أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 59

الموضوع: حِرصٌ

  1. #11
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    حِرصٌ

    تَمَطَّى عَلَى الأَرِيكَةِ الوَثِيرَةِ يَفْركُ يَدَيهِ بِسَعَادَةٍ وَرِضَا. الدِّفْءُ المُنبَعِثُ مِنَ الموقَدِ المُقَابِلِ يَتَخَلَّلُ جَسَدَهُ لِيَزِيدَهُ اسْتِرْخَاء وَسَكِينةَ وَهُوَ يَتَأَمَّلُ مِنَ النَّافِذَةِ الكَبِيرَةِ رِقَّةَ هُطُولِ الثُّلُوجِ فِي دَعَةٍ وَهُدُوءٍ كَقطْنٍ نَدِيفٍ مِنْ يَدِ صَانِعٍ مَاهِرٍ. بَيْتُهُ الخَشَبِيِّ الصَّغِيرِ المُحَاطِ بِأَشْجَارٍ بَاسِقَةٍ أَصَرَّتْ عَلَى الاحْتِفَاظِ بِأوْرَاقِهَا الخَضْرَاء وَإِنْ خَالَطَهَا البَيَاضُ كَانَ كُلَّ عَالَمِهِ الصَّامِتِ إِلا مِنْ بَعْضِ مَرَّاتٍ يَشْتَاقُ فِيهَا لِلصَّخَبِ وَالحَرَكةِ.

    عَادَ لِيَتَفَحَّصَ الكَامِيرَا التِّي ابْتَاعَهَا مُنْذُ يَومَين مُتَأَمِّلاً تَارَةً شَكْلَهَا الأَنِيقِ ، وَمُسْتكْشِفَاً تَارَةً الجَدِيدَ مِنْ مِيزَاتِهَا العَدِيدَةِ مِمَّا لَمِّا يَصِلْ إِلَيهِ. ابْتَسَمَ مِنْ جَدِيدٍ سَعَادَةً بِهَذِهِ الكَامِيرَا التِي طَالَمَا حَلِمَ بِهَا لِيُسَجِّلَ لَقَطَاتٍ مِنْ لَحَظَاتِ حَيَاتِهِ السَّعِيدَةِ ذِكْرَى يَحْتَفِظُ بِهَا سَبَبَ أُنْسٍ لِشَيخُوخَتِهِ التِي يَعْلَمُ أَنَّهُ سيَكُونُ فِيهَا وَحِيدَا. لَمْ يَهْتَمَّ لِلمَبْلَغِ البَاهِظِ الذَي دَفَعَهُ ثَمَنَاً فَهِيَ تَسْتَحِقُ كَمَا أَقْنَعَ نَفْسَهُ بِمَا فِيهَا مِنْ خَصَائِصَ وَإِمْكَانِيَات مُذْهِلَةٍ هِيَ أَحْدَثُ مَا تَوَصَّلَتْ إِلَيهَا التقْنِيَةُ الرَّقمِيَّةُ.

    أَعَادَ نَظَرَهُ إِلَى حَيثُ النَافِذَةِ يَتَأَمَّلُ مَا تَحِيكُ يَدُ السَّمَاءِ مِنْ نَسِيجٍ مُهَفَهَفٍ تَكْسُو بِهِ الأَرْضَ ثَوبَاً أَبْيَضَ مِنَ النَّقَاءِ يُخْفِي تَحْتَهُ كُلَّ أَدْرَانِهَا وَعَورَاتِهَا. شَعَرَ بِرَغْبَةٍ عَارِمَةٍ فِي أَنْ يَحْتَفِلَ بِهَذَا الجَّوِ الثَّلْجِيِّ الفَاتِنِ ، وَأَنْ يَحْتَفِيَ بِكَامِيرَتِهِ الجَدِيدَةِ ؛ فَيَبْدَأَ الاسْتِخْدَامَ الفِعْلِيَّ لِخَصَائِصِهَا الكَثِيرَةِ وَالكَبِيرَةِ خُصُوصَاً مِنْهَا مِيزَة ثَبَاتِ الصُّورَةِ فِي كُلِّ الظُرُوفِ. قَرَّرَ بِالفِعلِ أَنْ يَخْتَبِرَهَا في مثل هذا الطَّقْسِ البَارِدَ ، وَأَنْ يُسْعِدَ نَفْسَهُ بِرِيَاضَتِهِ المُفَضَّلَةِ يُفْرِغُ بِهَا دَفقَاتِ السُّرُورِ التِي تَنْتَابُهُ وَتَستَعْمِرَ مَشَاعِرَهُ.

    رِيَاحُ الشَّمَالِ تَتَدَفَّقُ بِرِفْقٍ تَحْمَلُ الهَوَاءَ النَّقِيَّ البَارِدَ لِتَلْفَحَ بِهِ وَجْهَهُ المُتَلَفِّعَ بِلِثَامٍ صُوفِيٍّ سَمِيكٍ وَهُوَ يَنْسَابُ بِتَؤُدَةٍ عَلَى زَلاجَتِهِ نَحْوَ تِلْكَ المَسَاحَاتِ البَيْضَاء حَيْثُ لا شَجَرَ يَزْجُرُ وَلا حَجَرَ يَحْظرُ وَلا بَشَرَ يَنْظُرُ. وَعَلَى سُفُوحِهَا هُنَاكَ أَطْلَقَ لِسَاقَيهِ العنَانَ يُسَابِقُ الرِّيحَ تَارَةً وَيُسَابِقُ الحُلُمَ تَارَةً أُخْرَى ؛ كَأَنَّهُ فَارِسٌ امْتَطَى مَتْنَ الرِّيحِ مُنْطَلقَاً نَحْوَ الحُلُمِ الجَمِيلِ الذِي رَاوَدَهُ عَدَدَ سِنِين. مَهَارَتُهُ فِي التَّزَلُّجِ مَدَّتْ يَدَاً لِكَفِّ نَشْوَتِهِ الجَارِفَةِ تَدْفَعَانهُ لِلتَّمَايُلِ تَبَخْتُرَاً بِرَغْمِ هَذِهِ السُّرْعَةِ العَالِيَةِ وَقَدْ أَمْسَكَ بِيَدِهِ الكَامِيرَا يُدِيرُهَا إِلَى وَجْهِهِ المُتَهَلِّلِ سَعَادَةً حِينَاً ، وَحِينَاً إِلَى الأُفُقِ المُمْتَدِّ أَمَامَهُ أَبْيَضَ مِنْ غَيرِ سُورٍ مُتْعَةً كُبْرَى.

