أحدث المشاركات
صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 38

الموضوع: قالت جدتي:

  1. #11
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 56
    المواضيع : 5
    الردود : 56
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي



    ما بال الجدات اليوم ، فمنذ قليل قرأت ثلاث قصص لكاتب آخر تحمل نفس العنوان ،
    وهذا يدعوني للتساؤل ، هل أصبحنا من الشجاعة بمكان حيث ننسب أرائنا للجدات ؟
    أم لأننا مازلنا نحيا نفس المكان وإن اختلف الزمان ، ربما اتفق مع حاشية الأغا بوصفه رقيق القلب كريم ومتسامح ، مقارنة له بأغاوات اليوم . أما نحن فنعيش سجنا أضيق وأثقل ونرفض التحرر منه ربما لأننا مثل اهل القرية ، لم نعرف لنا مكانا غيره ، أو طريقة للعيش مختلفة ، سجنا نحمله بداخلنا وننتقل به مهما تجولنا ، سجن نحمل مفتاحه معنا ، فنحن المسجون والسجان بسجن الروح .
    هل سمعت قصة السجين الذي قضى بالسجن ثلاثون عاما ، وحين منح حريته ، وجد نفسه في سجن اوسع ، هو العالم الذي لا يعرفه ، فحاول ارتكاب جريمة اخرى ليعود إلى سجنه الأول ، وحين فشل في ذلك ، انتحر ...............
    ام هل سمعت أغنية " زياد الرحباني "
    راح يقطعوا المي بها اليومين
    - نرجع وبنسقي من العين .
    راح يقطعوا النفس الباقي بها اليومين .
    - نبقى بنتنفس بعدين .

    أتحدث الآن عن القصة ، تبدأ بذلك الوصف المغاير للجدة عن باقي الجدات ، فهي "قليلة الكلام ....... " لتشبهها بحكيم الزمان ، وتضع عنصرا هاما من عناصر الفن القصصي وهو " التشويق " بالأضافة إلى وصف المكان والزمان " ليل الشتاء البارد " لتدخلنا في جو حميمي معتاد ، وهو السمر وقص القصص في الليالي الشتوية الباردة ،- وإن كان يترافق ذلك غالبا مع قص القصص المرعبة- .
    والراوي الثاني هنا " الجدة " حين يختار لها المؤلف دور الراوي الاوحد العليم ، فهي الوحيدة التي تروي الحدث ، وبالتالي هي تسيطر علىه فلا يصلنا إلا من خلال وجهة نظرها الخاصة له ، فيتورط القارئ معها في تلك الرؤية الأحادية ، ولا يرى المشهد إلا بعينها ، فتكون له نفس التجربة الشعورية والانفعالية التي تنقلها له ، لذلك يقع تحت سيطرتها حين تمنحه نهاية مبتورة ناقصة ، لكن هذا يمنحه في نفس الوقت القدرة على صنع عدد هائل من النهايات من خلقه وابتكاره .
    هذا النوع من السرد القصصي يغريني دائما بتخيل القصة حين تروى من الطرف الآخر .
    ما رأيك لو أن الأغا هو الذي يروي نفس القصة لأحفاده .
    ولكن تلك قصة اخرى

    تحيتي لك وشكري على هذا التواصل الجميل

    جيهان عبد العزيز

  2. #12
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راضي الضميري مشاهدة المشاركة
    العالم كله أغاوات أيها الطيب جو...
    وإن كانت الأسماء مختلفة لكن الملامح هي نفسها ، والأدوات إختلفت لكن النمط لم يتغير ، كل اللصوص تتلمذوا على يد سارقٍ واحد .
    تعلمُ شيئاً ...
    يخيلُ لي أحياناً أن هناك اكاديمية متخصصة ، تعطي دروساً مجانية في فن التسلط والإستبداد ...
    اغاوات العصر القديم الجديد ...
    مجلس أمن الأغاوات...
    شكراً لكَ أيها الرائع
    تقبل تحياتي وتقديري

    راضي الضميري..

    التسلط لايحتاج الى اكاديمية..لان الحياة تكسبها لمن له الاستعداد للبسها...
    التسط بحد ذاته مدرسة..هو يستنبط من الحياة..دروسه...وهو بيدع في تطوير ما يكسبه..
    ويطبقه على ارض الواقع..
    التسلط...هي قدرة الانسان على البطش...
    قدرة الانسان على قتل قيمه الانسانية..
    وليس من مخلوق يفعل ذلك كما يفعله الانسان..
    التسلط..باق..مستمر...

