلى أرضنا بسيناريوهات جهنمية لتأجيج نيران الحروب والفتن والأزمات أكثر فأكثر في كل من فلسطين (الجرح القديم والأكبر) والعراق (الجرح النازف حاليا) ولبنان (برميل البارود المعبأ) والصومال (المسرحية الدرامية الجديدة) والسودان (سيناريو الموت القادم)، حتى اعتدنا مشاهدة مسلسلات القتل الجماعي بالصوت والصورة الدموية في أي مكان من أرضك يا إسلام.

    والنقطة المشتركة دائما الآن وفي كل هذه الحروب والفتن والأزمات التي نعيشها هي وجود عصا الولايات المتحدة على الواجهة والبساط اليهودي في الخفاء والتهمة جاهزة للشعب المسلم وهي الإرهاب.. ليزداد الأمر خطورة بدخول إيران على الخط المباشر من جديد وبقوة ضاغطة على خط التلاعب بمصير الإقليم العربي بكامله، وأنجع التدخلات تتجلى على الساحة العراقية الآن وتتفاعل يومياً بالتأثير القوي على الميليشيات المسئولة عن أغلب عمليات القتل التي يشهدها العراق اليوم.. ويأتي كل هذا تزامنا مع تفاعل البرنامج النووي الإيراني.. لتخلو الساحة أكثر لكل من هب ودب يأتي لينهب ما شاء له من ثروات.. أو يقتل ما شاء من أنفس.. ليسجن أو يغتصب ما شاء من نساء أو فتيات أو رجال.. أو يدمر ما شاء من مساجد ومدارس وكل مكان قد يلد مسلما يقول بسم الله الرحمن الرحيم بفمه ويصدقها قلبه..

    ولأن مجتمعنا اليوم أصبح لا ينظر إلا في الصورة فقط.. وبما أن عيون عقولنا لن تنفتح إلا إذا ما أغلقنا عيون أجسامنا.. صرنا نبحث عن الحقيقة الضائعة من وراء الجبل.. وهي ليست حيثما نبحث أبدا.. بل هنا في عقولنا وأجسامنا حيث نرفض رؤيتها..

    هذه الحقيقة تقول أنه لن تتوقف آلامنا ولا جراحاتنا.. ولن ينتهي مسلسل الذل والإهانة لنا كمسلمين.. إلا إذا تسلمت أرواح حق وقلوب غيرة على دينها وأمتها كل المناصب المصيرية والفعلية والدفاعية.. وربط الدين بالدولة من كل جوانبها وعدم فصل أحكامه وتشريعاته عن كل قضايانا المصيرية والعسكرية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية.. ليكون العمل حق والنتائج مضبوطة بيد الخالق عز وجل وفق ما جاء في الكتاب والسنة..

    لكن ما يحز في نفوس من بقي لهم منا ضمير حي حقا.. هو أن الحقيقة التي يتعامى عليها أغلبنا الآن.. ويرفض أن يعيها بكل تعقل وحكمة وتبصر.. هي نفس الحقيقة التي نتجرعها الآن قهرا وظلما وعذابا والتي لم يحن بعد الوقت ليفرج الله عنا منها.. والآية الكريمة تقول :

    "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"


    نعم.. قد أنعم الله سابقا على أمتنا المسلمة بالأمن والعزة والرزق والتمكين في الأرض.. وسلبنا إياها الآن بعد أن بدلنا أحوالنا وكفرنا بأنعم الله ونقضنا عهده وارتكبنا ما حُرِّمَ علينا.. بهذا لم يعد لنا عند الله عهد ولا ميثاق.. لتجرى علينا سنة الله سبحانه وتعالى في سابق الأمم.. سنة رب جبار تُحَوِّلُ الأمن خوفا.. والغنى فقرا.. والعزة ذلا.. والتمكين هوانا..

