بقايا من ريحانة

بقايا من ريحانة


ها أنا ألم بقايا قلم حائر
أجمع فتات الكلمات الهاربة
وأنثرها عبر نسمات الريح التائهة
أتصفح بقايا معانات لاهية
أقطف ورود الألم وأزفها عروسا لبحر الندم
ألم ينمو في رحم الزمن
ألملم شتات أفكار بائسة
نسجتها خيوط أمل ضائع
ها أنا ألملم بقايا إنسان مات فيه الأمل
غرق في بحر دموع النسيان
دموع رسمت خريطتها على وجه البراءة
أبحث عن سعادة راحلة أيقظت سبات قلبي الطويل
سعادة راحلة إلى عالم اللاوجود
ترفرف بجناحيها تحت سماء الرب المعبود
أقطف من حديقة الزمن
بقايا زهرة جافة
أنسج بها حلقات عقد أيامي الفارطة
ألملم بقايا روح ضائعة
أدوي بها جرح قلب ضرب عمقه في رحم الزمن
أتصفح روح ورق ناصع
أخدش بياضه بكلمات يحفر وقعها قلم حرية مأسورة
حرية دفنتها في مقبرة أيامي
لم يبق لعيوني بريق للسعادة ولا ومضة للأمل
بل كل ما هنا وهنالك
بقايا حزن ثائرة
تصيح بعمق جذور الأمل والألم
أنا بقايا ريحانة

وتبقى ريحانة.


--------------------------------------------------------------------------------



وتبقى الريحانة وردة بين الرياحين
وتبدأ نهايتي
تتحطم على مرفأ السلام
تتكسر مقاذيفي
ولا أجد من يأخذ بيدي إلى شاطئ الأمان
غرق زورقي في متاهات الأيام
إحتضنت دمعي
أخفيت حزني عن نفسي
غابت بسمتي
وألت إلى المغيب شمسي
تطايرت أجنحة سعادتي
ولم يبق من ذاتي إلا ريحانتي
بعد أن وجدت حلا لمعادلتي
بقيت أسيرا بين جدران نعم أو لا
لكن حبيبتي قربك مني نار
وبعدك عني نار
وأن أكون أو لا أكون نار
وضاع قلبي بين النارين
يحلق في سماء الحزن بلا جناحين
وسأظل أنا بين هذا وذاك حبيس حربين
من تراني ألوم
ألوم القدر الذي جمعني بك لحد الجنون
أم ألوم قلبي الذي هفا إليك بكل شجون
حيرة ممزوجة بالحزن أعيشها
إختزلت الزمن من عمري
كي أتوه بين ذراعيك في ثورة لا يطفأ لهيبها إلا نور عينيك
وتبقى معادلتي ترقص بين الموجبين
وحين رست سفينة أحلامي البريئة
وجدتني ضائعة بين الشاطئين
محتاج أنا إليك إحتياج الرضيع إلى صدر أمه
إحتياج زهرة يانعة لقطرة ندى تظمئ رمقها
محتاجة أن أبكي على صدرك وأحطم بين يديك كل أحزاني
إختزل الزمن إلي وكن لي كما أنا لك
أريدك أن تراقصني على لحن قيثار الحب
أريدك أميرة لقلعتي تنير بوجهك ظلام نفسي و تقطع بنورك أغلال عبوديتي
أريدك أن تنتشليني من وحل الألم
فهل بربك ستكونين فارسا اأمتطي جوادك وتجولين بي في متاهات الزمن
أعدك أن لا أخاف أبدا وأنا بين يديك كطفل بريئ خارت قواه
متعب أنا حبيبتي مرهق فكوني وسادتي التي أحط على رحالها شقاوتي

