أحدث المشاركات

نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20

الموضوع: القطار

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 434
    المواضيع : 27
    الردود : 434
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي القطار


    قالت: حتماً سيتوقف القطار، وراحت تنظر فى مرآتها، تتحسس ملامح وجهها، لم يزل خلف ستائر نضارته، تنهدت بعدما سكنت عينيها دمعة... راحت تحدق فى اللاشيء، تتراءى لها على البعد أطياف تغازل حلمها، وتداعب أطيار مخيلتها.
    القطار يتهادى من بعيد، ولأول مرة..
    المرآة لا تزال فى يدها، رفعتها ثانية، تتطلع وجهها، انعكس فى مخيلتها ضوء صادف وجهي، صهرني، احتوتني، أحسست بتخلقي داخلها، تثرثر، كأنها تحدثني، ثم راحت تدلك جسدها فى رفق.
    * * *
    فى عينيها ألمح وجوهاً ملثمة، تختفي معالمها عنى تماماً، تحاول هي استجماع معالم الوجوه، أصيبت بالرجفة، وأشاحت بوجهها بعيداً، كنت أنا الآخر قد تعبت من ملاحقة عينيها، فنمت.
    * * *
    في عينيها رأيت حركة القطار عكسية.. تقف على حافة المحطة، بين أعواد الغاب والبوص.. مضفرة الشعر، تحركها أهواء الطفولة، تمرح كفراشة فى فضاءٍ رحب، ترتسم معالم أنوثتها شيئاً فشيئاً.
    رأيتها تفلت من أحدهم، عندما كانت تتوارى خلف أعواد الغاب.. رأيت... أدركت خطورة موقفها، أعطت ظهرها للقطار.. وبمرور الوقت عادت تنتظره متوجسة..
    * * *
    الكلمات تنطلق مخترقة خواء القرية، تمزق فى عنف ثوبها الملفوف حول جسدها... لم تهتم، بينما تحاول رسم ابتسامة على وجهها طالما استعذبوها.
    آه .. أشعر بها تخترق جدار غرفتي، تؤرق مضجعي.. أسمع تلك المرأة غليظة الصوت، تنهرها، تصر على معرفة كل شيء.. تحاول لكمي ما استطاعت، أتفادى ضرباتها واضعاً يدي فوق رأسي، متكوراً على نفسي، رغم كل ذلك.. أشعر بالوجع يتسرب إلى جسدي الرخو.. ما تلبث أن تتوقف, مأخوذة بالحنين إلى فتاتها.. تنهنه فى ألم.. تمسح عن جسدها آلام القسوة قائلة: لن يرحمنا الناس.
    تعاود القارة, يغلبها التعب, يأخذها الحنين, تجد وتحزن.
    والجسم الأبيض البض تحول إلى قطعة زرقاء, بدا هزيلاً.. لم تنبث بكلمة, وأنا لا زلت متشبثاً بالبقاء.
    * * *
    فى المساء غافلت القرية, ألقت بنفسها بين أعواد الغاب, والظلمة تغزو أرجاء المحطة إلا من لمبة وحيدة, تحاول ما استطاعت, شعرت بقدرة اللمبة على تبديد الظلام, فكلما اشتد الحصار حولها كلما بدا ضوءها..
    قالت متنهدة: ياه.. هل أعجز عن أن أكون مثل هذه اللمبة؟ كانت الأفكار تغزوها, والكلمات تصارعها.. والأمل يطل ويخبو, وبينما هس كذلك , تداعب جدران حجرتي, أشعر بالأمن.
    * * *
    العاشرة موعدنا, هكذا قالت, بعدها ستغادر القرية, من أجلك أنت.. يا قطعة مني.. يا قطعة منه.. أقدر ظروفه، رسالته لي تؤكد مجيئه.. لن يخلف أبداً موعداً.. نعم سيأتي.. ثم متحسسة جداري.. ستخرج إلى القرية تتحداه.. هم لا يعرفونه مثلما أعرفه.. لقد أخبرني أنه معي شعر بذاته, أحس بطعم الحياة, كنت نهره الدافق,.. ثم متوجسة.. فهل يكون حصني المنيع؟
    ألقت بالكلمات من فضاء عقلها المضطرب.. وراحت تترقب الضوء القادم من بعيد..
    * * *
    صوت القطار يصفع صمت الظلام, وضوءه يمزق رداءه الثقيل، لمعت عيناها بالفرحة, وارتسمت على شفتيها ابتسامة حذرة..
    يتهادى القطار أمام عينيها, ومحاولات دفعه مستمرة, الوجوه الملثمة تتضح شيئاً فشيئًا, والقطار يسير، المشاعل من خلفها تبدِّد حلكة الليل, والفضاء يعج بالصراخ والصخب والريح تقصف بالمكان, لوَّح لها يمكنها الصعود, فالقطار يسير بطيئاً, بطيئاً..
    لمعت الفرحة فى عينيها, قفزت داخله, راحت تقرأ الورقة بسرعة, أحسست بذبذبات جسدها.. كادت تتهاوى.. تماسكت.
    كنت أنا الآخر قد كرهت البقاء, قرَّرت الثورة على الخوف.. ربتت على جسدي كى أتمهل.. لم تستطع الصمود أمام ثورتي.. راحت فى غيبوبة عميقة..
    خرجت إلى الفضاء صارخاً, تنهدت بعدما أفاقت.. أخرجت لفافة من صدرها.. خلعت عباءتها, لفتني بها, ربطت باللفافة على جسدي.. أحسست فى عينيها شيئاً.. داعبتها بيدي, ابتسمت وفجأةً... ألقت بنفسها من القطار.
    رسول الله أسألك الشفاعة = وقربا منك يا نهر الوداعة

