أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: أيتها الحمى ... أشكرك!

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 915
    المواضيع : 187
    الردود : 915
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي أيتها الحمى ... أشكرك!

    أيتها الحمى ... أشكرك !
    أشكرك أيتها الحمى أن جئت لزيارتي وأنا في بيتي .... ربما إن لم أكن موجودا لا أدري أين كنت ستقضين عطلتك؟
    إليك ... يا من تكونين حبيبتي
    آخر أيام العطلة ... ستبدأ حمى العمل والركض ...
    أبدو وكأنني أستحث العطلة أن تنتهي والعمل أن يقبل
    العطلة التي كانت لي( أنفلونزا) ممضة مؤلمة سكنتني وقضت أجازتها عندي ....
    الآن فقط بدأت تطفئ أتون نارها و تلملم أنياب آلامها ومخالب وجعها مع آخر أيام العطلة ..... ربما ستخرج من عندي لتبدأ عملها في جسد آخر من جديد ... شكرتها وحمدت الله أنها كانت هنا في عطلتي ....لا أحب أن يعطلني شيء عن العمل
    فعند عودتي إليه بعد انقطاع أشعر بغربة وتوتر وتمزق وارتباك وعدم تركيز
    ولا أستطيع (لملمتني ) إلا بعد أسبوع على الأقل ....
    كما أن قضاء عطلة بين أحضان حمى .... تجربة رائعة وجميلة .... لأسباب عديدة ....
    أولا لقد شعرت لأول مرة بمتعة المرض .... نعم متعة المرض ... أن تستلقي على سريرك ... وتتمتع بحلاوة النوم والاستلقاء ,,, وحولك من يخدمك بحنان . تشير فيمدون أيديهم لك بما تحتاج .... تغفو بين إغماضة هلوسات المرض وبين صحوة عليل شاقه أن يرشف بعض ماء .... فتعلم أن كم جميلة هي الحياة ورائعة هي الصحة ...
    وكم هي جميلة لحظة السكينة والصفاء في المرض .... كلحظة الصوم في آخر نهار من نهارات رمضان ...
    لعلها الروح ... تسمو وتشف بالصوم والألم ... فتكون قريبة من مصدرها وبحرها الخضم ... من جمال الله وروحه سبحانه وتعالى ....
    ؟ ربما .
    في عطلتي مع الحمى أو قل رحلتي معها ... طوال أسبوع أو أكثر ... رأيتني أستحم
    بالندى والبرد بين الغمام ,وأسابق النجوم والكواكب نحو الشمس لأستزيد من وهجها
    ورأيتني أركض في مروح ووديان وسهول وتفتحت كأزهار في شجر الليلك .... وبراعم على رؤوس الزنبق ,وانشطرت مع الصخور حين شقها السيل ....وسافرت في ماء الأنهار ... ولثمت خدود النباتات والحشائش .... وغصت مع المحارات الجميلة والأسماك الملونة .... وسبحت مع عرائس البحر ووحوش المحيطات .... وخرجت في شبكة صياد ... ألقاني على شط من النور واللألئ .... وخاطبت السناجب وحادثت الفراشات ودود الأرض وثعابينها وراقصت قطرات الندى على شفاه الورد ...
    والتصقت بظهور الصواريخ ...وطرت مع أسراب الطائرات والبوم والعصافير .. وانفجرت مع الشراك المفخخة .... هنا وطني .... وامتزجت بخطب الساسة ... وأمسكت بتلابيب العم بوش ... وكدت ....أن يخنقني ... ورأيت وجه رئيسي في العمل كحذاء قديم مهترئ وعلى صدره لوحة رقمية للص فور القبض عليه ...
