ثلاث قصص قصيرة جدا:إدواردو غالينو*
ترجمة ترجمة أسامة أسبر.
أيام دائخة
يتغذى يقيني على الشكوك، وثمة أيام أشعر فيها كأنني غريب في مونتيفيديو أو في أي مكان آخر. في تلك الأيام التي بلا شمس، وفي الليالي التي بلا قمر؛ لا أنتمي إلى أي مكان ولا أتعرف على نفسي في أي شيء أو أي شخص.
لا تشبه الكلمات ما تشير إليه، ولا تتواشج مع أصواتها. عندئذ لا أكون حيث أكون. أغادر جسدي وأسافر بعيداً. لا أتجه إلى مكان محدد، ولا أرغب أن أكون مع أحد، حتى مع نفسي ولا يكون لي اسم أو رغبة باسم: عندئذ أفقد رغبتي في أن أنادي نفسي، أو يناديني أحد.
حين ينفد الحظ
في فترات الحظ السيئ أفقد نفسي، تسقط الأشياء من جيوبي وذاكرتي. أضيع المفاتيح، الأقلام، النقود الوثائق، الأسماء، الوجوه، الكلمات، ولا أعرف إن كان شخص ما يتمنى لي الأذى أو أصابني بالعين، أو أن الأمر تم بالمصادفة، ولكن أحياناً لا ينتهي هذا الوضع وأضيع الأشياء كلها. أضيع ما أعثر عليه. لا أستطيع العثور على ما أجده، و أخاف أن أفقد الحياة من خلال ثقب صغير في جيبي.
وظيفة الفن
لم ير ديغو المحيط أبدا، فأخذه والده، سانتياغو كوبادلوف، ليستكشفه.
اتجها جنوبا.
كان المحيط يستلقي منتظرا وراء كثبان رملية مرتفعة.
حين وصل الطفل ووالده في النهاية إلى الكثبان الرملية بعد سير طويل، انفجر المحيط أمام أعينهما.
كان ضخما ومتلألئا وعقد جماله لسان الطفل.
حين فكت عقدة لسانه طلب من والده وهو يرتجف ويفأفئ:
ساعدني لكي أرى.
* إدواردو غالينو روائي من الأورغوای.
ــ همسة :12/20/2006
أطلق الرّوائي والناقد البريطاني جون بيرغر، حملة “مقاطعة ثقافية” على الاحتلال الصهيونی.
وقال بيرغر فی رسالة إلى صحيفة “الجارديان”: “إنّ المقاطعة الثقافية يمكن أن تكون عاملاً مهمّاً فی تغيير السّياسة الإسرائيلية.
ورغم احتمال ضعف تأثيرها، فإنّها تمثّل طريقة لكسر حاجز الصمت... إنّها دعوة شخصية جداً وطريقة لتحفيز الإسرائيليين الشجعان المعارضين لحكومتهم، وتشجيع الفلسطينيين بطريقة ما للاستمرار فی كفاحهم المشروع”.
وأوضح أنّ المقاطعة لا تستهدف الفنّانين الصهاينة بل المناسبات التی تقيمها الحكومة الصهيونية.
ونسبت “الجارديان” إلى المنتج السينمائی البريطانی كين لوتش، المؤيد لمقاطعة الكيان الصهيونی ثقافياً، قوله: إنّه لن يشارك فی أیّ مهرجانات سينمائية تنظمها الحكومة الصهيونية بعد الآن.
ووقّع على الرّسالة، المتضمّنة التزام المقاطعة، فنّانون وملحّنون وكتّاب وعلماء، بينهم الملحّن براين إينو، والمخرجة السينمائية صوفي فيناس، والروائي إدواردو غالينو من الأورغوای، والمغنّية الفلسطينية ريم كيلاني، والكاتب والموسيقی ليون روسّيلسون، والعالم ستيف روس، والكاتبة أهداف سويف، والممثّل والمخرج السينمائی إيليا سليمان.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
تقبلوا تحياتي وتقديري