سلام الـلـه عليكم
الأخ الفاضل الشاعر المتألق عبد القادر رابحي
أرى في قصيدتك هذه إبداعا , تعودت أن اراه عندك , في كل قصيدة قرأتها لك , وإن جاءت بلون جديد , ما رأيته عندك من قبل , فأرجو أن تعذر تقصيري في متابعة أعمالك الراقية , في ساحرتك
هذه نجحت في إدخالي في الحالة التي عشتها أنت , بل ربما تأثّرت بها أكثر مما تتصور , إنها لوحة
حيّة عميقة الأبعاد , صارخة اللون , ساقتبس بعضا :
"في حقائب الجيل القادمْ..
الخارجِ لتوّهِ..
من بطنِ الجرحِ الجائعِ
حيث لا وطن..
و لا اعتراف للفضيحةِ..
بمباهجِ السترْ ..
التي تمدّ ظلالُها ..
على نافورة الوقتِ..
و استغراقاتِ المسافة العمياءِِْ..
هناكْ...
كمْ من الوقتِ يكفي..
لانتشالِ السمكة الحمراءْ..
من بئرِ الكأس النازحِ..
من غياباتِ الحنينِ
و دموع الإخوةِ الأعداءْ..
و هم يتقاتلونَ على مساحةِ قبرِ دافئِ..
و جنازةِ منقولةٍ
عبر قنواتِ الدهشةِ..
هناكْ..
حيث يتمتعُ العدوّ..
و يصفق لمسرحيةٍ
لم يكنْ ينتظرُها
أبداً..
هناكْ...
حيث لا حياء..
و لا قرابين..
يقدمها الوافدونَ..
على مذبح الابتسامةِ..
و مشارفِ الحزنِ الهاربِ..
من حماقاتِ مُحترفي لعبة اليناصيبِ
الذين ينتشلون جثثهم في الصبحْ..
و يُعيدونَ تصديرها في المساءْ..
نحو الوطن الممتثلِ أمام أعينهمْ
كالسمكة الحمراءْ.. "
لم أر شاعرا تفوق الى هذا الحد , في وصف مأساتنا مع أنفسنا , ومذابحنا لأنفسنا , حيث يتمتع العدو , ويصفّق لمسرحية , لم يكن ينتظرها , بينما تذرف دموع الأخوة الأعداء , وهم يتقاتلون
على مساحة قبر دافئ ..
و جنازةِ منقولةٍ
عبر قنواتِ الدهشةِ..
أنت رائع مبدع بحق .
تقبل احترامي وتقديري
أخوكم
السمان