    ورأيت وجهك حبيبتي .... كقطرة ماء صافية ... لا بل هي دمعة رائقة .. حنونة... ولمست خدك الطفولي الرقيق .... فانتشيت ... وأمسكت كفك فإذا هو باقة من الياسمين !!!
    ولبسنا أثوابا من العشب ... وعناقيد القرنفل ...وصنعت لك عقدا مسحورا من حبات عنب بري وحين جعنا ... أكلناه ........ وتشابكت أصابعنا .... فتفجر النبع من بين أيدينا ... فضحكنا حتى البكاء .... وسمعت صرختي لحظة ميلادي.... أبي يضحك وبغله أيضا ... أمي تكور خبز تنورها وترميني بالعجين في وجهي ...اصطفت جداتي من قرون يجهزن لعرسي فور أن ولدت.ورأيتني صبيا على ضفاف النهر يحاول أن يحبس القمر في زجاجة صغيرة.
    غنيت مع صبايا الحي ... وجنيات النيل الأسواني ... ... وبكيت مع الأيتام ... واختيأت في جوف تمرة شهية ... ستأكلها حبيبتي ... وٍذبت مع أريج الربيع لعلمي أنه سيصافح وجهك الجميل.ويداعب خصلات شعرك المجنونة.
    وتقافزت فوق أوتار الكمان فطرت إلى السقف وعدت إليها مرة أخرى
    وتناثرت لحنا رائعا .... جميلا ... وهممت بفتح فمي لأغني ...
    فكانت ( الآه)
    ألما وتوجعا ...
    هي الحمى إذن .
    القلب والوجدان ساعة المرض... .... رقيقان محلقان ... بين الأمل والرجاء
    أن يغفر الله ما كان ... وتحن لحظتها لكل من حولك أهلا كان أو حبيبا صديقا كان أو, عدوا .... لتقول لهم جميعا .. كم أحبكم
    وشعور طفولي ... تحس معه أنك عدت إلى براءة وجهك الأول .... وضعفك الإنساني الذي أخفيته وراء غلالة من الكذب والافتراء والشعور الخادع بالقوة ...ا
    هي الحمى في عطلتها معي ... أعطتني إجازة من كل مساوئي .... وآثامي ... وعندما رأيتني في مرايا الحقيقة ... عرفتني ... نعم هو أنا ......دهشت لرؤيتي ... ! كم اشتقت أن أراني منذأمد بعيد .
    إليك يا من تكونين حبيبتي....
    أطلت عليك؟
    أحب أن أحدثك حتى ولو على الورق... أو في هلوسات الحمى وفي كوايس الألم ..
    نعم أود للعطلة أن تروح....
    وكأننا لا نتوهج حبا وعطاء إلا حين نكون مربوطين في عجلة الحياة ولهيب العمل ومعترك الواقع ... وغبار السباق المحموم ..حمى جديدة ربما ؟ إذن فلتكن .
    بل نعم بالتأكيد هي الحقيقة .... نشتاق أن نهرب ... من قيظ الواقع وشمسه الحارقة ... إلى رشفة الحب الباردة ... نحن إلى أن نريح القلب والعقل تحت غصون العشق الوارفة .... بعد رحلة سفر شاق طويل
    لكننا لا نحس بواحة الظل لو عشنا فيها إلى الأبد...
    لابد أن نكون بين بين ... كي تكون الفرحة .... و تكون الحياة.
    أحبك الآن .... أكثر.
    أشتاق إليك الآن أكثر..
    اغتسلت ...
    سأتوهج الآن
    عملا
    وحبا
    وأملا
    سأسافر في الشمس والبرد ...
    في دنيا الله ....
    وتحت عينيه ...
    محوطا بروحة ...
    سأبدأ السباق من جديد
    لأحن إلى واحتك الوارفة
    أستظل بحبك تحت غصونها ...
    وأرشف من عينيك خمري الدافئة
    فالعطلة انتهت
    والحمى قد سافرت.
    محمد نديم
    فجرالجمعة التاسع من فبراير 2007