    فكيف نرجو نصر الله ونحن على هذه الحال باقون؟ كيف لا نعي ما حل بنا من خسران في المعارك والأنفس والأعراض؟ لمَ نستغرب ما نتلقاه من ذل على أيدي أعدائنا من شرار الخلق والله أتى بهم جزاءا لما فعلته أيدينا وقلوبنا وأعيننا في الدنيا عسى أن نستفيق من سكرات الحياة؟

    وأكيد أيضا أن الصمت الشعبي العربي اليوم لا يعبر عن قبول ما يجري على الساحة بقدر ما يعبر عن تخاذل وهوان وعدم قدرة على الدفاع أو المواجهة الفعلية.. ونجد بعض الأقليات يفكرون طويلا في أن يتفاعلوا مع الأحداث لينتهي بهم المطاف برفع لافتات استنكارية بيضاء أو ملونة والسير بها في الشوارع تعبيرا على عدم رضاهم عن صمت حكامنا المريب أمام كل ما يجري للأمة المسلمة اليوم.. أو تضامنهم مع إخوانهم المعذبين في كل مكان.. فلا يجدوا بعد ذلك للافتاتهم أعينا ترى بعين الحق.. ولا لخطاباتهم أذانا تسمع صوت الحق.. فلا يجنوا من كل هذا إلا تقوية أرجلهم برياضة المشي في الشوارع.. أو تسريح حلوقهم بالخطب التضامنية..

    ولن تتغير حال الأمة إلا إذا ما غير أفرادها من أنفسهم.. إلا إذا غيرت أنا وأنت وهو وهي من أسلوب حياتنا بما يوافق شرع الله ومنهاجه القويم.. إلا إذا قلنا غفرانك ربنا على ما أسرفنا في أمرنا.. وسمعاً وطاعة لما أتى به حكمك المبين على أنفسنا وأموالنا وما تملكه أيدينا في دنياك الفانية.. إلا إذا اتبعنا جميعا هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. إلا إذا أدخلنا تعاليم الإسلام في كل صغيرة وكبيرة.. وبداية أنفسنا التي ستشهد علينا غدا بين يدي بارئها بما اكتسبته أيدينا وقرته قلوبنا..

    فهل من مستمع رشيد يزكي القول أو يأتي بأحسن منه..؟؟ هل من حاكم يعي مسؤولية منصبه وخطورته وما ينتظره من حساب أقل ما يقال عنه أنه لن يمر يسيرا..؟؟ هل من جندي غيور برفع سلاح الحق ولا يتركه لصدئ الزمن؟؟ هل من مسئول إداري أو اقتصادي أو اجتماعي أو تربوي يضع نصب أعينه أن العمل الحق حق مهما أخفاه العمل الباطل طويلا..؟؟ هل من داعية يشمر ساعده للحق ولا يسكت عنه خوفا ولا إكراما لسلطة..؟؟!! هل من أيد كريمة تتطوع لزرع بذور الحق بين دروب الباطل وتنتظر نزول الغيث من الرحمن لتنبث ثمرته الطيبة وتصل بطون الجائعين كثيرا..؟؟

    اللهم بحق حلمك بعد علمك.. وعفوك بعد قدرتك.. رد إلينا ديننا القويم مرداً حسناً وفقهنا فيه وألهمنا رشدنا وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه والباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.. وأعد لنا العزة والتمكين يا رب وانصرنا على أعدائنا وقوى الشر التي تتكالب علينا طمعا في أنعمك الوفيرة والتي نضيعها الآن بفساد أخلاقنا وعدم رشد حكامنا وهوان جنودنا وطمع مسئولينا فخربت منا الأنفس والديار.. وصلي اللهم على نبيك محمد عدد ما خلقته على قرار أرضك وما بين سمواتك وفي غيب سمواتك من يوم خلقت الكون إلى يوم القيامة..
    سنبقي أنفسا يا عز ترنو***** وترقب خيط فجرك في انبثاق
    فلـم نفقـد دعـاء بعد فينا***** يــخــبــرنا بـأن الخيــر باقــي

  2. #2
    الصورة الرمزية سارة محمد الهاملي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jan 2005
    المشاركات : 535
    المواضيع : 14
    الردود : 535
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    تسجيل مرور وشكر على هذه المقالة المهمة، أختي الفاضلة نهيلة.
    ولي عودة إن شاء الله.

