تعجبني قصائد الاستاذ محمد الحريري ، فهي مميزة وتجمع بين الأسلوب الحديث الرقيق وبين الجزل الأصيل ، ولا شك أن استدعاء التراث من شخصيات وأحداث وتوظيفها بذكاء تعطي إطلالة باهرة وبصمة فريدة لشعره !

وربما شعرت في القصيدة التي يقول فيها :
نامت سبايا الصبر فوق جفونها = ثكلى السهاد بعتمة كسباتها

كأنه بالغ في استدعاء التراث وأكثر منه في هذه القصيدة ، مما جعله جامدا ومملاًّ قليلا في بعض المواضع ، وبالمقابل كان رائعا ومناسبا ودقيقا في مواضع أخرى

وما أريد قوله ..
أن الإكثار من شيء معين أو من سمة بلاغية وبديعية في القصيدة الواحدة قد ينقلب الضدّ فلا يصبح له طعم مبهر لمن يتذوقه كمن خفّف منه ولم يفرط فيه ، اما كسمة تفرّد بها واختصّ بها في جميع قصائده فهذه تصبح ميزة تستحق الوقوف عندها ورؤية مدى جمال توظيفها في الصور الفنيّة كما فعلت بدراستك الرائعة دكتور سلطان .

ولكما مني كل احترام وتقدير .