  2. #2
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    العمر : 39
    المشاركات : 1,747
    المواضيع : 28
    الردود : 1747
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    سيدي الرائع:
    تحياتي القلبية لك ولإحساسك المرهف
    لا أذاقك الله بؤس المرض أبدا
    فليسلم قلبك عزيزي
    نصك رائع بكل ما فيه
    قرأته 3 مرات ولم أودّ الخروج من متصفحك
    تقبل مروري
    تحياتي لك

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 915
    المواضيع : 187
    الردود : 915
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور سمحان مشاهدة المشاركة
    سيدي الرائع:
    تحياتي القلبية لك ولإحساسك المرهف
    لا أذاقك الله بؤس المرض أبدا
    فليسلم قلبك عزيزي
    نصك رائع بكل ما فيه
    قرأته 3 مرات ولم أودّ الخروج من متصفحك
    تقبل مروري
    تحياتي لك
    نحمد الله أن منحنا هدية الإحساس وحبانا نعمة القلم كي نخفف من عناء العمر وتقلبات الزمان
    ربما يصبح الواقع اجمل ..... ولو في نفوسنا ...ربما.
    نور سمحان ... الشاعرة المرهفة.
    امتناني لمرورك العاطر بالود والآسر بكل نبيل.
    وشكرا لدعائك الصادق.
    ولك الود
    محمد نديم

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    النديم...

    الحمى طاغية هذه الايام على كل شيء...بل طغت حتى على المشاعر..وهي لاتتفرط في فرصة لتكون فريستها التالية الحواس...والرجوع الى الحواس بدلا من المشاعر،دليل الحساسية..وارتداد عن القلب وتهويماته الى الجسد والحواس التي هي اقل قابلية للضياع والاضافة..هكذا هي الحمى اصبحت اذكى بكثير من ذي قبل.

    تقديري ومحبتي
    جوتيار

  5. #5
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    كنت أبحث من زمن عن نص يترجم لي الحمى ؛ فقد ظننت أنها تزورني وحدي .. فأرى في رحابها عجائب الدنيا السبع وحدي !!!

    سأهديك نصين للحمى مشاركة و تطابق حرف .. أقصد وجع .

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=19436

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...d.php?t=10626\

    تقديري .

  6. #6
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي تحية ورد

    سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه

    تحيـة تقطر عطراً


    الكريم محمد نديـم،

    هي الحمّـى، زائرةٌ خفيفة الظّلّ، مُنادِمة وفيّـة، تُقسِم كلّما عشقتْ روحاً ألاّ تخونَها البتّـة، أن تظلّ معها على العهد !
    تحملُ معها برامجَ رحلاتٍ، فتأخذنا كلّما سهرتْ معنا على ضوء التوهّج، إلى مدائن لم نزرها من قبلُ إلاّ في أحلامنا وأمانينا! تكون رسولَ وجعِنا، بل رسائلَه ! صوتَه ويدَه اليمنى ! لكنْ تظلُّ هي الشمعةَ البيضاء التي تمحصّ أرواحنا المثقلة بالذنوب ممّا اقترفتْه !


    للتثبيت، تقديراً لقلمك، واحتفاءً بشخصية الحمّى : ذات الوجهين !



    نصّكَ قطعةٌ مضمّخة بالصّدق والحسّ العالي، بوركتَ وبوركَ مدادُك
    ننتظركَ على ضفاف الحرف دائماً
    خالصُ تقديري ودعائي الغزير نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وألف طاقة من الورد والندى

  7. #7
    الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
    أديبة وفنانة

    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : jordan
    المشاركات : 1,378
    المواضيع : 91
    الردود : 1378
    المعدل اليومي : 0.22
    من مواضيعي

      افتراضي سلامات

      الشاعر الصديق محمد نديم
      الحمى موضوع شغل الشعراء وشاغلهم منذ القدم ،
      وأوحى لهم بما شف من الشعر وما رق وعذب
      وحماك هذه ، تلك الزائرة التي حولتك طيفا هائما في فضاءات حالمة ، لها منا الشكر
      لأنها أهدتنا هذا النص الحافل بالجمال
      نثرك جميل كما شعرك
      تحياتي لك

