(( يالك من وغد مخادع!... )).
قلتها في وجهه وهو أمامي يتردّى بتوسّله من على جبل غروره.
أشحت بوجهي بعيدًا عنه. استدرتُ. أترون ماذا فعل بي!؟.
(( يا (سلمى) كفي عن حماقاتك الجوفاء هذه وابقي معي!. )).
لا لن أبقى معه. أوليته ظهري مرغِمة أحاسيسي الفاترة نحوه على فك رباط قيده البرّاق. كفى يا هذا لعبًا بي. بجسمي. بعقلي. بوعيي!.
(( سأشتري لكِ ما تريدين!..تمنّي فقط!..ما عليكِ غير التمنّي!. )).
قالها لي وأنا أكاد أسمعه ونسمات الرّيح تختلس الحروف من كلماته.
وهل عليّ سماع كلماته بعد ما أضّتني تصرفاته!؟.
خطوتُ خطوة إضافية نحو منتهى أملي. تناهى إلى مسامعي صوته الفتّان الذي طالما غرّني به. داعبني به. أتعبني به وبنهيقه!.
(( طيب كلمة أخيرة!. ارجعي إليّ حبيبتي!. لن أعيشَ بدونك! )).
أيا كذاب!. لن ينطلي عليّ سُم كلامك بعد الآن. أنا الآن حُرّة. أنا الآن عزيزة. أنا بدونك خضرة.
حالة تمرّد هي. تمرد على عزلة سنين لم أعرف فيها غيره. تمرّد على مسيرة خرقاء كِنهها الطيش والانقياد الأعمى وراء تدابير ذكَر غاشم.
هذه الروح يا هذا سئمتْ الانصياعَ. الارتدادَ لكل اتجاهاتك العوجاء.
الانفرادَ منك بقرارت تحدد حياتي أنا.
نعم حياتي أنا التي امتلكتَها دون استشارتي البسيطة.
ألا ترى أنّه قد حان وقتُ قِطافِ قيادتك؟..ألا تدري أنّي في دوامةٍ مضطربةٍ في ظل ريادتك!؟.
(( والله سأنفذ كل ما تطلبين..كل ما تشتهين حبيبتي!. )).
أفٍ لك أتعدني وقد وعدت قبل ذا مرّاتٍ!؟.
صرير صوت انغلاق باب السندرة عليه واتساع عينيه وهو مغلول أشبع جزءً من انتقامي وشهوتي!.
أحمد منتصر- محرم 1428