أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: قصائد كملفٍ

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : المانيا - كولونيا
    المشاركات : 207
    المواضيع : 61
    الردود : 207
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي قصائد كملفٍ

    * سامي العامري
    * ولد في بغداد عام 1960 في شهر نيسان .
    * درس في معهد الإدارة والإقتصاد ولم يتمَّ دراستهُ بسبب ظروف الحرب .
    * عبر الحدود الى إيران عام 1984
    * يقيم في المانيا منذ عام 1986
    * له : السكسفون المُجَنَّح . مجموعة شعرية . دار سنابل – القاهرة - 2004
    * له مجموعتان آخريان يزمع إصدارهما هذا العام :
    الأولى تحمل عنوان : العالَم يحتفل بافتتاح جروحي . والثانية : ما زال الشاعر على قيد الجنون .
    * خلال السنوات الماضية نشر الشعر والمقال في الكثير من المجلات والصحف العراقية والعربية وينشر منذ سنوات في شبكة الإنترنيت

    *********

    هنا قصائد تنتمي الى مجموعة :
    العالَم يحتفل بافتتاح جروحي


    **************************************




















    الألوية
    *********
    قمرٌ كعُرفِ الديكِ يرفلُ في الليالي
    كسِراجِ ساحرةٍ تُدَلِّيهِ الغيومُ
    وتَحتَهُ طفلٌ تناومَ في حكايات السعالي !
    حتى إذا ألفيتُني أمشي وحيداً
    والجميعُ مضوا لنومٍ هانيءٍ
    فهناكَ الفُ حكايةٍ تُروى
    وراويها خيالي
    مَنْ علَّمَ الأشعارَ طبْعَ الحانةِ المِدرارَ ؟
    قد أصبحتُ أرشيفَ الدموعِ
    وسِرَّ أسرارِ المدينةِ ,
    والمدينةُ لا تُبالي
    دَعْها فِدى أوهامِها
    أو هَبْ أنْ إهتَزَّتْ حنيناً مثلَ فاكهةٍ
    فهل يقوى الهواءُ على المَسيرِ بِبُرتُقالِ !؟
    او هل تَرى يَدُكَ المُقَدَّسةُ الذي فعَلتْ بباخرتي ؟
    فقد رفَعَتْ رئاتي العشرَ ألويةً الى شَطِّ الفراتِ
    فيا فراتُ إذنْ غَزَوتُكَ
    وانتصَرْتُ بلا قِتالِ
    وهنا كذلك قد غزوتُ
    وطالما كانَ الشراعُ الهُدْبَ
    بالأمسِ القريبِ
    وكانت الأمواجُ عَينَيها
    وأطيارُ السواحلِ رَفَّ نظراتٍ
    تَحُطُّ على الفؤادِ
    فينزوي مُتَحَرِّجاً بحرُ الشمالِ !
    ولطالما طالَ الحنينُ بمُهجتي لعذابِها
    فاذا العذابُ يبيتُ عنها بإنشغالِ
    بِمَنْ انشغَلتَ تُرى ؟
    بأيَّةِ مُهجةٍ ؟
    اوَ لَمْ تكنْ تكفي قلاعي الشامِخاتُ ممالكاً لكَ
    والجِنائنُ مسرحاً ؟
    فلقد عهدْتُكَ يا عذابُ مُنادِماً
    تحسو مع الأنغامِ كاساتي النميرة َحَنظلاً حَدَّ الزلالِ !
    العمرُ يرسلُ لي رسائلَ عن خريف العمر
    أنكُرُها , أروحُ مُوقِّعاً بأصابع الأورادِ
    إمعاناً بتحريف الرسائلِ
    ناقِلاً ما خُطَّ من حالٍ لحال ِ
    وتَطَلَّعتْ نفسي البعيدةُ للمَجيءِ
    وكادَ ينضبُ بَحْرُها
    حتى إذا مَرَّتْ بعُشّاقٍ
    أعانوها على وَمْضِ اللآلي !
    انا في المحبَّةِ لستُ بالآثارِ يوهِمْنَ الطريق بسائرٍ
    قد مَرَّ يوماً من هنا
    لكنني أبداً أمرُّ ولهفتي لِصقُ الحياةِ
    وإنْ تَعَثَّرتِ الخُطى فيما مضى
    فلسوف أنسبُ كلَّ ذلكَ للغَشاوةِ والضَلالِ !
    مالي أسرِّح ظِليَ القاني ,
    ومِن فوقي الشموسُ ؟
    فهل أريدُ به الدليلَ على انصهار الآيتَين ؟
    أرى ظِلالاً من شموسٍ
    او شموساً من ظِلالِ
    هي نصفُ عمرٍ في العراقِ
    ونصفهُ الثاني يُنادمُهُ المُحاقُ
    وإنْ أقُلْ : ما عشتُهُ إلاّ بأحضانِ القصيدِ فلا أُغالي
    وطني الذي يبقى نشيداً من طيوفٍ هائماً مُتماوجاً
    تتبادلُ الأدوارَ فيه الذكرياتُ أليمُها وحميمُها
    راضٍ انا إنْ كنتَ قد أحزنتَني لكنَّما
    نجمٌ تباعدَ فوقَ ما هو فيهِ من بُعْدٍ رِضايَ اذا حزنْتَ
    ومِثْلَهُ يمضي الى إخفاقهِ قُدُماً مآلي
    ولقد سَبرْتُ جوانحي فرأيتُها
    لا تستريحُ لِما يُريحُ
    وإنما للطَرْقِ في صَعْبِ المَنالِ
    ومَدائحي فرأيتُها مأخوذةً بالنخلِ
    يطوي الأفقَ في أبد البهاءِ
    وتُربةٍ تاهتْ غِلالاً في غِلالِ
    فلأيِّ مَسعىً حَلَّ ذِكْرُكَ صاحبي ؟
    هل لإلتقاطي من ضياعٍ باذخٍ
    ام مِن جَوىً في النفْسِ يبحثُ دون جدوى عن مِثالِ ؟
    اللاّطِمونَ عليكَ هُمْ مَن يلطمونكَ كُلَّ حينٍ بالرَّزايا
    مَنْ انا حتى أُبيِّنَ ما تَرى ؟
    تَفَهاً أقولُ برُغْمِ أني مَنْ يُهابُ
    حَبَتْنيَ الدنيا لسانَ الأوَّلينَ
    ومنهُ تَوريةَ الإجابةِ في سؤالِ
    لاميّتي
    لاميّةٌ أُخرى هنا ما آنَستْ
    ( في الأرض منأىً )
    عَلَّها ,
    ورأيتُ رؤيا كالمواسم في شَذاها
    كالدُوار
    فما لروعتها ومالي؟
    هي فِتنةٌ , أدري
    ومازالَ الرنينُ مُحَلِّقاً
    والريح تمضي بيْ على جنح الشَرارِ ,
    تبَِعتُ شَوطي للذُرى
    مأوايَ لا مأوىً لهُ
    حتى ولا أرضٌ سوى الحربِ السِّجالِ
    وهي العَوانُ قطْعْتُها حُلُماً تفايضَ عابراً مُدُناً وأسواراً
    وقد كنتُ الكريمَ جمعْتُ في المنفى
    جميعَ التائهينَ
    وكلَّ غيماتِ السماءِ
    وكلَّ غاباتِ البُكاءِ
    وكلَّ لحنٍ دافقٍ
    وعقَدْتُ مؤتمرَ الجَمالِ
    ما سِرُّ رَونقِها ؟
    تقابلَ ماءُهُ ونجيعُهُ
    فتَوائما قمَرَينِ في أبهى الخِصالِ
    ماءٌ الى شَفةِ الصدى المُرتَدِّ من عُمق الصحارى ذابلاً
    ودمٌ الى نُسْغِ الحياةِ
    يُشِنُّ نوراً باهراً
    يطأُ المسافةَ
    كوكباً فوقَ الرمالِ
    او إنْ سألتَ فَرُبَّما
    هو عاشقانِ تَفَرَّقا بيَ لحظةَ التقيا
    فَصُرْتُ الشاهدَ الرائي على ظُلْمِ الوِصالِ !
    ليُقال َ: أحلاها البُعادُ !
    وليتهُ كانَ البُعادَ
    فإنهُ قَلَقٌ تفَرَّعَ عن جنونٍ
    واندهاشٍ وارتعاشٍ وإعتلالِ
    ما دارَ في خَلَدي بأنْ أبقى المُشرَّدَ
    في عراقِكَ يا عراقُ وفي بلادِ الله طُرَّاً
    كي أناديَ : يا فناءُ أَعِنْ دمي ,
    فأنا فنيتُ لغايةٍ أخرى
    جعلتُ الشِعرَ خاتمةَ الأضاحي
    وإستوى ألَمي على عرشِ الثناءِ
    بحيثُ تبسمُ لي أساريرُ المُحالِ
    ما عدتُ أحفلُ بالأسامي
    سَمِّها
    لاميّةَ المَنفى
    أو المَشفى
    فكلُّ التَسمياتِ سُدىً
    سوى لفظِ الجَلالِ !

    ************
    كولونيا - 2006
















    ماذا لو
    ***********

    كيف لو يُصبِحُ هذا الخَطْوُ ذكرى ؟
    كُلَّما غابتْ بِلادٌ
    جاءتْ الريحُ بأُخرى
    وسؤالُ الوقتِ دَوّارٌ
    وماذا لو رمى الشاعرُ كُلَّ الاسئلهْ ؟
    ورأى أنْ أقْتُلَهْ ؟!


















    ياقوت
    **********


    لِرؤاي أجنحةٌ
    وللنجمِ اصطفاقْ
    إمّا دعوتُ
    فإنَّ في كَفِيَّ ياقوتاً بِلونِ دمٍ
    ومِنْ آياتهِ أنْ لا يُراقْ !















    قلادة
    ********

    مُشْعْشِعَةً تسحَبُ الشمسُ
    خيطَ قِلادَتِها مِن إسارِ الغيومِ
    وتَهْتَزُّ فوق رُبىً صافيهْ
    يا ضياءاً تُرى
    هل تَرى
    ما أرى
    في التَأَلُّقِ
    واللَّحظةِ الساميهْ ؟















    أغنية الأضداد
    **************
    عذابي أنني لم أهتدِ يوماً
    الى سِرّي
    لذلك أهتدي دوماً الى الشعرِ !
    ورَبّي , آهِ , ما رَبّي ؟
    سؤالٌ عن جوابٍ لا جوابٌ عن سؤالٍ
    لايزالُ
    وهكذا أمري
    فَرَيتُ العمرَ في التسآل
    والريبِ الذي يفري !
    ويأسٌ قد تعرّى مثلما الأفعى
    فعلّقْتُ الثيابَ
    بمشجبٍ في الروح
    أرْجعُها اليه متى تفَقَّدَها
    وكنتُ أقولُ :
    فلأَمضِ ,
    على كتفي يحطُّ رجاءْ
    أوزُّعُهُ غيوماً لا نجوماً
    أو أُلوِّنُهُ على كفّي أوانيَ ماءْ
    ولمّا تمَّ لي هذا
    وقد بَدَتْ الرُبى بمياهِها إلاّ خريرْ !
    وعند شفا حوافيها
    تشاجرتِ المناقيرْ
    وقد حُفَّتْ بأمهارٍ
    رَضيتُ خريرَها دوّامةَ الخطوِ
    وكنتُ جزائراً أطوي
    مُفَكِّرتي تُشير الى الصِّبا
    قد شابَ بين الأهلِ والآباءْ !
    وأكداسٍ من الأصحابِ والرُفَقاءْ !
    وأرضٌ سارَ مركبُها على موجٍ من الغاباتْ
    ومجنونٌ يبادلُ عاشقاً
    عَقلاً مُقابلَ قُبّراتْ !
    مجانينُ احتفوا بالعُرْس
    لكنْ مَهْرُهم نكباتْ !
    وكنتُ أقولُ :
    ليس يضيرُني زعلُ الصديقْ
    فلي كأسي
    وذاكرتي المُدمّاةُ الجناحِ
    ولي أحابيلي
    ولي وجهي الصفيقْ !
    ولي بَلُّ الصدى العَطِرِ
    وكلُّ مَجَّرةٍ هبطتْ الى القيعانِِ ,
    أسفلَ قَطْرةِ المطرِ !
    وقَََنصٌ من خطايا
    مَدَّها في سِكَّتي
    مُسْتَوحَشُ العصرِ
    وعند نهايةِ التطواف
    عُدتُ مُسائِلاً عمري
    عن المغزى
    عن المعنى
    وعن أبياتِ أبي ماضٍ
    ومِن قَبْلُ اشتعالاتِ المَعَرّي
    فَرَدَّ العمرُ :
    لا أدري !




















    في طريق الى الورشة
    *******************
    باكراً استقلُّ الرصيفَ......
    جلستُ على مقعدٍ انما
    شخصٌ جَسيمٌ غريبُ المعالمِ
    يهوي على مَقعدَينِ أمامي !
    لا يَكاد يُرى مِن دُخانِ سيجارتهِ !
    وكثافةِ صلعتهِ !
    ظلَّ يهَدّدُ أو يتوعّدُ حتى ظِلالَ الهواء ,
    أرتعبتُ ,
    مَشيتُ أمامي
    مشيتُ ورائي
    وصلتُ الى عملي مُنْهَكاً مثْلَ عِلْكْ
    عازلاً في قرارةِ نفسيَ هذا وذاك وهذي وتلكْ !
    فكرةٌ طرأتْ
    ما عهدتُ مساراتِهِِِا قَطُّ من قبلْ
    كأنيَ رحتُ أسير على عجلٍ
    والحياةُ تسير على حَبْلْ .


    **********************






    كان غِناء
    *********

    نايي يسيحُ وراءَ الجبالِ
    قَنالاً الى الغدِ
    عَوَّلتُ دوماً عليهِ
    ورفيفاً نجا
    من خرابٍ سجا
    فَأَومأَ قلبي اليهِ
    ومنقارُ طيرٍ أطلَّ كَلهبةِ شمعهْ
    وتلفَّتُّ : كان غِناءٌ وقرعُ طبولٍ
    تساءَلتُ :ماذا ؟ فقالوا : خميسٌ* تَزَوَّجَ ,
    آهِ , ضَحِكْتُ :
    خميسٌ تَزَوَّجَ في يومِ جُمعهْ !
    هكذا طائرٌ اجذلتْ رحلةٌ دمعتيهِ

    بنجوين- كولونيا
    1985-1999
    --------------
    خميس : اسم راعٍ كردي .


    *************************


    الرائح والغادي
    *****************
    قَمَرٌ أخضرُ راحَ يطلُّ
    على الابوابِ لأوَّلِ مَرَّهْ
    يا حقلاً ضَلَّ الدربَ
    سَيُحْلَقُ ضوءُكَ في شَفْرَهْ
    قَمَرٌ يُطْرَدْ
    وسَديمُ الليلِ دليلٌ أوحَدْ
    أدخُلُ كالاسرارِ لُبابَهْ
    ووراءَ النهرِ بأقصى الافقِ
    شبابيكُ أضاءَتْ كالحشراتِ بِغابَهْ
    يارَبُّ انا الرائح والغادي
    حَيرانَ عَليلْ
    ياربُّ أما كان من الإنصافِ
    - وحاشاكَ من الإجحافِ -
    بأنْ تُسقيَني آلامي
    على جُرعاتٍ !؟
    سُبحانَكَ ,
    لكنَّ عزائي وهو قليلْ:
    أوراقي المغمورةُ بالسِّلمِ
    ونوباتِ التقبيلْ !

    **************

    عندما انجابت اليابسة
    ******************


    أيامٌ عاجِلةٌ
    في ليل هانوفرَ
    ذاكَ المُجْهِدْ
    أيامٌ عاجلةٌ بينَ البرقِ وبين الرعدِ
    سفائنُ من أصدافٍ
    متماديةٍ في اللَّمعانِ
    نَجَتْ من لُجَجِ الفيضانِ
    لِتَغرَقَ في مَوعِدْ !
    ليتَ الموعدَ أُغْرِقَ في لُجَجِ الماءْ
    ليتَ الكُلَّ فَناءْ !
    سأُحاصرُ ذكراهُ بِمِحْبَرَتي ,
    بِدُخاني ,
    بِرَحيقِ سِجارتيَ الحمراءْ
    لا , بل السوداءْ !



