اليوم الثالث للحزن

الأستاذ الحبيب د.جمال ... رحم الله والدك الكريم برحمته التي لا تنضب ، و جزاه بعفوه و مغفرته و كرمه أنّه كريم عفوّ غفور ، و أكرم نزله في جوار الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم ، بجاهه الأحبّ .

عظم الله أجرك ، و أحسن عزاءك ، و ألهمك و الأهل جميعا الصبر و السلوان .. فله ما أعطى و له ما أخذ ، أحسن الله خاتمتنا جميعا . آمين .

و ما هذه المشاعر و الشعر الشجيّ إلاّ بعض ما يفيض به قلب ابن بار مثلكم بارك الله فيكم ، لوالد برّ رحيم كريم رحمه الله .

محبّتي و دعائي ..

رحم الله فقيدكم أخي الدكتور جمال


وأسكنه فسيح جناته


تعازي الحارة


بقلب أحرقته قصيدتك

إنا لله وأنا إليه لراجعون .
نشاطركم الأحزان في وفاة والدكم الكريم وندعوا له بالرحمة والمغفرة اللهم آمين .
أبـي : إنَّ سَلـوَايَ أَنَّـكَ مِـتَّ
لتحيى هنـاكَ جِـوارَ الحَبِيـبِ
و أَنَّـكَ لَبَّيـتَ دَعـوَةَ رَبِّــي
بِقَلـبٍ نَـدِيٍّ و صَـدرٍ رَحِيـبِ
سَأَبكِيكَ أَبكِيكَ مَـا دُمـتُ حيـاً
و أَلقـاكَ أَلقـاكَ عَمَّـا قريـبِ
فيا رَبُّ كُـن بالحَبِيـبِ رحيمـاً
و يا جنَّةَ الخُلدِ سُكنـى فطِيبـي

سَمِعتُ النداءَ سمعت البكاءَ
سمعتُ صدى كل همسٍ رطيبِ
*
سمعت الدُعاء و نبضات قلبٍ
إذا ما دعاني ..دعاني بطيبِ
*
فمن لي سواك يصون ودادي
بكل نقاءٍ لذكري و طيبي
*
فيا نور عيني تذكر باني
مضيت إلى حيث فيه نصيبي
*
أنا قد مضيت بدار قراري
فلا تبكي.. أني جوار الحبيبِ
*
فقد بتُ أرقب سنينا طوالا
أخوض فضاء السميع المجيبِ
*
و عشت بأرضٍ كرهت هواها
و ما في ثراها.. شموخ الغريبِ
*
و كنت أماشي الزمان ونفسي
كقبرٍ.. عميق الشجون كئيبِ
*
أبثُ الوجود بأنغام قلبي
لكي ما أواري شقاءَ نحيبي
*
فيا ابني اني بدارِ خلودي
بدار النقاء الرحيب الرحيبِ
*
سألتك ربي تصون كلامي
و تمضي الليالي بذكر الطبيبِ
*
ففيه الدواء و فيه الشفاءُ
لكل جراحٍ عميقٍ كثيبِ
*
و لا تبكي إلا لذكرهِ حتى
تنال رفيع المكان الطيوبِ
*
فعش يا صميمي حياتكَ و امضي
كما عهدي فيكَ.. منار الدروبِ
*
و تسعى شغوف الفؤادِ رحيما
لكل بعيد و كل قريبِ
*
رعاك الإله و صان خطاكَ
و تبقى جمالَ الوجودِ الكئيبِ
.
.
.
أستاذي العزيز د. جمال مرسي
أول ما تناولت عيني حروف القصيد الجميل الأنيق
و أول كلمة الو قد بكيت
عشت لحظات وفاة والدي العزيز .. رحم الله والِدَينا و غفر لهما و اسكنهما فسيح جناته
كنت أنا في غربتي و انتظر الصباح لأكلم والدي آخر مرة.. و في الصباح التالي و حين اللقاء الهاتفي.. تلمست شقائي .. فردت عليَ أختي بصوت حزين و قالت بان السماء ذكرته فراح إلى رحمة الله قبيل مجيئكِ ببضع ثوان
و ها أنا الآن أجدد مأساتي و حرفكم الباكي لعزيزكم
لقد أبكتني نبضاتكم الحانية.. الجياشة.. و حرقة فراقكم الوالد رحمه الله .