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد المختار زادني شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : المملكة المغربية
    المشاركات : 1,230
    المواضيع : 143
    الردود : 1230
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    قلم سال شهدا وعلى من يريد كتابة رد أن يجد قلما من فولاذ وقلبا من ذهب ...
    فإن القلوب لترجف وإن الأكباد لتخفق لقراءة مثل هذا المقال- وأرجو نسيان كل الاعتبارات التي قد تتبادر لأذهان من يعرفون نهيلة ويعرفون زادني - فالقضية ليست حماسا أو اندفاعا بقدرما هي ترجمة لصورة التقطها قلم نهيلة من مجال مرآة نرى على صفحتها وجه الأمة الحقيقي!!

    الخوف من البطش بالأقلام ما زال موجودا ما دام هناك من يريد إفساد أخلاق الأمة واللعب بمقدراتها واليوم فقط اذاعت إحدى القنوات خبر مقتل كاتب أرميني - لسنا نعلم لم قتل ولكن البطش بالقلم ضعف وخسة وليس عدلا ولا هو تأديب للكتاب- ومما يزيد الطين بلة، أن شباب الأمة بات يؤمن بأن الشعوب لا تستحق أن يُضَحى من أجلها لأنها سفيهة وعديمة الذمة وعائمة في وحل الجهالة ! وهذه طامة كبرى ...

    الأمة بخير وأهلها كرام مهما حاول الأنذال إيهامنا بغير ذلك، الأمة بخير ما دام فيها مثل الشعراء الأفذاذ الذين يصورون واقعها بصدق ولا يقفون أمام الأبواب ينتظرون كسرة الخبز أو الدرهم المغموس في دم الأمة، وهي بخير ما دام فيها من يكتب في ينصح ويترك سبل المحاباة والمجاملة ويرد على ادعاءات الفجرة والمأجورين دون خوف من بطش أحد والأمة بخير ما دام فيها من يسعى إلى الإصلاح بأية وسيلة سليمة لا تظلم الناس في العرض والدم والمال...

    بوركت أديبة أبية يا آمال

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي


    السؤال ايتها العزيزة بماذا نغير الانفس...؟
    قد تقولين القرآن بل اكيد ستقولين ذلك...؟
    اذا دعينا نفهم القرآن فهما موحدا لنتجنب كل ماذكرتيه...؟
    هل هذا ممكن...في عرف الكلمة والقول نعم...ولكن ماذا عن عرف الفعل....؟

    هنا تكمن المعضلة الحقة...؟


    شكرا لهذه المقالة القيمة...؟

    محبتي لك
    جوتيار

  5. #5
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة محمد الهاملي مشاهدة المشاركة
    تسجيل مرور وشكر على هذه المقالة المهمة، أختي الفاضلة نهيلة.
    ولي عودة إن شاء الله.

    بوركت أختاه.. ولا شكر بين إخوة في الدين والطين بحول الله..

