ليلك..
هكذا هي الحياة..خلقت انثى..والانثى تحب الغواية،لانها تعلم بقدرتها على تغيير السنن والحياة باجمعها..وليست كالذكر الذي لايعلم من فنون التغيير سوى بضع اشياء لاتغني ولاتسمن جوع، فالحياة الانثى هي التي تبدع حتى في الهجر والحب،في الشوق والحض،في البعد والقرب.
السفر الى حيث الحياة افضل اصبح امرا يغوي الكثيرين، وقلما من لايستجيب لهذه الغواية، لعل الاختيار هنا يكون الفاصل بين اخر واخر،اقصد اختيار البلد الذي يهاجر اليه حاملا معه امانيه في التكوين والعيش كأنسان لانه قلما نجد في اوطاننا انسانا يعيش انسانيته بل انسان يدعوه يعيش انسانيته فهو طوال مكوثه في وطنه يعيش اما عاطلا لاعمل له او مطاردا لاهوية له او ضائعا مقلدا تائها في دجون الملذات ،وووو...لذا البحث عن وطن اخر يأويه يعطيه حقه كأنسان اصبح امرا لايخفى على احد.
لكن بطل قصتك امره غريب..لانه هو من اختار الغربة،وعندما اشتد عوده صار يفكر بالوطن..
هنا في الواحة،بل في قصة للدكتور دسوقي قصة مثبتة فيها تجدين الرؤية الاصح للانسان الواعي في قوتنا هذا وفيها تجدين الرؤية الصحصية للوطن والانتماء اليك انقل هذه : أما الانتماء .. فقد لفظته كما يلفظ المريض ما يعييه ... لابد لأحدهما أن يقضي علي الآخر ..
ـ ولا تحدثني عن الوطن فلا وطن ... فبين أنياب الفقر وقواطعه تموت هذه الكلمة ... وتدفن في دروب الاحتياج ... و في النهاية تدهمها الأقدام في الزحام ...!
أي وطن لمن أمضي حياته في حلم سلبه الوطن .. أي وطن لمن بذل أبوه فيه عمره وساقه بلا مقابل ..!
ـ وأما أبي فقد أصبحنا مرادفين لكلمة واحدة في أقصوصة الوطن الذي تزعمه .. أصبحنا ككل الناس .. نفس الحكاية .. حكاية الطيور الصغيرة التي تشارك الجوارح عيشتها .. طيور لا عش لها .. ولا تعرف كيف تبني العش .. ولو عثرت عليه لبعثرت قشه .. إنها طيور لا تعرف لها مستقراً .. فلا كيف ولا أين تبقي .. ولا أين تحلق .. إنها حكاية رعب دائم .. ومطاردة أبدية .. ولو مع الذات .)).
ومع هذا اود ان اقول بانه لاشيء ينتظر،الحياة تسير بلامبالاة عجيبة، لاتنظر خلفها وما خلفها من اشلاء هنا وهناك، ومن يختار البعد عليه ان يعرف ويدرك بان البقاء على ما كان محال، فالجديد عاتي وآت لامحال وهو لايبقي ولايذر..ومن يواسي نفسه بذكرى باقية على حجر لن يكون بمقدوره مواجهةاهوال اللابقاء.
ليلك...
تقبلي محبتي
جوتيار