كُن على يقين أستاذي أبا رامي بأن مصابكم مصابنا و عزيزكم عزيز قلوبنا نعيش معك اللحظة و نحس بمرارة الألم التي تمر بها .
ساعدكم الله و أحسن عزائكم
كن بخير أستاذي فهذه مشيئة الله
هم السابقون و نحن اللاحقون
لا حول و لا قوة إلا بالله ..إنا لله و إنا إليه راجعون

و اعذر ارتجالي على ورقة النقاء و ربي دون إرادتي حين قراءتي رائعتكم أعلاه ما أجدني إلا و خربشاتي تساقطت مني هنا
سامحني .. و يا ليتها تواسي قروح الحروف
و تقبل مني جُل التحايا و وافر احترامي

تلميذتكم

صباح

اليوم الثالث للحزن

دمعة متأججة في رثاء الحبيب الغالي رحمه الله و أسكنه فسيح جناته .
و كنت قد اعتدت أن أهاتفه كل صباح لا سيما في الفترة الأخيرة فيكون أول من يلبي ندائي ,
أما هذه المرة فقد ضاع صوتي سدى .
أحرقتني دموعي كثيراً فأسقطتها على الورق .. فسامحوني

ألو .. هل تُجِيبُ النِّدا يَا حَبِيبِي أَتَسمَعُ صَوتِي ، و جَمرَ نَحِيبِي ؟ أَتَسمَعُ نَبضِي و تَنأَىَ بَعِيداً و قَد كُنتَ بَهجَةَ صُبحِ الغَرِيبِ ؟ لِمَ اليومَ أَعرَضتَ عَنِّي ، و أُذْنِي تَتُوقُ لصوتِكَ يُطفِي لَهِيبِي ؟ و كُنتُ إذا ما بَثَثتُكَ حُزنِي تقولُ فِداكَ العُيونُ حَبِيبِي و تُهرَعُ للصَّوتِ قَبلَ النِّداءِ و قبلَ أقول ألا مِن مُجِيبِ أحقاً رَحلتَ كَمَا يدَّعُونَ و شَمسُكَ قد آَذَنَت بِالمَغِيبِ ؟ فَمَن ذا سَيُشرِقُ لِي كُلَّ صُبحٍ و مَن ذا سَيَصدَحُ كَالعَندَلِيبِ ؟ و مَن ذا سَيَسكُبُ فِي مِسمَعَيَّ أَرِيجَ الصَّباحِ و سِحرَ الطُّيوبِ ؟ و مَن ذا سَيَأخُذُنِي فِي الحَنَايَا يُخَفِّفُ أَعبَاءَ يَومٍ عَصِيبِ ؟ يَقُولُونَ ضَمَّكَ قَبرٌ صَغيرٌ و قد كُنتَ نَسرَ الفَضَاءِ الرَّحِيبِ جَنَاحَاكَ مِثلُ جَنَاحَيهِ مُدَّا بِخَيرٍ عَلَى الأُفْقِ رَغمَ المَشِيبِ و سَاقَاكَ نَهرا لُجَينٍ أُرِيقَا عَطاءً و جُوداً بِكُلِّ الدُّرُوبِ يَمِينُكَ بَيضَاءُ تُورِقُ فُلاًّ و يُسرَاكَ تَقطُرُ عَذبَ الحَلِيبِ و وَجهُكَ مِثلُ نُصُوعِ المَرَايَا و قَلبُكَ غَضٌّ كَعُشبٍ رَطِيبِ أَبِي : كيفَ أَرثِيكَ يا نَبضَ قَلبِي أَيَا لَيتَ تَفدِيكَ كُلُّ القُلُوبِ أَيَا لَيتَ أَنِّي قُبِرتُ فِداءً لِمَن كَانَ عِندَ السَّقامِ طَبِيبِي و مَن أَطعَمَتْنِي يَدَاهُ الحَنَانَ و مَن دَاعَبَتْنِي بِحُبٍّ عَجِيبِ عَجِبتُ لِطَودٍ يُصَارِعُ مَوتاً فَلَم يَشكُ مِن عِلَّةٍ أو شُحُوبِ فَلَمَّا أَتَى أَمرُ رَبِّ قَدِيرٍ أَنَاخَ الرِّكَابَ بِقَلبٍ مُنِيبِ و أَعجَبُ مِن بَيتِنَا لو أَعُودُ و يَسأَلُنِي صَمتُهُ عَن حَبِيبِي و يَنظُرُ لي بَابُهُ فِي ذُهُولٍ كَنَظرَةِ طِفلٍ يَتِيمٍ كَئِيبِ يَقُولُ مَضَى مَن تَحَرَّقَ شَوقاً لِلُقيا البَعيدِ و لُقيا القَرِيبِ و لم يُغْلِقنِّي إذا جَنَّ ليلٌ أو افتَرَّ صُبحٌ بِوَجهِ الغَرِيبِ سَيَشتَاطُ عُكَّازُك الغضُّ غيظاً و يَبكِيكَ في جَيئَةٍ أو ذُهُوبِ و رُكنٍ تَرَكتَ لَهُ الذِّكرَيَاتِ سَيَذكُرُ وِردَكَ وقتَ الغرُوبِ و مَكتَبةٍ كَانَ نَبضُكَ فِيهَا تَنُوءُ بِكُتْبِ الفِرَاقِ الرَّهِيبِ فَمَن ذا سَيَمسَحُ عَنهَا الغُبَارَ إذا ما تَرَاكَمَ مِثلَ الكَثِيبِ أبي : إنَّ سَلوَايَ أَنَّكَ مِتَّ لتحيى هناكَ جِوارَ الحَبِيبِ و أَنَّكَ لَبَّيتَ دَعوَةَ رَبِّي بِقَلبٍ نَدِيٍّ و صَدرٍ رَحِيبِ سَأَبكِيكَ أَبكِيكَ مَا دُمتُ حياً و أَلقاكَ أَلقاكَ عَمَّا قريبِ فيا رَبُّ كُن بالحَبِيبِ رحيماً و يا جنَّةَ الخُلدِ سُكنى فطِيبي