    ********************





    مِن بَعْد لأْي
    *************
    الحبُّ يدعوني ,
    إلى أينَ المَفَرْ ؟!
    لا فرْدَ يُصغي أو يُجيبُ
    ولا حَجَرْ !
    ها إنني مِن بَعْدِ لأْيٍ
    أنتَضي قيثارتي
    وأشُدُّ أحزِمَةَ الشَجَرْ
    يا أيُّها العُصفورُ كُنْ بِمَعِيَّتي
    أرضى بأنْ تجتازَني
    فَلَكَ الجِنانُ جميعُها
    وليَ ألأَثَرْ !
    فَيُجيبُ عن ( نَحْوَ الفِخاخِ ؟!) بألفِ لا ,
    هذي نِهايةُ مَن تًعَصَّبَ للغَجَرْ !

    ******************








    البُشارة
    *******

    ُمتُّ اعتباراً من جنوحيَ نَجمةً مَعْصوبةَ العِينَينِ
    حيثُ أُذيعُ سِرَّ الموتِ :
    يَبقى الموتُ مَشْروخَ الحياءِ
    كَأَيِّ مَأْمورٍ عَنيدْ
    يأْتي على لُبِّ الوجودِ
    وفي الخِتامِ بلا رَصيدْ
    وخَبِرْتُ من بَعْدِ التباعُدِ والتَقارُبْ ,
    بَعْدِ إحتداماتِ التجاربْ
    أَنْ كُلُّ حِرْصِكَ كالطنينِ وأَنَّهُ
    لا يُجْدي حَبْلُكَ يا مُحارِبْ
    إلاّ على الغارِبْ !


    ********************











    يأسي
    *************
    يأسي لا يبرحني
    والأنكى من هذا ليس يحاورني
    فهو كما المَلِك الممسوسْ
    يتخَطَّرُ في زهو الطاووسْ
    يأسي مَلِكٌ , أدري
    لكنْ قد يتعقَّّلُ يوماً
    فهو الأقربُ للصدقِ
    لم يُؤذِ سِوايَ من الخَلْقِ
    مَلِكٌ لكنْ
    لم يتَلَوَّثْ بسياسات الشرقِ !


    ********************














    مَقامة مُوَقَّعة
    *****************
    (( الغد بين الأمس واليوم ))


    أشكو وأرضُ الدجلَتينِ سعيدةٌ !
    وكذا قَطاها
    ويَسُفُّني التعتيمُ وهي تُضيءُ ,
    أشكوها زُمُرُّدةً وأقنطُ من سناها !
    هذا السنى
    لَهَفي انا
    واذا تشاءُ فنَرجِسٌ
    او لا تشاءُ فقامةُ الزيتونِ والصفصافِ
    وامتَدَّتْ الى عُنُقي يداها !
    ما زالَ يرسمُ لي المعادَ
    ويومَ ودَّعتُ البلادَ
    شكرتُهُ بمقامةٍ
    او قُبلةٍ أرخيتُها في كفِّهِ فتَفَتَّحتْ
    بالرُّغمِ من أني يئستُ وكنتُ أحسبُهُ طواها !
    وأراكَ مسكوناً كما الأحداقِ بالغدِ والمَدارِ
    وها هُما التحَما التحاما
    والأصلُ أنكَ لا تَني ترتاحُ في نبضي المعنونِ للخُزامى !
    يا منهلاً ما زال بالأسماكِ والمِرجانِ يعدو
    إيّاكَ أستهدي وأشدو !
    وأدورُ ما هطلَ الهديلْ
    او صارَ للقمر اقتداءٌ بالشموسِ ولَوثةٌ
    فَلَهُ شروقٌ مثْلُها ولهُ أصيلْ !
    وانا امتثالٌ للهوى وقيودهِ
    مع أنني مِن أوَّلِ الثُوّارِ
    مُذْ كنتُ الصبيَّ عرفتُ لَذّاتِ التمَرُّدِ
    والخروجِ على سراديبِ الخليلْ !
    مُذْ كان شِعري رَهنَ درسي
    مُذْ كنتُ في ريعان يأسي !
    ليسَ انفكاكاً ما أريدُ وإنما رُزَمٌ من الظلِّ الظليلْ
    ومن الرواءِ , من الغناءْ
    عنقودُ لحنٍ في يدَي عفراءْ
    في جيدِها ,
    وعلى مسافتها سَواءٌ إنْ عثرتَ وإنْ مررتَ
    ففي النهايةِ لا أراكَ قد استفدتَ
    وهكذا أبداً هُمُ الشعراءْ !
    ويطيبُ لي في الحُبِّ نقضُ شهادتي
    والإتكاءُ على الظنونِ
    وبيتُ شِعري مثلُ بيتِ العنكبوتِ
    ومن فرائسهِ الجنونُ !
    فلو تُصيخُ لما جرى بالأمسِ :
    أفئدةُ الصداقةِ من أعاديكَ
    الطلاسمُ من معانيكَ
    النوافذُ مثلما الحَجَر الأصَمُّ
    الهاوياتُ كأنها الجبلُ الأشمُّ
    الطيِّباتُ كأنَّهُنَّ الإثمُ
    حزبُ القبرِ يبدو أخلَدَ الأحزابِ
    والروبوتُ أرهفَ مُهجةً من سائرِ الأعرابِ
    ويحُكَ ,
    أيُّ مهوىً للمآقي حينَ تنتحلُ الضياءَ ؟
    البدرُ أدنى من منازلنا الينا
    والسحائبُ من يدينا
    فاستَلَلْتُ يراعيَ الذاوي
    لتصعدَ فيكَ أنساغٌ وَرِيقاتٌ
    وقد كانت لِحَدِّ اليومِ أفياءاً ترفرفُ في هوائِكْ
    وانا أسيحُ دمي لتحفُظَ ما تبَقّى من دمائِكْ !
    لن أستعينَ بقافياتِ الندْبِ
    لا أبغي الوقوفَ على رثائِكْ
    لكنني مِمَّنْ جحيمُهُمُ الجِنانُ
    اذا أرادوا
    والجحيمُ اذا أصابهمُ العنادُ
    وإنما يبقى القرارُ بِغَضِّهِ وغضيضهِ بيدِ الحبيبِ
    وكبريائي دائماً من كبريائِكْ !


    *********************












    النهر ألأوّل قبل الميلاد
    ******************
    رؤيا عن نهرٍ لازْوَرْديٍّ دَنِفٍ عاشقْ
    أودى بِثوانيهِ الحُبُّ
    دقائقَ إثْرَ دقائقْ !
    وقروناً إثْرَ قرونْ
    نَهرٌ جُنَّ
    وثانيةً جُنَّ بهِ المجنونْ
    لا أعشقُ ما فيهْ
    إلاّ كُلَّ اغانيهْ
    نهرٌ من خفْقِ البانْ
    بضفافٍ تَتَعرّى كالجانْ
    وهو بِبالي ألآنْ
    يتَشفَّون بِأنْ صار يُقاطِعُ أضواءَهْ
    لا أرثيهِ ولا آلاءَهْ
    بل أتشفّى بالمُتَشَفّينِ ,
    بِشِعري أخلقُ عَنْقاءهْ !


    ********************







    الدََّبابير
    ******

    المنهلُ الأَعذَبُ أنْ لا تسألَ الناسْ
    كيلا تُساسْ
    كيلا تكونَ من رعايا الكهْفِ والشيخوخةِ المُبَكِّرهْ
    تهديك حفرةٌ وربما حاويةٌ او بقرهْ !
    يقولُ طاليسُ لنا : إنَّ السياسةَ الفنُّ ,
    وما زلنا نُغَرِّبُ الفنانْ
    نُفَنِّنُ الخَرابْ
    تعالَ , عَلِّمْ الأَعرابْ !
    عُمْيٌ يُبَرقِعونَ بِعَماهمْ مُقلةَ الفَجرِ
    وهل لنا عَصْرٌ لكي نُقْسِمَ بالعَصْرِ ؟
    وأبْحُرُ العذابِ لا تَني تعومُ في نهري !
    ما معنى قد ورُبَّما وعَلَّهُ وهكذا
    ومَن حَولَيكَ ضِباعٌ تُحْتَذى ؟
    هناك سَيلُ الجهلِ والنعوشِ والأَدْمُعِ طامٍ
    والأسى أتعسُ ما رأيتْ
    وليس مِن إمَّعَةٍ يُطاعُ في البلدةِ إلاّ يُتْحِفُ البلدةَ
    والأرضينَ كالأزمنةِ الحديثةِ
    بأنهُ استفظعَ ما مَرَّ وما يمُرُّ يوميّاً
    وما الآنَ حكيتْ
    هل لا تزالُ راغباً بالنُزْهةِ الأمحَلِ صَيدا
    ترجو من الدَّبور شَهْدا ؟
    يا صاحبي
    لَمّا تَزَلْ مُعاتِبي
    لكنني مِن كُلِّ مُعْصراتِهمْ
    ما اخْتَرتُ إلاّ دَمَهُمْ
    شَرِبْتُهُ بِطاسهِ وناسهِ
    وما ارتَوَيتْ !


    ******************




















    أضلع الطريق
    **************

    طريقيَ مقلوبةُ الضوء بل لا ضياءْ
    يمدُّ جناحيهِ من فوق أضْلُعِها المتعرِّجةِ ,
    يمشي عليها ,
    يورِّطها بالشقائق أو بالحرائق أو بالحِداءْ
    عن شمال طريقي
    صفوفٌ من العاطلين عن الحُبِّ
    عن يمين طريقي
    هِمَلايا من الأدعياءْ
    تداعوا لعزفي
    وقراصنةٌ ينهبونَ عذابيَ وَضْحَ النهارِ وشَسْعَ البحارِ
    ولا يعرفونَ دروبَ التَخَفّي !


    *******************








    نافورة اللَّهَب
    **********

    زَجَّتْ بهِ الذكرى
    خموراً في مَغانيها فَفاقْ
    وسعى الصباحُ ,
    وخَطوُهُ حلوُ المَذاقْ !
    ويرى مَمَرّاتٍ من الغيم الخفيضِ تمدَّدَتْ
    كأزقَّةٍ فوق الزقاقْ
    وهناك ما بين الشقوق تَمرُّ قافلةٌ من الأنغام
    يغرفُها الهلالُ
    يظلُّ ينشرُ ضوئَهُ
    في الليل نصفَ صَبيحةٍ
    فيخالُ لو جاءتْ إذنْ لشكا لها وشكتْ
    ولحظاتٌ تَمُرُّ عصيبةً
    وإذا بهِ يصفو العناقْ !
    وصفا
    فبايعَ شِعرَهُ لَهَباً تُخَُلِّفُهُ أعِنَّتُهُ
    وسورٌ مثل أطواق الحَمامِ
    فمَنْ يُغامر باللِّحاقْ ؟!
    أو مَنْ سَيَنشلُهُ من الوَجْد العُضالِ ؟
    ما في قَوامكِ من جديدٍ قَطُّ ,
    ما من رأفةٍ او حكمةٍ
    ما فيهِ إلاّ ضحكةٌ تُرثي لِبُقْيا صبريَ الواهي
    وبُقيا صحوتي
    وخياريَ المُضنى الهزيلِ على التوالي
    تبغينَ رَدْعي عن شَذاكِ جَنىً
    وعدلٌ أنْ أصيحَ تَبَرُّماً :
    لا طابَ يومي حينَ أقنعُ بالشذا ,
    كُلاًّ أريدُ ,
    ومَنْ يُرِدْ ملَكوتَهُ في موتهِ
    فالموتُ أهونُ ما جَنَتْهُ يدُ الدَلالِ !
    طيفٌ تَنَفَّسَ أم عصافيرُ إحتَفَتْ
    ورهانُها رئةُ الفضاءِ
    فَيا عصافيرُ إستعيدي غنوةً ليستْ تُطالُ
    ويا مباهجَها تعالي
    ألقى الصباحُ عَصاهُ في كنَفِ الورود ,
    أضاءَ حُنجرةَ البلابلِ ,
    حيث ألمحُ غُنَّةً في ريشِها
    وعلى مسافتها خَريرا
    قد قيلَ ما قد قيلَ عن أسرارِ دجلةَ
    إنما تبقى إجتهاداتٍ
    ودجلةُ غيرَ جُرحي لن تصيرا !
    وهنالكَ التبَسَتْ مَساراتي ردوداً
    حدَّثَتْني عن بواطن بوحِها
    طَوراً مُكابَدةً وطوراً شهوةً خَجلى
    وأطواراً الى عَجَبي ظهيرا
    وكذلكَ الأعشاشُ إذْ تأوي الى غاباتها
    كعراقِ ما بعد الفراقِ
    أروحُ أكتبهُ بريداً راجفاً
    يروي حُطامَ غمائمي
    لشروقهِ وغروبهِ
    لشمالهِ وجنوبهِ
    أو أنتمي وطناً لأعرافِ الصهيلِ
    اذا شدا ,
    لملامح الماشينَ كالنُيّامِ حيث توقَّفتْ أحلامُهم
    مخطوفةَ النجماتِ ,
    للنايِ إنحنى في الريحِ قوسَ سحابةٍ ,
    لمنابعٍ تَرَكتْكَ عند شَفا الظَماءِ دلاءُها
    تأريخها فُرْسٌ ورومُ !
    أنا ريثما يدنو الحريقُ من العواصمِ
    سوف أُدني من مناسكها صلاةً أو مَقاماً ,
    مَوقِداً جمراتُهُ كالتينِ ,
    بُركاناً غفا في خطوة التنِّينِ ,
    تِبْرَ فضيلةٍ يهفو لهُ مَن غَشَّ او مَن بَشَّ ,
    عاصفةً إوَزِّيٌّ مَداها ,
    كوكباً مَحَضَتْكَ طَلْعَتُهُ من الإلهامِ مثقالاً
    فتَسْتَسقيكَ أفواهُ المَناجِمِ
    ثَمَّ والحَسَدُ القديمُ !
    أنا أحسبُ الخطواتِ نحو الموتِ بالأنهارِ
    والنارُ التي يروونَ .....
    غَرَّبَ بأسَها الهَمُّ المُقيمُ
    لا يُلهيَنَّكِ عن شَراري مَحْفَلٌ
    هذا الجُمانُ أنا ذِراعاهُ إغتَني بعُِراهُما
    عُرْساً يَهيمُ
    ليلى وحاقَ بنَهدِها الصيفُ الشميمُ !
    وقد إرتضيتُ بكلِّ بحرٍ لا يُفَرِّطُ بالغريقِ
    غدا يمدُّ لهُ الجِرارَ مُضَمَّخاتٍ بإعترافات الندامى
    وإرتعاشاتِ الخمائلِ
    وإنطلاقةِ أدمُعي هيَ والكرومُ
    فَسَكنْتُها مُذّاكَ
    وإنثالتْ مَجَرَّاتُ العتابِ عليَّ
    حين سهوتُ عن كأسي
    وقد يسهو الحكيمُ !

    ****************











    مَمْلَكتي
    **********

    هذا العقلُ المَربوطُ كما الشاةِ بنَفْسِهْ
    لا يعتَرِفُ بنَقْصِهْ .
    أمشي في هذي الساعةِ
    مُرْتَدياً زخّاتِ المطَرِ كمِعْطَف
    من عدمِ مُبالاةِ الأنسانِ
    بعمقِ هزيمتهِ وأَلْطَفْ
    أقدامي يُضُيءُ لها المجهولُ الدرْبَ فَتَسعى
    لا تعرِفُ حَدَّاً من وسَطِ
    وكأُمِّ صِغارِ القِطَطِ !
    في بَلَدي المُتَصَوِّفِ للغَلَطِ
    لم أتركْ حاضِرةً
    إلاّ وركلْتُ بلادَتَها بالشِعْرِ الوحشيِّ
    وهل مِن بَعْدِ الشِعْرِ كلامٌ غيرِ الشَطَطِ ؟
    ووجودٌ غيرُ النَمَطِ ؟
    أما عن مَلَكوتِ الغُربهْ !
    فالغربة واحدةٌ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ
    لكنْ ما أدرى الغافل ما الغربهْ ؟
    هي في الخاطر منذ صِباي
    تَلَقَّفَها - إنْ شِئتَ - كايّةِ لُعْبهْ
    فالفارقُ لا محسوسْ
    فهنا وهناكَ
    هي استمرارٌ لشعائرَ شائعةٍ وطقوسْ
    ولكي تحياها في وجدانكَ او تعتادَ مجاهلَها
    وأوائلها وأواخرها
    لا تحتاجَ الى قاموسْ !