  2. #2
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    الصديق العزيز الأديب / محود الديداموني
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قرأت قصتك مرة
    ولكن كالعادة تحتاج قصصك إلى أكثر من قراءة متأنية
    لسبر أغوارها.
    إلى قراءة أخرى .

    حسام.
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 434
    المواضيع : 27
    الردود : 434
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام القاضي مشاهدة المشاركة
    الصديق العزيز الأديب / محود الديداموني
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قرأت قصتك مرة
    ولكن كالعادة تحتاج قصصك إلى أكثر من قراءة متأنية
    لسبر أغوارها.
    إلى قراءة أخرى .
    حسام.
    شرفتنى يا صديقى الجميل واشكرك على المرور الكريم
    وانتظر الرأى والعودة غن شاء الله
    مودتى

  4. #4
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    العمر : 76
    المشاركات : 674
    المواضيع : 101
    الردود : 674
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي


    القطار
    قالت: حتماً سيتوقف القطار، وراحت تنظر فى مرآتها، تتحسس ملامح وجهها، لم يزل خلف ستائر نضارته، تنهدت بعدما سكنت عينيها دمعة... راحت تحدق فى اللاشيء، تتراءى لها على البعد أطياف تغازل حلمها، وتداعب أطيار مخيلتها.
    القطار يتهادى من بعيد، ولأول مرة..
    المرآة لا تزال فى يدها، رفعتها ثانية، تتطلع وجهها، انعكس فى مخيلتها ضوء صادف وجهي، صهرني، احتوتني، أحسست بتخلقي داخلها، تثرثر، كأنها تحدثني، ثم راحت تدلك جسدها فى رفق.
    * * *
    فى عينيها ألمح وجوهاً ملثمة، تختفي معالمها عنى تماماً، تحاول هي استجماع معالم الوجوه، أصيبت بالرجفة، وأشاحت بوجهها بعيداً، كنت أنا الآخر قد تعبت من ملاحقة عينيها، فنمت.
    * * *
    في عينيها رأيت حركة القطار عكسية.. تقف على حافة المحطة، بين أعواد الغاب والبوص.. مضفرة الشعر، تحركها أهواء الطفولة، تمرح كفراشة فى فضاءٍ رحب، ترتسم معالم أنوثتها شيئاً فشيئاً.
    رأيتها تفلت من أحدهم، عندما كانت تتوارى خلف أعواد الغاب.. رأيت... أدركت خطورة موقفها، أعطت ظهرها للقطار.. وبمرور الوقت عادت تنتظره متوجسة..
    * * *
    الكلمات تنطلق مخترقة خواء القرية، تمزق فى عنف ثوبها الملفوف حول جسدها... لم تهتم، بينما تحاول رسم ابتسامة على وجهها طالما استعذبوها.
    آه .. أشعر بها تخترق جدار غرفتي، تؤرق مضجعي.. أسمع تلك المرأة غليظة الصوت، تنهرها، تصر على معرفة كل شيء.. تحاول لكمي ما استطاعت، أتفادى ضرباتها واضعاً يدي فوق رأسي، متكوراً على نفسي، رغم كل ذلك.. أشعر بالوجع يتسرب إلى جسدي الرخو.. ما تلبث أن تتوقف, مأخوذة بالحنين إلى فتاتها.. تنهنه فى ألم.. تمسح عن جسدها آلام القسوة قائلة: لن يرحمنا الناس.
    تعاود القارة, يغلبها التعب, يأخذها الحنين, تجد وتحزن.
    والجسم الأبيض البض تحول إلى قطعة زرقاء, بدا هزيلاً.. لم تنبث بكلمة, وأنا لا زلت متشبثاً بالبقاء.