    وَفَجْأَةً ؛ شَعَرَ بِأَنَّ الأَرْضَ لَمْ تَعُدْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَحْمِلَهُ. لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ حُلُمَاً تَوَهَّمَهُ. كَانَتِ الأَرْضُ تَتَشَقَّقُ تَحْتَهُ حَقَّاً لِيَجِدَ نَفْسَهُ وَقَبْلَ أَنْ يَتَمَكَّنَ مِنَ التَّوَقُّفِ قَدْ بَدَأَ يَغُوصُ فِي الجَلِيدِ. اضْطَرَبَ جِدَاً وَهُوَ يَرَى كَأَنَّ الأَرْضَ تَبْتَلِعُهُ وَكَأَنَّ صَقِيعُهَا يُكَبِّلُهُ. لَمْ يَتَوَانَ الأَلَمُ أَنْ يَغْرسَ فِي أَطْرَافِهِ أَنْيَابَهُ يَعضُّهُ سَغْبَانَ مَسْعُورَاً. يَتَأَوَّهُ بِشِدَّةٍ وَلَكِنْ كَانَ كُلُّ هَمِّهِ وَقْتَئِذٍ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى الكَامِيرَا مِنَ البَلَلِ فَتَتَعَطَّلَ ، أَوِ السُّقُوطِ مِنْ يَدِهِ فَتَنْكَسِرَ. رَفَعَ يَدَهُ بِهَا أَكْثَر كُلَّمَا غَاصَ أَكْثَر مُشْفِقَاً عَلَيهَا يَنْظُرُ إِلَيهَا بِحِرْصٍ وَانْتِبَاهٍ.

    وَعَلَى أَحَدِ الأَسِرَّةِ البَيْضَاء كَانَتْ عَيْنَاهُ تَتَقَلَّبَانِ بَينَ قَدَمَينِ قَدْ شَلَّ الجَلِيدُ قُدْرَتَهَا وَدَامَا ، وكَامِيرَا قَدْ كَسَرَ البَرْدُ عَدَسَتَهَا خِتَامَا ، وَكَشْفُ حِسَابٍ جَاوَزَ ثَمَنَهَا بِعَشْرَةِ أَضْعَافٍ تَمَامَا



    مايهمني وانا أقرأ القصة انها كتبت بقلم شاعر لايستطيع مغادرة نبض شاعريته وهذا قد أعطى للقصة دفقة تألق وجرعة مركزة من الانسيابية جعلت القارىء يسأل نفسه هل أنا الآن أمام قاص أم أمام شاعر خصوصا ً انها قصة لشاعر كبير بحجم سمير العمري لديه بصمته الخاصة بل والخاصة جدا ً ، لقد قمت بعرض القصة على احد الفضلاء من متابعي أدب العمري دون ذكر اسمه فلم يخطر في باله البتة انها للعمري
    استنتجت بعد ذلك أن القاص هنا قد مارس الهروب من الشاعرية وخيالاتها الى المباشرة والتقريرية فقط ليثبت للمتلقي انه هنا يقول النثر لا الشعر .
    2\
    البطل هنا هو الانسان ، وحرصه هنا يغذي شهوتنا للحرص على تسجيل اللحظة بكل غنائيتها سياحة ً في هذا الكون الجميل والذي بالغ القاص في وصف دلالات جماله وكأنه يريد اخبار القارىء ان انسان هذا الزمان منشغل بملاحقة نوعين من اللحظات ، لحظة التملك لآخر صيحات الحضارة المادية ( ممثلة بآخر تقنية للكاميرا ) ولحظات أ ُنسِه وقد اراد القاص ربط زمني الحاضر بالمستقبل من خلال لهفة البطل على اختراق المكان بسرعة
    وفي ذلك هناك اشارة خفية تمس واقعنا الاسلامي كوننا لانزال نلاحق حلمنا الاسلامي الرشيد في نفس الوقت الذي نوثق فيه مايحصل لنا الآن بكاميرا المتلهف لغد أمثل ومستقبل أجمل
    اليد التي تتشبث بالحلم وتسجيل الامنيات هي اليد التي لازالت تصر وبهمة توازي حجم الهموم أنها اليد التي تعشق الاصرار
    3\
    ان القاص قد حبك وبمهارة خاتمة القصة بلون لطيف من الوان النثر وجعل القصة تختتم لسطور من المقامة المدهشة
    4\
    ولكن

    مايؤخذ على القصة ان القاص بالغ في التوصيف على حساب الحبكة مما جعلني اعيد القراءة مرات لعلني أعثر على هامش ( إثارة في الحدث ) اوظفه لاستقراء مراد وغائية القاص من سرده