    ******************






















    أغنية
    ***********
    تأخذني اللذّةُ
    حين تغادرني أشيائي
    حين تلامسني أعضائي
    واللذّةُ بَوحُ
    أسمعُ أنغاماً
    يسمعني نَوحُ
    واللذّةُ أصلُ التبريحِ
    وشراعي العالقِ في الريحِ
    واللذّة أسرارُ
    أحملُ أشجاراً
    تحملني ثِمارُ
    وتُفَرِّقُ أشعاري بينَ دروب الأيّامِ
    عرباتٌ مَلأى بحقول الشِمّامِ
    واللذَّةُ تبريكُ
    وعلى أسيجةِ المرعى عند الفجر
    تَميسُ غِلالُ
    يُشَعْشِعُ هالُ
    يؤَذِّنُ ديكُ !
    :
    عندي من حُبِّ حبيبي قارّهْ
    عندي الى رَبّي أنباءٌ سارّهْ !
    ***************
    شراعٌ مركون
    ************
    قلبي يَمسحُ عن شُرفتِهِِِ نبضاتِهْ
    ودمي تَعِبَ من الجَرْيِ ,
    مضى يحصي في وهنٍ عثراتِهْ
    يتلَفَّتُ بِسُكونْ
    يَحيا في عُزلتِهِ كشراعٍ مَركونْ
    ما عاد الغيمَ التَيّاهْ
    ما عدتُ أُفَتِّشُ عن ماضي اللّهْ
    ما دُمْتَ صديقاً لتفاصيلَ صغيرهْ
    وهمومٍ في الرُوحِ أثيرهْ
    فستُضْطَرُّ لئن تَقْبلَ ما تعرضُهُ الأيامُ عليكَ
    بدونِ مُجادلةٍ : اليأسُ القاتلْ
    ذاكَ جديدُ بضاعتِها
    وهو عتيقٌ ياابنَ الناسِ فَفيمَ تُجادلْ ؟

    ****************











    المَسْرَح
    *********


    دُنيايَ المَسْرَحُ بالمقلوبْ
    مَثَّلْت ُومَثَّلْتُ على خَشَباتِ المَسْرحِ هذا
    لكنْ مَحْضَ ذُنوبْ
    نُحْتُ ونُحْتُ على خشباتِ المسرحِ هذا
    حتى تُوِّجَ مَجدُ نواحي
    بالمنفى الإلِكترونيِّ
    وليلِ الصَفَقاتِ وضَحْكِ المُنْتَجَعاتِ
    وما لا يُحْصرُ بالحاسوبْ !
    أصفارٌ , أرقامْ !
    وغداً أمضي
    صوبَ شموسٍ خُضرٍ
    زهراً ذابلْ
    وعزائي أشعاري الباقيةُ
    وإنْ غضِبَتْ بابلْ !

    *******************




    الثُكْنة
    *********


    أيها الشرقُ ابتَعِدْ
    قالتْ خُطايْ
    فتأَمَّلْتُ القَطا ترحلُ للشرقِ
    وقد حَذَّرْتُها
    فانْثَنَتْ تسألني : مِمَّ ؟ لماذا ؟
    حينَها قلتُ :
    أما تكفي إجاباتٍ عَصايْ ؟
    سَقَمي في الروحِ لا في الجسمِ ,
    أطلالٌ فضاءُ الوطنِ المقهورْ
    ثُكْنَةٌ كلُّ مَغانيهِ وصُفارّاتُ إنذارٍ ,
    جحيمٌ مِثلَ نيرانٍ بلا نورْ
    ذاكَ عيشٌ لو وعى جُرْحَ كياني
    لافتداني
    لكنِ الدنيا غَرورْ .


    ******************



    بلا سُلَّم
    *********
    شمسُ الضحى ترقى بلا سُلَّمِ
    كماردٍ يخرجُ من قمقُمِ
    او عَبَقٍ ينسلُّ من ميسمِ
    شمسُ الضحى تختارني زوجاً أثيراً لها
    فأعتلي الغيمَ وتجتاحني
    من شَبَقِ العري تلاوينُ
    وما من لُجَّة النشوة من عاصمِ
    وحالما يُطبق جُنْحُ المغيبْ
    أهبطُ في خيطٍ من المسكِ
    وغارٍ صبيبْ
    وتستطيلُ الهمومْ
    تحتَ سماءٍ دسْمةٍ بالنجومْ !
    ويسدلُ الدانوبُ فوق الموج خُصلاتهِ
    كسارقٍ أنجُماً
    يخشى عقاباً قريبْ !
    ألمْ تكن خُصلاتُه تقتفي
    صرحاً وأنصاباً فِدى الريحِ ؟
    وهل أحتفي
    بجَنّةِ النسيانِ في مأواكْ ؟
    ام انني أكتفي
    بالأمسِ مرميّاً على سجادة الأشواكْ ؟
    ام اصطفي الحُبَّ
    وبالحُبِّ اذا قلتُ : كُنْ
    يكون ما لمْ يَدُرْ
    او لم يَجُلْ او يَمُرْ
    في خَلَد الأفلاكْ ؟!

    *******************


















    رُقى
    *********

    كنتُ رضيعاً
    إذْ تَنَبَّأتُ بما يأتي بهِ الشبابْ !
    كانتْ أصابعي
    بحجم أعوادِ الثِقابْ
    كانتْ قلائدي
    مِسْبَحَةً كرُقيةٍ من والِدي
    كنتُ رضيعاً ما لَهُ إلاّ الفراشاتُ نِقابْ
    ورَنَّةُ الخلاخيلِ
    تَليها رَنَّةُ الخِضابْ !
    وخاتَمي مُطَعَّمٌ بالأنجُمِ
    وأحْرُفٍ من مُعجَمِ
    أرنو اليها خَزَراً
    وواحِدٌ من الصعاليكِ أجابْ :
    لا تَدَعوهُ وحْدَهُ
    فإنَّما مَقْصَدُهُ الكِتابْ
    وموعِدٌ مع المنافي والعذابْ !


    *********************



    أبكيك كي تزعل
    ************


    أبكيكَ كي تزعلْ !
    وإذا زعلتَ فدمعُكَ الأنبلْ
    أبكيكَ كيلا تشتكي
    انا أستفزُّكَ حينما أبكيكَ
    فِعلي قاتلٌ
    أدري به
    لكنَّ فعلَ المُشتكى أَقتَلْ
    يا انتَ فاستبقي اللآليءَ في ذُراكَ
    ونجمُك الأعماقُ
    يشهق بالبريقِ
    فليس بحراً مُغْرِقاً ما لا يُحلِّقُ في البروجِ
    وليس طيراً باشقاً ما لا يموجُ
    وحَقِّ هَمِّكَ
    ذاك هَمّي
    حينما تسألْ
    ستكون إذّاكَ الأَرَقَّ
    وضحكُكَ الأنقى
    والى ضُحاكَ تعود أشعاري ,
    بلهيبِها
    او ركبِها الساري
    وما أبقى !
    أنا هكذا قد علَّمَتْني آيةُ الآلامِ
    أمَا أنتَ فالوطنُ
    واليومَ كيف وكيف يا جَناتُ ,
    بعضُ رحيقِها عَدَنُ
    إنْ زاركَ الأحبابُ والوَسَنُ ؟!
    او هذه الغاباتُ قاطبةً
    ماذا ترى لو صرتَ أَبْحُرَها
    وعلى مياهكَ تلتقي الأسماكُ والفَنَنُ !؟
    او جئتَ بالأشياء من شيءٍ ولا شَيِِّ !
    او صرتَ مَهوى كلِّ أفئدةٍ
    وطوارقِ الأضيافِ
    من قيسٍ ومن طَيِِّ !؟
    او إنْ رأتكَ
    فَحَطََّتِ الركبانُ عند رُباكَ وانحرفتْ
    والقصْدُ كان بلوغَ نَيسابورَ والرّيِِّ !
    ما نفعُ مزرعةِ الهوى
    وثمارُها ليست سوى دوّامةِ الوَعيِ ؟
    او زاركَ المجنونُ
    يسألهُ ذوو الرأيِ ؟!
    أنا لا أعيذكَ من جنونٍ كالقضاءِ
    وإنما
    من هجمةِ العُقلاءِ !
    حيث الحُبُّ مُحتَرَفُ الجنونِ
    ومَصْنَعُ الموتى الكِبارِ ورفْدُهم
    والحُبُّ إرثٌ دائمٌ للمَيْتِ لا الحَيِِّ !
    أنا كي يُجازَ لي الحديثُ عن اصطبارِكَ ساعةً
    لا بدّ لي في البَدء من لَمِّ الشموسِ ونَثْرِها
    فوق العراق سعيدةً
    بالكَرْمِ والرَيحان والفَيِِّ !

    ****************





















    على مَتن القُلوع
    ************

    تولّى كالضبابِ الليلُ
    وانعطفَ الصباحُ
    اذا بطلعَتِهِ فضاءٌ لا تزالُ تُزينُهُ الأشباحُ !
    يا نفسي قِفي دوني
    فماذا ترتجين من التغَرُّبِ بين هاويةٍ وأخرى بَعدُ ؟
    ثقباً في بساطِ السندبادِ ؟
    طُمُوَّ عَصْفٍ لا يُرى ؟
    صَرْعاً كأهدابِ الرعودِ على الذُرى ؟
    خَلَلاً بمركبةِ الفضاءِ ؟
    فضيحةً في ليلِ أوروبا المُضاءِ ؟
    هناك لن يبقى من الأمجادِ
    إلاّ سيلُ أربِطةٍ على عنُقٍ غليظٍ ,
    بَهوُ روليتٍ ينامُ على يوتوبياهُ الدعيُّ
    فَيُسْتَزادُ شخيرُهُ أبداً ...
    انا المَلاّحُ
    مَركبيَ الجراحُ
    أموُجُ فوقَ شوارعِ الدنيا
    مَجاديفي الضلوعُ
    وفوق الجانبينِ ترى هدايايَ التي انتثرتْ
    فحازَتْها الجموعُ
    ومن أُولى هدايايَ المِدادُ
    ولكنْ وهْمُ سكرانَ الحصادُ !
    كَوَهمِ الأمسِ
    صحراءُ اتَّقَتْ لحناً نسيميَاً
    ولاذتْ بالطنينِ
    وما ترنَّمَ في الصحارى كلِّها إلاّ الجَرادُ !
    وها انا مرّةً أُخرى هنا ألقاهُمُ في البابِ
    أعرفُ مُبتغاهم دونما اسطُرْلابَ !
    تسبقُهم أساريرُ الحنينِ !
    ولكنْ قد أُصافيهم
    ومخفورينَ أُرسِلُهم على متن القلوعِ
    وربّما طابتْ مشاويراً !
    وإنْ شاؤوا
    على عكّازِ دولفينِ
    الى جُزُرٍ
    جواهرُها قد اختزَلَتْ بحارَ الهندِ والصينِ
    وعند سواحلِ النِيلَينِ تنتظمُ الخيامُ لأجلهم ,
    تمساحُها العربيُّ مضيافٌ
    سيفتحُ جوفَهُ لخطاهمُ
    ويَدقُّ ذكراهمْ كإسفينِ !
    بِنفْسي أنتِ يا نَفْسي
    تَعِبتِ من الأسى
    في القُربِ والبَينِ !
    *****************

    قطفتْ نداكِ يدي
    **************

    أرويكِ للشمسِ الوئيدة إذْ تمدُّ شعاعَها كخيامْ
    والذكرياتِ كسُفْرةٍ
    ودمي الطعامْ !
    وحكايتي وطنٌ وقد حاذرْتُهُ
    إذْ كيف مَن يصبو لهُ لا يصبو إلاَّ للكآبةِ والفصامْ !؟
    تلك الضريبةُ – لو عرفتِ – دفعْتُها
    وربابةً بيدِ النخيل سمِعْتُها
    فالى مَ أبقى مُذْنِباً وعَلامْ ؟
    أروي دعيني ,
    كنتِ يوماً وردةً ,
    قطفتْ نداكِ يدي فقلتِ :
    تَرَكتَني أطيافَ قُبْلَهْ
    كيفَ انتَحَلْتَ هوى الطفولةِ
    بينما شفتاكَ مُطْبَقتانِ من أَبَدٍ على آبادِ عُزْلهْ ؟
    لا لستُ معتزلاً ولكني أسيرُ
    فتقاربي , سأُريكِ بعضَ تَذمُّري
    وأُريكِ بعضَ تَطيُّري
    ويُريكِ صحرائي خريرُ !
    ما أنتِ إلاَّ فكرةٌ صاحبتُها
    ممشىً ونافذةً وحقلا
    ما أنتِ إلاَّ دمعةٌ
    وتمارسُ التحديقَ في عينيَّ عن بعدٍ
    فهل ستظلُّ خجلى ؟
    خجلى ولكني أُحِسُّ بأنها
    ستطير من رمشٍ الى رمشٍ
    وتملأُ راحةَ الضفَتين قتلى !
    قتلى كأنَّهمُ أغاني الريفْ
    قتلى بدون تأَلُّمٍٍ ونزيفْ !

    ***********
    أتدلّى مِن كنوزي
    *************
    سامي العامري


    يا دموعي الخُضْرَ
    هل انتِ التي زانتْ نواحَ العاشقينْ ؟
    فارتضاني مُقلةً دمعُ المَجرّاتِ جميعاً
    والدُّنى والعالَمِينْ ؟
    *****
    هكذا يُغري الترابُ الذكرياتْ
    عبَرَتْ روحٌ سَنىً في سِكَّتي
    فتذَكَّرتُ زماناً مع حُلْمِ الطفلِ
    بالمَكتَبِ والبدلةِ والجرسونِ يأتي بالدَّواةْ !
    *****
    نحو غَورِ الظُلْمةِ العَجماءِ تهوي شُهُبُ
    غالباً ما تتثَنّى الخمرُ عندي شمعةً مُؤْنِسَةً
    حيثُ كوبُ الشاي لا يقوى على المَكْثِ
    فيرتدُّ أسىً او خيبةً
    أو قُلْ : عَلاهُ الغَضَبُ !
    *****
    لا أُبالي بالصباحاتِ اذا جاءتْ حزيناتٍ
    وإنْ ناداني أسْرُ
    طالما أنهضُ في منتصَفِ الليلِ من الحُلْمِ
    وقد عَضَّ دمي المسفوحَ نِمْرُ !
    *****
    لَكَم احتَجْتُ لرأي البُسطاءْ
    ولَكَمْ أحسَسْتُ باليأسِ
    فقَلَّبتُ حزيناً كُتُبَ السِّحْرِ
    وشيئاً من تعاليمَ بها يَنصَحُ
    بعضُ الأولياءْ
    *****
    ظُلْمةٌ لكنما تَزخرُ بالألوانِ كُلاًّ
    إنْ تباغِتْها بشيءٍ من إنارهْ
    تلكمُ الروحُ
    فما بالُكَ بالنورِ الذي يمنَحُهُ الشعرُ ؟
    وقد يكفيكَ أحياناً من الحُبِّ الذي خَلَّفْتَ تِذكارٌ
    وقد تكفي إشارهْ .
    *****
    إنْ تُرِدْ مجداً حقيقيَّاً كمَغْنَمْ
    فلتُغادِرْ أيها الإنسانُ نفسَكْ
    تاركاً للغدِ أمسَكْ
    او لِتأْثَمْ !
    ليس نُصْحاً ما تفَوَّهتُ بهِ
    لكنما الآلامُ تُرْغِمْ .
    *****
    مِن سياقاتٍ هي الإمكانُ
    تَلقى قلْبَكَ المُتْعَبَ يختارُ سياقَهْ
    إنما الأصعبُ في كلِّ السياقاتِ .... الصداقهْ !
    *****
    صرخةُ الأُمِّ
    ويتلوها صراخُ الكائن الأَوْهَنِ مولوداً
    وصرخاتُ الطريقِ الصعبِ
    والرعدُ وموجُ البحرِ
    والدمعةُ والقُبلَةُ والضحكةُ والأحلامُ كُلاًّ
    إنما صوتٌ بِصوتْ
    ولذا قد جعلوا الحكمةَ في الصمتِ
    وليس الصمتُ هذا غيرَ مَوتْ
    *****
    هاجسُ الرغبةِ مفتوحٌ على شتّىً
    ولِلإنسانِ تركيزٌ على كلِّ القُطوفْ
    فاذا ما كنتَ لا تقطفُ إلاّ الجزءَ في شَكٍّ
    ففنّاناً ستبقى
    وإذا ما كنتَ لا تُلقيَ إلاّ نظرةً حَيرى فانتَ الفيلسوفْ !
    *****
    شَجَراتُ السِّدْرِ قد مالتْ بصمتٍ
    فوق صمتِ الخطوِ والإسفلتْ
    أيها الكونُ الذي أعرِفُهُ مُذْ كنتُ طفلاً
    أين انتْ ؟
    *****
    كم جميلٌ وجهُ هاتيكَ الصبيّهْ
    تبسمُ الآنَ الى شيءٍ كما الضوء يُرى
    وأرى خصلاتِها مضفورةً تبسمُ أيضاً مثلَها
    نحو بحرٍ من أسىً يمتدُّ فِيَّهْ .
    *****
    صرتُ أدري بالذي سُمِّيَ في الفكرِ
    ( هنا والآنْ )
    عازفٌ يستقطب الغاباتِ حَولي
    وجماهيرُ أطَلَّتْ فَجأةً أَرْؤُسُها
    من بين قُضبانِ الكمانْ !
    *****
    عند هذا الحدِّ صمتٌ وسُباتْ
    فكرةٌ تطلعُ دُولفيناً
    على سطحٍ طفا بالجَمَراتْ
    دائمُ البسمةِ هذا الكائنُ – الدولفينْ
    إنما مَن يتبعُ البسمةَ حتى قاعِها
    ليراها دمعةً في طَرْفهِ البادي الأنينْ ؟!
    *****
    ليس يعنيني من المرأةِ تِلكُمْ
    ما خلا الظلّ الذي قد خلَّفَتْهُ
    او صَداهُ
    فأراني قد توقّفتُ لحينٍ عندَهُ مُستفْسِراً
    مَن ذا رَماهُ ؟
    *****
    إنْ مضتْ من سُكرةِ العمرِ هنا جُلُّ المسافاتِ
    ولم يبقَ سوى النزرِ اليسيرْ
    فلقد أرّختُ بالحُبِّ قروناً لم يروها
    ولها في حِيرةِ النُّعمانِ مليونُ سديرْ
    *****
    البروقُ الزُرقُ تمضي فوق أنظاريَ
    سَيلا
    ودمي قد رفَعَتْهُ نحوَهُ الراحاتُ
    ليلا .
    *****
    كنتُ أصغي
    كلَّما أغشى مَمَرّاتِ الشموعْ
    فاذا نبضاتُ قلبي
    كفقاعاتٍ تشَظّى جِلدُها
    بين الضلوعْ
    *****
    إنما الأوطانُ للإنسانِ
    كالأنهارِ للظمآنِ ,
    في قيدِكَ تجتازُ صحارى قاحلاتٍ
    طالِباً قطرةَ ماءٍ
    لا محاراً او عقيقْ
    فاذا ما لاحتِ الأنهارُ
    لا تحتاطُ من موجٍ
    وتسعى صَوبَها
    فاذا انتَ المُعَنّى
    - إنْ تشأْ او لا تشأْ -
    فيها غريقْ !
    *****
    في دمائي غبطةٌ ليستْ تُدانى
    والسعاداتُ التي فيها
    غدتْ
    أَهوَنَ ما فيها
    كما الخُلْدُ أَوانا
    إنها تَشعُرُ باللا عدلِ حيناً
    فانهبوها
    سُعداءَ
    وحَزانى !
    *****