  6. #6
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المختار زادني مشاهدة المشاركة
    قلم سال شهدا وعلى من يريد كتابة رد أن يجد قلما من فولاذ وقلبا من ذهب ...
    فإن القلوب لترجف وإن الأكباد لتخفق لقراءة مثل هذا المقال- وأرجو نسيان كل الاعتبارات التي قد تتبادر لأذهان من يعرفون نهيلة ويعرفون زادني - فالقضية ليست حماسا أو اندفاعا بقدرما هي ترجمة لصورة التقطها قلم نهيلة من مجال مرآة نرى على صفحتها وجه الأمة الحقيقي!!
    الخوف من البطش بالأقلام ما زال موجودا ما دام هناك من يريد إفساد أخلاق الأمة واللعب بمقدراتها واليوم فقط اذاعت إحدى القنوات خبر مقتل كاتب أرميني - لسنا نعلم لم قتل ولكن البطش بالقلم ضعف وخسة وليس عدلا ولا هو تأديب للكتاب- ومما يزيد الطين بلة، أن شباب الأمة بات يؤمن بأن الشعوب لا تستحق أن يُضَحى من أجلها لأنها سفيهة وعديمة الذمة وعائمة في وحل الجهالة ! وهذه طامة كبرى ...
    الأمة بخير وأهلها كرام مهما حاول الأنذال إيهامنا بغير ذلك، الأمة بخير ما دام فيها مثل الشعراء الأفذاذ الذين يصورون واقعها بصدق ولا يقفون أمام الأبواب ينتظرون كسرة الخبز أو الدرهم المغموس في دم الأمة، وهي بخير ما دام فيها من يكتب في ينصح ويترك سبل المحاباة والمجاملة ويرد على ادعاءات الفجرة والمأجورين دون خوف من بطش أحد والأمة بخير ما دام فيها من يسعى إلى الإصلاح بأية وسيلة سليمة لا تظلم الناس في العرض والدم والمال...
    بوركت أديبة أبية يا آمال
    نعم لا زال للأمة عرق ينبض ولا زالت لها روح تذب في أوصال الخيرين من أفرادها.. ورغم أننا نختلف في حكمنا على الواقع حسب الصورة التي ننظر بها حاليا للأحداث المؤلمة والمفجعة لواقعنا الدامي.. إلا أن الباطن يبقى مختفيا للأعين ولا يمكن الكشف عنه إلا بالتحليل والوعي العميق للأسباب والنتائج ومن ثم الحلول..

    لا يلام المسلم العربي حينما يصاب بالإحباط من واقعنا المرير اليوم نعم، لكن من حقه على كل واع أن يلفت نظره إلى الجوانب المخفية من الصورة، وقد تكون هذه الجوانب هي الأمل الوحيد في الخروج من هذا المستنقع الذي سقطنا فيه بكامل إرادتنا شعوبا وحكاما..

    النظام العربي قطعا فاشل ومتخاذل ومنقسم أجزاء صغيرة، ولكن هذا لا ينطبق كثيرا على الشعب المسلم العربي.. فلطالما راهن الغرب على زوالنا وانبطاح أرواحنا حتى يشيعوا هواننا وذلنا ليحققوا هزيمة أمتنا من الداخل وبذلك تسهل هزيمتها من الخارج..

    ولو دققنا النظر الآن بحكمة لما يجري على الساحة الفلسطينية يرى رهان اليهود المجوس يتكسر كل يوم على صخرة الصمود الذي أبداه ويبديه الفلسطينيون ليل نهار أمام كل الخطط الرامية إلى إجبارهم على الخروج النهائي من أرضهم فزادوا تشبثا بها رغم قلة اليد وهزال السلاح.. ففضلوا الشهادة على الرحيل ذلا..

    ولو نظرنا أكثر وبعين العاقل لما يجري على الساحة العراقية يرى المدللين بوش وبلير والفتاة الكبيرة كونداليزا رايت وعجائز الكونجرس وقد تحطمت أمانيهم على واقع جنودهم الدامي هناك والذين استقبلوا بالقنابل والرصاص بدلا من الورود والزهور كما كانوا يتوقعون.. بل وجدوا مقاومين أشداء جابهوا جند أمريكا المنفوخ وجنود حلفائها بأفواه تقول: نحن مقاومة لا تستسلم.. تنتصر أو تموت.. وما الموت في تلك الديار إلا شهادة من عند الله..