    محبتي لك
    جوتيار

  3. #13
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيهان عبد العزيز مشاهدة المشاركة
    ما بال الجدات اليوم ، فمنذ قليل قرأت ثلاث قصص لكاتب آخر تحمل نفس العنوان ،
    وهذا يدعوني للتساؤل ، هل أصبحنا من الشجاعة بمكان حيث ننسب أرائنا للجدات ؟
    أم لأننا مازلنا نحيا نفس المكان وإن اختلف الزمان ، ربما اتفق مع حاشية الأغا بوصفه رقيق القلب كريم ومتسامح ، مقارنة له بأغاوات اليوم . أما نحن فنعيش سجنا أضيق وأثقل ونرفض التحرر منه ربما لأننا مثل اهل القرية ، لم نعرف لنا مكانا غيره ، أو طريقة للعيش مختلفة ، سجنا نحمله بداخلنا وننتقل به مهما تجولنا ، سجن نحمل مفتاحه معنا ، فنحن المسجون والسجان بسجن الروح .
    هل سمعت قصة السجين الذي قضى بالسجن ثلاثون عاما ، وحين منح حريته ، وجد نفسه في سجن اوسع ، هو العالم الذي لا يعرفه ، فحاول ارتكاب جريمة اخرى ليعود إلى سجنه الأول ، وحين فشل في ذلك ، انتحر ...............
    ام هل سمعت أغنية " زياد الرحباني "
    راح يقطعوا المي بها اليومين
    - نرجع وبنسقي من العين .
    راح يقطعوا النفس الباقي بها اليومين .
    - نبقى بنتنفس بعدين .
    أتحدث الآن عن القصة ، تبدأ بذلك الوصف المغاير للجدة عن باقي الجدات ، فهي "قليلة الكلام ....... " لتشبهها بحكيم الزمان ، وتضع عنصرا هاما من عناصر الفن القصصي وهو " التشويق " بالأضافة إلى وصف المكان والزمان " ليل الشتاء البارد " لتدخلنا في جو حميمي معتاد ، وهو السمر وقص القصص في الليالي الشتوية الباردة ،- وإن كان يترافق ذلك غالبا مع قص القصص المرعبة- .
    والراوي الثاني هنا " الجدة " حين يختار لها المؤلف دور الراوي الاوحد العليم ، فهي الوحيدة التي تروي الحدث ، وبالتالي هي تسيطر علىه فلا يصلنا إلا من خلال وجهة نظرها الخاصة له ، فيتورط القارئ معها في تلك الرؤية الأحادية ، ولا يرى المشهد إلا بعينها ، فتكون له نفس التجربة الشعورية والانفعالية التي تنقلها له ، لذلك يقع تحت سيطرتها حين تمنحه نهاية مبتورة ناقصة ، لكن هذا يمنحه في نفس الوقت القدرة على صنع عدد هائل من النهايات من خلقه وابتكاره .
    هذا النوع من السرد القصصي يغريني دائما بتخيل القصة حين تروى من الطرف الآخر .
    ما رأيك لو أن الأغا هو الذي يروي نفس القصة لأحفاده .
    ولكن تلك قصة اخرى
    تحيتي لك وشكري على هذا التواصل الجميل
    جيهان عبد العزيز

    العزيزة الرائعة جيهان..

    لا..لا...انما هو تخليد لذكرى جدة..ابدعت في غرس مفاهيم كهذه في ذهني..وليس خوفا.. وعدم جرأة..لان لدي الجرأة لاقول واكتب ما ارى واعيش دون قيد.

    قرأتك للنص..رائعة...وهي بلاشك قرأة متمرسة..ومدركة لماهية القص..لان الامر من الناحية الفنية بلاشك هو كما انت ذكرتيه..فالجدة..هي المتحكمة..لانها ذات الحكمة والمعرفة.. والاجواء التي رافقت سرد القصة منحت البعدين الزماني والمكاني للمتابع لتتشكل لديه صورة واضحة عنهما.