    انتهى
    أيلول

    كولونيا 2006

  2. #2
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : المانيا - كولونيا
    المشاركات : 207
    المواضيع : 61
    الردود : 207
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي alamiri60@yahoo.de

    سامي العامري
    العالم يحتفل بافتتاح جروحي
    2006
    شعر * كولونيا
    العالم
    يحتفل
    بافتتاح
    جروحي
     سامي العامري :
     العراق -- بغداد -- أبو غريب 1960 .
     عَبَر خطوط النار كجنديٍّ الى إيران عام 1984 .
     مُقيم في المانيا منذ نهاية عام 1985 .
     له (السكسفون المُجَنًّح ) شعر ,
    دار سنابل – القاهرة - 2004 .
     لوحة الغلاف : الفنّان العراقي كَارا .
    القصائد هنا ما رُوعيَ فيها التسلسلُ الزمني وقد جُمِعَتْ لكونها جميعها موزونة باستثناء نصّ ( مزامير ) لضرورته في السياق امّا النصوص النثرية فهي وإنْ كان العديد منها تزامنت كتابته مع وقت كتابة هذه القصائد فقد افردتُ لها مجموعة اخرى وهي - ما زال الشاعر على قيد الجنون - .... أي لإعتبارات فنية فحسب .
    دائرة
    *********
    أُحِسُّ أنَّ الكُرةَ الارضيهْ
    زنزانةٌ تدور حَول الشمسْ !
    ماذا لو
    ***********
    كيف لو يُصبِحُ هذا الخَطْوُ ذكرى ؟
    كُلَّما غابتْ بِلادٌ
    جاءتْ الريحُ بأُخرى
    وسؤالُ الوقتِ دَوّارٌ
    وماذا لو رمى الشاعرُ كُلَّ الاسئلهْ ؟
    ورأى أنْ أقْتُلَهْ ؟!
    ياقوت
    **********
    لِرؤاي أجنحةٌ
    وللنجمِ اصطفاقْ
    إمّا دعوتُ
    فإنَّ في كَفِيَّ ياقوتاً بِلونِ دمٍ
    ومِنْ آياتهِ أنْ لا يُراقْ !
    قلادة
    ********
    مُشْعْشِعَةً تسحَبُ الشمسُ
    خيطَ قِلادَتِها مِن إسارِ الغيومِ
    وتَهْتَزُّ فوق رُبىً صافيهْ
    يا ضياءاً تُرى
    هل تَرى
    ما أرى
    في التَأَلُّقِ
    واللَّحظةِ الساميهْ ؟
    قطفتْ نَداك يدي
    ********************
    أرويكِ للشمسِ الوئيدة إذْ تمدُّ شعاعَها كخيامْ
    والذكرياتِ كسُفْرةٍ
    ودمي الطعامْ !
    وحكايتي وطنٌ وقد حاذرْتُهُ
    إذْ كيف مَن يصبو لهُ لا يصبو إلاَّ للكآبةِ والفصامْ !؟
    تلك الضريبةُ – لو عرفتِ – دفعْتُها
    وربابةً بيدِ النخيل سمِعْتُها
    فالى مَ أبقى مُذْنِباً وعَلامْ ؟
    أروي دعيني ,
    كنتِ يوماً وردةً ,
    قطفتْ نداكِ يدي فقلتِ :
    تَرَكتَني أطيافَ قُبْلَهْ
    كيفَ انتَحَلْتَ هوى الطفولةِ
    بينما شفتاكَ مُطْبَقتانِ من أَبَدٍ على آبادِ عُزْلهْ ؟
    لا لستُ معتزلاً ولكني أسيرُ
    فتقاربي , سأُريكِ بعضَ تَذمُّري
    وأُريكِ بعضَ تَطيُّري
    ويُريكِ صحرائي خريرُ !
    ما أنتِ إلاَّ فكرةٌ صاحبتُها
    ممشىً ونافذةً وحقلا
    ما أنتِ إلاَّ دمعةٌ
    وتمارسُ التحديقَ في عينيَّ عن بعدٍ
    فهل ستظلُّ خجلى ؟
    خجلى ولكني أُحِسُّ بأنها
    ستطير من رمشٍ الى رمشٍ
    وتملأُ راحةَ الضفَتين قتلى !
    قتلى كأنَّهمُ أغاني الريفْ
    قتلى بدون تأَلُّمٍٍ ونزيفْ !
    أغنية الأضداد
    **************
    عذابي أنني لم أهتدِ يوماً
    الى سِرّي
    لذلك أهتدي دوماً الى الشعرِ !
    ورَبّي , آهِ , ما رَبّي ؟
    سؤالٌ عن جوابٍ لا جوابٌ عن سؤالٍ
    لايزالُ
    وهكذا أمري
    فَرَيتُ العمرَ في التسآل
    والريبِ الذي يفري !
    ويأسٌ قد تعرّى مثلما الأفعى
    فعلّقْتُ الثيابَ
    بمشجبٍ في الروح
    أرْجعُها اليه متى تفَقَّدَها
    وكنتُ أقولُ :
    أنا ماضٍ ,
    على كتفي يحطُّ رجاءْ
    أوزُّعُهُ غيوماً لا نجوماً
    أو أُلوِّنُهُ على كفّي أوانيَ ماءْ
    ولمّا تمَّ لي هذا
    وقد بَدَتْ الرُبى بمياهِها إلاّ خريرْ !
    وعند شفا حوافيها
    تشاجرتِ المناقيرْ
    وقد حُفَّتْ بأمهارٍ
    رَضيتُ خريرَها دوّامةَ الخطوِ
    وكنتُ جزائراً أطوي
    مُفَكِّرتي تُشير الى الصِّبا
    قد شابَ بين الأهلِ والآباءْ !
    وأكداسٍ من الأصحابِ والرُفَقاءْ !
    وأرضٌ سارَ مركبُها على موجٍ من الغاباتْ
    ومجنونٌ يبادلُ عاشقاً
    عَقلاً مُقابلَ قُبّراتْ !
    مجانينُ احتفوا بالعُرْس
    لكنْ مَهْرُهم نكباتْ !
    وكنتُ أقولُ :
    ليس يضيرُني زعلُ الصديقْ
    فلي كأسي
    وذاكرتي المُدمّاةُ الجناحِ
    ولي أحابيلي
    ولي وجهي الصفيقْ !
    ولي بَلُّ الصدى العَطِرِ
    وكلُّ مَجَّرةٍ هبطتْ الى القيعانِِ ,
    أسفلَ قَطْرةِ المطرِ !
    وقَََنصٌ من خطايا
    مَدَّها في سِكَّتي
    مُسْتَوحَشُ العصرِ
    وعند نهايةِ التطواف
    عُدتُ مُسائِلاً عمري
    عن المغزى
    عن المعنى
    وعن أبياتِ أبي ماضٍ
    ومِن قَبْلُ اشتعالاتِ المَعَرّي
    فَرَدَّ العمرُ :
    لا أدري !
    الألوية
    *********
    قمرٌ كعُرفِ الديكِ يرفلُ في الليالي
    كسِراجِ ساحرةٍ تُدَلِّيهِ الغيومُ
    وتَحتَهُ طفلٌ تناومَ في حكايات السعالي !
    حتى إذا ألفيتُني أمشي وحيداً
    والجميعُ مضوا لنومٍ هانيءٍ
    فهناكَ الفُ حكايةٍ تُروى
    وراويها خيالي
    مَنْ علَّمَ الأشعارَ طبْعَ الحانةِ المِدرارَ ؟
    قد أصبحتُ أرشيفَ الدموعِ
    وسِرَّ أسرارِ المدينةِ ,
    والمدينةُ لا تُبالي
    دَعْها فِدى أوهامِها
    أو هَبْ أنْ إهتَزَّتْ حنيناً مثلَ فاكهةٍ
    فهل يقوى الهواءُ على المَسيرِ بِبُرتُقالِ !؟
    او هل تَرى يَدُكَ المُقَدَّسةُ الذي فعَلتْ بباخرتي ؟
    فقد رفَعَتْ رئاتي العشرَ ألويةً الى شَطِّ الفراتِ
    فيا فراتُ إذنْ غَزَوتُكَ
    وانتصَرْتُ بلا قِتالِ
    وهنا كذلك قد غزوتُ
    وطالما كانَ الشراعُ الهُدْبَ
    بالأمسِ القريبِ
    وكانت الأمواجُ عَينَيها
    وأطيارُ السواحلِ رَفَّ نظراتٍ
    تَحُطُّ على الفؤادِ
    فينزوي مُتَحَرِّجاً بحرُ الشمالِ !
    ولطالما طالَ الحنينُ بمُهجتي لعذابِها
    فاذا العذابُ يبيتُ عنها بإنشغالِ
    بِمَنْ انشغَلتَ تُرى ؟
    بأيَّةِ مُهجةٍ ؟
    اوَ لَمْ تكنْ تكفي قلاعي الشامِخاتُ ممالكاً لكَ
    والجِنائنُ مسرحاً ؟
    فلقد عهدْتُكَ يا عذابُ مُنادِماً
    تحسو مع الأنغامِ كاساتي النميرة َحَنظلاً حَدَّ الزلالِ !
    العمرُ يرسلُ لي رسائلَ عن خريف العمر
    أنكُرُها , أروحُ مُوقِّعاً بأصابع الأورادِ
    إمعاناً بتحريف الرسائلِ
    ناقِلاً ما خُطَّ من حالٍ لحال ِ
    وتَطَلَّعتْ نفسي البعيدةُ للمَجيءِ
    وكادَ ينضبُ بَحْرُها
    حتى إذا مَرَّتْ بعُشّاقٍ
    أعانوها على وَمْضِ اللآلي !
    انا في المحبَّةِ لستُ بالآثارِ يوهِمْنَ الطريق بسائرٍ
    قد مَرَّ يوماً من هنا
    لكنني أبداً أمرُّ ولهفتي لِصقُ الحياةِ
    وإنْ تَعَثَّرتِ الخُطى فيما مضى
    فلسوف أنسبُ كلَّ ذلكَ للغَشاوةِ والضَلالِ !
    مالي أسرِّح ظِليَ القاني ,
    ومِن فوقي الشموسُ ؟
    فهل أريدُ به الدليلَ على انصهار الآيتَين ؟
    أرى ظِلالاً من شموسٍ
    او شموساً من ظِلالِ
    هي نصفُ عمرٍ في العراقِ
    ونصفهُ الثاني يُنادمُهُ المُحاقُ
    وإنْ أقُلْ : ما عشتُهُ إلاّ بأحضانِ القصيدِ فلا أُغالي
    وطني الذي يبقى نشيداً من طيوفٍ هائماً مُتماوجاً
    تتبادلُ الأدوارَ فيه الذكرياتُ أليمُها وحميمُها
    راضٍ انا إنْ كنتَ قد أحزنتَني لكنَّما
    نجمٌ تباعدَ فوقَ ما هو فيهِ من بُعْدٍ رِضايَ اذا حزنْتَ
    ومِثْلَهُ يمضي الى إخفاقهِ قُدُماً مآلي
    ولقد سَبرْتُ جوانحي فرأيتُها
    لا تستريحُ لِما يُريحُ
    وإنما للطَرْقِ في صَعْبِ المَنالِ
    ومَدائحي فرأيتُها مأخوذةً بالنخلِ
    يطوي الأفقَ في أبد البهاءِ
    وتُربةٍ تاهتْ غِلالاً في غِلالِ
    فلأيِّ مَسعىً حَلَّ ذِكْرُكَ صاحبي ؟
    هل لإلتقاطي من ضياعٍ باذخٍ
    ام مِن جَوىً في النفْسِ يبحثُ دون جدوى عن مِثالِ ؟
    اللاّطِمونَ عليكَ هُمْ مَن يلطمونكَ كُلَّ حينٍ بالرَّزايا
    مَنْ انا حتى أُبيِّنَ ما تَرى ؟
    تَفَهاً أقولُ برُغْمِ أني مَنْ يُهابُ
    حَبَتْنيَ الدنيا لسانَ الأوَّلينَ
    ومنهُ تَوريةَ الإجابةِ في سؤالِ
    لاميّتي
    لاميّةٌ أُخرى هنا ما آنَستْ
    ( في الأرض منأىً )
    عَلَّها ,
    ورأيتُ رؤيا كالمواسم في شَذاها
    كالدُوار
    فما لروعتها ومالي؟
    هي فِتنةٌ , أدري
    ومازالَ الرنينُ مُحَلِّقاً
    والريح تمضي بيْ على جنح الشَرارِ ,
    تبَِعتُ شَوطي للذُرى
    مأوايَ لا مأوىً لهُ
    حتى ولا أرضٌ سوى الحربِ السِّجالِ
    وهي العَوانُ قطْعْتُها حُلُماً تفايضَ عابراً مُدُناً وأسواراً
    وقد كنتُ الكريمَ جمعْتُ في المنفى
    جميعَ التائهينَ
    وكلَّ غيماتِ السماءِ
    وكلَّ غاباتِ البُكاءِ
    وكلَّ لحنٍ دافقٍ
    وعقَدْتُ مؤتمرَ الجَمالِ
    ما سِرُّ رَونقِها ؟
    تقابلَ ماءُهُ ونجيعُهُ
    فتَوائما قمَرَينِ في أبهى الخِصالِ
    ماءٌ الى شَفةِ الصدى المُرتَدِّ من عُمق الصحارى ذابلاً
    ودمٌ الى نُسْغِ الحياةِ
    يُشِنُّ نوراً باهراً
    يطأُ المسافةَ
    كوكباً فوقَ الرمالِ
    او إنْ سألتَ فَرُبَّما
    هو عاشقانِ تَفَرَّقا بيَ لحظةَ التقيا
    فَصُرْتُ الشاهدَ الرائي على ظُلْمِ الوِصالِ !
    ليُقال َ: أحلاها البُعادُ !
    وليتهُ كانَ البُعادَ
    فإنهُ قَلَقٌ تفَرَّعَ عن جنونٍ
    واندهاشٍ وارتعاشٍ وإعتلالِ
    ما دارَ في خَلَدي بأنْ أبقى المُشرَّدَ
    في عراقِكَ يا عراقُ وفي بلادِ الله طُرَّاً
    كي أناديَ : يا فناءُ أَعِنْ دمي ,
    فأنا فنيتُ لغايةٍ أخرى
    جعلتُ الشِعرَ خاتمةَ الأضاحي
    وإستوى ألَمي على عرشِ الثناءِ
    بحيثُ تبسمُ لي أساريرُ المُحالِ
    ما عدتُ أحفلُ بالأسامي
    سَمِّها
    لاميّةَ المَنفى
    أو المَشفى
    فكلُّ التَسمياتِ سُدىً
    سوى لفظِ الجَلالِ !