وتوحي إلي ريحانة...!!!!!
أنا من طبعي الصخب والضوضاء، وأنت من طبعك الهدوء والسكون، فكيف سنلتقي؟؟
ثورتي، وهيجاني، يجعلان للجنون مكانا في كياني.
أنا أعشق الهدوء، والمكان الساكن،
ألا يعجبك البحر؟؟
هدير أمواجه في الليل، يوحي إلي بنظام الكون، كمان أعزف عليه، خيال أسرح فيه، ينفس عني غلواء الحياة، ويجعلني أنسى رزء وجودي، بين كره أجنيه، ومكروه أنساه،
كل له طباعه،
ماذا قررت، في سابق العهود؟؟
***********************************************
ماذا نقرر؟؟
***********************************************
قد جعلتني فرنا أبكي باستمرار،
ثم تتركينني كالمقلاة.
أسبح في القار،
أهل ستستمرين جنية.
في مهاد صلب حبي؟؟؟
***********************************************
مادام حبك يحويني بجنوني،
بهدوئي، بعنادي، بثورتي، بدلالي،
فلم لا أكون لك ظلا، فيئا،
واحة كالبستان،
***********************************************
أنت ستغادرين إلى الريف،
فمن يأنس وحدتي؟؟
من يجعلني اشعر؟؟
من يجعلني أعد الساعات؟؟
***********************************************
طيفي سيحوم حولك،
يبدوا مع إطلالة البدور،
في كل ليلة ترقبه،
في كل برقة توهمه،
في كل صبح تذكره بالوجود.
***********************************************
الطيف لا ينفع
أنا أعيش في سرداب ،
أتوغل في الظلام،
لن أراه،
***********************************************
كفاك رقصا على جراحي،
اريد حسما في القرار،
انا هائج مائج،
أسير بعصف كالرياح،
***********************************************
أليس كذلك،
أنا لا أرقص على جراحك،
بل أريد أن أعزف على أوتار سعادتك،
وأحرك نشوة الفرح فيك،
***********************************************
إذا عصفورة كالتي رأيت،
وفراشة تطير،
ووردة تسير،
ومعزوفة تسمع.
****************************
ريحانة،
مزاج هادئ،
وثورة باردة،
وموقف مسالم،
وحركة خفيفة.
ريحانة،
أنت الرقم السبعين،
لم أر لك في عامي شبيها،
***********************************************ل� �ن الكل يرى مصلحته فيك،
أما أنا،
فمصلحتي في سعادتك،
ولو على حساب قلبي،
وسعادتي،
تأكد من هذا جيدا،
مصلحتي، هي سعادتك،
السعادة التي بين يديك،
أريد أن أراك مبتسما،
أريد أن تغير نظرتك للحياة،
أريدك ان تحيا سعيدا.
************************************************** ****************
أنا أريد حبا،
ينتشلني،
من رقدة الضمير،
وموت العاطفة،
وخدر الإحساس،
أريد أن أراك،
تدخلين شرايين قلبي،
تنفثين فيه سم الحياة،
***********************************************
أو لم أدخل شرايين قلبك، ??
ماذا أفعل خارجا،
***********************************************
أريد من يخرجني،
إلى الوجود،
هيا أدخلني بسرعة
أريد أن ألقاك يدا حانية،
تمسح الدموع عني،
أريد أن أكون معافى من عللي،
فأرى الكون مبتسما،
أريد من يغير نظرتي للوجود.
أنا يا ريحانة سأنتحر،
أشعر بملل وضجر،
فقدت لذة الطبيعة،
أعيش كالسرطان.
ضاع الإيمان بالمبدأ،
أقابل اليوم الجديد بيد شلاء.
فأقبضه رمادا،
لا ادري ماذا سأقول لك،
لم يبق إلا الرماد،
تجمرت حياتي كرها،
للإنسان،
ولحركة التاريخ،
وللمثل والفضائل،
لا ادري،
أنا فيلسوف، أم كاتب، أم شاعر؟؟
لا أدري،
أعرف عن نفسي أنني،
سأفقد روحي،
شنقا على أبواب التاريخ،
الأحياء تطردني،
ألموات تنبذني،
الكوابيس تزعجني،
أهل تتركينني؟؟
ستضيع الحبة الأخيرة من روحه،
سينقطع غرز حياته،
ستتشظى آخر ذراته.
***********************************************
من لعينيه سواك؟؟
من لقلبه سواك؟؟
من لعلته سواك؟؟
أين أنت منه حين تعودين؟؟؟
أهل ستستقبلينه بالعزاء؟؟؟
فماذا تقولين؟؟
***********************************************
أتأمل كلماتك الحزينة،
وأرى دموع الغم،
على دقات قلبك،
ريد أن أكون اليد التي تمسح دمع قلبك المنهمر،
***************************************** أ
أتدري أن كلماتك قد هوت بي في بحر لا شطآن له،
لكم يحزنني أن أراك كمدا،
أين أنت من جمال الدني وزهو الحياة،
لقد تقتل قلبك بوساوس،
من نسج أيام فارطة،
عش للمستقبل،
بعين غيرعين الماضي،
أنت حي،
في قلب كل من أحبوك،
لكنك لا تشعر بذلك،
أنت شمس سطع نوره في غير مكانه.
****************************
أنر ظلام لياليك بعين الرضى،
وأمسح الحزن من على قلبك،
ولا تبن للأسقام قلاعا،
مشيدة محكمة،
ولاتنسج حول عشك وهما،
ماذا أفعل لك؟؟
حتى أحيي الحياة،
في قلبك من جديد.
أي نوع من البذور تزهر في أراضيك؟؟؟
أي نوع الماء يحيي أزهار ربيعك؟؟؟
أي أمل يعيد نشوة الحب في قلبك؟؟
ما وما وما وما وما ؟؟؟؟؟؟؟؟
أنت رمز لسعادة تحيى في قلب غيرك
***********************************************
أنا مظهر للحزن الذي يخترقني،
تجليات للحظات حزينة من أنغام الطبيعة،
محطة كسيرة،
أوتار مقطوعة،
نظرة مختلفة،
أنا أعرف،
أنا حزين،
وجاري إلى بيتي سعيد.
لكنها الحياة،
معادلات غير عادلة.
من منا يختار مصيره؟؟
نحن لمصائرنا،
وليست بين أيدينا.
***********************************************