    شكرا لك هذه القرأة المتأنية

    محبتي لك وتقديري
    جوتيار

  4. #14

  5. #15
    الصورة الرمزية صبيحة شبر قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 590
    المواضيع : 69
    الردود : 590
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    العزيز جوتيار
    جداتنا كن شجاعات ورائعات ، ويبدو ان جدتك خشيت ان تكمل القصة
    لان الناس قديما رغم الظلم لم يكونوا يطيلون الصمت ، وكانوا يثورون
    على الظلام وصحيح ان من ينتهز الفرص كان يفوز دائما
    ويكون نصيب المناضلين الحقيقين ان يظلوا على حالهم دون تغيير
    المهم ان يعبر الانسان وان كان بالكلام فقط انه غير راض عما يدور
    وجدتك كانت حكيمة تعرف معنى الحياة
    وقد عرفت جدتك ان انسان الحاضر عليه ان يغير وسائل النضال
    فان الاساليب القديمة لم تعد تجدي
    تحيتي لك ايها القاص على قصتك الملتزمة بقضايا الانسان

  6. #16
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسنية تدركيت مشاهدة المشاركة
    قصة رائعة جدا جعلتني اشتاق لاحاديث الجدات
    شكرا جو

    ايتها الندية...الرقيقة...

    تواجدك رقيق

    وصفائك رائع...


    محبتي لك
    جوتيار

  7. #17
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صبيحة شبر مشاهدة المشاركة
    العزيز جوتيار
    جداتنا كن شجاعات ورائعات ، ويبدو ان جدتك خشيت ان تكمل القصة
    لان الناس قديما رغم الظلم لم يكونوا يطيلون الصمت ، وكانوا يثورون
    على الظلام وصحيح ان من ينتهز الفرص كان يفوز دائما
    ويكون نصيب المناضلين الحقيقين ان يظلوا على حالهم دون تغيير
    المهم ان يعبر الانسان وان كان بالكلام فقط انه غير راض عما يدور
    وجدتك كانت حكيمة تعرف معنى الحياة
    وقد عرفت جدتك ان انسان الحاضر عليه ان يغير وسائل النضال
    فان الاساليب القديمة لم تعد تجدي
    تحيتي لك ايها القاص على قصتك الملتزمة بقضايا الانسان

    الشبر الرائعة...

    صور الماضي عندما تكرر في لباس الحاضر...
    وتنادي بانها عصرية في طرحها...
    نلجأ..الى الجدات...
    لانهن...يعلمن اكثر منا...
    من واقع يتكرر...

    كذا فعل الاخرون عندما اصطدموا..بشيء اسمه...لايجوز....

    ممنوع....

    قف...
    ابتعد...لا.....

    هكذا.....

