يحكي التاريخ القريب، أنه قبيل الحرب العالمية الأولى: طلبت الدول الاستعمارية من بريطانيا – وكانت زعيمة الاستعمار آنئذٍ - أن تدرس بدء اليقظة في منطقة الشرق الأوسط، فانتدبت بريطانيا « اللورد كامبل » لعمل الدراسة المطلوبة، وتقديم تقرير بها إلى الجهات المختصة... ومما جاء في تقرير « اللورد كامبل » الذي نشر عام 1907م ما يلي: (هناك شعب واحد متصل، يسكن من المحيط إلى الخليج لغته واحدة، ودينه واحد، وأرضه متصلة، وماضيه مشترك، وآماله واحدة، وهو اليوم في قبضة أيدينا، ولكنه أخذ يتململ، فماذا يحدث لنا إذا استيقظ العملاق؟!) ثم يقول « اللورد كامبل »: (يجب علينا أن نقطع اتصال هذا الشعب بإيجاد دولة دخيلة، تكون صديقة لنا، وعدوة لأهل المنطقة، وتكون بمثابة الشوكة تخز العملاق كلما أراد أن ينهض).
وهكذا وجد كيان يهود المسخ ليكون خنجراً مسموما في خاصرة الأمة.
رحم الله الخليفة عبد الحميد الثاني، فلما اتصل هرتزل به، وعرض عليه أن يستوطن اليهود في فلسطين مقابل مغريات مالية كبيرة يقدمها اليهود لدولة الخلافة العثمانية التي كانت تعاني في ذلك الوقت من ضائقة مالية كبيرة، غير أن السلطان عبد الحميد رد رداً مشرفاً حيث قال لمن توسط في ذلك : ((انصح صديقك هرتزل أن لا يتخذ خطوات جديدة حول هذا الموضوع، لأني لا أستطيع أن أتنازل عن شبر واحد من الأراضي المقدسة، لأنها ليست ملكي، بل هي ملك شعبي، وقد قاتل أسلافي من أجل هذه الأرض ورووها بدمائهم، فليحتفظ اليهود بملايينهم، إذا مزقت دولتي من الممكن الحصول على فلسطين بدون مقابل. ولكن لزم أن يبدأ التمزيق أولاً في جثتنا، ولكن لا أوافق على تشريح جثتي وأنا على قيد الحياة))