    ثم
    فاجئتنا الخاتمة والقاص ينقلنا الى مشافي نداوي بها خيبتنا وبطلنا قد تبدد حلمه
    ولو ان القاص سلط الضوء ببعض كلمات تشير الى امكانية عودة البطل الى الحلم ومعلوم ان الكاميرا تشير الى الوسائل لهذا الحلم وليس كما ذهب استاذنا ابو نعسة إذ حصر الكاميرا بمضمونها المادي وان خسارتها تعتبر خسارة مادية بل على العكس كان القاص يريد ان نلتفت الى ان الكاميرا هي الاداة التي ستبلغه الحلم
    ولكن
    مايؤخذ على القاص هنا هو انه حدثنا عن تشوهات الارجل والكاميرا ولم يحدثنا عن تشوهات المشاعر
    بل نقلنا الى زاوية حرجة في القصة ، كون ارجل البطل لابد وان تعالج وان عدسة الكاميرا يمكن اصلاحها وقد ركز على الثمن المضاعف اضعافا ً كثيرة ، وانا ادرك ان القاص اراد في اشارة ذكية الى ربوية هذا الزمن الذي يأكل أكتافنا ومعلوم ان الربا يجعلنا اليوم ندفع ثمن تقهقرنا اضعافا ً مضاعفة ، ولكن النص لايساعد المتلقي على التقاط هذه الاشارة البالغة الذكاء وكان بوسع القاص أن يعين القارىء ببعض التوضيح على ذلك ليخرج النص عن بعض غموضه.
    5\
    الاجادة في التصوير كان تختص بالاشياء على حساب الافكار ولو أن القاص ارتفع بالقارىء الى فضاء أعلى وجعل القصة تأخذ منحى انساني يخترق حدود (المكان والزمان) كأنه مثلا ً يسقط ماحصل لبطله على واقعنا الآن ببعض الاشارات الخفية ، ألسنا ونحن نحيا فوق أرصفة الحزن تبتلعنا نار القسوة ويكبلنا أنين الابرياء الذين تلتهمهم فراعنة حروب الالفية الثالثية وقراصنة الطغيان وحلمنا يشبه حلم البطل في الخروج من كل هذه العتمة .
    وان الجليد في القصة على جلال جماليته فانه يشبه دموعنا التي جمدت في مآقينا
    6\
    فاذا لاحظنا ان القاص جعل بطله لاينتمي الى مجتمع يشاركه الحلم فاننا سندرك ان البطل يحكي لنا قصة كل الذين لازالوا يدفعون ثمن انتمائهم لمبادئهم والغربة هي القاسم المشترك بينهم ، انه انتماء الانسان الى انسانيته والاصرار على رفض المخاصمة مع بهاء الكون وجمال ماخلق الله تعالى لنا ، ذلك ان البطل هو الرافض لكل من يحاول كسر ارجلنا ويفقأ عيوننا
    البطل هنا هو خليفة الله على ارضه
    هو المسلم الامل لكل الانسانية بل وحتى للطبيعة من تشويهات قراصنة وفراعنة الالفية الثالثة .

    اخيرا ً
    اود ان التفت انتباه السادة القراء الى ان محور القصة واللقطة التي ادهشتني ، لاحظ انه جعل الكسر في العدسة ( وهي رمز لحضارة التملك للأشياء ) في العدسة وبنفس السقوط جعل الكسر في أرجل بطل القصة
    وكأنه يقول لنا ان ارجلنا المتعثرة منها والمتكسرة لن تتدخل في آلية التبصر والتفكر عندنافعيوننا سليمة رغم السقوط وفوق هذا فاننا لم نزل نمتلك القدرة على التبصرة
    وكأن القاص هنا يحذر ان يشتمل التدهور عيوننا فلايهم ان تفقأ عين حاجياتنا بل المهم سلامة منظورنا لواقعنا ولعلاقتنا الانسانية
    في الغرب المهم هو علاقة الانسان بالاشياء
    وفي الشرق الاهم من علاقة الانسان بالانسان هو علاقة الانسان بخالقه وموجده


