|
ثَكْـلى مُؤَرَّقَــةٌ في مَضْجَـعِ الألَــمِ |
مُـذْ أوْدَعَتْـهُ فراشَ الموتِ لـمْ تَـنَـمِ |
تَـأبى السّـكونَ يَـدٌ كانَـتْ تَهُـزُّ لَـهُ |
قََبْـلَ الرّقـادِ، وقَلْـبٌ هاجَ في الغَسَـمِ |
بِالأمْسِ نـامَ مَـعَ الأحـلامِ مُبْتَـسِـماً |
والعيـنُ تحضـنُهُ في باسِـمِ الحُـلُـمِ |
أَوْدى الزّؤامُ بِـهِ، لم يُبْـقِ غَيْرَ خَيــا |
لٍ في جـوانِحِـهـا لِلمَـوتِ مُبْتَسِــم |
لمّـا تَجَـدَّدَتِ الغــاراتُ حـامِـلَـةً |
غَـدْرَ الذّئـابِ بلَـيْـلٍ ظـالِمِ العَـتَـمِ |
أَوْصـالُـهُ.. وَذراعٌ قَـدْ تَوَسَّــدَهـا |
غـابـتْ.. فَـلَمْ تَرَ منْها غَيْـرَ لَوْنِ دَمِ |
تَبكي.. وتَنبـشُ في الأنْـقـاضِ باحثـةً |
بالدمْـع.. بالمرفَـقِ الدامي.. وبالقَـدَم |
والجمْـرْ يحْـرق ثدْيـاً كـان يُرْضِعُـهُ |
والقَلْبُ يَصْـرَخُ مِـنْ يَأْسٍ ومِـنْ غَمَمِ |
رَدْمُ الخِيـامِ مَـعَ الأَشْـلاءِ مُنْـعَـجِنٌ |
والنّـارُ تَحملُ مـا يبْـقى إلـى العَـدَمِ |
يا جُـرْمَ مَـنْ وَأَدَ الأوْلادَ في ضَـعَـةٍ |
وعـارَ مُسْـتَسْـلِمٍ فيـنـا ومُنْهَـزِمِ |
مـاتَ النّـداءُ.. نِـداءُ الأمّ يـا وَلَـدي |
مـاتَ النّـداءُ لِملْـيـارٍ مِـنَ النَّسَـم |
أيـنَ الأُخُـوَّةُ والإِخْـوانُ تَـذُبَحُـهُـمْ |
أيْـدي النّـذالَةِ جَهْـرا غيـرَ مُنْبَهِـمِ |
والقتـلُ يحصـدُ حصْـداً كلَّ مُلْتَجِـئٍ |
تَحْـتِ الخيـامِ.. وبِالإخْـوانِ مُعْتَصِـمِ |
وَالغَـدْرُ يبطشُ بعْـد الغـدرِ مُجْتَـرِئاً |
واسْـتهدفَ الظهرَ منْهُـمْ كلُّ مُجْتَـرِمِ |
عَمَّ المُصابُ سَـوادَ الأهْلِ في وطَنـي |
شَـرقاً وغربـاً وباتَ القلبُ في ضَرَمِ |
أرضٌ أبيحَتْ.. أباحَتْـهـا اسْـتكانَتُنـا |
للفتْـكِ فـينـا.. بلا ذَنْـبٍ ولا جُـرُمِ |
حتّى المذابِـحُ تنْسـاهـا مَدامِعُـنـا |
مِنْ هَـوْلِ ما يَصْـنَعُ الأرحامُ بالرّحِمِ |
والَهْفَتـاهُ على الإنْسـانِ إنْ حَكَمَـتْ |
شريعـةُ الغابِ.. والإسْلامُ في رَغَـمِ |
أعْياكُمُ السّـيرُ خلفَ الشرقِ فارتَقِبوا |
عيشَ الهَـوانِ بلا ديـنٍ ولا قِـيَـمِ |
أعياكُمُ السـيرُ خلفَ الغربِ فالْتَمِسوا |
عيشـاً على هامِشِ التّاريخِ والأُمَـمِ |
لا ذلّ حاضـرُنـا يومـاً بجبْهَتِـكُم |
إنْ طَـأْطَـأَتْ لأذَلِّ النّـاسِ كُلِّهِـمِ |
أوْ ذلَّ ناصِـعُ ماضينـا بِـرِدَّتِـكُم |
هلْ يجحَـدُ النورَ إلاّ جاهِـلٌ وعَمي |
أو ذلّ قـادمُ أمجـادٍ سـنَصْنَعُـهـا |
بإذنِ ربِّـكَ.. إنّ الظّلْــمَ لمْ يَـدم |
فارفَـعْ لَنا عَلَمَ الإسْـلامِ وَامْضِ بِهِ |
بلْ كُـنْ بنفسِـكَ للإسْـلامِ كالعَلَـمِ |
الحـقّ والعدلُ والإصـلاحُ منهجُـهُ |
وصادقُ النّصحِ والأخلاقِ والشّـيَـمِ |
والفَوْزُ في عُرْفِـنا مَرْضاةُ خالِقِنـا |
مَنْ حازَها كانَ بالإيمانِ في القِمَـمِ |
جهادُنا في سـبيـلِ اللهِ جَـنّتُـنـا |
في كلِّ وعْـرٍ ومَرْهـوبٍ ومُقْتَحَـمِ |
يَكْفي الشّـهيدَ بنـاءُ الجسْـرِ تعبُرُهُ |
أقـدامُ جيـلٍ إلى العلياءِ في شَـمَمِ |
والنصرُ يُعْطى لِمَنْ يَمضـي لَهُ قُدُماً |
إنْ شـاءَ ربُّكَ ذو الإفْضـالِ والكَرَمِ |
فاسْـلك طريقَ الجهادِ الحَقِّ مُحْتَسِباً |
واصُبِرْ على طاعةِ الرحمنِ واسْـتَقِمِ |