أبو حسرة و حنظلة ْ...
يوميات أبي حسرة الأيوبي
" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم "
سقطَ الصاروخُ على الطفلةْ
فاحترقتْ مثلَ السيجارةْ
وتناثرَ في الجوِّ رمادٌ
وتراكضَ أبناءُ الحارةْْ
حملَ الأطفالُ لها علباً
وحليبَ وعيناً محتارةْ
كانت تنتظرُ لها لعباً
ما كانت تنتظرُ الغارةْ......
*****
استمعَ الناسُ إلى خبر ٍ
فلعلَّ ضميراً مختبئاً
يأتي فيبدِّدُ أوزارهْ
بخطابٍ حرٍّ يردعهم ْ
أو يتركَ في الأرضِ إشارةْ
أن الإنسانَ لهُ أثر ٌ
في زمن ِ الدولِ الغدَّارة ْ
لكنَّ الوقتَ مضى كسفاً
واحتفلتْ بالصمتِ مرارةْ.....
*****
حتى إذ نامت ْ أعينُهم ْ
لمحَ الأولادُ سنا قمرٍ
يقتربُ ويرسلُ خطوتهُ
كمسافرَ أتعبَ أسفارهْ
فإذا بالقادمِ حنظلةٌ
في ثوبِ ملاك ٍ وبشارةْ
يحملُ أسماءً وسلاماً
ويغرِّدُ في القمح ِ مراراً
صاحَ الأولادُ أبا حسرةْ
جاءت للخيمةِ قيثارةْ....
*****
عانقَ حنظلةُ أبا حسرةْ
واسترسلَ يسألُ أخبارهْ
فأشارَ إلى ألفٍ نامت ْ
وأشارَ إلى نورِ شرارةْ
واقامَ يعدِّدُ قافلةً
وجهاتٍ ومواسمَ راحتْ
وعيوناً بقيتْ جبَّارةْ
ما تعبت من قُبلِ الأرض ِ
فهي الأزهارُ المختارةْ
لكنْ من ظلمِ ذوي قربى
وجيوشِ الرمل الجرارةْ
قالَ الناموسُ أبا حسرةْ
ما غيَّرَ سفري شطآناً
أو بدَّلَ في لغةِ فزارةْ
لكنَّ الغائبَ يخبركم ْ
قوسٌ أخرى بينَ المائين ِ وعطرٌ من لحمِ جيفارا........
أيمن اللبدي
15/6/2003