أنت حزين لأنك تريد ذلك،
فبأي كأس سأسقيك؟؟

وبأي لغة أواسيك؟؟
وبأي لسان أحييك؟؟
ما ذا تريدني أن أفعل لك ؟
***********************************************
أهل تبكين حبيبتي؟؟
*******************

لن أجيبك.
**************
أرجوك.
***********


للقلوب دموع لا يراها،
إلا من أحس طعم الحزن في غير قلبه،
***********************************
لا تقلقي،
الحزن سيبقى ملازما لنا،
*****************************
أنت طبيب نفسك،
وما أنا إلا ممرضة تتمرن على يديك،
وسأكون ممرضتك التي تعمل على مساعدتك،
لتداوي جرحك بعملية قيصرية لقلبك،
الذي يرفض السعادة ولو من بابها الضيق.
أريد أن ألقاك إنسانا أخر،
إنسانا يعطي طعما وذوقا للحياة،
أتعدني بذلك؟؟؟
**********************************************
لا، أنا لا أعد بما لا أطيق،
سأرحل،
***********************
إن رحلت كانت الإبرة التي ستدمل جرحي،
إن رحلت،
الحياة ستتغير،
بثور،
تشققات،
تسممات،
مكاره،
أوبئة،
عيش رخيص،
حياة وضيعة،
قيم متهارية.
********************************
ربما سيكون غيابا ولكنه ليس رحيلا،
فأنا لا أتنفس إلا أوكسجينا،
لاتيأس،
ما زالت الدنيا،
تزهر صيفا وشتاءا،
تزهر ربيعا وخريفا،
عش الفصل الذي تريد،
وأقطف منه الزهر الذي تريد،
يعز علي مفارقتك ولكن .......
يعجز لساني عن نطقه،
*************************************************
ريحانة،
لا تقولي،
أنا هنا دائما،
سماء وظل وبحر،
ووديان وغدران،
************************
أنت رجل بأتم معنى تحتمله الكلمة،
أطبع قبلة بريئة على جبين رجل الشهامة ولا فخر،
باقة ورد إلى الرجل اللغز.
مطارحات في مجامع العشاق،
أحكيها بلسان الحال كما تجلت لي،
فليتني كنت بها ضنينا،
أتمنى أن أراكم بود.

ريحانتي...!!!!


