عُـرف الديك ( قصص قصيرة)

قصص قصيرة


1\

إحتقان

صاحت المثانة تريد أن تضع حدا ً للمهانة ، ولاتزال تصيح تريد لهذا الجسد أن يستريح ، حتى أفرغ الوطن إحتقانه في سرواله


2\

رجل إطفاء

العدو أحرق بيتنا ، تجمهر المغيثون ، يتقدمهم رجل إطفاء يخترق اللهيب بكامل هيئته ، يدفع بخرطوم الماء الى قلب الفجيعة ، تفحم الدار ، ووحدها الأثمار المعلقة فوق لوحة الأشجار صرخت ..
أوقفوا عيدان الثقاب في جيوب عدوكم رجل الاطفاء

3\

عرف الديك

تجمهرت الدجاجات تطلب من الطبيب الاستعجال ، فحين إحتضرت الفحولة ، تسابقت الايادي تسرق من الديكة أعرافها ، تظاهر الجميع بالمواساة ووحدها آخر الدجاجات ربحت الرهان ورفضت أن يكتب لها الطبيب شهادة عقمها

4\
السفر القاصد



ركب القطار ... تأمل عبر النافذة البساتين ... وقرأ في وجوه الركاب بهجتهم
وأراد أن يصل بهم الى حدائق الفضيلة ، فمنعته المحطة التي أوقفت به قطاره
وحدها المحطات تستطيع ان توقظ الذين ظلوا يشخرون

5\

الغريــــــــــــــق


أخرجوه من البركة ، ضغطوا على صدره الحزين بقوة ، كرروا تنفسه صناعيا ً ، وحين تملكهم اليأس من إنقاذه ،
نهض ....
من بعد أن أخرج من رئتيه كل النفط الذي أغرقه .

الحلاوجي...

ما اقربها من وقائع ليومياتنا...كأنك تتعمد اعادة ما يمر علينا كل يوم..لتقول لنا..يا انسان.. هذا انت.. وهكذا اصبحت..وانك نسيت بانك من سخر الكون لاجله.

ايها الرائع...

من وجع الذات..من وجع الوطن..من وجع الانسان...اراك دائما ترتوي الحرف لتوصله الينا...

دمت محبا ورائعا

جوتيار

حروف من أرض الواقع .. وبالصميم ..
تحمل بين طياتها حقيقتنا التي نلفظها كل يوم
بمنتهى السخرية .. هكذا بتنا ..

أتعلم يا أستاذي / هي بالحقيقة مؤلمة جداً
حد الإصابة بالحزن ..

ولكن تأتي بأسلوب فكاهي لذيذ يحكي كيف نعيش نحن ..
أقولها أن لم نكتب هكذا.. يجوز أننا سوف نموت ألماً ..
ولأني أغوص في هكذا حرف ..

سأعزف على وتيرة حروفك سيدي /


النخلة /
كانت حبة نوى .. لأراها أنثى بـ هيئة عارضة أزياء فارعة الطول
ولكن هنا يوجد اختلاف >>
النخلة أصيلة في مكانها تبثُ الأكسجين ..
ولكن تلك العارضة النحيلة هي سلعة متنقلة تبثُ ثاني أكسيد الكربون ..


الشمس /
هى أنثى بمعنى الكلمة .. ولكن أنوثتها لا تغري إلا الديكة .. !
أما بقية القوم يلتحفوا بالكسل كـ مظلة لهم .. فقط هو تدريب
في اعتقادهم .. ( للإستظلال بظل الرحمن في يوم تقترب انثاهم ) ..!



الجريدة /
قطعة قماش بالية تصرخ بـ جوع لـ تصبح باهتة اللون ..
ونحن نفترشها حصير تحت صحون أكلنا .. لـ تبتسم لـ مجرد أحتضانها
مائدة غداءنا .. لـ نأكل حتى تكبر كروشنا .. ونترك لها فتات لا يشبع نملة ..!!



تقديري لـ حبرك قلمك المبدع
هُمى

6\


جريــــدتنا

سجن جميل تسجن فيه الحروف معانيها ...
في آخر مرة فضح أمره ، قدم َ رئيس التحرير استقالته من وزارة الدفاع ، ولاتزال جريدتنا بلا رئيس ناطقة .