    شكرا ً دكتور سمير ... لانك قصصت علينا حكايتنا
    الإنسان : موقف

  2. #12
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري مشاهدة المشاركة


    تَمَطَّى عَلَى الأَرِيكَةِ الوَثِيرَةِ يَفْركُ يَدَيهِ بِسَعَادَةٍ وَرِضَا. الدِّفْءُ المُنبَعِثُ مِنَ الموقَدِ المُقَابِلِ يَتَخَلَّلُ جَسَدَهُ لِيَزِيدَهُ اسْتِرْخَاء وَسَكِينةَ وَهُوَ يَتَأَمَّلُ مِنَ النَّافِذَةِ الكَبِيرَةِ رِقَّةَ هُطُولِ الثُّلُوجِ فِي دَعَةٍ وَهُدُوءٍ كَقطْنٍ نَدِيفٍ مِنْ يَدِ صَانِعٍ مَاهِرٍ. بَيْتُهُ الخَشَبِيِّ الصَّغِيرِ المُحَاطِ بِأَشْجَارٍ بَاسِقَةٍ أَصَرَّتْ عَلَى الاحْتِفَاظِ بِأوْرَاقِهَا الخَضْرَاء وَإِنْ خَالَطَهَا البَيَاضُ كَانَ كُلَّ عَالَمِهِ الصَّامِتِ إِلا مِنْ بَعْضِ مَرَّاتٍ يَشْتَاقُ فِيهَا لِلصَّخَبِ وَالحَرَكةِ.
    عَادَ لِيَتَفَحَّصَ الكَامِيرَا التِّي ابْتَاعَهَا مُنْذُ يَومَين مُتَأَمِّلاً تَارَةً شَكْلَهَا الأَنِيقِ ، وَمُسْتكْشِفَاً تَارَةً الجَدِيدَ مِنْ مِيزَاتِهَا العَدِيدَةِ مِمَّا لَمِّا يَصِلْ إِلَيهِ. ابْتَسَمَ مِنْ جَدِيدٍ سَعَادَةً بِهَذِهِ الكَامِيرَا التِي طَالَمَا حَلِمَ بِهَا لِيُسَجِّلَ لَقَطَاتٍ مِنْ لَحَظَاتِ حَيَاتِهِ السَّعِيدَةِ ذِكْرَى يَحْتَفِظُ بِهَا سَبَبَ أُنْسٍ لِشَيخُوخَتِهِ التِي يَعْلَمُ أَنَّهُ سيَكُونُ فِيهَا وَحِيدَا. لَمْ يَهْتَمَّ لِلمَبْلَغِ البَاهِظِ الذَي دَفَعَهُ ثَمَنَاً فَهِيَ تَسْتَحِقُ كَمَا أَقْنَعَ نَفْسَهُ بِمَا فِيهَا مِنْ خَصَائِصَ وَإِمْكَانِيَات مُذْهِلَةٍ هِيَ أَحْدَثُ مَا تَوَصَّلَتْ إِلَيهَا التقْنِيَةُ الرَّقمِيَّةُ.
    أَعَادَ نَظَرَهُ إِلَى حَيثُ النَافِذَةِ يَتَأَمَّلُ مَا تَحِيكُ يَدُ السَّمَاءِ مِنْ نَسِيجٍ مُهَفَهَفٍ تَكْسُو بِهِ الأَرْضَ ثَوبَاً أَبْيَضَ مِنَ النَّقَاءِ يُخْفِي تَحْتَهُ كُلَّ أَدْرَانِهَا وَعَورَاتِهَا. شَعَرَ بِرَغْبَةٍ عَارِمَةٍ فِي أَنْ يَحْتَفِلَ بِهَذَا الجَّوِ الثَّلْجِيِّ الفَاتِنِ ، وَأَنْ يَحْتَفِيَ بِكَامِيرَتِهِ الجَدِيدَةِ ؛ فَيَبْدَأَ الاسْتِخْدَامَ الفِعْلِيَّ لِخَصَائِصِهَا الكَثِيرَةِ وَالكَبِيرَةِ خُصُوصَاً مِنْهَا مِيزَة ثَبَاتِ الصُّورَةِ فِي كُلِّ الظُرُوفِ. قَرَّرَ بِالفِعلِ أَنْ يَخْتَبِرَهَا في مثل هذا الطَّقْسِ البَارِدَ ، وَأَنْ يُسْعِدَ نَفْسَهُ بِرِيَاضَتِهِ المُفَضَّلَةِ يُفْرِغُ بِهَا دَفقَاتِ السُّرُورِ التِي تَنْتَابُهُ وَتَستَعْمِرَ مَشَاعِرَهُ.
    رِيَاحُ الشَّمَالِ تَتَدَفَّقُ بِرِفْقٍ تَحْمَلُ الهَوَاءَ النَّقِيَّ البَارِدَ لِتَلْفَحَ بِهِ وَجْهَهُ المُتَلَفِّعَ بِلِثَامٍ صُوفِيٍّ سَمِيكٍ وَهُوَ يَنْسَابُ بِتَؤُدَةٍ عَلَى زَلاجَتِهِ نَحْوَ تِلْكَ المَسَاحَاتِ البَيْضَاء حَيْثُ لا شَجَرَ يَزْجُرُ وَلا حَجَرَ يَحْظرُ وَلا بَشَرَ يَنْظُرُ. وَعَلَى سُفُوحِهَا هُنَاكَ أَطْلَقَ لِسَاقَيهِ العنَانَ يُسَابِقُ الرِّيحَ تَارَةً وَيُسَابِقُ الحُلُمَ تَارَةً أُخْرَى ؛ كَأَنَّهُ فَارِسٌ امْتَطَى مَتْنَ الرِّيحِ مُنْطَلقَاً نَحْوَ الحُلُمِ الجَمِيلِ الذِي رَاوَدَهُ عَدَدَ سِنِين. مَهَارَتُهُ فِي التَّزَلُّجِ مَدَّتْ يَدَاً لِكَفِّ نَشْوَتِهِ الجَارِفَةِ تَدْفَعَانهُ لِلتَّمَايُلِ تَبَخْتُرَاً بِرَغْمِ هَذِهِ السُّرْعَةِ العَالِيَةِ وَقَدْ أَمْسَكَ بِيَدِهِ الكَامِيرَا يُدِيرُهَا إِلَى وَجْهِهِ المُتَهَلِّلِ سَعَادَةً حِينَاً ، وَحِينَاً إِلَى الأُفُقِ المُمْتَدِّ أَمَامَهُ أَبْيَضَ مِنْ غَيرِ سُورٍ مُتْعَةً كُبْرَى.
    وَفَجْأَةً ؛ شَعَرَ بِأَنَّ الأَرْضَ لَمْ تَعُدْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَحْمِلَهُ. لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ حُلُمَاً تَوَهَّمَهُ. كَانَتِ الأَرْضُ تَتَشَقَّقُ تَحْتَهُ حَقَّاً لِيَجِدَ نَفْسَهُ وَقَبْلَ أَنْ يَتَمَكَّنَ مِنَ التَّوَقُّفِ قَدْ بَدَأَ يَغُوصُ فِي الجَلِيدِ. اضْطَرَبَ جِدَاً وَهُوَ يَرَى كَأَنَّ الأَرْضَ تَبْتَلِعُهُ وَكَأَنَّ صَقِيعُهَا يُكَبِّلُهُ. لَمْ يَتَوَانَ الأَلَمُ أَنْ يَغْرسَ فِي أَطْرَافِهِ أَنْيَابَهُ يَعضُّهُ سَغْبَانَ مَسْعُورَاً. يَتَأَوَّهُ بِشِدَّةٍ وَلَكِنْ كَانَ كُلُّ هَمِّهِ وَقْتَئِذٍ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى الكَامِيرَا مِنَ البَلَلِ فَتَتَعَطَّلَ ، أَوِ السُّقُوطِ مِنْ يَدِهِ فَتَنْكَسِرَ. رَفَعَ يَدَهُ بِهَا أَكْثَر كُلَّمَا غَاصَ أَكْثَر مُشْفِقَاً عَلَيهَا يَنْظُرُ إِلَيهَا بِحِرْصٍ وَانْتِبَاهٍ.
    وَعَلَى أَحَدِ الأَسِرَّةِ البَيْضَاء كَانَتْ عَيْنَاهُ تَتَقَلَّبَانِ بَينَ قَدَمَينِ قَدْ شَلَّ الجَلِيدُ قُدْرَتَهَا وَدَامَا ، وكَامِيرَا قَدْ كَسَرَ البَرْدُ عَدَسَتَهَا خِتَامَا ، وَكَشْفُ حِسَابٍ جَاوَزَ ثَمَنَهَا بِعَشْرَةِ أَضْعَافٍ تَمَامَا.