--------------------------------------------------------------------------------



ريحانتي ومرفأ أحلامي،
لم أر للرماد قيمة حتى توارى من وراء رمادي ما أورى زند همي، وأغني بالبكاء عيني.
لم أك قط أشعر بضعف قلبي في واحات الحياة حتى تجليت لي سرا ألهمني كيف ارى نفسي شفافة لماحة كالمرآة.
وحين رأيت روحي تهرب من جسدي، وتفر من كياني، وأنت تلوحين بكلمات الوداع، علمت أن لك سرا على قلبي لا أعرفه إلا في لحظات هواني.
أنا يا ريحانتي لست شاعرا، ولست عاقلا، ولست حياة، ولست أملا، ولست شيئا،
أنا فضاء ملبد بالغيوم، أنا شمس بدون إزهار،
أنا ذرة تشظت من قيم البؤس في الوجود، وتشتت بين مدارج الأيام، وتعلمت كيف تكون سديما لا يجمعه نظام.
أنا إرادة مجردة لا يرتاح لها الأفراح، ولا ترتاح إلا حين ترى نفسها بين مخالب الهموم.
أنا ذات تتروى من الحب الذي سقيت به في مهاد الحقيقة وسريرالوجود.
سيدتي، ريحانتي،
لا أدري بأي لسان أستعطفك ، أم بأي خطاب أخاطبك، أم بأي بكاء أندب أيامك.
تتحرك الأنات في طريق هلاكي.
وتعاتبني اللذات في طريقي.
فلا أدري كيف أكون مشئوما، وكيف أكون سعيدا، وبيني وبين أرى السعادة أن اقذف بجنوني في يم النسيان.
لقد أحسست بك ريحانتي
وشعرت بك سلطانا يتمدد بوهجه على قلبي.
تتحرك الأنات في طريق هلاكي.
وتعاتبني اللذات في طريقي.
كنت أشعر بأن قصور الكون ستكون لك.
كنت أحس بأن ورود الكون ستقدم إليك في عزاء الذات،
كنت أرى الوجود ملكا لسلطانك.
كنت أراني هناك منحة منحتني الطبيعة سر الباب.
لم أشأ أن أهلك في طريقي حسرات عليك،
لكنني قد نادمتني أنانيتي وغروري.
فتجرعت من غصص الكون آلاما مترنحات.
سيدتي ريحانتي
ماذا أحكي لك؟؟؟
أهل عن حبي لك،
إنني أحبك.
أحبك بعدد النجوم المضيئة
بعدد الكواكب والأجرام
بعدد كل برق يخطف الأبصار
بعدد كل شمس سطعت في الأكوان
بعدد الورود والرياحين
بعدد كل شمة نالها الكون من شذى الياسمين
بعدد كل قطرة دم تسري، تغزو روحي، تمشي الهوينا، تلملم شعثي، تحييني
أقسم أنني أحبك
أنت الماء المنساب بروحي
أنت المدد المعطى من السماء
أنت النور الفائح من أبصار الأيام
أنت القارب والمجداف، أنت البحر والأمواج، أنت النجاة والغرق، أنت الشاطئ والساحل.
أنت الحياة والأمل والرجاء، أنت أنا، فلا تكوني لي إلا أنا.
ريحانتي حين أفقدك سأبني على قبري علما ولواءا
وسأكتب للعالمين شهادتي
أنا شهيد حبك ،
بدر بدا ثم انهار كالنيازك، فلا تهربي من جنوني
أنا بدونك جسم بلا حراك، أنا بدونك نار بدون إحراق
أنا بدونك سحاب بلا أمطار، أنا بدونك عطر بلا فواح، أنا بدونك سماء بلا أرض، أنا بدونك زرع بلا بستان،
أنت الدم ، والعصب ، والروح
أنت القياس والبديع والمحاسن،
أنت كل شمس وبدور مزهرات،
أهل أحكي عن حياتي بك، أم أحكي عن فقدي بوداعك، أم أحكي عن أمل يغدو ويروح.
ريحانتي عوددددددددي.
فأنا بكل الأقسام
أحبك، أحبك، أحبك