    ندع الله لهم بالنصر بقلوبنا نعم.. لكن هذا لا يكفي إن لم نساعدهم بأرواحنا حتى يعجل الله بنصر بعيد.. هذه المساعدة الروحية هي التغيير الإيجابي نحو الرقي بأنفسنا إلى حيث أراد الله منها أن تكون.. أفلا يستحق الإسلام منا أن نضحي قليلا حتى نطهر أنفسنا ومن سبقونا فيه قد ضحوا بأنفسهم حتى تعيش نفوس أخرى آمنة وسالمة..؟؟ أفلا نستطيع جميعا الحياة بإذن الله دون ذل وهوان رغم أن الأجل كما الرزق بيد الله..؟؟

    بورك مرورك أيها الكريم ونفع الله بك الحق وثبتك على الجهر به مطمئن النفس من عند الله..

  7. #7
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة

    السؤال ايتها العزيزة بماذا نغير الانفس...؟
    قد تقولين القرآن بل اكيد ستقولين ذلك...؟
    اذا دعينا نفهم القرآن فهما موحدا لنتجنب كل ماذكرتيه...؟
    هل هذا ممكن...في عرف الكلمة والقول نعم...ولكن ماذا عن عرف الفعل....؟
    هنا تكمن المعضلة الحقة...؟
    شكرا لهذه المقالة القيمة...؟
    محبتي لك
    جوتيار

    أخي جوتيار.. كلنا يرى الآن بأم عينيه ما يجري على أرض الإسلام من قتل ودمار وذل وتخاذل وهوان وصفقات وإعدامات ودماء تغسل غبار الشوارع بشكل غير مسبوق ولم يحدث للعالم الإسلامي كله من قبل.

    كلنا يعلم أن الغرب من نصارى ويهود يعادون الإسلام ومن يتخذه دينا منذ إقامة الخلافة الإسلامية ولم يحصل أن كانوا حتى يصبحوا حمائم سلام.. ولن يفارقوا ديدنهم هذا إلى أن تقوم الساعة بمن فيها..
    لكن الجديد علينا وما لم نكن نعلم أنه قد حصل من قبل هو أن الإسلام اليوم ليس له جنودا يحمونه.. ولا شعوبا ولا حكاما يعرفون قيمته القولية والفعلية إلا من رحم الله.. فتحولت بهذا الأرض المسلمة إلى وليمة ينهشها الذئاب والكلاب والفئران والصراصير أيضا..
    بالتأكيد ما نحن فيه الآن يرجع إلى الإفساد الكبير والأخطبوطي الجذور الذي تم بشكل منظم في مجتمعنا المسلم من الذروة حتى الغور..

    ومن قولك هذا :
    السؤال ايتها العزيزة بماذا نغير الانفس...؟
    قد تقولين القرآن بل اكيد ستقولين ذلك...؟
    اذا دعينا نفهم القرآن فهما موحدا لنتجنب كل ماذكرتيه...؟
    هل هذا ممكن...في عرف الكلمة والقول نعم...ولكن ماذا عن عرف الفعل....؟
    هنا تكمن المعضلة الحقة...؟

    يُعلم إلى أي مدى تمكن اليأس والإحباط من النفوس وإلى أي مدى غُيب الإسلام كباعث للروح الجهادية ضد ما نتعرض له من أخطار وتقتيل وغصب وسرقة وتنكيل وسجن وإعدام وجرائم بالألوفات كما غيب كمصدر للشرعية وكدين وكموحد للشعوب..

    هذه الروح الجهادية لا نريد بها من حكامنا الآن إعلان الحرب على أمريكا وإن كان هذا هو المفروض أن يحصل ومن الأول.. ولا محاربة القوات الغازية رغم أن هذا واجب عليهم دائما أبدا.. ولا حتى بإعلان الحرب على إسرائيل رغم أن هذا أضعف الإيمان والذي لم يحصل حتى مع حرب الستة أيام..
    والسبب لهذا القول هو أننا الآن أمام واقع مرير يقول أنه حتى لو صلح الحكام بينما نحن الشعوب على فساد أخلاقنا فلا نصر لنا.. وأنه حتى لو صلحنا نحن الشعوب بينما حكامنا ضالين وغير راشدين فلا نصر أيضا.. إذ لابد أن تختار أغلبية الشعوب والحكام خلاصها الأوحد والمتمثل في العودة لدينها الإسلام شرعة ومنهاجا.. وحينها فقط يأتي النصر مدعوما بقدرة قادر وجبار في السموات والأرض وما بينهما..

