بشرى أخرى سعيدة لأمة الإسلام
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ، والحمد لله رب الحياة ورب الممات ، والحمد لله الذي هدانا للحق وجعلنا مسلمين ، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين لينذر الثقلين من إنس وجان ، ويبلغ رسالة ربه الواحد الديان ، ويترك كل القلوب على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
يقول تعالى:
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)
ويقول تعالى:
(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
بينا كنت بعد صلاة الجمعة قبل السابقة أجتمع وأخي الحبيب خطيب جامع بلدتنا أحمد الصايغ نتدارس شؤون الأمة وسبل الدعوة إذ دخل علينا شاب سويدي شارد النظرات يبدو عليه الإرهاق والوجل يسأل بأدب إن كان يستطيع أن يلقي بعض الأسئلة بخصوص الإسلام. وحين سألناه عن سبب ذلك أفاد بأنه في رحلة طويلة للبحث عن اليقين بعد أن تأمل الكون والحياة فعلم أنها لم تخلق لعبث وأنه لم يخلق للعدم. سأل قليلاً واستمع كثيراً وتم تزويده ببعض الكتيبات المبسطة باللغة السويدية على وعد بأن يعود متى أراد المزيد من المعرفة.
عاد الشاب بعد ثلاثة أيام لأخي الشيخ الشاب الصادق الجهد أحمد الصايغ ليقول له بأنه أتى ليعلن إسلامه فطلب منه أن لا يستعجل وأن يتدبر أمره مجدداً فأصر بأنه يسلم حقاً ويقيناً عن قناعة وثقة.
وللحق فقد كنت شخصياً أرى الإسلام فيه منذ رأيته أول مرة ، شعرت حينها أنه ما جاء إلا يبحث عن الاحتواء والانتماء والطمأنينة والتي كنا حريصين على أن نبذلها له بإخاء الإسلام وإفشاء السلام.
وفي الجمعة الماضية أمس كان موعد إعلان إسلام هذا الشاب "كريستوفر" لأفاجأ شخصياً بخبر وجود شاب آخر يريد أن يعلن إسلامه أيضاً ، وهكذا كان.
كان الموقف رهيباً وهما ينازعان اللسان الأعجمي لينطقا الشهادة بقلب عربي فصيح وليقبل عليهما الجميع بالعناق والترحيب.
أما الشاب الآخر المدعو "أُولِّي" فقد اهتدى للإسلام بمعونة شاب عراقي ملتزم وبسيط رافقه لمدة أسبوعين ليكثر الأسئلة على عكس كريستوفر الذي كان يكثر التأمل والاستماع. وحين سألت هذا الشاب بعد انتهاء الاحتفاء بهما عن قصته أصابني بقشعريرة طغت على جسدي وأنا أسمعه يحدثني بقصة لا تكاد تختلف عن قصة خليل الله إبراهيم بحثاً عن الله. قال لي كنت دائماً أشعر أن الله في داخلي ، وكنت أشعر بحاجة لألتقيه فجبت كل العقائد والديانات لأقول في كل مرة بأن ربي أكبر وأعظم حتى إذا وصلت الإسلام عرفت أنه دين الله وهنا شعرت بطمأنينة وسعادة.
ورغم أن هؤلاء الشابين لم يكونا أول من أسلم فهناك الكثير ممن يسلم في المسجد عندنا وقد سبق هاتين الجمعتين ثلاث أخرى أسلمت في كل مرة فيها أخت سويدية في مقتبل عمرها. وهنا نقف وقفة مهمة أمام هذه المعاني حين يقبل شباب في بدايات عمرهم وفي مقتبل العشرينيات على الدين بحثاً عن الحق والمنهج في حين أن شباب المسلمين يغوصون في الغي والفساد حسبنا الله.
هي فرحة ورسالة أحببنا أن نشارككم فيها لعلكم تدعون لهؤلاء الشابين بالثبات ولكل من شارك في إرشادهما إلى سبيل الرشاد والهداية بالأجر والمثوبة. ونعدكم بعد اليوم أن نبشركم بمثل هذا في كل فرصة مواتية.
وهنا أورد صوراً تم التقاطها بالأمس للشابين الذين بدت عليهما السكينة وشع من عيونهما الطمأنينة والرضا والحمد لله.

صورة جامعة للشابين وللشاب العراقي الذي أعان على هداية أولِّي الذي يقف بجواره ثم أخوكم ثم الشيخ عمر ثم الشيخ أحمد ثم كريستوفر

صورة قريبة للشيخ أحمد والشيخ عمر والأخ كريستوفر.

وصورة قريبة هنا للشاب العراقي مع الشاب السويدي المسلم أولي.

هذا هو كريستوفر الحائر الوجل يوم رأيته ، انظروا له الآن عن قرب واستشعروا عظمة الإسلام.

وهذا هو أولِّي الذي لا أرى إلا أن يسمي نفسه إبراهيم ، نظرته العميقة المليئة بالسكينة والرضا.

أما هنا فترون الشيخ عمر ويمكن أن نصفه بأنه من السابقين إلى الإسلام وله قصة عجيبة أعدكم أن تسمعوها قريباً في لقاء مفتوح معه.
هذه هي بشراي لكم اليوم يا أمة الإسلام فلا تبخلوا بإظهار الفرحة ، ولا بدعواتكم ، دعمكم ، ومشاركتكم فلا أقل من كلمة رضا أو لفظة دعاء.
تحياتي