السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتدنا- مع من رحل عن هذه الدنيا الفانية- أن نترحم عليه ، وأن نلهج بالدعاء له ، وليس من شك أن هذه العادة من صميم ديننا وأخلاقنا .
بيد أنه – وأرجو أن أكون مخطئا في التقدير - توشك علاقتنا أن تتوقف عند هذا الحد ، مع أن سهم الموت لن يخطيء نفسا .
ومن الناس من تجدده أعماله وسلوكه ، فكأنه لم يرحل ؛ إذ يذكره الناس وكأنه حي يعيش بينهم ، ولا يمنع تواصلهم معه غير عالم البرزخ .
وليس من شك أن ديننا دين الوفاء والبر ، وأن النماذج العليا للقيم النبيلة – تصورا وأداء – لا يمكن أن نلقاها في غير إسلامنا الحنيف مهما دقق فلاسفة الإصلاح ، أو برع أساطين الإبداع .
ومن الوفاء لمن رحلوا من الكبار أن نقوم بما ينبغي نحوهك عرفانا بفضلهم ، وتجددا لذكرهم .
وأحسب أن منهم أستاذنا الجليل أ. د . أحمد أبا رحاب ( رحمه الله وغفر له ) ؛ فلم يكن شاعرا مبدعا متفردا فحسب ، بل كان – أيضا من العلماء الذين أفنوا حياتهم في التعليم والتدريس .
ومن ثم أرى أن تفرد للحديث عنه صفحات متنوعة ؛ تلقي الأضواء عليه من كل الزوايا ؛ قدر المستطاع .
ولا أحدد زاوية بعينها ، وإن كنت أرى أن شعره بحاجة إلى تناول هادئ مترو ، ولعل باحثا يتناول شعره في رسالة علمية من رسائل الماجستير أو الدكتوراه.
وغالبا ما يكون للشاعر قصائد في آخر عهده بالدنيا ، قد يكون انصرف عن نشرها ، أو كان يزمع نشرها ولم يسعفه الوقت .
فلعل لدينا ممن لهم صلة بالشاعر العالم أبي رحاب من يضيف هذا البعد إلى هذه الصفحات التي أقترحها .
رحم الله أستاذنا الكبير : أبا رحاب ، وتقبله في الصالحين من عباده الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه .
وتقديري وتحيتي للجميع .