    ******
    أخانا الجليل وأديبنا القدير : الدكتور سمير العمري
    ما أجملها من قصة حرضتني على المعايشة والتأمل استمتاعا بجمالها ، وتقديرا لها رؤيةً عميقةً، وأداةً موفقة
    مقدما أطيب التحيات لكل من سبقني إليها ولا سيما إشارة أخي الفاضل الأديب المرهف الأستاذ خليل التي كشفت عن سرٍّ من أهم الأسرار الكامنة في قلب القصة. ألا وهو "الحلم".
    وقد استوقفني في قصة "حرص" تلك المقدرة الفنية البارعة تصويرا وبناءً في سياق هذه القصة المصوغةٍ بأسلوبٍ سردي متميز ، حيث نهض السرد بتصوير المشهد مشهد الطبيعة بين سكونٍ صامتٍ، وحركةٍ صاخبة ، وألوان متداخلة ، ينسج القاص هنا علاقة إنسانية فريدة بين الإنسان والطبيعة من جهة
    ثم بين الإنسان والأداة من جهة أخرى أكثر عمقا وتطورا
    تتجلى العلاقة الأولى منذ البداية :
    "تَمَطَّى عَلَى الأَرِيكَةِ الوَثِيرَةِ يَفْركُ يَدَيهِ بِسَعَادَةٍ وَرِضَا. الدِّفْءُ المُنبَعِثُ مِنَ الموقَدِ المُقَابِلِ يَتَخَلَّلُ جَسَدَهُ لِيَزِيدَهُ اسْتِرْخَاء وَسَكِينةَ وَهُوَ يَتَأَمَّلُ مِنَ النَّافِذَةِ الكَبِيرَةِ رِقَّةَ هُطُولِ الثُّلُوجِ فِي دَعَةٍ وَهُدُوءٍ كَقطْنٍ نَدِيفٍ مِنْ يَدِ صَانِعٍ مَاهِرٍ".
    حيث تتلاقى حالة استرخاء الإنسان وسكينته ، مع دعة هطول الثلوج في دعةٍ وهدوء، من خلال هذا السناريو المصور المعبر داخليا وخارجيا.
    أما العلاقة الثانية فنطالعها حيث نطالع هذه الرؤية الحميمية بين الرجل والكاميرا التي تمو نموا دراميا بدءا من مرحلة التأمل والاكتشاف وما حاطهما من شعور بالسعادة تجلى في الابتسام.
    "عَادَ لِيَتَفَحَّصَ الكَامِيرَا التِّي ابْتَاعَهَا مُنْذُ يَومَين مُتَأَمِّلاً تَارَةً شَكْلَهَا الأَنِيقِ ، وَمُسْتكْشِفَاً تَارَةً الجَدِيدَ مِنْ مِيزَاتِهَا العَدِيدَةِ مِمَّا لَمِّا يَصِلْ إِلَيهِ. ابْتَسَمَ مِنْ جَدِيدٍ سَعَادَةً بِهَذِهِ الكَامِيرَا".
    ثم تنتقل إلى مرحلة من مراحل النمو الدرامي هي مرحلة الاحتفال الذي يطلعنا السرد على أن الطبيعة قد تضامنت مع صاحبنا حتى صارت تشاركه هذا الاحتفال العجيب المعبر عن احتفاله وعنايته بهذه الكاميرا بسبب مزاياها ، "خُصُوصَاً مِنْهَا مِيزَة ثَبَاتِ الصُّورَةِ فِي كُلِّ الظُرُوفِ. "
    هذه الميزة التي تعبر عن إحساس إنساني راق هو الثقة التي أشار إليها القاص بالفعل"تستحق"، من دون ان يصرح بها تصريحا مباشرا. بل من خلال جملة شديدة الإيحاء
    . لَمْ يَهْتَمَّ لِلمَبْلَغِ البَاهِظِ الذَي دَفَعَهُ ثَمَنَاً فَهِيَ تَسْتَحِقُ كَمَا أَقْنَعَ نَفْسَهُ بِمَا فِيهَا مِنْ خَصَائِصَ وَإِمْكَانِيَات مُذْهِلَةٍ هِيَ أَحْدَثُ مَا تَوَصَّلَتْ إِلَيهَا التقْنِيَةُ الرَّقمِيَّةُ.
    في إشارة فنية ذكية إلى الحبكة القصصية هنا .
    من دون إغفال البعد الإنساني الشعوري للعلاقة متجسدةً في الحلم بها قبل العثور عليها في امتداد زمني ماضٍ ،
    "التِي طَالَمَا حَلِمَ بِهَا"
    واستحضارا لدواعي شعورية تمتد امتدادا في الجهة الزمنية المقابلة فيما يُستقبل من الزمان، حيث ما يدخره لهذا المستقبل المَخُوف من ذكريات مؤنسة
    " ذِكْرَى يَحْتَفِظُ بِهَا سَبَبَ أُنْسٍ لِشَيخُوخَتِهِ التِي يَعْلَمُ أَنَّهُ سيَكُونُ فِيهَا وَحِيدَا".
    وهكذا يقوم الزمن بدوره في تصوير الجانب النفسي لهذه الصلة الحية، التي جسدت رهافة إحساس البطل، ومدى إدراكه للبعد الزمني .
    كما يوفق القاص في اختيار المكان ، متسقا مع المشهد الكلي للقصة:
    " بَيْتُهُ الخَشَبِيِّ الصَّغِيرِ المُحَاطِ بِأَشْجَارٍ بَاسِقَةٍ أَصَرَّتْ عَلَى الاحْتِفَاظِ بِأوْرَاقِهَا الخَضْرَاء وَإِنْ خَالَطَهَا البَيَاضُ كَانَ كُلَّ عَالَمِهِ الصَّامِتِ إِلا مِنْ بَعْضِ مَرَّاتٍ يَشْتَاقُ فِيهَا لِلصَّخَبِ وَالحَرَكةِ."
    حيث التقاء المكان الخاص بالبيئة العامة في تناسب جلي بين وصف البيت بأنه خشبي ، وصورة الأشجار تحيط به .
    وتأمل معي وصف هذه الأشجار بأنها باسقة ربما في إشارة إلى شخصية البطل الذي نلمح من ملامحه الضمنية هنا من سياق السرد القصصي ما يتمتع به من سمو ،
    ثم تأمل معي إصرار الأشجار " عَلَى الاحْتِفَاظِ بِأوْرَاقِهَا الخَضْرَاء وَإِنْ خَالَطَهَا البَيَاضُ"
    وكأنه يصور مدى ما تتميز به من وفاء كأنه المعادل الموضوعي لوفاء آخر هو وفاء صاحبنا مع كاميراه .
    ولكن هذا الوفاء يقابل في الطبيعة بخداع انتبه إليه حين:
    " أَعَادَ نَظَرَهُ إِلَى حَيثُ النَافِذَةِ يَتَأَمَّلُ مَا تَحِيكُ ( الصواب: تحوك) يَدُ السَّمَاءِ مِنْ نَسِيجٍ مُهَفَهَفٍ تَكْسُو بِهِ الأَرْضَ ثَوبَاً أَبْيَضَ مِنَ النَّقَاءِ يُخْفِي تَحْتَهُ كُلَّ أَدْرَانِهَا وَعَورَاتِهَا.
    بما يبين أن بطلنا على إدراكٍ بما تحت هذه الماهر الخلابة الخادعة لكنه على الرغم من ذلك نراه وقد:
    "شَعَرَ بِرَغْبَةٍ عَارِمَةٍ فِي أَنْ يَحْتَفِلَ بِهَذَا الجَّوِ الثَّلْجِيِّ الفَاتِنِ"
    حتى لا يحرم نفسه من جمال الظاهر (نقاء البياض الخادع) رغم معرفته بما تحته من عوار.
    كأنه يستجيب لنداء أبي تمامٍ الحكيم:
    فَأَتَوا كَريمَ الخيمِ مِثلَكَ صافِحًا عَن ذِكرِ أَحقادٍ مَضَت وَضِبابِ
    فَاِضمُم أَقاصِيَهُم إِلَيكَ فَإِنَّهُ لا يَزخَرُ الوادي بِغَيرِ شِعابِ

