(الى إبن الموصل... تقبل تحياتي )
أُمنـــــــــــــــــــــ ـية
قال الطفل لأمه :
ـــأمي لقد حلمت الليلة أني وأختي أمنية كنا نلعب في حديقة فيها فواكه كثيرة ، وكان أبي يجلس معكِ ، وهو يشوي لنا اللحم .
فرحت الام كثيراً بإبنها فهو آخر العنقود ، وتذكرت زوجها الراحل ، دمعت عيناها ثم قامت لبعض شأنها .
في المساء كانت الأم تجلس وتخاطب بعض أقاربها وتحدثهم عن حلم إبنها ، وهي مسرورة به ، وكان إبنها ينام في حضنها ، ثم قالت له وهي تداعبه :
ـــ قم يا إبني ، قم وحدثنا عن حلمك .
رد عليها الإبن:
ـــ آه يا أمي كم مرة حدثتك عنه ، لماذا لا تسألي أمنية ألم تكن معي !!!
سوأل كبير
جلس الجميع أمام التلفاز يشاهدون مسلسل المساء ، فإذا بشريط احمر يظهر فجأة ...خبر عاجل "مات اليوم اكثر من امس وغداً..." هرع الأب الى التلفاز وأطفأه بحركة عنيفة ، فقال له ابنه :
ــأبي أريد ان أسألك ...
الأب مقاطعأ :
ــ غداً يا أبني ، غداً إن شاء الله نتحدث ، الآن حان موعد النوم .
وذهب الجميع الى النوم .
في اليوم التالي ذهب الأب وإبنه الى السوق وفجأة توقف الإبن ، ونظر الى والده مطولاً ثم سأله :
ـــ أبي لماذا يموت الناس ؟.
رد الأب وهو مذعور :
ــ مارأيك أن أشتري لكَ السيارة التي وعدتك بها .
فرح الإبن كثيراً وقال :
ــ شكراً لكَ يا أبي .
إشتروا السيارة وطعاماً للعشاء وعادوا أدراجهم الى البيت .
في المساء كان الجميع يجلسون حول المائدة ، أمسك الإبن بيده سمكة صغيرة وهمَ بأكلها ، فإذا به يقول:
ــ أبي هل سأموت أنا أيضاً مثل هذه السمكة ؟!
واقع ممزق
قال لأمه بغضب :
ــ لن اذهب الى المدرسة حتى تشتري لي حذاءاً جديداً .
ردت عليه أمه :
ـــ إصبر يا إبني فأنت تعلم الحال ، لكن لا تخف ، عندما يأتي أبوك سأخبره ، وسنتصرف .
ذهب الولد الى المدرسة بحذائه الممزق .
الحصة الأخيرة كانت للرياضة ، جمع الاستاذ التلاميذ ثم قال بصوتٍ صارم النبرات :
ـــ من الغد سوف يأتي كل واحدٍ منكم بحذاء رياضة جديد لونه أسود، وشورت وفانيلة رياضية لونها أحمر ، هل كلامي مفهوم ! !
رد جميع الطلاب :
ـــ مفهوم يا استاذ .
عاد الولد الى البيت وقال لأمه :
ـــ أمي ، أخبري أبي أني طردت من المدرسة ...!!!
أمر واقع
أراد أن يذهب الى طبيب الأسنان ،لم يعد يحتمل الوجع ، وكلما تقدم في مسيره ، توقف يريد العودة ، فقد كان محرجاً من وضع أسنانه ، وماذا سيقول للطبيب عندما يراها ،لكنه لم يعد يحتمل الألم ،" سأذهب وليقول ما يقول ، هذا هو الواقع "، هكذا إتخذ القرار فذهب الى الطبيب .
جلس في غرفة الإنتظار ، ثم جاء دوره ، قال له الطبيب :
ــ أفتح فمك .
نظر الطبيب فلم يجد غير بقايا صخور من العهد الروماني المنقرض ، وأرض ثكلى بجراح تشبه إلى حدٍ بعيد جراح واقعنا الحالي ، فقال له :
ـــ أعذرني على هذا السوأل ، لكن ألم تسمع بإختراع إسمه معجون أسنان ؟؟؟
فرد عليه المريض:
ـــ سيدي أعذرني على جهلي ، لكن ألم تسمع بواقعٍ إسمه فقرٌ مدقع...!!!
خبر عاجل
كان يجلس في مقهى الإنترنت ، يحاول أن يكتب مقالاً حول آخر أحداث هذا الوطن الكبير ، وكلما بدأ بسطر محاه ، كان ذهنه مشوشاً ، لم يعرف من أين يبدأ ، وفجأة دخلَ أحد الأشخاص مسرعاً وقال لشخصٍ يجلس عن يساره:
ــ إفتح على الجزيرة ، ألم تسمع ، إفتح الآن...
تسائل الحاضرون حوله "ماذا حصل يا جماعة " حاول أن يعرف لكنه لم يستطع ، وبدأت الافكار تتلاعب به ، ماذا يمكن ان يكون قد حصل ، ذهب بذهنه بعيداً ، فقد تركيزه ، أراد ان يدخل على أية محطة إخبارية لعله يعرف فقط ماذا يمكن ان يكون قد حصل ، لكنه لم يستطع ،إنتظر قليلاً لعله يعرف من الأشخاص الجالسين حوله ، ولم يطل الإنتظار ، فإذا بالشخص الجالس عن يمينه يقول للشخص الجالس عن يساره :
ــ وإن يكن ، فحتى لو إنتقل هذا اللاعب الى ريال مدريد ، فسيبقى برشلونه في القمة .ولن تهزمونا..!!!
دار نقاش بين اليسار واليمين وهو جالس في الوسط ، ثم ساد بعدها صمتٌ شديد ، وغرق المكان في ظلامٍ دامس .