غريق أنا في غيابة الوهم(1)
لم أكن أعلم أن الكون مظلم قبل أن أراها، أكان النور مرهوناً بقدومها..؟؟!! يا إلهي!! أهي هكذا حقاً؟! ما هذا الحسن الذي يفوق إطلالة الصبح؟! كأنها ولدت من سحابة نقيّة، وفى كل خطوة تخطوها نحوي يزداد بهائها، إنها تقترب، تبتسم، وكأنها تعرف ما بداخلي من قشعريرة تملَّكت جسدي، أخلَّت بتوازني، إنّها تتقدم نحوي بثبات الواثق من نفسه، والأرض خاشعة تحت أقدامها، وكأنها بساط سحري، تأمره أن يتوجه بها حيث شاءت، فيستجيبُ ولا يعص لها أمرا.
أعلم أنها ستأتي، لكني ما تصورت أنّي أبكماً هكذا، ظننت أنّي العالم الفيلسوف المدرك لسريرتها، ها هي قادمة نحوي بلا مقدمات، ليتني كنت قطعة من الثلج إستحالت ماء تسرَّب بين حبات الرمال، لا أستطيع المواجهة، نعم كان عليّ تفسير حلمي،كان عليّ أن أرتب حواراتي،كان عليّ أن أستعد للإجابة قبل دعوتها.
(نعم) هكذا قالتها، فتوقف الزمان، تهتُ عن المكان، انطق يا لسانى، مالي أرتجف كفراشةٍ تلتهم النار، أوكأني طفل أخطأ وينتظر العقاب، ما أغربكَ من مخلوق، أليس هذا ما تمنيت؟!هيا لا تحبس البوح، أطلق له العنان، أعلم أنك تستطيع، لكن دعها تبدأ الحديث حتى تلملم شتات فكرك، أو لعلك تستعيد الذاكرة، أو تصحو من غفلتك.
**********************************