    يَدُ النادِل
    *********
    أُمّي ,
    ها هو إبنِكِ يسألُ
    مَن ولّى ومَن عادْ
    مَن يحملُ خبراً عن نَجداد*!؟
    ******
    تأمَّلتُ هذا
    فقُلْتُ ولكن : أيُطوى شقائي ؟
    فقالتْ يدُ النادلِ الواضعِ الكأسَ :
    من دون كأسٍ ؟
    مَعاذَ الشقاءُ , مَعاذا !
    ---------------
    *نجداد : كلمة منحوتة من نجف وبغداد .

    ماذا أتلو ؟
    *************
    يتبعني ظلّي كغيمهْ
    ماذا أتلو؟
    هل من نغمهْ ؟
    أنا يازيدُ ويا عَمْرُ
    إبتكرتْني الخمرُ .
    لكنْ لو يُجْدِي أمرُ
    فيُعزِّيني ويُلهمُني
    أنْ لا أحدَ بتاتاً يُشبهني
    لا أحدَ ولا شيءَ
    وذاكَ رِهاني مع الزَمنِ !
    سُرَّةُ الصحراء

    ***********
    ثَلْجاً تَصَبَّبَ ذلكَ الليلُ الخريفيُّ البعيدْ
    ترنو اليهِ اناملي
    نجوى دعاءٍ ساهمٍ
    وجبالُ كردستانَ ساهرةٌ
    تُرَدِّدُ شِعْرَ جُنديٍّ طَريدْ
    غابَ القمرْ
    فحَمَلْتُ اشيائي لاخطوَ في شِعابٍ
    ما اضاءَ شِعابَها غيرُ الخَطَرْ
    حتى عَبَرْ
    لكنْ الى اينَ العبورْ ؟
    بالامس كان السجنُ قَيئاً
    جَنْبَ حجرةِ آمِرِ الماخورْ
    قُلْ للجنوبِ :
    اكانت الصحراءُ في حَفْلٍ ؟
    فَإنَّ ذِئابَها رَفَلَتْ
    إذْ اجتَزْتُ الرمالَ الطوطميَّةَ
    في مَسارٍ كالمَجامِرْ
    يا نهرَ مِلْحٍ فوقَ نَبعكَ والمَصَبِّ
    قد انحنى ضَمَأي قَناطِرْ
    وحمِلتُ لونَ الماءْ
    غَيبوبةً , إغْماءْ
    وتَعَثُّراً في التيهْ
    حتى إذا ما لاح دجلةُ عُمْتُ فيهْ
    حَذَرَ ( الكِلابِ )
    فطافَ مُبْتَعِداً قصيدٌ اقْتَنيهْ
    مِسخٌ حُكوميٌّ يومَنّي النفسَ بيْ فَيخيبْ
    والمَغربيُّ بذلكَ الزمنِ العجيبْ
    أبدى ............. مَناراتٍ فاخفى نَعْشيَ المَذهولَ
    والمُلْقى على أقصى الرصيفِ :
    وصَلْتَ بغداداً , يوَدِّعُني
    فأحزِمُ يأسيَ الحاني ,
    ومَرْكَبَةٌ تغيبْ .

    لا شعوري
    **********
    لا شعوريَ أصدقُ حيوانْ
    لذا فهو إنْ باحَ ليس يُدانْ
    إنهُ الأرضُ مشدودةً رَغَباتٍ كما هيَ صُمّاً
    وسخريةً وجنونَ مَعانْ
    وخساراتيَ المُستَمرّاتْ
    تُهَوِّنُ عندي الذي فاتْ
    أتخَطّاهُ مِهما يلُجُّ
    وكم قد تَشَفَّيتُ بالذكرياتْ !
    ما كتبتُ الى أحدٍ أسْطُراً كرسالهْ
    إلاّ وجارتْ على ما كتَبتُ الثُمالهْ !
    وكم قد تحدَّثتُ ثُمَّ نَدمْتُ !
    لماذا ؟
    لأنَّ حديثي انبرى في عُجالهْ
    ولا فرصةٌ كي أقلّبَ ما قُلْتُهُ
    فأعيدَهْ .
    غالباً لا أُجيد الحديثَ
    سوى بلسانِ القصيدهْ .

    في طريق الى الورشة
    ****************
    باكراً استقلُّ الرصيفَ......
    جلستُ على مقعدٍ انما
    شخصٌ جَسيمٌ غريبُ المعالمِ
    يهوي على مَقعدَينِ أمامي !
    لا يَكاد يُرى مِن دُخانِ سيجارتهِ !
    وكثافةِ صلعتهِ !
    ظلَّ يهَدّدُ أو يتوعّدُ حتى ظِلالَ الهواء ,
    أرتعبتُ ,
    مَشيتُ أمامي
    مشيتُ ورائي
    وصلتُ الى عملي مُنْهَكاً مثْلَ عِلْكْ
    عازلاً في قرارةِ نفسيَ هذا وذاك وهذي وتلكْ !
    فكرةٌ طرأتْ
    ما عهدتُ مساراتِهِِِا قَطُّ من قبلْ
    كأنيَ رحتُ أسير على عجلٍ
    والحياةُ تسير على حَبْلْ .

    كان غِناء
    *********
    نايي يسيحُ وراءَ الجبالِ
    قَنالاً الى الغدِ
    عَوَّلتُ دوماً عليهِ
    ورفيفاً نجا
    من خرابٍ سجا
    فَأَومأَ قلبي اليهِ
    ومنقارُ طيرٍ أطلَّ كَلهبةِ شمعهْ
    وتلفَّتُّ : كان غِناءٌ وقرعُ طبولٍ
    تساءَلتُ :ماذا ؟ فقالوا : خميسٌ* تَزَوَّجَ ,
    آهِ , ضَحِكْتُ :
    خميسٌ تَزَوَّجَ في يومِ جُمعهْ !
    هكذا طائرٌ اجذلتْ رحلةٌ دمعتيهِ
    بنجوين- كولونيا
    1985-1999
    --------------
    خميس : اسم راعٍ كردي .

    المُسجّى
    ***************
    في الازِقَّةِ مُستَلَباً ظَلَّ , طَيَّ السآمةِ , مُزْدَهِرَ العثراتْ
    وشاهدةٌ دونَهُ لإمامٍ
    تقولُ : الُمسجّى هنا طاهِرَ الذيلِ عاشَ وماتْ
    فَصَحَّحها , خَطَّ :
    عاثَ وماتْ !
    وايرانُ كانت كذَقْنِ الخمينيِّ
    مدهونةً بالفتاوى ,
    حُسينيَّةً وحدَها !
    ولياليكَ تعدو بها إسوةً بالنهاراتْ
    مَذبحةُ التابواتْ !
    طهران-كولونيا
    1985-2000

    عسف الصحراء
    ************
    أحتاطُ
    وروحي لحنُ الأَلمِ الجامح والإحباطِ
    تطُلُّ بِبُرْءِ ضحيَّهْ
    آخِذَةً مِن عَسْفِ الصحراءِ هُويَّهْ
    وشباباً عَرَكَتْهُ كؤوسٌ زَحلاويَّهْ !
    ها هيَ تَتَهَذَّبُ , تُصبِح جيرمانيَّهْ !


    الرائح والغادي
    ******************
    قَمَرٌ أخضرُ راحَ يطلُّ
    على الابوابِ لأوَّلِ مَرَّهْ
    يا حقلاً ضَلَّ الدربَ
    سَيُحْلَقُ ضوءُكَ في شَفْرَهْ
    قَمَرٌ يُطْرَدْ
    وسَديمُ الليلِ دليلٌ أوحَدْ
    أدخُلُ كالاسرارِ لُبابَهْ
    ووراءَ النهرِ بأقصى الافقِ
    شبابيكُ أضاءَتْ كالحشراتِ بِغابَهْ
    يارَبُّ انا الرائح والغادي
    حَيرانَ عَليلْ
    ياربُّ أما كان من الإنصافِ
    - وحاشاكَ من الإجحافِ -
    بأنْ تُسقيَني آلامي
    على جُرعاتٍ !؟
    سُبحانَكَ ,
    لكنَّ عزائي وهو قليلْ:
    أوراقي المغمورةُ بالسِّلمِ
    ونوباتِ التقبيلْ !


    بؤس
    *******
    لا إلى اللُّقيا سبيلٌ
    لا ولا للهَجْرِ داعْ
    قَصَبُ السَّبْقِ لبُؤْسي
    وبَراءةُ اختِراعْ ْ!


    مِن بَعْد لأْي
    ********
    الحبُّ يدعوني ,
    إلى أينَ المَفَرْ ؟!
    لا فرْدَ يُصغي أو يُجيبُ
    ولا حَجَرْ !
    ها إنني مِن بَعْدِ لأْيٍ
    أنتَضي قيثارتي
    وأشُدُّ أحزِمَةَ الشَجَرْ
    يا أيُّها العُصفورُ كُنْ بِمَعِيَّتي
    أرضى بأنْ تجتازَني
    فَلَكَ الجِنانُ جميعُها
    وليَ ألأَثَرْ !
    فَيُجيبُ عن ( نَحْوَ الفِخاخِ ؟!) بألفِ لا ,
    هذي نِهايةُ مَن تًعَصَّبَ للغَجَرْ !

    البُشارة
    *******
    ُمتُّ اعتباراً من جنوحيَ نَجمةً مَعْصوبةَ العِينَينِ
    حيثُ أُذيعُ سِرَّ الموتِ :
    يَبقى الموتُ مَشْروخَ الحياءِ
    كَأَيِّ مَأْمورٍ عَنيدْ
    يأْتي على لُبِّ الوجودِ
    وفي الخِتامِ بلا رَصيدْ
    وخَبِرْتُ من بَعْدِ التباعُدِ والتَقارُبْ ,
    بَعْدِ إحتداماتِ التجاربْ
    أَنْ كُلُّ حِرْصِكَ كالطنينِ وأَنَّهُ
    لا يُجْدي حَبْلُكَ يا مُحارِبْ
    إلاّ على الغارِبْ !

    أَوَّلاً بِأَوَّل
    ********
    إِذَنْ حالَ الصباحْ
    أَيا ذاتَ الأَكيراحْ !
    وجوريٌّ تَوَعَّكَ صَدْرُهُ
    فَشَكا الى القِدّاحْ !
    غُبارَ الطَلْعِ ساقيني
    وضاعفْ في مَعيَّتيَ الهباءَ
    وإنْ شَكَكْتَ فَصَهْ
    لأَرْويَ سِيرَتي راحاً بِراحْ !


    مِن سمائي الأُولى
    ***********
    ثَمِلاً سُرتُ أَسأَلُ :
    أينَ تُرى ألتقيها ؟
    ضَحكَ الجمْعُ , قالوا :
    دَعِ الشوقَ في وِكْرهِ نائماً واحتسِ مَرَّةً ثانيهْ
    فَإنْ كانَ عُمْرُكَ في الحُبِّ يوماً
    فَفي الكأْسِ ليسَ سِوى ثانيه ْ!

    تفاهات
    *******
    أمضي الى المكتبهْ
    بخُطى راهبهْ
    فاكهةٌ في طريقي ألَذُّ من الخوخِ والتينْ
    يقطفُها الكلُّ إلاّ انا
    دونما سببٍ لإمتناعيَ حتى ولا لَذَّةَ الإختلافِ !
    لذا فهيَ مُمْتَنَّةٌ ليَ دوماً
    إمتنانَ المكائنِ للمُضْرِبينْ
    إمتنانَ الخنازيرِ للمسلمينْ !
    طويتُ الجريدهْ
    وكأنيَ تُمْلي عليَّ عقيدهْ
    أجَّلْتُ خمرَ الكتابِ
    تَصَفَّحتُ متْنَ الشرابِ
    سطراً وحيداً قرأتُ فَغَنَّيتُ
    حتى رأى السطرُ أنْ أستزيدهْ !


    يأسي
    *************
    يأسي لا يبرحني
    والأنكى من هذا ليس يحاورني
    فهو كما المَلِك الممسوسْ
    يتخَطَّرُ في زهو الطاووسْ
    يأسي مَلِكٌ , أدري
    لكنْ قد يتعقَّّلُ يوماً
    فهو الأقربُ للصدقِ
    لم يُؤذِ سِوايَ من الخَلْقِ
    مَلِكٌ لكنْ
    لم يتَلَوَّثْ بسياسات الشرقِ !


    مُتصالب الضلوع على مَرْقى
    *************
    طواحينُ هولندةَ العاليهْ
    أزاهيرُ عَبّاد شمسٍ تَميلُ
    بِحيثُ تَميلُ القلوبُ
    وتخفِقُ كالساقيهْ
    واحةٌ لاحَ منها شهيداً فَرَحْ
    لاح منها غزالٌ بقُرْنينِ مُنْحَنيَينِ
    كقوسَيْ قُزَحْ
    وانا تحتَ غيمٍ صَدَحْ
    نازِلٌ مِن مَراقي البُزاةْ
    مُفْعَمٌ بالدهاليزِ ,
    بالشرقِ,
    بالحَرْقِ ,
    بالخَنْقِ ,
    بالكيل من عَطَبِ الذكرياتْ
    طواحينُ هولندةٍ إِذْ تَدورُ
    يدورُ الفضاءُ ,
    تدور الكؤوسُ ,
    ومَرعىً فمرعىً
    وحاضِرةً حاضِرهْ
    يقْظَتي قارّةٌ واختفَتْ مِثْلما باخرهْ
    كان قاعُ المحيط كما الريفِ أخضرَ
    والأفقُ أحمرَ كالآخِرهْ
    أَضُمُّكِ ذكرى شبابٍ بَهيٍّ مُعَنَّىً
    وأُشْهِدُ أقداحيَ الهادِرهْ !


