يا أنت ،يا أنت
أعد لي كلّي بل بعض كلّي ،أعد لي لبّي المسلوب مني،وجزءا من براءتي التي تخترقها قهقهتك،أعد لي خمسة من حروفي التائهة في بيداء انتظارك،كي أقول لك أعشقك.
أراني أقف ضارعة على أعتاب وجودك،أطرق أبواب عالمك،أصرخ بجرأة أستمدها من مشاعري المجروحة،علّي أخترق حواجز صمتك،أو أجتثّ تلك الآه المتأصلة في أعماق ذاتك.
تزدحم الحروف على شفتيّ وأنا أحاول أن أتلو تعويذة عشقي الأزليّ لك،أو أرتل آيات الحنين إلى مرافئ عينيك،يباغتني ذلك السؤال"تُرى كيف يقرأ ابتسامة ملامحي حين ألقاه،وكيف يشهد نزف عينيّ حين يطول غيابه؟؟؟"
حين أراه -وقلما أراه- يهمس في أذني"كيف أنت؟"
ويمضي ،فأتسمّر مكاني،لا بل أبدأ بجمع بعضي المتناثر بين نقطتي التاء،وألملم شعث نفسي الذي شتته عبق مروره.
أتنشق أنفاسه التي تهتزّ لها أوتار قلبي،وأفانين روحي ،مازال صوته يستحثّ نبضي على الصراخ،ينبش أحزاني،ومازالت عيناه تغريني بأن أبوح بذلك الحب المخضلّ بشوقي الجنونيّ إليه.
أيامي تلهث خلفه،وكلماتي المثقلة بحروف الوجع تناديه،وأحلامي الوردية جزّها سكين بعده.
أبحث عني في عينيه فلا أجدني،أحاول أن أستعيد آخر ما قاله لي فلا أذكر إلا تلك الجملة الطويلة"حبيبتي تفصلني عنك ألف سنة ضوئية،وبيننا مسافة غامضة أطول من ان تقاس،و
وتبعدنا عن بعضنا فجوة عميقة ليس لحبك الكبير أن يطمرها"
كف عن قذف زجاج نفسي بصخور قسوتك ،كف عن طمس ملامح حلمي بعنجهيتك ،
كف عن تلويث نظراتي بتجاهلك..
يا أنت........... يا أنت.
مازالت رائحة جنونك تعبث بالمستكين مني،وتداعب الروح مني ،وتلامس الحنايا مني،مازالت رنة ضحكتك تخترق جدران أنوثتي،وتقفز فوق أسوار طفولتي،وتتسلل إلى خبايا نفسي وتنفذ عبر أستار روحي.
تسبي كلّي تلك الضاد التي تلفظها ظاء، توقظ حواسي الغافية على مساند الشوق،تنثرني على أوراق الذكرى حروفا بلا نقاط،تجمعني في كلمة واحدة أعشقك.
يأسرني لون بشرتك،يقتلني يمتص آخر رمق حياة في نبضي،ويعود ليبعث الروح في كل جزء من جسدي.
عجيب أمرك والله،كيف لك أن تتماسك أمام رائحة الشوق المنبعثة من كل جوارحي؟؟وكيف لقلبك أن يصمد أمام أطراف تستجدي الوصل على عتباته؟؟؟؟؟
يا أنت...أحدّق في ملامحك،فأجد العراق مرسومة على خارطة وجهك،حتى دموعك المرتحلة بين وجهك وشفتيّ أراها دجلة والفرات.
حبيبي،سيقودني خافقي حيث تقطن،وإن تهت فسأتتبع خطوط يديك علّها ترشدني إلى عالمك الذي غفت أحلامي على بابه.
2007-3-23