    * * *
    فى المساء غافلت القرية, ألقت بنفسها بين أعواد الغاب, والظلمة تغزو أرجاء المحطة إلا من لمبة وحيدة, تحاول ما استطاعت, شعرت بقدرة اللمبة على تبديد الظلام, فكلما اشتد الحصار حولها كلما بدا ضوءها..
    قالت متنهدة: ياه.. هل أعجز عن أن أكون مثل هذه اللمبة؟ كانت الأفكار تغزوها, والكلمات تصارعها.. والأمل يطل ويخبو, وبينما هس كذلك , تداعب جدران حجرتي, أشعر بالأمن.
    * * *
    العاشرة موعدنا, هكذا قالت, بعدها ستغادر القرية, من أجلك أنت.. يا قطعة مني.. يا قطعة منه.. أقدر ظروفه، رسالته لي تؤكد مجيئه.. لن يخلف أبداً موعداً.. نعم سيأتي.. ثم متحسسة جداري.. ستخرج إلى القرية تتحداه.. هم لا يعرفونه مثلما أعرفه.. لقد أخبرني أنه معي شعر بذاته, أحس بطعم الحياة, كنت نهره الدافق,.. ثم متوجسة.. فهل يكون حصني المنيع؟
    ألقت بالكلمات من فضاء عقلها المضطرب.. وراحت تترقب الضوء القادم من بعيد..
    * * *
    صوت القطار يصفع صمت الظلام, وضوءه يمزق رداءه الثقيل، لمعت عيناها بالفرحة, وارتسمت على شفتيها ابتسامة حذرة..
    يتهادى القطار أمام عينيها, ومحاولات دفعه مستمرة, الوجوه الملثمة تتضح شيئاً فشيئًا, والقطار يسير، المشاعل من خلفها تبدِّد حلكة الليل, والفضاء يعج بالصراخ والصخب والريح تقصف بالمكان, لوَّح لها يمكنها الصعود, فالقطار يسير بطيئاً, بطيئاً..
    لمعت الفرحة فى عينيها, قفزت داخله, راحت تقرأ الورقة بسرعة, أحسست بذبذبات جسدها.. كادت تتهاوى.. تماسكت.
    كنت أنا الآخر قد كرهت البقاء, قرَّرت الثورة على الخوف.. ربتت على جسدي كى أتمهل.. لم تستطع الصمود أمام ثورتي.. راحت فى غيبوبة عميقة..
    خرجت إلى الفضاء صارخاً, تنهدت بعدما أفاقت.. أخرجت لفافة من صدرها.. خلعت عباءتها, لفتني بها, ربطت باللفافة على جسدي.. أحسست فى عينيها شيئاً.. داعبتها بيدي, ابتسمت وفجأةً... ألقت بنفسها من القطار.

    الصديق العزيز / محمود الديدموني
    أسجل حضوري مع النص ولي عودة إن شاء الله

  5. #5
  6. #6

  7. #7
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 434
    المواضيع : 27
    الردود : 434
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوردة السوداء مشاهدة المشاركة
    الديدمونى الرائع
    لى عودة
    انتظرنى
    تحية وشذى
    الوردة السوداء
    شكرا على مروركم الطيب وفى انتظار عودتكم

  8. #8
  9. #9
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    لم ألمح وجه الراوي حين قرأت هذه القصة أول مرة ..

    في لحظة صفو ، كنت على موعد مع هذا النص ، فتحت الصفحة ، قرأت ، تابعت كل الردود ، ورأيت أن كل من مر هنا ضرب لك موعدا بلقاء ثان ، أحسست أني لم أمسك بالخيط ، عدت أعيد القراءة بعمق ،
    أمر على الصور مرة ومرتان ، إلى أن لمحت وجهه .
    ذلك الذي كان سبب فرارها ممن يلاحقونها ، يهددون حياتها ، ولكن لأجله تركت كل شيء وفرت ، لتحميه ، وتلحق بالآخر ..