    مَقامة مُوَقَّعة
    ********
    (( الغد بين الأمس واليوم ))
    أشكو وأرضُ الدجلَتينِ سعيدةٌ !
    وكذا قَطاها
    ويَسُفُّني التعتيمُ وهي تُضيءُ ,
    أشكوها زُمُرُّدةً وأقنطُ من سناها !
    هذا السنى
    لَهَفي انا
    واذا تشاءُ فنَرجِسٌ
    او لا تشاءُ فقامةُ الزيتونِ والصفصافِ
    وامتَدَّتْ الى عُنُقي يداها !
    ما زالَ يرسمُ لي المعادَ
    ويومَ ودَّعتُ البلادَ
    شكرتُهُ بمقامةٍ
    او قُبلةٍ أرخيتُها في كفِّهِ فتَفَتَّحتْ
    بالرُّغمِ من أني يئستُ وكنتُ أحسبُهُ طواها !
    وأراكَ مسكوناً كما الأحداقِ بالغدِ والمَدارِ
    وها هُما التحَما التحاما
    والأصلُ أنكَ لا تَني ترتاحُ في نبضي المعنونِ للخُزامى !
    يا منهلاً ما زال بالأسماكِ والمِرجانِ يعدو
    إيّاكَ أستهدي وأشدو !
    وأدورُ ما هطلَ الهديلْ
    او صارَ للقمر اقتداءٌ بالشموسِ ولَوثةٌ
    فَلَهُ شروقٌ مثْلُها ولهُ أصيلْ !
    وانا امتثالٌ للهوى وقيودهِ
    مع أنني مِن أوَّلِ الثُوّارِ
    مُذْ كنتُ الصبيَّ عرفتُ لَذّاتِ التمَرُّدِ
    والخروجِ على سراديبِ الخليلْ !
    مُذْ كان شِعري رَهنَ درسي
    مُذْ كنتُ في ريعان يأسي !
    ليسَ انفكاكاً ما أريدُ وإنما رُزَمٌ من الظلِّ الظليلْ
    ومن الرواءِ , من الغناءْ
    عنقودُ لحنٍ في يدَي عفراءْ
    في جيدِها ,
    وعلى مسافتها سَواءٌ إنْ عثرتَ وإنْ مررتَ
    ففي النهايةِ لا أراكَ قد استفدتَ
    وهكذا أبداً هُمُ الشعراءْ !
    ويطيبُ لي في الحُبِّ نقضُ شهادتي
    والإتكاءُ على الظنونِ
    وبيتُ شِعري مثلُ بيتِ العنكبوتِ
    ومن فرائسهِ الجنونُ !
    فلو تُصيخُ لما جرى بالأمسِ :
    أفئدةُ الصداقةِ من أعاديكَ
    الطلاسمُ من معانيكَ
    النوافذُ مثلما الحَجَر الأصَمُّ
    الهاوياتُ كأنها الجبلُ الأشمُّ
    الطيِّباتُ كأنَّهُنَّ الإثمُ
    حزبُ القبرِ يبدو أخلَدَ الأحزابِ
    والروبوتُ أرهفَ مُهجةً من سائرِ الأعرابِ
    ويحُكَ ,
    أيُّ مهوىً للمآقي حينَ تنتحلُ الضياءَ ؟
    البدرُ أدنى من منازلنا الينا
    والسحائبُ من يدينا
    فاستَلَلْتُ يراعيَ الذاوي
    لتصعدَ فيكَ أنساغٌ وَرِيقاتٌ
    وقد كانت لِحَدِّ اليومِ أفياءاً ترفرفُ في هوائِكْ
    وانا أسيحُ دمي لتحفُظَ ما تبَقّى من دمائِكْ !
    لن أستعينَ بقافياتِ الندْبِ
    لا أبغي الوقوفَ على رثائِكْ
    لكنني مِمَّنْ جحيمُهُمُ الجِنانُ
    اذا أرادوا
    والجحيمُ اذا أصابهمُ العنادُ
    وإنما يبقى القرارُ بِغَضِّهِ وغضيضهِ بيدِ الحبيبِ
    وكبريائي دائماً من كبريائِكْ !


    أقداح مِن دون بَراح
    *************
    يا لَلْوحشةِ يا لَلْوحشهْ !
    شَجَرٌ تتساقطُ مِنهُ فصولُ السنةِ ,
    خريفٌ يختطِفُ الأضواءْ
    قاماتٌ مُنْتصِبَهْ
    بِظلالٍ حدباءْ
    موجةُ أنهارٍ تجتاح الأعتابَ
    مِياهاً صَدِئهْ
    ويُشاعْ
    أنَّ كؤوسي - جمراً كانتْ أمْ جُمّاراً-
    غُلٌّ وخداعْ
    وقصيداتي خَرَسٌ وعُصابٌ
    وهي صياحُ ديوكٍ فوقَ شِراعْ
    وغُرابٌ ورديُّ اللّونِ
    سَنيٌّ لَمّاعْ !
    الكُلُّ نفوسٌ هَشَّهْ
    يا لَلوحشةِ يا لَلوحشهْ !
    أنأى ,
    أتعَهَّدُ رأسي بالخمرةِ
    والعالمَ بالهجرةِ ,
    أعوي :
    لستُ بليداً فأُغامِرُ ثانيةً بالصَحْوِ !
    سأبقى سكراناً حتى الأمسِ
    بِذاتِ الكأسِ ,
    بِذاتِ الرعشةِ ,
    ذاتِ الدهشهْ
    يا لَلوحشةِ يا لَلوحشهْ !


    مَزامير
    *********
    أيها الوطن ,
    يا ابنَ الشرق المسحور ,
    أيّها ألآمِنُ من الأمان
    سأُجازيكَ هذا اليوم
    ولكن ليس كما جازيتني
    فَبعدما طَلَّقْتَ أحلامي ثلاثاً
    سأُغَنِّيكَ , أغَنّي أنهارَكَ ثلاثاً
    فَعَليكَ بأوراقي هذهِ ,
    والحَذَرَ , الحَذَر
    فقد تُفاجِئُكَ أفعىً نهريَّةٌ
    تَطُلُّ برأسِها عليك
    ولكنْ لا .....
    فَمِثْلُكَ يا حاوي الأفاعي
    لا يُغَنّي الأفاعي فَحَسْب
    بل ويُقَبِّلُها كالمَزامير !


    النهر ألأوّل قبل الميلاد
    ************
    رؤيا عن نهرٍ لازْوَرْديٍّ دَنِفٍ عاشقْ
    أودى بِثوانيهِ الحُبُّ
    دقائقَ إثْرَ دقائقْ !
    وقروناً إثْرَ قرونْ
    نَهرٌ جُنَّ
    وثانيةً جُنَّ بهِ المجنونْ
    لا أعشقُ ما فيهْ
    إلاّ كُلَّ اغانيهْ
    نهرٌ من خفْقِ البانْ
    بضفافٍ تَتَعرّى كالجانْ
    وهو بِبالي ألآنْ
    يتَشفَّون بِأنْ صار يُقاطِعُ أضواءَهْ
    لا أرثيهِ ولا آلاءَهْ
    بل أتشفّى بالمُتَشَفّينِ ,
    بِشِعري أخلقُ عَنْقاءهْ !


    هكذا يصعد السيل
    ****************
    ها هناك
    ـ وحَسْبي رنينُ الدموع الفريدهْ ـ
    تلالٌ بعيدهْ
    ونهرٌ من الأصدقاءْ
    شراعيَ يعلو فَتلمسُ قِمَّتُهُ غيمةً
    كبُرَتْ في سِنيِّ العطاءْ
    والنهارُ يصُبُّ سَديمَهْ
    فيا صيفُ ,
    يا محضَ مَنْظومَةٍ للحفيفِ
    دموعاً إذاً هكذا يصعدُ السيلُ
    حتى رفوفي القديمهْ !
    لأيِّ المدائنِ أصْغَيتُ ؟
    أيَّ الملائكِ ناديتُ ؟
    ثُمَّ إذا الافقُ نهرٌ
    فدائرةٌ من يخوتْ
    يقولونَ : لا تحتجبْ
    وامنَحِ الشوقَ فُرصةَ أنْ يجتبيكَ
    وإيّاكَ إيّاكَ أنْ لا تموتْ !
    وإياكَ أنْ لا تجوبَ المَعابِرَ
    مُنْتَظِراً لحظةً آزِفهْ
    تقولُ بها : يا مَدارُ
    تقول ُبها : يا حِصارُ
    غيابي جوابٌ
    على كُلِّ أسئلةِ العاصفهْ .

    صبواتٌ مُؤَجَّلة
    **************
    أَبَداً إذا تأوي الأحاديث الطِوالِ
    لصمتها أبَدا
    ويُصغي النهرُ لي ولهم سُدى
    يهتاج ذِكْرُ ألأقدمين بِبالِنا
    هو مُطْبِقٌ
    حتى إستحالَ تَميمةً فَتوطَّدا
    كَفَجيعةِ الغرباءِ
    أو كالتاءِ أنَّثها السنى
    أرَجُ القصائدِ نَهرُنا
    واليومَ فلْيَرْحَلْ ولكنْ ليسَ مِن دوني !
    بَعيداً في مَجاهيلِ السديمِ كما هيروغليفيَّةٍ
    شَرَدَتْ بقافيتي التي انا مِن شوارِدِها
    ومَجْدُكَ أيُّها النهرُ الطُفوليُّ الصفاءِ
    بأنَّكَ الساري بهفواتي وغصّاتي ,
    قَرَنْفُلَةً ذوى المَجرى
    وما الشعراءُ ......... إلاّ الشيبُ
    ويحُ كُهولةُ الأطفالِ ,
    مَن ذا قالْ
    انا ما زلتُ
    أو ما زالَ ........ ؟
    إني عائدٌ لِمَنابِتي وَهَجاً
    وهذا ديدنُ ألأشياءِ ,
    باْسمِ الماءْ
    أنا المُتَعَطِّشُ الداعي لكلِّ خَطيئةٍ مَقموعةٍ
    مِن بينها الإِسراءُ
    غامِرْ بيْ
    فأتبعُ بَغْشَةً غَنّاءَ
    ثوبي رحلةُ العصفورِ
    مِن نَبعٍ الى نبعٍ ...........
    سرابُ العالمِ المحفورُ نيراناً بِذاكِرتي
    فلا بهجهْ
    أثيرٌ أيُّها النهرُ الخرافيُّ البُكاءِ
    أَلا ....
    أَلا ....
    أَفديكَ مِن نهرٍ بِمَوجَهْ !
    كنتُ أدري


    نوافذي تنوء بالآفاق
    **************
    عندي رؤىً غرَبَتْ مع الأشياءِ
    كنتُ حَييتُ منها , من مناقبِها
    وبلغتُ شأواً في العواءِ !
    فكان فجرٌ راقدٌ في مهجتي يصحو
    فيحكي عن غرائبِها
    وتطلُّ أفراحي عليَّ مُجَدَّداً ,
    تأتي فأسعى في مناكبِها
    ما زال يطرقُ كلَّ نافذةٍ مع الأصباحِ نبضي
    فغداً أُلملِمُ هذه الطُرُقاتِ ,
    أحزمُها بأهليها وأمضي
    بيَ رغبةٌ أنْ تصدحَ الجدرانُ خلفي بالوداعِ
    وتؤميءَ الأنسامُ بالغاباتِ لي
    والثرثراتُ بآيةٍ منها تُحاكمُنا وتَقضي
    ومداخنُ الأتراكِ بالشرق المؤَذِّنِ
    فوق أكتاف السطوحِ
    كأنهُ القَدَرُ الذي يسعى ليوقفَني
    فأهربُ تاركاً في كَفِّهِ السمراءِ بعضي
    وأعومُ والناسَ الخُطاةَ بأنهُرٍ لا ذكرياتِ لها
    وأغسلُ أضلعي في البَدءِ ثُمَّ ضلوعهم
    من جوقة الآثامِ والأحلامِ
    أجعَلَهم كما الشعراء
    يأساً دائماً ينمو كمَوّالٍ على أصقاع أرضي
    وحلمتُ أني فَجأةً ما عدتُ أحلمُ !
    كيف لي ونوافذي عصَفَتْ بها الآفاقْ ؟
    واليومَ ضَمَّتْها كأجنحةٍ وأرْخَتْها عناقْ
    وأنا أعانقُ مَن تُرى غيرَ الفراقْ ؟
    لكنَّ مَن فارقتُهُم كانوا المواسمَ لا البَشَرْ
    فالناسُ ماتوا قبلما فارقتُ تربَتَهم أذىً
    فظللتُ وحدي
    والسنون يُشِعُّ من دمها القمرْ
    قمرٌ تنكَّرَ للمُحاقْ
    ولقد خبرتُ الوهمَ حتى صرتُ من طُلاّبهِ
    واليأسَ حتى صرتُ من أحبابهِ !
    لكنْ أُجَمِّلُهُ ,
    أُسمِّيهِ انعتاقْ !


    لا ضياءْ
    *********

    طريقيَ مقلوبة الضوء بل لا ضياءْ
    يمدُّ جناحيهِ من فوق أضْلُعِها المتعرِّجةِ ,
    يمشي عليها ,
    يورِّطها بالشقائق أو بالحرائق أو بالحِداءْ
    عن شمال طريقي
    صفوفٌ من العاطلين عن الحُبِّ
    عن يمين طريقي
    هِمَلايا من الأدعياءْ
    تداعوا لعزفي
    وقراصنةٌ ينهبونَ عذابيَ وَضْحَ النهارِ وشَسْعَ البحارِ
    ولا يعرفونَ دروبَ التَخَفّي !

    مَشْتهى
    *********
    يا مُشتهىً للمُشتهى
    يا مُطلِقي من أسرِ روحيَ
    انتَ أسرُ الروحِ , محرابٌ لها
    عُدْ بيْ اليها انّما
    انا وأعتناؤُكَ باعتلالي
    ليس إلاّ .........ّ وانتهى !


    إلاهُ العُتْمة
    *********
    النجمُ يرى أنْ أسكرَ حَدَّ الذُروةِ
    كي أنجوَ مِن نجواكْ
    ولَعَلّي أعلِنُ باسم إلاهِ العُتْمهْ
    ما من نجمهْ
    إلاّ كأسُ نبيذٍ أحمرَ
    تترَجْرَجُ في كفِّ مَلاكْ .
    فودعاً لي ولكم ولها
    ذبتم عجباً
    وهي دلالاً
    وانا وَلَها !


    شهيُّ الجنى
    *******
    قمرٌ زارني بينما كنتُ أرتُقُ مِئْزَرَ ليلي
    بِحيرَةِ هذا اليراعْ
    ليَبْدأَ فصلٌ جديدٌ يلذُّ على جَبْهتَيهِ الصراعْ
    ويهوي البَرَدْ
    كالشَراراتِ عند اكتشافِ الجَسَدْ
    حينَها لم أُوافِ سِوى الحُبِّ
    سائلتُهُ : ياحبيباً وأكثرَ ,
    هَلاّ أعرتَ حنيني سماعْ ؟
    فجاءتْ إجابتُهُ : قد وقد !
    فكان السَّحَرْ
    شهيَّ الجَنى كرهاني
    لا كرهان البَشَرْ !


    ا**********
    وهذا العقلُ المَربوطُ كما الشاةِ بنَفْسِهْ
    لا يعتَرِفُ بنَقْصِهْ .
    أمشي في هذي الساعةِ
    مُرْتَدياً زخّاتِ المطَرِ كمِعْطَف
    من عدمِ مُبالاةِ الأنسانِ
    بعمقِ هزيمتهِ وأَلْطَفْ
    أقدامي يُضُيءُ لها المجهولُ الدرْبَ فَتَسعى
    لا تعرِفُ حَدَّاً من وسَطِ
    وكأُمِّ صِغارِ القِطَطِ !
    في بَلَدي المُتَصَوِّفِ للغَلَطِ
    لم أتركْ حاضِرةً
    إلاّ وركلْتُ بلادَتَها بالشِعْرِ الوحشيِّ
    وهل مِن بَعْدِ الشِعْرِ كلامٌ غيرِ الشَطَطِ ؟
    ووجودٌ غيرُ النَمَطِ ؟
    أما عن مَلَكوتِ الغُربهْ !
    فالغربة واحدةٌ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ
    لكنْ ما أدرى الغافل ما الغربهْ ؟
    هي في الخاطر منذ صِباي
    تَلَقَّفَها - إنْ شِئتَ - كايّةِ لُعْبهْ
    فالفارقُ لا محسوسْ
    فهنا وهناكَ
    هي استمرارٌ لشعائرَ شائعةٍ وطقوسْ
    ولكي تحياها في وجدانكَ او تعتادَ مجاهلَها
    وأوائلها وأواخرها
    لا تحتاجَ الى قاموسْ !

    أغنية
    ********

    تأخذني اللذّةُ
    حين تغادرني أشيائي
    حين تلامسني أعضائي
    واللذّةُ بَوحُ
    أسمعُ أنغاماً
    يسمعني نَوحُ
    واللذّةُ أصلُ التبريحِ
    وشراعي العالقِ في الريحِ
    واللذّة أسرارُ
    أحملُ أشجاراً
    تحملني ثِمارُ
    وتُفَرِّقُ أشعاري بينَ دروب الأيّامِ
    عرباتٌ مَلأى بحقول الشِمّامِ
    واللذَّةُ تبريكُ
    وعلى أسيجةِ المرعى عند الفجر
    تَميسُ غِلالُ
    يُشَعْشِعُ هالُ
    يؤَذِّنُ ديكُ !
    :
    عندي من حُبِّ حبيبي قارّهْ
    عندي الى رَبّي أنباءٌ سارّهْ !