    محبتي لك
    جوتيار

  8. #18
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 113
    المواضيع : 25
    الردود : 113
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    قالت جدتي:
    جدتي كانت من النوع التي تحب الصمت، وان تحدثت تتحدث باختصار شديد،بعكس ما عهدناه من العجائز اللاتي يحبن الثرثرة ،واحيانا يخرج حديثهن الى حافة الهذيان،لذا كنت احب وانا مازلت في العاشرة من عمري ان اجالسها ،بل حتى كنت ابات في غرفتها،وذات يوم شتائي ممطر بارد،ونحن جالسون حول مدفأة خشبية،حيث الحرارة التي تنعبث منها تتسرب من خلال مسامات جلدنا الى داخلنا فتزرع فيها نوعا من السكينة هي اقرب ما تكون الى التخدير،حيث ما يلبث المرء بعدها يشعر بالنعاس،اخذت تحدثنا عن حادثة قديمة ، قد جرت في احدى القرى القريبة لقريتهم قبل ان يغادرنها الى مدينة حديثة التكوين.
    اخذت نفسا عميقا واطلقت تنهيدة تعبر بوضوح عن مدى صعوبة استحضار الزمن الفاني وقالت: ان احد الاغاوات الذين كانوا يسيطرون على القرية تلك قد اصدر اوامره بمنع اي نشاط ،او عمل، يقوم به احد افراد قريته دون علمه،وليتأكد من ان احدا لن يخالف امره هذا امرهم بالمكوث في بيوتهم بعد عودتهم من حقولهم ومزارعهم، والخروج للحقول والمزراع فيها حكمة بالطبع وهي ليست بخافية عنكم، الا وهي ان ثلاثة ارباع المحاصيل تذهب لمخازنه،والربع الباقي هي قوت اهالي القرية من بدء موسم الحصاد الى الموسم القادم، ومن اجل ان يبرهن لهم بانه يريد مصلحتهم باصدار قراره هذا سمح لهم بالخروج ليلة واحدة في الاسبوع..هنا صمتت جدتي لبرهة وكأنها تحاول العودة بذاكرتها للوراء البعيد القريب لتعرف اي ايام الاسبوع كانت لكنها لم تنجح، عادت تقول وقد اخذ النعاس يظهر على ملامح اخوتي، كان الناس في تلك الليلة يجتمعون في ساحة معدة للاحتفالات قبل مجيئ الاغا بهروز، حيث كان الاهالي يقيمون حفلات الاعراس والعزائم والولائم فيها،لكنها بعد مجيئ الاغا اصبحت لاتشاهد الا القليل من هذه المناسبات.
    مضت الايام واهل القرية على هذا الحال حتى تعودوا على ذلك،ولعل في التعويد حكمة هنا،لان المرء عندما يتعود شيئا يصعب عليه تركه الا بعد جهد وبذل وصراع مرير حتى وان كان هذا الشيء ليس الا دمار وموت له.
    كانت المحاصيل تزداد جنيا من موسم لاخر،ومخازن الاغا هي بذلك سعيدة لانها تنتعش بمواردها التي لاتنتهي، حتى اتى يوم وفاضت ولم تعد تستوعب المزيد، ولطباعه الغريبة وانطوائيته وكثرة شكه في كل من حوله، لم يفكر يوما بان يتجار بموارده التي قد تجني عليه ارباحا مضاعفة خاصة وان الاغاوات في القرى الاخرى كانوا يتلهفون لذلك،أتاه امين مخازنه يبشره بخبر مفاده ان المخازن لم تعد تستوعب، فرح وحزن في نفس اللحظة، لانه كعادة كل من يحكم يكون عاجزا امام شهوة المال،تاه ولم يعرف ما يفعله،حتى اشار عليه امين مخزنه ان يستدعي الحاشية ليتشاوروا في امر ملئ المخازن، وعدم وجود بديل لها، فاجتمعوا وخرجوا بعد مداولات ومناقشسات عديدة، بان يطلق الاغا العنان لاهل القرية ويعفيهم من دفع بعض ما كان يترتب عليهم من قبل، وبعد تفكير عسير وافق الاغا، اوعز لرجاله بان يعلنوا في القرية النبأ السار،نبأ الحرية التي نالوها بعد ان بذلوا في سبيلها ايام عمرهم،تعالت الاصوات معلنة ميلاد يوم التحرر.
    مابالهم اهالي القرية لايبالي احدهم بهذا النبأ، هكذا قالت جدتي العبارة وكأنها تعيش الحدث..ثم اردفت تقول لم يجتمع احد من اهالي القرية حول رسول الاغا ، ردد الرسول لاباس انهم في الحقول والنساء تعودن المكوث في البيوت ان لم يرافقن رجالهن الى الحقول،عاد الرسول الى الاغا وابلغه ما كان معه، خاف الاغا من ان تكون هناك مؤامرة تحاك ضده، دعا الحاشية بسرعة، فاشاروا عليه ان يعلن عليهم الامر في ليلتهم التي يجتمعون فيها في تلك الساحة، وبدأ الرسول يهيأ نفسه لتلك الليلة حتى تسنى له ذلك، فحضر مع رجال مدججين بالسلاح الى الساحة، تعكر وجوه الناس ، لكهنم يعلمون من هو لذا اضطروا الى الوقوف والترحيب به، وبدأ الرسول يعلن عليهم النبأ العظيم،صمت اهالي القرية وكأن على رأسهم الطير، وبعدما انهى الرسول خطابه المعد، قال اذهبوا انتم الطلقاء،ظن بان اهالي القرية من الفرح يتطايرون ويحتفلون، لكن الرسول اصطدم بان اهالي القرية بعدما سمعوا القرار عادوا الى احاديثهم العادية وتسامرهم العادي وكأن الامر لايعنيهم،فزع الرسول وعاد يجر حصانه وخيبته، وبسرعة لامتناهية كان واقفا بين يدي الاغا، وتعلمون بان الاغا لايعرف ماذا يفعل لذا امر بحضور الحاشية فورا..اجتمعت واختلفت الحاشية فيما بينها، قال احدهم: بان اهالي القرية تعودوا حياتهم هذه لذا لم يعد يهمهم سوى انقضاء ايامهم، ورأى اخر بان الاغا حنون في طباعه لانه سمح لهم بالخروج ليلة في الاسبوع فتمردوا عليه، ورأى اخر بان اهالي القرية يضمرون حقدا للاغا لذا لايبالون بهباته العظيمة.
    وبعد المداولة خرج الحاضرون بأمر مفاده منع خروج اهالي القرية في ليلتهم تلك ، وانتظروا مجيئ تلك الليلة من الاسبوع القادم لاعلان القرار الجديد.
    نظرت جدتي الينا واذا بها تراني وحدي اسمتع لها والباقون قد غلبهم النعاس وناموا، ضمت رأسي لصدرها وهمست الا تنام ابدا ايها الشقي، ابتسمت اكملي جدتي اكملي ماذا حدث بعد ذلك، وضعت رأسي على فخذها وكانت تمرر اصابعها التي هرمها الزمن بين خصلات شعري، وقالت اتت الليلة تلك وخرج الرسول مع مسلحين الى الساحة وابلغوهم اوامر الاغا فانصاعوا اليها.
    نام الان بني تأخر الوقت قالت لي جدتي، لكني قلت انتظري ماذا حدث بعدها...قالت لاشيء ...ومشكلة الفائض ، قالت امر الاغا ببيع محاصليه الى حاشيته .
    صمتت جدتي من جديد..الا تكملين...قالت هذه هي النهاية...قلت لكنها ناقصة..هناك شيء ناقص في الامر، لانه كان يجب ان يحدث شيء لااعرفه لكن...وضعت يدها على فمي، وقالت كفاك مشاغبة ومشاكسة نام الان..انا سمعتها هكذا..!
    رضخت لامرها...ونمت على فخذها ولااعلم كيف وضعتني بعدها على فراشي.. وعندما استيقظت كانت هي تعاتب اخوتي على تفريطهم بالقصة.
    14-1-2007
    أيولد الانسان حرا كما هو شائع ؟... ام يولد محملاً بجينات القهر والتكبيل وتكميم الأفواه؟ من اب لابناءه ، و من واقعه الاجتماعي عن طريق الاكتساب .. اذ الأم ترضعه ما رضعته هي من قهر فينشأ على ان الحيطان لها آذان ... وأن من خاف سلم ...
    اخي الكريم / الجدة حكت وقالت .. لكنها كانت جده مستضعفه فأين كان الجد / الشاب / ام كان جداً وهو في ريعان شبابه .. انها سلسل قهر تاريخي متواصل .. حيث ان حادث الاغا حادث عرضي .. فلو كان اول حادث لكانت الناس هاجت وماجت وانتفتضت وما أطاعت...
    الكريم /جوتيار تمر
    استمتعت بمطالعة حروفك ..
    دمت بكل ود ..
    خالص تحياتي ..