    وفي هذا الجو تبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة الاختبار اختبار الثقة والكفاءة لكنه ليس مجرد اختبارٍ رسمي بل هو اختبار ود غير منبت الصلة عن المشاعر المتدفقة سرورا
    ". قَرَّرَ بِالفِعلِ أَنْ يَخْتَبِرَهَا في مثل هذا الطَّقْسِ البَارِدَ ، وَأَنْ يُسْعِدَ نَفْسَهُ بِرِيَاضَتِهِ المُفَضَّلَةِ يُفْرِغُ بِهَا دَفقَاتِ السُّرُورِ التِي تَنْتَابُهُ وَتَستَعْمِرَ مَشَاعِرَهُ."
    وقد أجاد أديبنا في توظيف أدواته الفنية توظيفا دراميا راقيا ،
    فاستخدم المفارقة بين الحركة والسكون على مستوى الصوت ، والصورة
    وصراع الدفء والبرودة على مستوى الإحساس الخارجي والشعور الداخلي.
    و حوار الخضرة والبياض على مستوى اللون
    وتأمل معي كيف أن قاصنا المبدع لم يقف عند حدود إيحاءات اللون القياسية المعهودة بل نراه هنا يتلاعب بدلالة البياض فيربطه بالخداع كما سنرى في سياق القصة، ثم يقرنه بالمرض كما سنكتشف في ختامها.
    ولاختيار الكاميرا هنا رمزا في القصة دلالة ثرية شجية ، بما تدل عليه من عينٍ مساعدة للرجل يحتاجه رغم ما وهبه الله سبحانه من عين مبصرة بصيرة ، ومستودعٍ للأسرار والذكريات لبطلنا الفارس الحالم الوفي الذي
    " كَانَ كُلُّ هَمِّهِ وَقْتَئِذٍ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى الكَامِيرَا مِنَ البَلَلِ فَتَتَعَطَّلَ ، أَوِ السُّقُوطِ مِنْ يَدِهِ فَتَنْكَسِرَ. رَفَعَ يَدَهُ بِهَا أَكْثَر كُلَّمَا غَاصَ أَكْثَر مُشْفِقَاً عَلَيهَا يَنْظُرُ إِلَيهَا بِحِرْصٍ وَانْتِبَاهٍ.
    وما أجمله وأجله من حرص
    هو ليس حرص البخل على مادية الكاميرا الرمز
    بل هو حرص النبل ، وإشفاق الإخلاص ، وانتباه الوفاء لأشياء يا ليتها تستحق
    فإن لم تكن تستحق فلما وراءها في قلب صاحبنا
    من قيم جميلة نبيلة ، ومعانٍ سامية أن تضيع في جليد الحياة ، وضباب الغربة ، مثل معاني :
    الحلم
    الرؤية
    الذكرى
    الأمل
    ==
    وتبقى بعض الملحوظات اليسيرة:
    *إِمْكَانِيَات : الأجمل : إمكانات
    *مَا تَحِيكُ يَدُ السَّمَاءِ مِنْ نَسِيجٍ : لعلها: "تحوك"
    لأنها من "حاكَ الثوب يَحوكُهُ حَوْكاً وحِيَاكَةً: نسجَه فهو حائِكٌ"( كما في : الصحاح مادة ح و ك)
    *وَأَنْ يَحْتَفِيَ بِكَامِيرَتِهِ الجَدِيدَةِ : الأنسب كاميراه ؛ لأنها كما وردت في القصة "كاميرا" بالألف.
    .
    أخانا السامق وأديبنا الشاهق
    ما أجمل ما صورت هنا وعبرت لنا
    ومددت لأعيننا من آفاق فنية
    ومنحت قلوبنا من مساحات إنسانية للتأمل والاعتبار
    ودمت بكل الخير والسعادة والوفاء
    أخوك المحب:
    مصطفى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