    وكي نكون واقعيين أكثر ولا نظلم ولاة أمورنا نقول أنهم لو رأوا شعوبهم تنكر عليهم أفعالهم لما ساروا في هذا الطريق التي أدت بنا إلى صورتنا المشوهة اليوم أمام الله والخلائق.. وهواننا يأتي من أنفسنا أولا ثم من الغياب الشبه الكامل للعلماء والدعاة الذين سكتوا عن الحق ولم يوجهونا صدقا ولا وجهوا ولاة أمورنا حقا.. والجميع الآن شعوبا ودعاة وولاة أمور وجنود ومسئولين سائرون في طريق محفوفة بما لا يحمد عقباه وخالية من شرطي المرور.. اللهم إلا بعض الشرذمة من اللصوص التي تقطع علينا سيرنا لتجبرنا على دفع الجزية اليهودية والغربية والشيعية والوقوف الجماعي كي تسلبنا حتى ماء وجهنا..

    هنا بلغ الذل مبلغه حتى نقول.. بحق الله عودوا لأصلكم قبل أن يبلغ الهوان والذل من كل نفس لا زال بها عرق مسلم ينبض..

    العودة للأصل جميعا في آن واحد شعوبا وحكاما شيء مستحيل استحالة تحول معدن القصدير ذهبا.. لكن رغم سواد النهار وغيهب الليل لا زال هناك بصيص من نور..

    هذا البصيص من نور يوجد داخل نفس كل واحد منا.. وكل المطلوب الآن هو أن نقوم بتغيير أنفسنا إما من فساد إلى صلاح أو من صلاح إلى صلاح أكثر أو من سلبية إلى إيجابية..

    ولتطبيق هذا إن شاء الله يكفي أن يعلم كل واحد منا مهما كانت رتبته في المجتمع الهدف من خلقه من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.. هذا التصنيف يجعلنا نحس بحق الإسلام منا وما يتطلبه الأمر من صلاحية أمام أنفسنا على الأقل..

    لو نظرنا للبنية البشرية لأي بلد مسلم سنجدها تتكون من ملك أو رئيس دولة، دعاة دين، وزراء ومستشارين وبرلمانيين، ضباط وجنود، أساتذة ومعلمون، أطباء وصيادلة، أصحاب جمعيات تربوية أو خيرية وهكذا حتى نصل إلى كل فرد في المجتمع ومن بينهم أنا وأنت.. وعلى اعتبار أن الكل مسئول عن نفسه وعمله أمام الخالق عز وجل واستحالة أن ينضبط الكل دفعة واحدة تقول الحكمة السليمة فلأبدأ بنفسي أولا..

    ولكي أصلح نفسي يكفي أن أعلم الهدف الذي من أجله أعيش وأحيى الآن في دنيا لا أعلم كم بقي لي من نبض قلب فوق أرضها.. هذا الأمر سيجعلني أتمنى الاستعداد السليم لاستقبال منكر ونكير بقلب مطمئن لنطق الشهادتين على الأقل قبل أن أراهما..

