|
سُليْمـى هلمّـي غـدا و اقْبِلـي |
نعيـد وصـالا الــى الأمـثـلِ |
نذكّـر بعْضًـا بعـهْـدٍ مـضـى |
وكيف التقينـا بـذا المنـزلِ |
فكنّـا كـمـنْ عــاد أحبـابـه |
نشـدّ الرحـال الـى المحـفـلِ |
وكــلاّ نـبــادل أفـراحـنـا |
و همًّـا نُواسـي بمـنْ ذا بُلـي |
و بعض الصبابـة تبلـي الفتـى |
وحيـن تصيـب ففـي مقـتـلِ |
/ |
فيـوم رحلـتِ السمـا أخْيلـتْ |
و رحْلـكِ حطَّـتْ برَبْـعٍ لـهـا |
و باليـمّ رحْلـي أوِ المـوْحِـلِ |
شريـدُ الديـار أعُـدُّ الخـطـى |
لدهْرا مشيـتُ علـى الأرجـلِ ! |
فأسمَـل ثوبـي و مـا همّـنـي |
و نـارٌ كوتنـي بهـا أصْطلـي |
وخلفيَ صحْبٌ سُدىً قـدْ دعـوْا |
و هلْ ردُّهُمْ من فتًى مُغْفَلِ ؟ |
أكلِّـمُ نفسـي و مــا أخْـبَـلٌ |
أنا في الهـوى كالفتـى الأخْبَـلِ! |
/ |
فحاججْتُـهـا كيفـمـا أقبـلـتْ |
فضاعتْ سُليمـى و هـلْ بَعدهـا |
يطيـب مقـامٌ و إنْ عُـدّ لــي؟! |
فقالـتْ : سألتـمْ و ربٌ قضـى |
و فِعـلُ الإلـهِ فــلا يُـسـألِ |
و إنّ الـبـلايـا إذا قُـــدّرتْ |
فلا يعْصـمِ القـوْمُ مِـنْ مُقبِـلِ |
و لا تفْرحـنَّ إذا مــا غَــدتْ |
و إنْ يمـهـلِ الله لا يُـهـمِـلِ |
/ |
فقلـتُ : أعاذلـتـي بالـهـوى |
فلـسـتُ المُعـيـب و لكنّـهـا |
جـراحٌ تبقّـتْ و لــم تَـدمَـلِ |
و أعـلـم أنّــي أ فارقـتـهـا |
أوِ الشوق حـنّ ، غـدا ترحـلِ |
فتلك سليمـى و مَـنْ مثْلهـا ؟ |
بطـونٌ عجـزنَ و لـم تَحـبَـلِ ! |
كـأنّ الـورود لهـا أزْهــرتْ |
بربِّك ...قولي ... ألـمْ تَذبُـلِ ؟!! |
/ |
و ذاك الفِنـاء لـكـمْ ضمّـنـا |
فبَعـد الرحيـل بـدا موحـشـا |
و أنَّ لــه بعـدنـا يـأهَـلِ ؟ |
فلا الزهـرَ أبقـوْا و لا مجلسـا |
جدارا أقامـوا من الجنْـدَلِ |
أمُــرّ بــهِ كلّـمـا قـادنـي |
حنينـي إلــى عهـدنـا الأوّلِ |
أنـا و سُليمـى و مِـنْ حولنـا |
طـيـورٌ تـغــرّد كالبـلـبـلِ |
اذا مـا جلسنـا أتانـا الهـوى |
يـنـادي الـفـؤاد ألا فقْـبِـلِ |
فآتيـه طوعـا و قـد ضمّـنـي |
بلوْعـاتـه كالفـتـى الأعــزلِ |
فبيـن الجوانـح يُذْكـي اللَظـى |
و بالعيـن سهـمـه كالنـابـلِ |
فيَقتـلُ صمتـا بحسْـنٍ لـهـا |
و في الصمتِ حُسنا و إن يَقتُـلِ |
و قـول سُليْمـى كمـاءٍ جـرى |
بفـيـهٍ لطعـمـه كالسلـسَـلِ |
بـغـمٍ لتُـذهـبُ ما بْتـسـمَـتْ |
و مـنْ ضِحِكهـا آخَـرٍ زائــلِ |
/ |
سليمـى أتيـتُ و بـي لـوعـةً |
فحسْبـي كلامـا يعيـد اللـقـا |
و يشفـي عليـلا و لـم يجمَـلِ |
لآهٍ سليـمـى و قــدْ أقبـلـتْ |
علينـا الهمـوم بنـا تختـلـي |
فهـذا العزيـز أخـا قـدْ رحـلْ |
و ذاك العـمـاد أبًــا يـأفــلِ |
وحتّـى الخليـل جفـا بعـدهـم |
وما كان (قربـى) فـلا تسألـي |
و علـمٌ حسِبنـا بقـى مـجـده |
و جهـلٌ علـى عرشـه يعتلـي |
و عيـشٌ رغيـدٌ قضـى نحبـه |
و بـؤسٌ تجلّـدَ لــم يُـبْـدِلِ |
كـدأْبِ العـروش بنـا أزهـرتْ |
و عمْـرا تــودّ إلــى الأرذلِ |
توسّـدُ كرهـا علـى نعشـهـا |
و طوعا تُـزفّ علـى المحْمَـلِ |
تهـابُ الــرؤوسَ إذا أينـعـتْ |
فتغدو قطافـا بمـن يُخطِـلِ |
وتبـدي وعـودا بهـا أخْلفـتْ |
كبيـتٍ حلُمنـا و لـم نـدخُـلِ |
فمن ذا يعيب و يحصـي الخطـى |
و نفـسٌ بلاهـا هـوى المأكـلِ |
نــودّع أيّامـنـا بـالـرجـى |
عساهـا الهمـوم غـدا تنجلـي |