    شراعٌ مركون
    ************
    قلبي يَمسحُ عن شُرفتِهِِِ نبضاتِهْ
    ودمي تَعِبَ من الجَرْيِ ,
    مضى يحصي في وهنٍ عثراتِهْ
    يتلَفَّتُ بِسُكونْ
    يَحيا في عُزلتِهِ كشراعٍ مَركونْ
    ما عاد الغيمَ التَيّاهْ
    ما عدتُ أُفَتِّشُ عن ماضي اللّهْ
    ما دُمْتَ صديقاً لتفاصيلَ صغيرهْ
    وهمومٍ في الرُوحِ أثيرهْ
    فستُضْطَرُّ لئن تَقْبلَ ما تعرضُهُ الأيامُ عليكَ
    بدونِ مُجادلةٍ : اليأسُ القاتلْ
    ذاكَ جديدُ بضاعتِها
    وهو عتيقٌ ياابنَ الناسِ فَفيمَ تُجادلْ ؟
    *****
    كيت وكيت
    ****
    -1-
    كيتْ وكيتْ
    شُعراءُ يَحُدّونَ الاسنانَ
    على طَبَقِ الانترنيتْ !
    وماذا بَعْدُ
    عَقَمَتْ هِنْدٌ
    ونأَتْ دَعْدُ !
    لَو عرفوا الشِعرَ لَقُلْنا : طوبى
    لكنْ ما حيلةُ سَبّاحٍ رِعْديدٍ
    وجَدَ البحرَ أميناً
    إلاّ أنْ يَبْليَهُ رُكوبا !؟
    -2-
    يا إِمَّعَةً هُمَزَهْ
    أَلْيَقُ بالنكِراتِ العُرْيُ
    فَدونَكَ ( أل ) التَعْريفِ
    وقَدْ ضاقتْ بِكَ دارُ العَجَزهْ !
    -3-
    شكوايَ في البَدْءِ
    كانتْ ترى الداءَ في بُسَطاءِ البَشَرْ
    على أنها أكتَشَفتْ بلهاءَ يُسَمّونهم شعراءَ
    ولا أحدٌ منهمُ مُدْرِكٌ قيمة ًفي الحياة
    ولا في الفِكَرْ.

    إهليلج
    *******
    لم تَعُدِ الشمسُ طائرةً وَرَقيَّهْ
    وخِصاماً لطفلينِ صُبْحاً
    على لُعبَةٍ أو هَديَّهْ !
    ما لها أصبَحَتْ ناسِكهْ ؟
    إنَّها الشمسُ - إنْ تأتِ –
    لا تأتي إلاّ على مَوجةٍ مُنْهَكهْ
    مِثْلَ إهليلَجٍ ,
    زورقاً كانَ أم قَلْبَ مانجو
    وفي كُلِّ حالٍ
    هيَ التهْلُكهْ !


    نَزْوَةٌ فَغَرَق
    *************
    مُتَحَفِّزَةٌ للنُعاسِ الهُمومُ
    سِوايَ , سِواهُ
    وبَرْقٌ خَطَرْ
    كوكبٌ شَتَويٌّ أُلاحِقُهُ
    إنَّ قارِبَهُ مَنْجَمٌ للسَّفَرْ
    والفَناراتُ راعِشةٌ كالسنابِلْ
    والضفافُ كما مَعْرضٍ
    جُلُّ رُوّادِهِ الرَمْلُ والزبَدُ
    إبتَعَدَتْ مَشْهَدا
    يالَها من صدى نَزْوَةٍ غابَ في الليلِ
    عنها الصدى
    كوكبٌ غابَ بيْ وسْطَ موجٍ وليلٍ
    ورَفْرَفَ مُبْتَعِدا !


    مِن مَرقدي الكولوني
    **************
    يا مَن ليستْ فئةِ الأحياءِ الآنَ
    كما ليستْ من فئةِ الأمواتْ
    لكن أنْ أستجليَ هذا الأمرَ بـ (كيفَ)
    فَهَيهاتْ
    ماذا أروي ؟
    أأصيحُ :
    غَرَسْتُ بأرضكِ عشرَ جنائنِ نخلٍ
    وغَرَسْتِ بأرضي عشراً
    من غاباتِ السروِ ؟
    ماذا أروي ؟
    يا سِفْرَ قصائدَ
    قَفّاها الزهوُ ونَغَّمَها كِبْرُ الذاتْ
    لنْ أتمادى فأُسمّي شِعراً
    ما أكتُبُ في هذي اللّحظاتْ
    يا جُرحاً يستَعمِرُ قلبا
    أنَصيبي في الدنيا أنْ لا تبقى في كفي
    إلاّ نارٌ تسقي حطَبا ؟
    أتَلَفَّتُ ,
    لا ألمَحُ غيرَ البَجَعِ المُضْرِبِ عن سمفونيَّتهِ
    وجنوني المُضرِبِ عن كونيَّتِهِ
    فاُلاقي عَجَبا .
    عَشرةُ أعوامٍ شارَكْنا فيها
    الأفلاكَ
    الدَوَرانْ
    والمُرتاب َبهاءَ الإيمانْ
    ماذا سيُضيفُ وحيدٌ للدنيا بَعْدَ الآنْ ؟
    هل في آخِرَةِ المَشْهَدِ من ضوءِ السلوى حُزْمه ْ؟
    هل في هذا القلَقِ الدائبِ والاّ مُتثائِبِ حِكْمَه ْ ؟
    كان سريرُكِ محفوفاً بأَهِلَّةِ دمعٍ
    وانا كنتُ المذهولَ المبهورا
    لكِنَّكِ رُغْمَ مهابةِ صمتكِ
    كنتِ الأكْثَرَ نبضاً منّا وحضورا
    حتى لَكأَنّي يا( ريتا )
    أُوسِعُ قلبي تَبكيتا
    يا مَن مجنونَكِ ضيَّعتِ
    أنا مَن ماتَ يقيناً لا أنتِ
    هل صَدَّقتِ ؟
    قد تتصادم في اللَّيلِ
    النجمةُ بالنجمهْ
    وتغادِرُ شفَةَ العالم للأبدِ البَسْمهْ
    قد يتخلّى البحرُ عن الأمواجِ
    فَتُمسي محْضَ رِشاشْ
    وتضيقُ الغابةُ بالأطيارِ وبالأعشاشْ
    وتُحاكي فألَ الشَّرِ النَسْمهْ
    هذا سأصَدِّقُهُ ,
    أمّا أنْ أرضى وأُصدِّقَ أنَّكِ مُتِّ
    لا يا ريتا
    فَلقد واللّهِ تَسَرَّعتِ
    فَجَلَّ جلالُ أللّهِ
    وجَلَّ جلالُ الموتِ
    أنا لا أرثيكِ ألآنَ
    وكيفَ المائِتُ يرثي نَفْسهْ ؟
    فحياتي كانتْ - إلاّ في ظِلِّكِ –
    دَوّاماتِ ضياعٍ تَعْسهْ
    لكن خَطَفَتْني الأقدارُ بخطفِكِ خُلْسهْ .

    المَسْرَح
    *********
    دُنيايَ المَسْرَحُ بالمقلوبْ
    مَثَّلْت ُومَثَّلْتُ على خَشَباتِ المَسْرحِ هذا
    لكنْ مَحْضَ ذُنوبْ
    نُحْتُ ونُحْتُ على خشباتِ المسرحِ هذا
    حتى تُوِّجَ مَجدُ نواحي
    بالمنفى الإلِكترونيِّ
    وليلِ الصَفَقاتِ وضَحْكِ المُنْتَجَعاتِ
    وما لا يُحْصرُ بالحاسوبْ !
    أصفارٌ , أرقامْ !
    وغداً أمضي
    صوبَ شموسٍ خُضرٍ
    زهراً ذابلْ
    وعزائي أشعاري الباقيةُ
    وإنْ غضِبَتْ بابلْ !


    الثُكْنة
    *********
    أيها الشرقُ ابتَعِدْ
    قالتْ خُطايْ
    فتأَمَّلْتُ القَطا ترحلُ للشرقِ
    وقد حَذَّرْتُها
    فانْثَنَتْ تسألني : مِمَّ ؟ لماذا ؟
    حينَها قلتُ :
    أما تكفي إجاباتٍ عَصايْ ؟
    سَقَمي في الروحِ لا في الجسمِ ,
    أطلالٌ فضاءُ الوطنِ المقهورْ
    ثُكْنَةٌ كلُّ مَغانيهِ وصُفارّاتُ إنذارٍ ,
    جحيمٌ مِثلَ نيرانٍ بلا نورْ
    ذاكَ عيشٌ لو وعى جُرْحَ كياني
    لافتداني
    لكنِ الدنيا غَرورْ .

    بلا سُلَّم
    *********
    شمسُ الضحى ترقى بلا سُلَّمِ
    كماردٍ يخرجُ من قمقُمِ
    او عَبَقٍ ينسلُّ من ميسمِ
    شمسُ الضحى تختارني زوجاً أثيراً لها
    فأعتلي الغيمَ وتجتاحني
    من شَبَقِ العري تلاوينُ
    وما من لُجَّة النشوة من عاصمِ
    وحالما يُطبق جُنْحُ المغيبْ
    أهبطُ في خيطٍ من المسكِ
    وغارٍ صبيبْ
    وتستطيلُ الهمومْ
    تحتَ سماءٍ دسْمةٍ بالنجومْ !
    ويسدلُ الدانوبُ فوق الموج خُصلاتهِ
    كسارقٍ أنجُماً
    يخشى عقاباً قريبْ !
    ألمْ تكن خُصلاتُه تقتفي
    صرحاً وأنصاباً فِدى الريحِ ؟
    وهل أحتفي
    بجَنّةِ النسيانِ في مأواكْ ؟
    ام انني أكتفي
    بالأمسِ مرميّاً على سجادة الأشواكْ ؟
    ام اصطفي الحُبَّ
    وبالحُبِّ اذا قلتُ : كُنْ
    يكون ما لمْ يَدُرْ
    او لم يَجُلْ او يَمُرْ
    في خَلَد الأفلاكْ ؟!


    رُقى
    *********
    كنتُ رضيعاً
    إذْ تَنَبَّأتُ بما يأتي بهِ الشبابْ !
    كانتْ أصابعي
    بحجم أعوادِ الثِقابْ
    كانتْ قلائدي
    مِسْبَحَةً كرُقيةٍ من والِدي
    كنتُ رضيعاً ما لَهُ إلاّ الفراشاتُ نِقابْ
    ورَنَّةُ الخلاخيلِ
    تَليها رَنَّةُ الخِضابْ !
    وخاتَمي مُطَعَّمٌ بالأنجُمِ
    وأحْرُفٍ من مُعجَمِ
    أرنو اليها خَزَراً
    وواحِدٌ من الصعاليكِ أجابْ :
    لا تَدَعوهُ وحْدَهُ
    فإنَّما مَقْصَدُهُ الكِتابْ
    وموعِدٌ مع المنافي والعذابْ !

    إستفزازات
    ************
    أبكيكَ كي تزعلْ !
    وإذا زعلتَ فدمعُكَ الأنبلْ
    أبكيكَ كيلا تشتكي
    انا أستفزُّكَ حينما أبكيكَ
    فِعلي قاتلٌ
    أدري به
    لكنَّ فعلَ المُشتكى أَقتَلْ
    يا انتَ فاستبقي اللآليءَ في ذُراكَ
    ونجمُك الأعماقُ
    يشهق بالبريقِ
    فليس بحراً مُغْرِقاً ما لا يُحلِّقُ في البروجِ
    وليس طيراً باشقاً ما لا يموجُ
    وحَقِّ هَمِّكَ
    ذاك هَمّي
    حينما تسألْ
    ستكون إذّاكَ الأَرَقَّ
    وضحكُكَ الأنقى
    والى ضُحاكَ تعود أشعاري ,
    بلهيبِها
    او ركبِها الساري
    وما أبقى !
    أنا هكذا قد علَّمَتْني آيةُ الآلامِ
    أمَا أنتَ فالوطنُ
    واليومَ كيف وكيف يا جَناتُ ,
    بعضُ رحيقِها عَدَنُ
    إنْ زاركَ الأحبابُ والوَسَنُ ؟!
    او هذه الغاباتُ قاطبةً
    ماذا ترى لو صرتَ أَبْحُرَها
    وعلى مياهكَ تلتقي الأسماكُ والفَنَنُ !؟
    او جئتَ بالأشياء من شيءٍ ولا شَيِِّ !
    او صرتَ مَهوى كلِّ أفئدةٍ
    وطوارقِ الأضيافِ
    من قيسٍ ومن طَيِِّ !؟
    او إنْ رأتكَ
    فَحَطََّتِ الركبانُ عند رُباكَ وانحرفتْ
    والقصْدُ كان بلوغَ نَيسابورَ والرّيِِّ !
    ما نفعُ مزرعةِ الهوى
    وثمارُها ليست سوى دوّامةِ الوَعيِ ؟
    او زاركَ المجنونُ
    يسألهُ ذوو الرأيِ ؟!
    أنا لا أعيذكَ من جنونٍ كالقضاءِ
    وإنما
    من هجمةِ العُقلاءِ !
    حيث الحُبُّ مُحتَرَفُ الجنونِ
    ومَصْنَعُ الموتى الكِبارِ ورفْدُهم
    والحُبُّ إرثٌ دائمٌ للمَيْتِ لا الحَيِِّ !
    أنا كي يُجازَ لي الحديثُ عن اصطبارِكَ ساعةً
    لا بدّ لي في البَدء من لَمِّ الشموسِ ونَثْرِها
    فوق العراق سعيدةً
    بالكَرْمِ والرَيحان والفَيِِّ !


    حديث آخر
    ********
    حَدَّثْتُ بَنيْ جِلْدَتيَ
    بِبَعضِ ذُنوبِ حياتي
    فاستَعَرَتْ ضِدّي تُهَمٌ
    وشناعةُ أقوالْ
    وتَحَدَّثْتُ معَ الغَربيينَ
    بكُلِّ ذُنوبِ حياتي
    فَقالوا : روضةُ أطفالْ

    ....... ومَع الحُبارى
    ***************
    يأتي النهارْ
    يأتي فأقرأُ ما يُقاسيهِ الرداءُ ,
    رداءُهُ من جُلَّنارْ
    يأتي النهارُ , نهارُ آذارٍ فأَشهَدُ ذاهِلاً
    أَنْ لا غيومَ سِوى العنادِل والحُبارى
    وتَخِفُّ كأسي لافتضاحي
    فَهيَ منْ دونِ الندى والآسِ
    تَعْشَقُني جَهارا !
    والكأسُ من دون المناسكِ منسكانِ :
    الحلم والذكرى
    أماناً تلكَ اطواري وبعض مَقاتلي
    فلقد صَدعْتُ بِما أُمِرْتُ
    وما صَدعتُ على المَدى
    إلاّ بصهبائي وأدوائي
    أنا.........
    أنساغُ راياتٍ وأقلامٍ وقامةِ شَمعةٍ تهمي
    ولكن لا أمانْ
    تاقَ الفَتى
    وأتى المحاقُ أتى
    وحسبي أنْ أكونَ دليلهُ والترجمانْ!


    شهادات
    **********
    أعلنُ في الحالِ
    كانَ أبي مِنْجَلَ فَلاّحٍ مفتوناً بالعَزفِ على السُنْبُلِ
    أغنيةً أو سمفونيهْ
    وبأنْ أُمّي مِهْما هَرِمَتْ تبقى أحدثَ لوحاتِ البَشَرِ الفنيّهْ
    أعترفُ بأني كثيراً ما أذنبتُ,
    لوثةُ انسانٍ
    يسبح كالموجة في صحراءَ بلا حَدٍّ ,
    يرثي الأحياءَ هو الميْتُ
    أشهدُ أني عَصيتُ
    ولم يكنِ الشيطانُ سوى نُطفةِ نارٍ
    فاذا بالعالم يَنْفَتُّ
    أجساداً مُرتَعِبهْ
    تتلاشى كنداءْ
    قطراتُ دموعٍ تَرْمُشُ ,
    ترتابْ
    حتى آخرةِ الأفقِ المُبتَلِّ برائحة التُفّاحِ ,
    وورقة توتٍ تخفي بها واحتَها حوّاءْ !
    ولَزِمْتُ المَعبدَ كمواويلِ البَوّابْ
    آثارُ خُطاي أهترأتْ عندَ العَتَبهْ
    ما كنتُ لأعلمَ أني أَمورُ بهذا الإستعدادِ المازوكيِّ
    وبهذي الطاقةِ غيرِ المحسوبةِ أبداً ,
    أسفارٌ كانتْ عني مُحتَجَبهْ


    يأسي
    *******
    يأسي لا يبرحني
    والأنكى من هذا ليس يحاورني
    فهو كما المَلِك الممسوسْ
    يتخَطَّرُ في زهو الطاووسْ
    يأسي مَلِكٌ , أدري
    لكنْ قد يتعقَّّلُ يوماً
    فهو الأقربُ للصدقِ
    لم يُؤذِ سِوايَ من الخَلْقِ
    مَلِكٌ لكنْ
    لم يتَلَوَّثْ بسياسات الشرقِ !