لن أرحل
________________________________________


لن أرحل ، لن ابكي ، وماذا ينفع لو حم القدر ؟؟
أنا مثل الشموس في ظلمتها الظليلة ، أحن إلى هذا الناقوس ، أميل إلى هذا الطفل الغرير،
أحب أن أسمعه ، نداءا ، صراخا ، في مجنى الليل ، ومن وراء هذا الشجر ...
ويدخل البلبل من هذا الباب ، يريدني خارجا من كوة العزاء ،
يقول : لا أعزك الله من صبر ،
يامن بات يهوى القمر ، يشدو مع الصغار ،
يحن الى عسس اليل ، فهل تعرفونه يا أهل الحضر ؟؟
من أنا ؟؟ قطرة في بحر الإنصعاق ، تصطلمني النفحات ،
ذرة تتأوه من بين الكلمات ،
دقيقة من ثواني هذه الساعات ،
كلمة ، تدعو ، تتدثر في حنايا الطيور .
سأجمع حقائبي ، لأرحل ، لأبحث ، في عواصم العالم ، في الرباط ، في طابة ، عن نجيم لاح ، ثم اندحر، سأنتفض في شرايينك ، سأفض عذريتك ، سأعلمك القرار ،
سأكون كونا ، أوأثيرا ، أولا أكون إلا سطرا ، من ورود، من زهور ،
تكتب أغنية ، بل صدى بين قباب الصدور.
سهل يابنة الحي منك الصدود والهجر ،
سهل منك القبول والدبر ،
سهل أن تخرجيني من مساحات الضرر ،
هكذا ظننت يا حبيبتي بلا حذر ،
هكذا علمتك الصبابة في ليالي السهر ،
يامن لقلبه أهوى ، ولعينه أعشى ، أنا شرارة من نار ،
فحمة تلفعت من وارئها آيات العبر، قطعة من حزن ، فلقة من عذاب ، ترنوإلى ذاك الحجر ،
أفلق به رجلي ورأسي ، عقلي ، حتى لا يكون لي نظر ،
ثم اترك لنفسي مصيرا بين يديك ، عنوانا على الدموع ، في بون الحبيب ، في هجره ، في صدوده ، في كلماته : عد إلى حزنك أيها الكمد ، فما أرى لك من ظفر ،
فكذا غنيت يابن الحي ، الذي ، هيجت أحزانه قلبا يحتضر .
لن أرحل ،
كيف يبدو ذلك ، سكرا ، شفيفا كالطيف ، كموسيقى الأشجار ،
كالنور، كالهباء ،
فراسة خاطئـــة ،
وظن كاذب ،
وضياع في زوايا النهار ،
في الليل يسعد اللقاء ، فهل استوحشت منك النظرة ، أم قلاني الفؤاد؟؟
أم حوراء آدمية تسعى ، تهرول كالنعامة ، تريدني جاريا ، بل سباقا في عراك الجنـــــون ،
وحين ألقي بيدها في مرساتي ،
ترميني ، إرحل ، لا أرجعك القدر ،
في وجودي وجد ، وفي عدمي غدر ،
وحين تنعدم مني دقائق الأيام ، تنوب عني الوساوس الثكلى ، في مجرى الأيام ، في وهم ، ترينه ضبابا مترنحا ، بل برقا خلبا ، بل سماء مطيرة ، بل هزيم رعد ، بل هوجا ، بل غريرا في معبد الحب ، يغني للفجر وللقمر ،
في بحر الأحدية ، تناديك ، في أعماقك ، إنسانة أخرى ، تعض غيرتك بالإنكاد ، ترسل حبها فيغرقك ، وتشح منها السماء ، فلاترى بين عينيك ، إلا جلجلة ، نيزكا موسوما بالكدر .
أعصاب أراها رقيقة ، تتنفخ في غبار اليل ، فأخالها نكدا ، صبيبا ، ديمة تهب كالمطر ،
وحين أتقرب منها بيدي ، أجدها مادة لزجة ، زئيقية ، لا تعرف حبيبها ،
إلا بغيرة مدسوسة بين كل كلام ، سؤال ، لكنها سر ، إلهام ، لهوجة في صدى السعير .
لن أرحل ، ودليلي بين يدي سر ،