  3. #13
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاهين أبوالفتوح مشاهدة المشاركة
    هُطُولِ الثُّلُوجِ فِي دَعَةٍ وَهُدُوءٍ كَقطْنٍ نَدِيفٍ مِنْ يَدِ صَانِعٍ مَاهِر
    وما كل هذا الدفء الكامن بالثلوج !؟
    فجأة حين انشقت الثلوج وبدأ يغوص شعرت أنه كان يتزلج على كفنه !!
    أستاذنا الدكتور سمير العمري
    بارك الله لنا فيك
    محبتي واحترامي
    شاهين
    هو دفء قلبك مرة أخرى أخي الكريم شاهين.

    وأحببت منك تلك الصورة التي رسمتها هنا فكم من مرء يتزلج على كفنه في هذه الحياة ويحسب أنه يحسن صنعا.


    تقبل الود خالصا.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #14
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله
    الشاعر المفكر
    الدكتور / سمير العمري

    قالب قصصي أبدع تصميمه بأدوات هندسية عالية الجودة ، فقد سارت كل خطوة تمهد للخطوة التالية ، كأنك تأخذ بأيدينا للعبور للشاطىء الآخر من خلال الأعماق الجلية ، المستوحاه من روعة الطبيعة ، لتكشف لنا عن حكمة مغلفة بحبات من اللغة المعسولة .

    مودتي

  5. #15
  6. #16
    الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
    أديبة وفنانة

    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : jordan
    المشاركات : 1,378
    المواضيع : 91
    الردود : 1378
    المعدل اليومي : 0.22
    من مواضيعي

      افتراضي

      قصة غنية بالصور الثابتة والمتحركة ، قد لا تكون تلك الكاميرا قادرة على نقلها إلينا مهما بلغت من تطور تقنيّ .
      حملت هذه القصة القارىء لأماكن مفترضة جميلة وغامضة لتتناسب مع رمزية الحدث،على أكف لغة بديعة التكوين ، دقيقة الوصف ، ورقيقة المعنى .
      ما أقساها تلك اللحظة التي يتشبث فيها الإنسان بأمر يعتقده هو الأهم ويترك ما هو مهم حقيقة ، ليصل
      الحقيقة متأخرا !
      د. سمير أرجو أن تتقبل كل التقدير
      "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي"

    • #17
      الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
      مدير عام الملتقى
      رئيس رابطة الواحة الثقافية

      تاريخ التسجيل : Nov 2002
      الدولة : هنا بينكم
      العمر : 59
      المشاركات : 41,182
      المواضيع : 1126
      الردود : 41182
      المعدل اليومي : 5.28

      افتراضي

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة محمد الهاملي مشاهدة المشاركة
      وكأنه تشبث بالأمل!
      أُخذت بوصفك الرائع ولغتك الرفيعة، أخي د. سمير.
      أشكرك من القلب على هذه اللحظات الجميلة التي انتهت بشيء من الحزن على تبدد الحلم .. ولكنه مازال على قيد الحياة على الأقل!
      تقبل أعطر التحايا.
      أشكر لك قراءتك وإعجابك باللغة ، كيف لا وهي ترجمان العقل والقلب.

      بارك الله بك وحياك.