    • #8
      الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
      تاريخ التسجيل : Jul 2006
      المشاركات : 915
      المواضيع : 187
      الردود : 915
      المعدل اليومي : 0.14

      افتراضي

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء حرمة الله مشاهدة المشاركة
      سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه
      تحيـة تقطر عطراً
      الكريم محمد نديـم،
      هي الحمّـى، زائرةٌ خفيفة الظّلّ، مُنادِمة وفيّـة، تُقسِم كلّما عشقتْ روحاً ألاّ تخونَها البتّـة، أن تظلّ معها على العهد !
      تحملُ معها برامجَ رحلاتٍ، فتأخذنا كلّما سهرتْ معنا على ضوء التوهّج، إلى مدائن لم نزرها من قبلُ إلاّ في أحلامنا وأمانينا! تكون رسولَ وجعِنا، بل رسائلَه ! صوتَه ويدَه اليمنى ! لكنْ تظلُّ هي الشمعةَ البيضاء التي تمحصّ أرواحنا المثقلة بالذنوب ممّا اقترفتْه !
      للتثبيت، تقديراً لقلمك، واحتفاءً بشخصية الحمّى : ذات الوجهين !
      نصّكَ قطعةٌ مضمّخة بالصّدق والحسّ العالي، بوركتَ وبوركَ مدادُك
      ننتظركَ على ضفاف الحرف دائماً
      خالصُ تقديري ودعائي الغزير نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
      وألف طاقة من الورد والندى
      أسماء حرمة الله
      انحني ... امتنانا لودك وحسن قراءتك
      ورائع تعليقك سيدتي ...
      وأشكر الحمى مرات عدة.
      وأحمدالله أن حبانا القلم .... وأبان طريقنا كي نطْهُر ... ونصفو.
      بورك مرورك هنا ....
      وسلمت بألف خير.
      محمد نديم

    • #9
      الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
      تاريخ التسجيل : Jul 2006
      المشاركات : 915
      المواضيع : 187
      الردود : 915
      المعدل اليومي : 0.14

      افتراضي

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان الاغا مشاهدة المشاركة
      الشاعر الصديق محمد نديم
      الحمى موضوع شغل الشعراء وشاغلهم منذ القدم ،
      وأوحى لهم بما شف من الشعر وما رق وعذب
      وحماك هذه ، تلك الزائرة التي حولتك طيفا هائما في فضاءات حالمة ، لها منا الشكر
      لأنها أهدتنا هذا النص الحافل بالجمال
      نثرك جميل كما شعرك
      تحياتي لك

      للقلم شجون ... فإن أرادها نثرا فله ما يريد
      وإن رأى أن يقرضها شعرا فله أيضا ما يريد
      فالقلم ترجمان الوجدان ...
      معه يسري حيث كان ...
      ومعه يقر حيث يستقر.


      الصديقة حنان الأغا ....
      الشاعرة ... الراقية
      صاحبة القصيدة الدرة ... كالفاكهة النادرة ...
      في مواسمها التي ننتظرها دائما بشغف وعطش ....
      امتناني العاطر بالود.
      وأهلا بك دائما.

      محمد نديم

    • #10

    صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

    المواضيع المتشابهه

    1. أشكرك
      بواسطة أشرف صابر محمد في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 15-01-2014, 06:38 AM
    2. كيف أشكرك‏ يارب العالمين ....؟؟
      بواسطة ابو دعاء في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 19-12-2010, 10:28 AM
    3. أشكرك يا الله ..
      بواسطة محمد الأمين سعيدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 06-10-2008, 09:20 AM
    4. كيف أشكرك
      بواسطة حازم محمد البحيصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
      مشاركات: 9
      آخر مشاركة: 09-04-2007, 03:31 PM
    5. مرض الحمى المالطية ( البروسيللا )
      بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى عُلُومٌ وَتِّقْنِيَةٌ
      مشاركات: 12
      آخر مشاركة: 06-01-2005, 06:04 AM