أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الانتماء الصحيح

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد سوالمة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : رفح
    العمر : 69
    المشاركات : 488
    المواضيع : 188
    الردود : 488
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي الانتماء الصحيح

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذا الموضوع يلقي الضوء على من يدعون للوظنية والقومية لعلهم يتذكرون وتنفعهم الذكرى لان الذكرى تنفع المؤمنين.


    روى الإمام أحمد في مسنده عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: «انتسب رجلان على عهد رسول الله r، فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان، فمن أنت لا أم لك؟ فقال رسول الله r انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام، فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان، حتى عدّ تسعة، فمن أنت لا أمّ لك؟ قال: أنا فلان بن فلان ابن الإسلام. قال: فأوصى الله إلى موسى عليه السلام أن هذين المنتسبين: أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة» صحيح رواه أحمد والبيهقي في الشعب وقال: هذا إسناد صحيح

    ............................

    قبل أن نذكر المعنى المباشر لهذا الحديث الشريف لا بد أن نتذكر ما أكدت عليه نصوص كثيرة فيما يتعلق بأصل الإنسان ونشأته، فقد أعلمنا الله أنه خلق البشر من أصل واحد وهو التراب. وعليه فإنه لا ميزة لأحد على أحد في الأصل حيث لا تفاضل إذ الكل من تراب، وليس هناك أُسَرٌ أصلها ذهب وأخر من فضة وثالثة من حديد...الخ.

    ومع أن جميع الخلق من آدم وآدم من تراب إلا أنك تلاحظ ذلك التمايز والتباين بين الناس في أشكالهم وأطوالهم وألوانهم...الخ، فهل هذا التمايز والتباين مبرر لتعالي بعض الناس وتفاخرهم على بعض؟

    والجواب أن هذا التمايز جعله الله دليلاً على حكم أهمها حكمتان جليلتان:

    الأولى: ليكون هذا التمايز آيةً على قدرة الله العظيمة، ودليلاً على تفرده عز وجل في الخلق والتدبير قال تعالى: ]ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين[ [الروم].

    وقد جاءت هذه الآية بعد قليل من قوله تعالى: ]ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون[ [الروم].

    وعليه فإن الإنسان عجيبة في أصل خلقته وعجيبة في طبيعتها، وقد أودع الله تعالى هذا المخلوق مجموعةً من الأسرار والعجائب ولفت إلى ذلك الأنظار قائلاً: ]وفي الأرض آيات للموقنين @ وفي أنفسكم أفلا تبصرون[ [الذاريات].

    فالإنسان عجيبة في تكوينه الجسدي، أعضائه ووظائفها وكيفية تركيبها، الهضم والامتصاص، والاحتراق، التنفس، ودورة الدم، والغدد وإفرازاتها وعلاقتها بنمو الأعضاء وكيفية عملها، كل ذلك وغيره الكثير مما عرفه الناس أو لم يعرفوه عن أصل خلقتهم أو طبيعتها عجائب تدهش الألباب وتحيّرها، فحيثما وقف الإنسان يتأمل نفسه واجهته عجائب شاهدة على قدرة الخالق وعظمته. وصدق الشاعر حيث يقول:

    وَتَزْعُمُ أَنَّكَ جُرْمٌ صَغِيرٌ وَفِيكَ انْطَوَى العَالَمُ الأَكْبَرُ

    الثانية: أما الحكمة الثانية من ذلك التمايز والتباين بين البشر في الأشكال والألوان والأطوال...الخ، فهي من أجل أن يتمكن البشر من التعرف بعضهم على بعض وتمييز بعضهم من بعض قال تعالى منبها على ذلك. ]يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير[ [الحجرات].

    وفي هذه الآية ذاتها والتي ذكر الله فيها الحكمة من تمايز الناس فيما تقدم ذكره - نصّ الحق تبارك وتعالى على ما يتفاضل به الناس حقيقه فقد أخبر الله تعالى أن التفاضل فـي ميزان الإسلام ليس مرده إلى هذا التمايز الواقع بين الناس إنما مرده – في ميزان الإسلام - إلى التقى والصلاح ]إن أكرمكم عند الله أتقاكم [.

    أما المفاخرة بالآباء الكفرة والزعماء الفجرة، والقيادات التي عاثت في الأرض فساداً، فذلك كله من الباطل، وهو يمثل انحراف مسار الإنسان في تصوراته وأفكاره وأفعاله.

    وفي الحديث الذي يرويه كعب وهو موضوع الكلام يخبرنا أبي بن كعب عن لون من ألوان ذلك الباطل وقع في مجلس رسول الله r حيث تفاخر عنده رجلان فافتخر أحدهما على صاحبه بأصاله نسبه فاهتبلها رسول الله r فرصة حيث لقن ذلك المفاخر وأمثاله درساً رادعاً عن هذا الباطل. فقد حدثهم أن رجلين من بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام اختلفا وتنازعا، فافتحر أحدهما بالآباء العظام من أهل الكفر وعدد تسعاً من آبائه. أما الرجل الآخر فقد كان صالحاً فقيهاً فقد كان منتسباً: أنا فلان بن فلان أبن الإسلام وكان الأبوان اللذان اعتزى إليهما مسلمين ثم اعتزى إلى الإسلام، ورفض أن يمد المفاخرة إلى الآباء الكفرة. ثم أخبر رسول الله r أن الله تعالى أوحى إلى موسى يأمره أن يقول للمفاخر بآبائه الكفرة: (أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم)، وأمره أن يقول للآخر المنتمي والمعتز بإسلامه: (وأنت أيها المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة).