دليل على المراد الذي تبدى ، مني بل منها ، نشازا في صوت كصوت النغير ،
سر أحدقت به الأفنان ، وأغصان حب تفرغت في الفؤاد كالتيجان ، لوعى من الحزن ، تطالبني في ليالي النوح السمر ،
إرحل ،
لا تقلب وجها إلى هذه المعابد ، نشيج يعلوني فلا أري له صديقا إلا خدي والمحاجر ،
أردد في ثورة اليل ، كالخفاش ، أذكارا ، صارت مع الحزن كالوتر .
لن أرحل ، لن أرحل ،
لن ييبس مني العود ،
لن تبلى مني الأوراق ،
لن تكسف مني العبرات ،
لن أرى لعيني بعد هذا إلا الدموع والسهر ،
شجراتي تعرت للاقطها ، وتمراتي تبدت لجانيها ، وأعراضي مصفرات في حقن الشجون والعبر .
لن أرحل ،
أسى ينتابني ، شعور يغتالني ، غيض ، حنق ، عنف ، أقضيه قضاءا مبرما ، في دروب الحيـــاة ، أنسى ساعة ، وأهرول ساعات في الظهر ، في العصر ،
وحين تأتي واليل قائم ، وظل النهار سارفي العبور ،
أقطع من هنا إلى هناك مسافات لنيل الأوطار ،
مسافات تطوى ، وأنظر في عيني ، فأراها في بهو المراح كالستور ،
تأخذني بلفح شمسها ، تلفعني بلظى سعيرها ، تلقيني بين يدي دفاتري ، صابا ، علقما ، غصة تعتمدني ، غسلينا بل عقلما يخنقني في حلقي كالفهور ،
فتتركني أموت بين عنــــوان ، وكلمات ، وأشياء لا ذكر لها ، فأهرول في حوصلة الأحداث ، أبحث عن نفس أراه سعيرا ،
لكنه رحمة ، أبصقه على صفحات كتابي . شهدا من السطور،
أشربه رقرقة من هذا الغدير ،
أرتوي بحميا الهوى من هذا اليـــم ، ألتقط وردة من هذا البستان ، أختطف نظرة من هذا الجمال ، صورة ليس لي بين يديها كلام ، أهل أرسلها قبلة ، أم أرسلها أنملة ، أم أهديها مهج الحياة ،
مواجيع مفجعات في ليلي ، أقرر الهروب منها إليها فلا تريد ، وتنتهي المسرة بحزني حين تقول إرحل ياحقير .
لن ارحل ،
فإن أبيت إلا أن أرحل ، فإلى هنا ، حيث دارة الفلك ، حيث النجم ، حيث غدران العواطف ، ساق على ساق ، في رقصة حلزونية ، في جموم الجسد ، في سكر الروح ، في عقل العقل ، في منتهى النشوة ، وينغلق الباب ، فأقول يامجنونتي : عد ، عد ، إلى وفقة التناصف ، قبل منح الغرور ،
يامجنونـــة ، لن أرحل ،
فالفصل فصلي ، وفصلي زاهر ،
والساعة منحتي ، والممنوح جميل ،
هات يديك يامجنونتي ،
فالنسيم فد زاد ريا المكان ظرفا وجمالا ، مكان آمن ، وعزة قعساء ، ولون خداع ، عودي إلى مسرح الخيال ، إلى حقيقة الوجود ، إلى عين الزوال ، إلى الفناء والإتحاد والأنوار.
لن أرحل ، وفي الكون أحزان وأتراح ، حزن في جمجم حزن ، في قمقم من حلقة الوجود ، فهل تنفع الكلمة من عبد مثلي مندحر ؟؟
في صحيفة بيضاء تصدر من قلب رءوم ، رهيف ، حساس ..
أنتم هناك ونحن هنا ، وذات البين قرب في ذاتينا ،
لاعليك ،
فقد عرفتك سكرانة بماء الحب .
يا نجوم السماء أرسليها فوحا ،
من المسك واللبان ،
وياهبات النسيم أحملوها مني تسليمة في ليل المجانين ،
أقول قولي ،
ولن أرحل سأبقى لك ، وبك ،
وجودا حضورا ،
شهودا من وراء السور ،
لن أرحل