السلام بين الفيل والحمار
عاد في رسم الإحداث فتأجج الغضب لديه وراح يغلي في داخله , لكن ما لبث أن هدا بعدما عرف انه سلاح الهزيمة الذي يملكه , يشهره في كل مرة من اجل أن يشعر بوجوده الذي فقد كل أنواع المقاومة فتعرت حقيقته وبانت عيوبه وضعفه , يلجا أحيانا الى تجرع الأمل في الصباح والمساء فيخفف الم الواقع المر فينجرف إلى إشباع رغبة جسده ويعيش في أحلام يقظته التي تغرقه في الوهم الزائف .
ركب من جديد في مركب الأمل واخذ يجدف في عملية السلام التي صارت عباراتها تملا المكان عبر الأثير وعبر الفضاء وفي المناسبات واللقاءات , محاولا العثور على طوق نجاة لكرامته التي مازالت تهان , فندفع نحو البحث عن شي يجعله ينجو من الهزيمة , فاقبل بتردد على سماع نغمة السلام التي وجدها أنها تعزف بشكل ممل وحسب ما يرضي المشاهدين والمستمعين الأقوياء الذين يكتبون النوتة التي تناسب سمعهم ومزاجهم فتطول أحيانا وتقصر , وهو في شغف الى الوصول أحلامه التي رهنت عند حزب ( الحمار) و حزب ( الفيل ) والذين أصبح في أيديهم مستقبله , فعليه ان يتابعهم ليل نهار إذا أراد السلام , توقف عن الإبحار في أفكاره بعدما سمع نهيق حمار في الشارع فشده الصوت وقال : لقد اقبل السلام الذي كنا في انتظاره , فهذا الحمار يحمل ربيع الديمقراطية الى أرضنا التي لن تموت , ولهذا سوف نحتفل به ونشد من أزره في مواجهة الفيل الضخم الذي داس علينا ودمرنا , فليحيا حزب ( الحمار) .