  9. #19
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : planet earth
    العمر : 56
    المشاركات : 50
    المواضيع : 5
    الردود : 50
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    العزيز جوتيار:
    ما هذا الأ سلوب الراقى يا صديقى , سرد مشوق و مثير
    بكلمات توصل المعنى للجميع ..........

    يقول علماء النفس عن جرائم الاختطاف أن المخطوف بمرور الوقت
    يتعود على خاطفه......
    هكذا هو حالنا مع حكامنا !!!

    تحياتى و احتراماتى ,

    شريف

  10. #20
    الصورة الرمزية نبيل مصيلحى قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    الدولة : مصر
    العمر : 68
    المشاركات : 536
    المواضيع : 28
    الردود : 536
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    السائد لا يتغير بسهولة ..
    فالأعراف والعادات والتقاليد والموروثات المكتسبة من الأزمنة الفائتة
    حين يراد تغييرها .. يسير التغيير كالسحلفاة ..
    وهذه الهبة الفائضة عن حاجة الأغا ,حين وهبها للفلاحين .. لم يصدقوا
    وانفضوا عن رسول الأغا ..
    قصة توافرت فيها الحمكة , وهي غاية نبيلة ترفع من قيمتها ..
    تحياتي .. جوتيار الرائع
    نبيل مصيلحي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    للتواصل على حساب فيس بوك .. https://www.facebook.com/nabil.moselhy

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. جدتي والطائر ( قصة بقلم / مجدي محمود جعفر )
    بواسطة مجدي محمود جعفر في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 52
    آخر مشاركة: 03-11-2018, 07:19 AM
  2. صــلاة في رواق جدتي
    بواسطة محمد نديم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 11-10-2007, 03:02 AM
  3. قراءة في قصيدة : " صلاة في رواق جدتي ": عبق الإيمان يعطر الجماليات النصية
    بواسطة د.مصطفى عطية جمعة في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 31-05-2007, 03:51 AM
  4. جدتي وارسطو
    بواسطة ابن فلسطين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-05-2004, 10:29 PM
  5. ابتسم مع جدتي
    بواسطة جمال حمدان في المنتدى الأَدَبُ السَّاخِرُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 23-12-2003, 02:03 PM