    أستاذي محمد الديداموني ..

    مثلي لا تجرؤ على كتابة نقدية في نص مثل نصك ، أخشى أن تخونني نفسي فأقصر ، ونصك يستحق أن تكتب فيه قراءات وقراءات عميقة لما فيه من إبداع وفنية مركزة ، وصور رائعة الوصف ..
    فلم يخطر لي حين قرأت القصة أن الراوي لم يكن إلا جنينا سفاحا ، فرت به بطلتك ، لتحافظ عليه ، ولكن أمام الشخصية الخائفة المتطربه ، والأحلام والهواجش ، والخوف والأمل بإحساس الأمان ، والذي أخذ ببطلتك إلى منحى آخر ، غير الذي أرادته .
    القطار ،، رمز الرحيل ... إلى أين يا ترى ، لقد بدأت قصتك بانتظارها وصول القطار الذي يتهادى ولأول مرة ، ثم اقترابه ، ورؤيته يسير باتجاه عكسي ، ترميزات لما كان يطرق التفكير والخيال للبطلة، وهي تحاول إيجاد منفذ لما هي في ..
    قصة الفتاة التي ترتكب خطئية ، ليكون لها ثمرة ، مع من تحب أو في أي ظرف كان ، وحين تلاحق لغسل العار ، ولا تدري إن كان من زرع البذرة سيعترف بها أم أنه يسوليها ظهره متبرئا منها منكرا لبذرته ، في خضم الصراع النفسي ما بين أمل ويأس ، وخوف وملاحقة ، وموت محتم على يد الأهل المطاردين لمن لوثت عرضهم ..
    نراها تكتب النهاية بنفسها لكاتبنا الذي أبدع بحق التصوير والحوار ..

    يتهادى القطار أمام عينيها, ومحاولات دفعه مستمرة, الوجوه الملثمة تتضح شيئاً فشيئًا, والقطار يسير، المشاعل من خلفها تبدِّد حلكة الليل, والفضاء يعج بالصراخ والصخب والريح تقصف بالمكان, لوَّح لها يمكنها الصعود, فالقطار يسير بطيئاً, بطيئاً..
    لمعت الفرحة فى عينيها, قفزت داخله, راحت تقرأ الورقة بسرعة, أحسست بذبذبات جسدها.. كادت تتهاوى.. تماسكت.
    كنت أنا الآخر قد كرهت البقاء, قرَّرت الثورة على الخوف.. ربتت على جسدي كى أتمهل.. لم تستطع الصمود أمام ثورتي.. راحت فى غيبوبة عميقة..
    خرجت إلى الفضاء صارخاً, تنهدت بعدما أفاقت.. أخرجت لفافة من صدرها.. خلعت عباءتها, لفتني بها, ربطت باللفافة على جسدي.. أحسست فى عينيها شيئاً.. داعبتها بيدي, ابتسمت وفجأةً... ألقت بنفسها من القطار.


    في هذا الجزء من القصة ، جمع قاصنا الرائع كل الخيوط ليضعها في متناول يد القارئ ، لتتضح الصورة ، بطريقة تعبيرية ولا أروع ..
    اعذر سطوري أستاذي ، بحق أعجز عن كتابة ما يستحقه نصك ، وما هو بمستوى رقيك الأدبي ..
    أمتعتني القصة بحق ، وقفت على الكثير من الفنيات الرائعة التي استخدمتها ، علني أتعلم شيئا في مدرستك .