    ألجأ للقرآن الكريم قراءة وتفسيرا وتطبيقا نعم وأعضض عليه بالنواجذ حتى إذا لم أستطع تغيير من حولي المهم أن أصلح وأثبت نفسي في زمن صار فيه العبث صوابا والحق صغارا..
    وهكذا حتى يكبر الإصلاح شيئا فشيئا بإذن الله وقدرته ويصل الرجل المعيل لأسرته فتنضبط الأسرة بمن فيها.. ويصل المرأة المتزوجة فتحاول إصلاح الزوج والأولاد.. ويصل الجارة فتسلك نفس سلوكي.. ويصل كل من بالحي فتنير الشوارع.. ويصل الفتاة فتحاول إصلاح أمرها أمام المجتمع.. ويصل الشاب فيحاول ضبط نفسه أمام مغريات الحياة القصيرة.. ويصل المعلم فيكتب الدرس لتلاميذه وكأنهم أولاده.. ويصل الطبيب فيعالج المريض وكأنه أخوه أو أخته أو أباه أو ابنته أو ولده.. ويصل المسئولين فيعملوا بالحق أينما وجد.. ويصل الجنود فيحملون راية الإسلام فوق أرواحهم.. ويصل علماء الدين فيجهروا بالحق من فوق المنابر.. ويصل الوزراء والبرلمانيين فيغربلون كي ينضبطوا انضباطا واحدا أمام متطلبات الشعب الواعي بواجباته وحقوقه.. ويصل ولاة الأمور فيعلموا أن مناصبهم لم تعد للزينة والتفاخر فقط فليخدموا الأمة أو ليتنحوا سالمين ولينتظروا يوم الدين..

    فاعلم يا أخي أن داخلك عملاق كبير اسمه روحك المسلمة ولا زال فيها الخير والحمد لله كي تكون أمينا معها فتقويها متى ضعفت وتزرع الأمل بها متى يئست وليكن من سبقونا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم والذين ذاقوا الويل والويلات وشربوا العذاب كؤوسا وما تزحزحوا عن الحق خير مثال لي ولك ولكل من يمشي فوق أرض الإسلام اليوم إلى أن يأخذ الله الدنيا ومن عليها..

    فلننظر يا أخ الإسلام إلى أولئك الصامدين في فلسطين وإلى أولئك المقاومين في العراق وإلى كل مجاهد في أرض الإسلام لنعلم أن المطلوب منا شيء صغير أمام كل التضحيات التي يقدمها إخواننا هناك.. هذا الشيء الصغير هو تغيير أنفسنا سواء من الأسوأ إلى الأحسن أو من الأحسن إلى الأجمل ويبقى الكمال لله وحده..

    بورك مرورك الكريم أخي جوتيار وثبت الله صفة السخاء في قلبك المسلم حتى لا ترد لله أمرا و لا نهيا ولا نصيحة ولو أمام مدفع..

  8. #8
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 280
    المواضيع : 39
    الردود : 280
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    وشهدت جميع الأقلام
    لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين

  9. #9
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    ولن تتغير حال الأمة إلا إذا ما غير أفرادها من أنفسهم..


    \

    والحبيب جوتيار سأل عن الكيفية

    فاقول

    اننا بحاجة الى تجديد وعي

    هذا التجديد يقوم على اعادة صياغة فهمنا للتوحيد لابطريقة الفقهاء وتعريفاتهم بل بطريقة الحكماء كون التوحيد هو اعلان قيام حرية الانسان وتحرره من اي سلطان على الارض واولهم سلطان الجهل

    هنا البداية
    وهي بحاجة الى جهد فكري جماعي وتأصيل تطبيقي ...

    حتى نصل الى المرحلة الثانية

    مرحلة تثوير هذا التجديد


    والله اعلم
    الإنسان : موقف

  10. #10
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل حجازى مشاهدة المشاركة
    وشهدت جميع الأقلام

    بورك مرورك أخي عادل.. وجعل الله جوارحك تشهد صدقا إلى يوم لقياه..

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. فأعلم أنه لا إله إلا الله
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 02-05-2007, 07:11 PM
  2. يا جماعة.. هل السبب في رحيل الدكتور عثمان هو أنه لم يجد لكتابته مكانا هنا
    بواسطة أحمد حسن محمد في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-07-2006, 11:35 PM
  3. من وراء النجوم !! تسجيل فيديو يقال أنه مخلوق فضائي
    بواسطة سحر الليالي في المنتدى عُلُومٌ وَتِّقْنِيَةٌ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 12-06-2006, 12:58 AM
  4. آه لو أنّه تبلد حسّي
    بواسطة محمد حيدر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 24-12-2003, 05:55 PM