    وقد اشتد رسول الله r في محاربة العصبية حين قال: «لينتهين أقوام يفخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فيح من فيح جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعل يدهده الخراء بأنفه، إن الله قد أذهب عنكم عَبِيَّةَ الجاهلية، وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي، أو فاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم وآدم من تراب» رواه الترمذي وأبو داود.

    فالعصبية مرض فتاك يخبث النفوس ويدنسها ويشعل العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع الواحد وقد يؤدي إلى القتال وسفك الدماء، ومع كل ذلك، فقد ترعرعت العصبيات في هذا الكون فكان من نتيجتها أن فرقت جماعة المسلمين، وأصبحت معولاً لهدم الأمة الإسلامية ولم يعتبر المسلمون بما جاء في ذمّ العصبيات في كتاب ربهم وسنة نبيهم بل ولا بما أحدثته العصبيات في الأمم الأخرى التي طحنتها العصبيات وفرقتها شذر مذر، ثم ألم يكن من أهم أسباب هدم الخلافة الإسلامية العصبية حيث تعصبت الحركة الطوارنية للجنس التركي، فانضمت العصبية إلى قائمة سوداء من الأفكار لدى أولئك المارقين الذين أعملوا معول الهدم في الخلافة الإسلامية.

    ثم ما زالت الأمة تعاني من شرور العصبية فهذه القطرية والتي رسخها الاستعمار وهي شكل من أشكال العصبية حيث يتعصب كل أناس إلى قطرهم فهذا مصري وذلك سوري وآخر مغربي ورابع عراقي...الخ. هذه القطرية هل تزيد المسلمين إلا ضعفاً وتمزقاً وتشرذماً.

    إن الأصل في أمة الإسلام أن تكون في دولة واحدة هي دولة الخلافة التي تلم شعثهم وترأب صدعهم وتجير كسرهم وتسوقهم بالعدل والإحسان إلى خير الدنيا والآخرة. نسأل الله أن يطلع فجر الخلافة لتنعم البشرية كافة بنورها وخيرها
    [motr]من اراد الله به خيرا فقهه في الدين[/motr]

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : مصر
    المشاركات : 2,694
    المواضيع : 78
    الردود : 2694
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي



    نعم اتفق معك فى ان الانتماء الصحيح لابد ان يكون للاسلام والدين
    ولكننا الان نعيش فى عصر وزمن مختلف تضع فيه الحدود بين البلاد والاوطان حدود وفواصل فى كل شىء فى حياتنا

    فوالله لو اتبعنا كلام الحبيب المصطفى وكان الانتماء للاسلام
    وتجمع شمل الامة الاسلامية تحت هذا اللواء
    لكتب الله لنا النصر والسلامة

    اخى العزيز محمد
    موضوعاتك دائما لها هدف مستقبلى وتفتح دروب من التفكير

    شكرا لك وجزاك الله خيرا

    لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين



  3. #3
    الصورة الرمزية محمد سوالمة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : رفح
    العمر : 69
    المشاركات : 488
    المواضيع : 188
    الردود : 488
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه وبعد.......

    ان الحدود والعقبات التي وضعت بين الدول هي حدود اصطناعية اوجدها الكافر المستعمر ليحول بها بين وحدة الامة الاسلامية من جديد ومن الواجب ازالتها لتعود دولة الاسلام مترامية الاطراف مرة اخرى باذن الله .

    بارك الله فيك وهدانا جميعا لما يحبه ويرضاه

  4. #4
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    أخي محمد ...

    الولاء والبراء من أهم أسس هذا الدين القويم فمن والى غير المسلمين صار منهم ومن أحب غير المؤمنين حشر معهم.


    أبي الإسلام لا أبا لي سواه **** وإن فخروا بعمرو أو تميم


    الحمد لله على نعمة الإسلام ...



    كل عام وأنت بخير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. للفائدة : ( المكان الصحيح لتنوين الفتح ) ..!
    بواسطة محمد السوادي في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 13-04-2012, 11:45 PM
  2. محمد جبريل.. وقضية الانتماء
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 16-05-2009, 08:16 PM
  3. السلام عليكم - يسعدني الانتماء لكم
    بواسطة طارق الفياض في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 02-12-2006, 09:38 AM
  4. تضاريس الفقد.. وتشكيل جذور الانتماء
    بواسطة زاهية في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 05-03-2006, 08:34 PM
  5. الموقف الصحيح عند الاساءة....!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-08-2004, 12:12 PM