|
مالي أراكَ بلون الحُزن متّشِحــاً |
قذىً بعَينَيك أم مَسحٌ من الرّمَــد ِ |
أمضيتَ جُلّ سنيّ العُمر في كَبَد ٍ |
وصار حالكَ لا يخفى على أحدِ |
قُل للذي سَلبَ الاجفانَ مرقدَها |
يَغِط في نومهِ المعسول يا ولدي |
إني تأبطتُ صَبْراً لا ينالُ به ِ |
مني سوى الصفح والآلامُ في كبدي |
كم ذا أقاومُ بحراً كادَ يُغرقني |
وكم أصارعُ أمواجاً من الحَزن ِ |
وما شكوتُ ولكنّ العيونُ بكت |
مما اعتراني فأفشى الدمعُ مختزني |
لما تثاءبَ فكّ القهر متكئاً |
صدري وأنشدَ .. يا مسكين كم تزن ِ |
أيقنتُ أن زماني فاسدٌ وقحٌ |
حاولتُ إصلاحهُ يوماً فأعجَزني |
لما تزاحَمَتْ الاضدادُ موجعةً |
قلبي وما أنا مثلُ البعض بوّاحُ |
أضرّ بي الّسقمُ واستعصَتْ مُعالجَتي |
كأنني طللٌ والبومُ سوّاحُ |
يا وحشةَ القلب إن باتت تؤرقهُ |
حُمى الوجيبِ وما للصبر مفتاحُ |
أكُلما لذّ لي عيشٌ وطِبْتُ به ِ |
عادت تُعكرُ صفو العذبِ أملاحُ |
يا إخوة المنتدى الميمون معذرةً |
جفّ اليراعُ وما جفّتْ مآقينا |
وددتُ لو أن ألفاظاَ مُنمّـقةً |
تجري على شفتي حيناً فتُحيينا |
لكنها غصّت الآلام موغلةً |
قسراً تبدّتْ لنا آثارُها فينا |
فما وجَدتُ سِوى الشكوى أسَطّرُها |
لعلّ مَن يسمع الشكوى يواسينا |
(طائر الاشجان) |
|