توحُّد
لك الآن وحدك
أن تستبيحي خيوط الصباح
وأن تصعدي الأفق طيراً
وأن تجعلي لفحات الهجير برودا
وسهل الطريق حدودا
لك الآن وحدك تنطق كل الجوارحْ
فبين السماء وبينكِ
بعض الملامحْ
هي البعد عن كل وادْ
وأنت البعيدة دون ابتعادْ
لك الآن وحدكِ
أن تعبري البرزخ الأبديّ
تشقي فؤادي
وأن تتركي سهم عينيك فيّ
و أن يتخلل عطرك
عند شهيقي إلى رئتيّ
أراك تجوبين أوردتِي
وخلايا جفوني وبين الأنامل
شهدُك في شفتيّ
أراك أنا .. وأنا
في الضياء وفي العطر
في المنبر القدسيّ
فأجمعُني مرتين وأحصدُني مرتين
أطاردُني مرتين
وأقتلني ألف مرة
كأني أنا ابن البلاد
وأما أنا أجنبيّ
أراك أنا وأنا أنت
رغم التباعد في كل شيّ
تسللت بيني
فما عدت أدرك أن الفضا سرمديّ
وأصبحت أخطئ فيكِ وفيّ
وراودني في الخيال سؤالٌ
إذا تُهت مني
فهل أستطيع الرجوع إليّ ؟
أراك أنا وأنا أنتِ
رغم التباعد في الأمكنة
ورغم التباعد في الأزمنة
ورغم ارتحالي لأرض الرمالِِ
وأنت ارتحالكِ
في السوسنة
لماذا أتيتِ
لماذا أرتل عند المساءِ
تراتيل موتي
وقد كنتُ .. أنتِ
أثبّت عيني في نجمتين
عساني أعود لبيتي
فأهرب حيناً
وحيناً أواجه صمتي
وما قد وصلتُ
كما قد وصلتِ
وما زلتُ .. أنتِ
لأنك بحري
أسافر نحو اكتمال الحقيقة
لأنك سرّي
أواجه ما تحتويه الوثيقة
وفيها : بأنّ السماءْ
ستمطر هذا المساءْ
ورعداً سيعصف بالكبرياءْ
وناراً ستخرج من باطن الأرض
تنشر هالاتها في الفضاءْ
عجوزاً ستلقي على الرمل
تعويذة ودعاءْ
وطفلاً سيطرح بالنردِ
يطلب منه العطاءْ
وشيخاً سيقرأ
والصوت متشح بالبكاءْ:
( إذا زُلزلتْ..................
هنالك يعلن أن النجوم تسير لها
هنالك أعلن أني لها
فأسجد .. أدعو لنا
هي الآن صارت ... أنا