      تحياتي

    • #18
      الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
      مدير عام الملتقى
      رئيس رابطة الواحة الثقافية

      تاريخ التسجيل : Nov 2002
      الدولة : هنا بينكم
      العمر : 59
      المشاركات : 41,182
      المواضيع : 1126
      الردود : 41182
      المعدل اليومي : 5.28

      افتراضي

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر الليالي مشاهدة المشاركة
      أستاذنا الكبير"د.سمير ":
      قصة معبرة ومفعمة بالحكمة والتأمل
      سلم وبورك ابداعك
      تقبل خالص إعجابي وباقة ورد

      وبك الله بارك أيتها الفراشة المحلقة على أزهار الواحة اليانعة تزيدينها بهاء وألقا.


      ما أسمق همتك أيتها الأخت الوفية!



      تحياتي

    • #19
      الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
      مدير عام الملتقى
      رئيس رابطة الواحة الثقافية

      تاريخ التسجيل : Nov 2002
      الدولة : هنا بينكم
      العمر : 59
      المشاركات : 41,182
      المواضيع : 1126
      الردود : 41182
      المعدل اليومي : 5.28

      افتراضي

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد أبو نعسة مشاهدة المشاركة
      أخي الكريم د . سمير العمري
      في هذه القصة ألمس تقدما باهرا في قدرتك السردية تمثل ذلك في الوصف الرائع لإطار الحدث المكاني و الزماني و في تطوير الحدث و تشويق القارئ إلا أنك بترت المشهد الأساس وهو الخطر الداهم الذي تعرض له المتزلج و رحت تركز على حرصه على الكاميرا مع أن الحياة أغلى بكثير من التفكير بأي شيء آخر إلا أن يكون البطل من البخل بحيث أنساه حياته و عندها وجب تسمية القصة
      ( أغلى من حياتي )
      و مهما يكن فقد استطعت أن تشد القارئ حتى الحرف الأخير
      دمت في خير و عطاء
      كلا أخي الكريم ، لم أبتر ما اشرت إليه ولكني ركزت عدسة الرصد للأمر الذي أريده من النص وهو أحد أهم مفاتيح فهم النص أو تأويله للمعاني المرادة ، والأمر يتعدى في نظري أمر البخل إلى مفاهيم أكثر شمولية ورمزية وددت لو تنبهت لها وربما كان هناك مفتاح سهوت عنه في عنوان النص.


      أشكر لك مرورك الكريم أخي ورأيك المفيد وأحترم رأيك واقتراحك ولكنه ربما ناسب قصة تكتبها أنت بأسلوبك القصصي الرشيق ومنها سنتعلم ، لأما النص هنا فالعنوان أحد مفاتيح قراءته وأحد عناصر تكامله.


      تحياتي

    • #20
      الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
      مدير عام الملتقى
      رئيس رابطة الواحة الثقافية

      تاريخ التسجيل : Nov 2002
      الدولة : هنا بينكم
      العمر : 59
      المشاركات : 41,182
      المواضيع : 1126
      الردود : 41182
      المعدل اليومي : 5.28

      افتراضي

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى بطحيش مشاهدة المشاركة
      د.سمير
      قصة رمزية معبرة جداً , واسمح لي ببعض الملاحظات :
      الأولى أن الربح والخسارة قضية نسبية ومفهوم الربح عند احدهم يمكن ان يكون خسارة عند آخر وذلك بحسب المقياس الذي يعتمده المرء !
      الثانية ان التقنيات الرقمية بلغت مبلغاً عظيما من الدقة والموثوقية بحيث يعتمد عليها لكشف ما لا نستطيع كشفه بحواسنا العادية
      وأقصد أن العدسة قد تكون التقطت صورة مشروخة لمشهد ما, أستطاعت بدقتها ان تتبين الشرخ, فليس من الطبيعي ان تشرخ عدسة الكاميرا الرقمية ولعلك تعلم ان الأنظمة الرقمية تعمل بموثوقية عالية من الدرجة -55 حتى الدرجة 90 مئوية
      لك الود والتقدير
      الأخ الكريم أبا أحمد:

      أشكر لك مرورك الكريم على نصي البسيط.

      لا أحسبك إلا قصدت وجهات نظر وليس ملحوظات ولكن مهما يكن من أمر فإني أرحب بهذه وتلك.

      وأما "ملحوظاتك" فهي وجهة نظر خاصة نحترمها ونقدرها ولكني رأيت أن حسك العلمي غلب هنا حسك الأدبي فكانت ملحوظاتك عملية في جلها.

      وهنا يجدر بي أن أذكرك أخي الكريم بأن ما قرأت هو نص قصصي تحمل الرمزية وتوظف الحدث ، وليس مقالة علمية تسرد الحقائق وترصد التطور العلمي.


      أهلاً ومرحبا بك.



      تحياتي

    صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

    المواضيع المتشابهه

    1. براعة التصوير ، واتساق البناء في قصة: "حرص" بين الرؤية والرؤيا
      بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
      مشاركات: 16
      آخر مشاركة: 14-09-2017, 08:35 PM
    2. قراءة في قصة "حرص" للدكتور سمير العمري
      بواسطة صفاء الزرقان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
      مشاركات: 11
      آخر مشاركة: 19-12-2011, 12:50 AM
    3. قراءة في قصة "حرص" للدكتور سمير العمري
      بواسطة صفاء الزرقان في المنتدى قِسْمُ النَّقْدِ والتَّرجَمةِ
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 08-08-2011, 02:55 AM
    4. حِرصٌ
      بواسطة د. سمير العمري في المنتدى كِتابُ النَّثْرِ وَالقِصَّةِ
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 02-03-2007, 06:44 PM