نظرت إلى الجذوع،
إلى الأغصان،
إلى الأوراق،
إلى الثمار،
أعجبتني،
ثم ......
يبست الجذوع،
وتساقطت الأوراق،
لم أطق ما حدث....
ذبلت النظرة،
ودوَت العبرة،
وخرست الفكرة،
وهجعت اليقظة....!!!!
فكرت مليا.....
رقصت للأمواج التائهة،
وغنيت للمحطات البائسة،
وشممت روائح المراسي،
مرح يراودني،
وحال ينتابني،
ينبض بالهمسات،
أمستطرها معان بهية،
فتخذلني بإحساسها الغريب،
وتشعرني.....
بأفول نجمي،
وعزاء بخثي،
فتومض الآثار،
رثاء على جدثي،
ومأتم على روحي،
واحلولكت ساعات الانتظار،
فسواء دفق الصبيب،
أو صخب الحافلات،
أو تلاطم سبي المياه،
أمل مفقود،
ونأي بعيد،
اهفوا لمزحتها،
وأحن لأحاديثها،
واشتاق للقياها!!!
أخاطر بحبي لها،
وأبكي غدرها.
وأعود الأدراج....
ذاتي فصول تتشاكل،
وساعات تتماثل،
كمان مختبل الأوتار،
تتهاوى لغتي،
تبعثرت الكلمات،
على مهلكة المعاني،
فضاقت مراحات الروح،
فليلي نهاري،
وبؤسي حياتي،
وشقائي نعيمي!!!
مناخات متشظية،
ومغارات تئن منها المحاجر،
فلا أرضي سلمت من دبيبها،
ولا سمائي جادت بوبيلها!!!
رموشي،
صارت بيضاء بغبارها،
ينقدح منها لون الرموز،
أجدها وهجا رقراقا،
رهج الذكريات....
شفافة،
لمَّاحة،
تخبونارا...
في زند عقلي،
تنمِّلني فأهيم كالحيران،
أشعر بها ماء قراحا،
أتذوقها قطرات من الشهد،
أنظرها جداول تخب بقلبي،
تصعِّد زفيرا يغصني،
يرض آذاني بصدى الولاول،
يناغي ببراءته مناجاتي،
فأحسبه طفلا بدا مشيبا!!!
وبدرا....
محقت بركات ضوئه!!!
فتختزله الحميَّا،
لحظة من الهوان،
فيغيب عن الوجود ليال،
يراها خطوطا بائدات،
وحين يحيى،
سيرى الركب سائرين،
سينزع إلى جنونه،
يكلمها!!!
يداعبها!!!
فتفر منه مستهترة،
فتذكره بأيام الوصال،
صفو يرقبه مع كل غروب،
ليُهل عليه شهر الصادحين،
فيقول في صلافة المحبين:
إني أحبك،
ثأرا لحبي، فهل تقبلين؟؟
فهل تشفع له ببسمة؟؟
تحرق منه الوريد،
تعيد إليه ركاما من الذكريات،
ترده نجما كما صار،
تجعله كاتبا مخبولا،
تعلمه أبجديات....
يكون بها أثيرا مأثورا.