أيا أبت الحزن ملء القراب وعين الفراق تصبـِّر ما بي كأن أصيل الثكول تجلى على لوحة البين عند اغترابي بريشة دمع النزول تعاني أفول الأشعة خلف اقترابي فحالت رسوم البواكي منارا لسهم يراشي ازدحام استلابي ولما نزلتُ بساح المزايا وجدت الفضيلة ملك انتسابي فتحت صحائف طهر الثريا فكنت شعاعا بسفر احتسابي وعند مروري بقرآن عهدي تذكرت أخلاق آي المصاب فحسبي إله السماء حبيبي وحزني يظل بعمق انتحابي فصبرا جميلا إلهي دعائي بفردوس فضلك بعد التراب إلهي ومنك السؤال مجاب فنعم الرحيم بيوم الإياب بقصر النبيين روضة قلبي فلبي سؤالي قضاء الكتاب

ــــــــــــ
أخي د : جمال
عظم الله أجركم ، ورحم الله والدكم ، وأحسن نزله
مشاركة وجدانية سريعة أرجو قبولها عزاء لنا ولكم .

عظّم الله أجركم أخي جمال
تمنيّت لو أستطيع رثاء والدي بقصيدة كهذه
فمصابك مصابي والله
والقصّتان متشابهتان إلى أدق التفاصيل

أيها الحبيب الغالي..
أستاذي الجميل النابض بمساحات من ألق الإحساس..
وعبير الحرف المسافر في أحضان التاريخ المحفور في أعماق القلوب..
يا لهجة الأمومة والأبوة والأخوة
والحزن والطموح..
أخي الأكرم
الدكتور جمال مرسي
يا نفحة الطيبة والقلب الأبيض الجميل..
رائعة..
بحجم كل وجع مارسته فيها..
بحجم كل حرف أنت أب له..
وإنسان فيه..
أدام الله بسمة قلبك تحضننا

أخي الأحب و صديقي الأوفى أحمد حسن
لا حرمني الله منك و لا من رقة مشاعرك و عظيم إحساسك
لا أنسى مواساتك لي هنا و هاتفياً أكثر من مرة
خففت عني خفف الله عنك مصاعب الدنيا و الآخرة
شكر الله سعيك
و أحسن عزاءك و عزاءي و بارك بك و بقلبك الطيب
حبي الذي لا ينضب

د جمال

الحمدلله على قدره وقضائه

وأبشر بالخير د جمال

فأنت الابن البار

رحم الله والدك وألهمكم الصبر والسلوان

لم تكن دموعك وحدك أخي الكريم د. جمال
بل كانت دموع الواحة جميعها
فقيدك فقيدنا
بكيناه بالدمع وبالكلمات وبكل إحساس صادق حزين على فراقه.
ولكن عزاءنا الوحيد هو أنه فارق الدنيا لينعم بصحبة خير الناس إن شاء الله، محمد بن عبد الله، في الفردوس الأعلى، ومع الصحابة والصالحين، وحسُن أولئك رفيقاً.
اسمح لي أخي الكريم بالتثبيت وفاءً لروح أبينا الطاهرة.
خالص عزائي ومواساتي

أحسن الله عزاءك و عزاءي لأخي الحبيب مصطفى
و ثبتك على الحق في الدارين
و لا أراك مكروها في عزيز لديكم
كل الشكر لك أخي الفاضل لحسن مواساتك
و لا حرمني الله منك
مودتي
و رحم الله والدي و جميع موتى المسلمين

الأخ الفاضل / د. جمال مرسي ..
عظم الله أجرك ، واجزل لك الثواب على حسن صبرك ، نسأل الله أن يتقبله عنده مع النبيين والصديقين والشهداء ، وأن يوسع مدخله ، ويكرم نزله ، ويغسله بالماء والثلج والبرد ، ويستبدله بدار خير من داره ، وأهل خير من أهله ..
أبـي : إنَّ سَلـوَايَ أَنَّـكَ مِـتَّ
لتحيى هنـاكَ جِـوارَ الحَبِيـبِ
ألا تكفي هذه لتخفف من مصابك ..

شكرا لله سعيك أختي الكريمة وفاء
و جزاك كل الخير بدعائك للوالد رحمه الله و أسكنه فسيح الجنان
نعم أختي هذه تكفيني و زيادة فأدعو الله أن ينيله هذه المرتبة السامية
شكرا لك
و تقبلي خالص الود
أخوك