جوتيار

همى

\

لاحرمني ربي رفقتكم

قراءة في قصص خليل حلاوجي
قصص من الإسقاط السياسي البديع، والمبتكر، يعالج واقعنا المتردي،
القصة الأولى:
يعالج الكاتب هنا قضية الاحتقان السياسي الذي تعاني منه الأمة بصورة جيدة، منذ الوهلة الأولى العنوان( تدرك أنك أمام قضية مخالفة كل المخالفة لما تظن في تفكيرك، و جاء العنوان نكرة من دون لام التعريف، للدلالة على توسع الظاهرة، وعظمها، وشمولها...ثم يصور المثانة وهي من أحشاء الإنسان، يصورها ذات روح تتكلم بل تصرخ، وهو تعبير رائع في التصوير، فالصراخ يدل على وجود خلل وعيب، وكما يقال الصراخ على قدر الألم، وأي ألم يوازي الاحتقان.!؟ والنتيجة النهائية الخاتمة التي تشرح الحالة السياسية لأوطاننا هي (أفرغ الوطن إحتقانه في سرواله..).! فالحال لم تعد الإحتمال ولا الصبر........!
أما في القصة الثانية ففيها يعالج الكاتب مسألة سياسية أخرى بهذا الأسلوب الساخر والسريع، الذي يصور كأنه يبعث برقيات للقارئ الفطن، برقيات سريعة جدا، وقصيرة جدا، ولكنها تحمل أشيا كبيرة وقضايا هامة جدا...فالعنوان (رجل إطفاء) الذي يطفئ حرائق المجتمع، وهو رمز آخر من الرموز السياسية...ومنذ البدء بالقصة تشعر أنك أمام كاتب له قلم سلس الإنقياد له، يقول:
(العدو أحرق بيتنا ، تجمهر المغيثون ، يتقدمهم رجل إطفاء يخترق اللهيب بكامل هيئته ، يدفع بخرطوم الماء إلى قلب الفجيعة ، تفحم الدار ، ووحدها الأثمار المعلقة فوق لوحة الأشجار صرخت ..
أوقفوا عيدان الثقاب في جيوب عدوكم رجل الاطفاء..)
لاحظ البداية(العدو...) وهذه رمزية أخرى (العدو..) لا غيره، ولكن من هو هذا العدو المعني في القصة؟ لا يخبرنا الكاتب عن عمد، حتى يسرح بك خيالك وتمر على أطياف من أنماط العدو الكثيرة..!
والبيت أيضا رمز آخر...و البيت هنا منسوب(بيتنا) ..!
ثم تلاحظ جمهرة الناس الذي لا شغل لهم إلا النظر والمشاهدة دون تحريك شيء، أو فعل آخر، فهم أحجار ناطقة..!
ثم ينطلق الكاتب ليصور في الخاتمة ما يريد دون إفصاح واضح(أوقفوا عيدان الثقاب في جيوب عدوكم رجل الإطفاء..)...!
فالعدو و مدعي الإصلاح هو نفسه.! أرأيت إلى البعد السياسي والاجتماعي الذي يريده كاتبنا..!؟
أما القصة الثالثة رمزية المجتمع بعمومه، والأنثوي والذكوري بخصوصه...!
فالعرف دليل الفحولة والذكورة، والعلو والرفعة..!

,والقراءة متواصلة....

الاستاذ عبد الرحمن الجميعان

الحميمية التي رافقت مرورك أمدتني بدفق من الدهشة واستمتعت كثيرا ً بحرفك الباهر وأنت تتجول بين سطوري المشتعلة بشاعة ً ...

لاتحرمني اذنك الواعية .... لصراخات أنيني



تقبل بالغ تقديري

فى الواقع ما قرأته هنا لخليل حلاوجي
يقدم قاصا راقيا فىطرحه
يختزل دلالاته في جمل مكثفة معبرة
كأنها طلقات فنية بديعة
هذا ليس من قبيل التعليق العابر وإنما الفن هو الذي شدني للتعليق
تحياتي لك يا خليل