    لك تحيتي وتقدير ..
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  10. #10
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 434
    المواضيع : 27
    الردود : 434
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء شوكت خضر مشاهدة المشاركة
    لم ألمح وجه الراوي حين قرأت هذه القصة أول مرة ..
    في لحظة صفو ، كنت على موعد مع هذا النص ، فتحت الصفحة ، قرأت ، تابعت كل الردود ، ورأيت أن كل من مر هنا ضرب لك موعدا بلقاء ثان ، أحسست أني لم أمسك بالخيط ، عدت أعيد القراءة بعمق ،
    أمر على الصور مرة ومرتان ، إلى أن لمحت وجهه .
    ذلك الذي كان سبب فرارها ممن يلاحقونها ، يهددون حياتها ، ولكن لأجله تركت كل شيء وفرت ، لتحميه ، وتلحق بالآخر ..
    أستاذي محمد الديداموني ..
    مثلي لا تجرؤ على كتابة نقدية في نص مثل نصك ، أخشى أن تخونني نفسي فأقصر ، ونصك يستحق أن تكتب فيه قراءات وقراءات عميقة لما فيه من إبداع وفنية مركزة ، وصور رائعة الوصف ..
    فلم يخطر لي حين قرأت القصة أن الراوي لم يكن إلا جنينا سفاحا ، فرت به بطلتك ، لتحافظ عليه ، ولكن أمام الشخصية الخائفة المتطربه ، والأحلام والهواجش ، والخوف والأمل بإحساس الأمان ، والذي أخذ ببطلتك إلى منحى آخر ، غير الذي أرادته .
    القطار ،، رمز الرحيل ... إلى أين يا ترى ، لقد بدأت قصتك بانتظارها وصول القطار الذي يتهادى ولأول مرة ، ثم اقترابه ، ورؤيته يسير باتجاه عكسي ، ترميزات لما كان يطرق التفكير والخيال للبطلة، وهي تحاول إيجاد منفذ لما هي في ..
    قصة الفتاة التي ترتكب خطئية ، ليكون لها ثمرة ، مع من تحب أو في أي ظرف كان ، وحين تلاحق لغسل العار ، ولا تدري إن كان من زرع البذرة سيعترف بها أم أنه يسوليها ظهره متبرئا منها منكرا لبذرته ، في خضم الصراع النفسي ما بين أمل ويأس ، وخوف وملاحقة ، وموت محتم على يد الأهل المطاردين لمن لوثت عرضهم ..
    نراها تكتب النهاية بنفسها لكاتبنا الذي أبدع بحق التصوير والحوار ..
    يتهادى القطار أمام عينيها, ومحاولات دفعه مستمرة, الوجوه الملثمة تتضح شيئاً فشيئًا, والقطار يسير، المشاعل من خلفها تبدِّد حلكة الليل, والفضاء يعج بالصراخ والصخب والريح تقصف بالمكان, لوَّح لها يمكنها الصعود, فالقطار يسير بطيئاً, بطيئاً..
    لمعت الفرحة فى عينيها, قفزت داخله, راحت تقرأ الورقة بسرعة, أحسست بذبذبات جسدها.. كادت تتهاوى.. تماسكت.
    كنت أنا الآخر قد كرهت البقاء, قرَّرت الثورة على الخوف.. ربتت على جسدي كى أتمهل.. لم تستطع الصمود أمام ثورتي.. راحت فى غيبوبة عميقة..
    خرجت إلى الفضاء صارخاً, تنهدت بعدما أفاقت.. أخرجت لفافة من صدرها.. خلعت عباءتها, لفتني بها, ربطت باللفافة على جسدي.. أحسست فى عينيها شيئاً.. داعبتها بيدي, ابتسمت وفجأةً... ألقت بنفسها من القطار.

    في هذا الجزء من القصة ، جمع قاصنا الرائع كل الخيوط ليضعها في متناول يد القارئ ، لتتضح الصورة ، بطريقة تعبيرية ولا أروع ..
    اعذر سطوري أستاذي ، بحق أعجز عن كتابة ما يستحقه نصك ، وما هو بمستوى رقيك الأدبي ..
    أمتعتني القصة بحق ، وقفت على الكثير من الفنيات الرائعة التي استخدمتها ، علني أتعلم شيئا في مدرستك .
    لك تحيتي وتقدير ..
    الكاتبة التى أسرتنى بمداخلتها / وفاء
    أحييك على معاناة القراءة
    وعناء التعليق
    وكم كنت رائعة ... اقتربت كثيرا
    أنتظرك دائما

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. فـاتني القطار ...
    بواسطة ليلك ناصر في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 12-12-2018, 06:05 PM
  2. سائق القطار
    بواسطة د. توفيق حلمي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 10-11-2014, 08:17 AM
  3. رحلة القطار .....
    بواسطة وفاء شوكت خضر في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 07-10-2006, 01:03 AM
  4. في القطار
    بواسطة فتات حلم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-10-2004, 04:56 PM
  5. قصة الشيخ الوقور وركاب القطار
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-04-2004, 04:40 PM