    على مَتن القُلوع
    ************
    تولّى كالضبابِ الليلُ
    وانعطفَ الصباحُ
    اذا بطلعَتِهِ فضاءٌ لا تزالُ تُزينُهُ الأشباحُ !
    يا نفسي قِفي دوني
    فماذا ترتجين من التغَرُّبِ بين هاويةٍ وأخرى بَعدُ ؟
    ثقباً في بساطِ السندبادِ ؟
    طُمُوَّ عَصْفٍ لا يُرى ؟
    صَرَعاً كأهدابِ الرعودِ على الذُرى ؟
    خَلَلاً بمركبةِ الفضاءِ ؟
    فضيحةً في ليلِ أوروبا المُضاءِ ؟
    هناك لن يبقى من الأمجادِ
    إلاّ سيلُ أربِطةٍ على عنُقٍ غليظٍ ,
    بَهوُ روليتٍ ينامُ على يوتوبياهُ الدعيُّ
    فَيُسْتَزادُ شخيرُهُ أبداً ...
    انا المَلاّحُ
    مَركبيَ الجراحُ
    أموُجُ فوقَ شوارعِ الدنيا
    مَجاديفي الضلوعُ
    وفوق الجانبينِ ترى هدايايَ التي انتثرتْ
    فحازَتْها الجموعُ
    ومن أُولى هدايايَ المِدادُ
    ولكنْ وهْمُ سكرانَ الحصادُ !
    كَوَهمِ الأمسِ
    صحراءُ اتَّقَتْ لحناً نسيميَاً
    ولاذتْ بالطنينِ
    وما ترنَّمَ في الصحارى كلِّها إلاّ الجَرادُ !
    وها انا مرّةً أُخرى هنا ألقاهُمُ في البابِ
    أعرفُ مُبتغاهم دونما اسطُرْلابَ !
    تسبقُهم أساريرُ الحنينِ !
    ولكنْ قد أُصافيهم
    ومخفورينَ أُرسِلُهم على متن القلوعِ
    وربّما طابتْ مشاويراً !
    وإنْ شاؤوا
    على عكّازِ دولفينِ
    الى جُزُرٍ
    جواهرُها قد اختزَلَتْ بحارَ الهندِ والصينِ
    وعند سواحلِ النِيلَينِ تنتظمُ الخيامُ لأجلهم ,
    تمساحُها العربيُّ مضيافٌ
    سيفتحُ جوفَهُ لخطاهمُ
    ويَدقُّ ذكراهمْ كإسفينِ !
    بِنفْسي أنتِ يا نَفْسي
    تَعِبتِ من الأسى
    في القُربِ والبَينِ !


    الشِّعر
    ************
    غادرني الداءُ ,
    كان جبيني من حُمىً وسُهادٍ يندى
    وأنا الآن رهينُ الأهدى
    حُلماً أم وَجْدا
    شعرٌ مُغتَبطٌ وعَميقْ
    أقرأهُ , أتَلوهُ
    على كلِّ طريقْ ؟!
    وعلى أوراقِ الشجَرِ الحمراءِ
    المُتصاعدةِ هنا مثل حريقْ ,
    شعرٌ لا أتلوهُ عليها
    إلاّ وأراهُ غداً محفوراً فيها
    وعلى الأبواب وفي الأركان الغامضةِ الذكرى
    والأنهار الباسمةِ المجرى
    فَتَلُفُّ كياني كالإعصار مَشاعرُ أخرى !
    إمتداد


    خُطى القمر على السُلَّم
    ******************
    قمرٌ زارني لامعَ الروحِ , خفّاقَها
    فما كان مني سوى أنْ خجلتُ
    فحيَّيتُه قائلاً :
    لسُكّانكَ القادمين السلامْ
    فلا تتعجَّلْ بِهِمْ في المسير كما نحنُ !
    واخبرْهُمُ أنني مِن بَني الأرض ممتليءٌ بالظلامْ
    ومُعتَصِمٌ بالفضائحِ
    أأكُلُ وجهَ الضحيةِ ,
    مُنتكِسٌ ,
    أسفلُ السافلينَ
    وإنْ هُمْ يَرونيَ مِن فوقهم !
    ليس وحدي
    ولكنْ
    يداً بيدٍ ياصديقي
    انا وجميعُ الأنامْ !
    حسرةٌ تَتَصَفَّحُ ضلوعي!
    ****************
    ما شأني وأفراح الناسِ !
    أتحسّرُ لرياحٍ أُخرى ,
    فتُصفِّقُ أوراقُ الشَجَر
    على مَقربةٍ من أذنِ الرملِ
    لشراعٍ عن مركبهِ المائيِّ
    يحيدُ جنوناً ,
    يرتدُّ ,
    يحطُّ على صهوةِ دَيناصورٍ !
    أمطارٍ , ريحٍ
    فرحٍ آخرَ ,
    سُنبلةٍ
    كم تحتاجُ اليها المَدَنيّاتُ !
    كحلمٍ لا كطعامْ
    سنبلةٍ تشدو
    وتؤَرّخُ للحُبِّ
    وبين أصابعها عشرةُ أقلامْ !


    نافورة اللَّهَب
    ************
    زَجَّتْ بهِ الذكرى
    خموراً في مَغانيها فَفاقْ
    وسعى الصباحُ ,
    وخَطوُهُ حلوُ المَذاقْ !
    ويرى مَمَرّاتٍ من الغيم الخفيضِ تمدَّدَتْ
    كأزقَّةٍ فوق الزقاقْ
    وهناك ما بين الشقوق تَمرُّ قافلةٌ من الأنغام
    يغرفُها الهلالُ
    يظلُّ ينشرُ ضوئَهُ
    في الليل نصفَ صَبيحةٍ
    فيخالُ لو جاءتْ إذنْ لشكا لها وشكتْ
    ولحظاتٌ تَمُرُّ عصيبةً
    وإذا بهِ يصفو العناقْ !
    وصفا
    فبايعَ شِعرَهُ لَهَباً تُخَُلِّفُهُ أعِنَّتُهُ
    وسورٌ مثل أطواق الحَمامِ
    فمَنْ يُغامر باللِّحاقْ ؟!
    أو مَنْ سَيَنشلُهُ من الوَجْد العُضالِ ؟
    ما في قَوامكِ من جديدٍ قَطُّ ,
    ما من رأفةٍ او حكمةٍ
    ما فيهِ إلاّ ضحكةٌ تُرثي لِبُقْيا صبريَ الواهي
    وبُقيا صحوتي
    وخياريَ المُضنى الهزيلِ على التوالي
    تبغينَ رَدْعي عن شَذاكِ جَنىً
    وعدلٌ أنْ أصيحَ تَبَرُّماً :
    لا طابَ يومي حينَ أقنعُ بالشذى ,
    كُلاًّ أريدُ ,
    ومَنْ يُرِدْ ملَكوتَهُ في موتهِ
    فالموتُ أهونُ ما جَنَتْهُ يدُ الدَلالِ !
    طيفٌ تَنَفَّسَ أم عصافيرُ إحتَفَتْ
    ورهانُها رئةُ الفضاءِ
    فَيا عصافيرُ إستعيدي غنوةً ليستْ تُطالُ
    ويا مباهجَها تعالي
    ألقى الصباحُ عَصاهُ في كنَفِ الورود ,
    أضاءَ حُنجرةَ البلابلِ ,
    حيث ألمحُ غُنَّةً في ريشِها
    وعلى مسافتها خَريرا
    قد قيلَ ما قد قيلَ عن أسرارِ دجلةَ
    إنما تبقى إجتهاداتٍ
    ودجلةُ غيرَ جُرحي لن تصيرا !
    وهنالكَ التبَسَتْ مساراتُ التألُّقِ
    حدَّثَتْني عن بواطن بوحِها
    طَوراً مكابدةً وطوراً شهوةً خَجلى
    وأطواراً الى عَجَبي ظهيرا
    وكذلكَ الأعشاشُ إذْ تأوي الى غاباتها
    كعراقِ ما بعد الفراقِ
    أروحُ أكتبهُ بريداً راجفاً
    يروي حُطامَ غمائمي
    لشروقهِ وغروبهِ
    لشمالهِ وجنوبهِ
    أو أنتمي وطناً لأعرافِ الصهيلِ
    اذا شدا ,
    لملامح الماشينَ كالنُيّامِ حيث توقَّفتْ أحلامُهم
    مخطوفةَ النجماتِ ,
    للنايِ إنحنى في الريحِ قوسَ سحابةٍ ,
    لقصيدةٍ تَرَكتْكَ عند شَفا الظَماءِ
    فما ترومُ ؟
    أنا ريثما يدنو الحريقُ من العواصمِ
    سوف أُدني من مناسكها صلاةً أو مَقاماً ,
    مَوقِداً جمراتُهُ كالتينِ ,
    بُركاناً غفا في خطوة التنِّينِ ,
    تِبْرَ فضيلةٍ يهفو له مَن غَشَّ او مَن بَشَّ ,
    عاصفةً إوَزِّيٌّ مَداها ,
    كوكباً مَحَضَتْكَ طَلْعَتُهُ من الإلهامِ مثقالاً
    لتَسْتَسقيكَ أفواهُ المَناجِمِ
    ثَمَّ والحَسَدُ القديمُ !
    أنا أحسبُ الخطواتِ نحو الموتِ بالأنهارِ
    والنارُ التي يروونَ .....
    غَرَّبَ بأسَها الهَمُّ المُقيمُ
    لا يُلهيَنَّكِ عن شَراري مَحْفَلٌ
    هذا الجُمانُ أنا ذِراعاهُ إغْتَني بعُِراهُما
    عُرْساً يَهيمُ
    ليلى وحاقَ بنَهدِها الصيفُ الشَميمُ !
    وقد إرتضيتُ بكلِّ بحرٍ لا يُفَرِّطُ بالغريقِ
    غدا يمدُّ لهُ الجِرارَ مُضَمَّخاتٍ بإعترافات الندامى
    وإرتعاشاتِ الخمائلِ
    وإنطلاقةِ أدمُعي هيَ والكرومُ
    فَسَكنْتُها مُذّاكَ
    وإنثالتْ مَجَرَّاتُ العتابِ عليَّ
    حين سهوتُ عن كأسي
    وقد يسهو الحكيمُ !
    انتهى
    أيلول
    كولونيا 2006

  3. #3
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الأخ الفاضل الشاعر سامي العامري

    سررت بالتعرف إليك , كما سررت بالتعرف على نماذج موفقة , من نتاجك الشعري , المرفقة بنبذة عن مسيرتك الحياتية , ويسعدني هنا , وفي أول مشاركة لك , أن أرحب بك في الواحة المباركة , واحة الخير والعطاء , بين النخبة المتميّزة , من أهل الأدب والشعر والفكر والعلم , فأهلا بك .

    د. محمد حسن السمان

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : المانيا - كولونيا
    المشاركات : 207
    المواضيع : 61
    الردود : 207
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي ما زال الشاعر على قيد الجنون

    سامي العامري
    ما زال الشاعر على قيد الجنون
    قصائد نثر
    2006 كولونيا
    بينَ يَدَيْ المجموعة
    ******************
    نصوص المجموعة هذه مُنتقاة من مخطوطتين قديمة وجديدة وبعضها قُصاصاتٌ متفرِّقة
    ادخلتها هنا مع النصوص النثرية الاخرى وفْقَ الصيغة التي ترد دون
    إنشغالٍ بتسلسل تواريخها وفي الغالب تأتي النصوص غير مُؤَرَّخة ,
    والمجموعة هذه كُتِبَتْ على مراحل وهي بعض من
    خلاصة تجربتي في المُغْتَرَب والتي بدأت منذ عام 1984 في ايران والمانيا
    ويجب أنْ أنّوه الى أنني ضَمَّنتُ المجموعة هذه عدداً من النصوص النثرية التي تشير , من بين ما تشير , الى الحالة العراقية بمأساتها المتجدّدة وقد ظهرت منشورةً في الصحف والمجلات
    إبّانَ حربَيْ الخليج الأوُلى والثانية وماذلك الاّ لاستمرار تفاعل احداث تلك المرحلة
    ولاعتقادي بانطواء هذه النصوص على قيمة
    مُعينة وللتوثيق أيضاً إنْ كانت جديرة بذلك !
    ولم أدخِل سوى قصيدة موزونة واحدة ( بُرج البُراق) كتمهيد لنصّّ ( وصايا ) الذي له مكانة خاصة في نفسي .
    في البَدء
    ************
    إنَّه النهار
    وهناكَ أشياءٌ كثيرةٌ
    تناديني في شوارع الغَرْب
    ولكنْ كِلانا يخجل :
    أنا والبعير !
    برلين
    1986
    بالتفصيل المُمِلّ
    ****************
    - 1-
    دربي في الحُبِّ
    مُعتلُّ ألآخِر
    لأنَّ تاء التأنيث ساكنة !
    - 2-
    مقفرٌ طريقُ قلبي
    فلا بلبلٌ أجادلهُ
    ولا زهرةٌ أتبادلُ معها
    وُجهاتِ الشَمّ !
    نسيان
    *********
    هُويَّتي ,
    قَلَقي المُتَسامي تَساميَ اللَّبلابْ
    قَطَفْتُها قَطْفَ العناقيد ,
    قَطْفَ الشُهُبِ النابِضة
    وهل هي إلاّ هذا البَلاءُ المُفَدّى ,
    هذا النبيذْ ؟!
    أَجل هي كذلك
    لأَنني ودَدْتُ أنْ أُصبِحَ كالشمس
    جِرْماً جليلاً بِلا ذكرَياتٍ
    وقَد فَعَلْتُ
    وهذا نسيانٌ
    ما عشتُ لا أنساه .
    تشريح
    ***********
    إستَلقيتُ تحتَ مِبْضعِ الجَرّاح
    قُلتُ لهُ : إشرَحْ لي صدري !
    فَرَدَّ : ماانا بإلاهٍ
    ولا انتَ بِنَبيٍّ
    قُلْتُ : أعني ساعِدْني في العُثورِ على قلبي
    وهَوِّنْ عليك
    فَلَسْتُ إلاّ مَشروعَ عاشِق !
    ثُريّا
    **********
    رَحَلْتِ إِذَاً الى الابد
    وتَرَكْتِني شَقِيَّاً الى الابد
    ولكِنّي لن انسى غَضارةَ جنوني
    وانا في صُحبةِ خَجلكِ الغَضير
    حيث كانت جروحي سِلالاً
    مِلْئُها مُدُنٌ عاشِقةٌ
    وفَسائلُ وبِطاقاتِ تَهان
    وضلوعي ثَرَّةً بالنهارات
    وما أشْفَقَ مِنهُ القِرطاس
    وفَرَحي مالئ الدُنيا وشاغِل الناس !
    دفعةً واحِدة
    **************
    كثيرةٌ هي الأشياءُ المُتْقَنةُ
    في مَدينتي هذا اليوم :
    الشتاءُ لَم يعُد يخشى نزْلَةَ بَرْدٍ هنا
    والجداولُ تسرح حميمةً كالأغاني البعيدةِ ,
    وحَنينُ أشجارِ الحَوَرِ
    الى ما لا أدري يزداد
    ودموعُ الحيارى تجري بِحُسبان
    و ... و ... و...
    لماذا كلُّ هذهِ الدَعَةِ والسلامِ دُفعةً واحدةً ؟
    هل لأنني قَرَّرتُ تَركَ هذهِ المدينةِ
    الى الأَبَد ؟!
    لافِتة
    *********
    أيها الرجُلُ الشرقيُّ المُتْعَبُ والمُتْرَب
    أمامَكَ عالَمانِ لا ثالثَ بينَهما :
    خمرةٌ صهباء
    وامرأةٌ شقراء
    فاخْتَرْ
    قال العَدَميُّ بِاستفزازٍ : هذا وذاك , فضاعتْ فُرصَتُهُ
    وقالَ الصوفيُّ بابتسامٍ : لا هذا ولا ذاك , فضاعتْ فرصتُهُ كذلك
    وقال المُتَدَيِّنُ بِحَسرةٍ : هذا ما لا يُجيزُهُ الرَّبُّ , فضاعتْ فُرصتُهُ أيضاً
    أمّا الفيلسوفُ فقَد أطالَ التأمُّلَ , فضاعتْ فرصتُهُ هو الآخر
    وأمّا الشاعرُ فقَد تَعَجَّلَ , فضاعتْ فُرصَتُهُ بالمِثْل
    أمّا أنا فَبِما أني
    كنتُ سكرانَ مُنذُ البدءِ
    لذلكَ بَقيتُ مُراقِباً
    وحينَ انفَضَّ المشاركون
    شرعتُ باستمالةِ المرأة الشقراء
    تُحاصِرُني عُقدةُ الرجُلِ الشرقيّ !
    بواكير الحُمّى
    ***************
    هناك كلُّ شيءٍ على ما رَغِبَ الكِرام
    شرقٌ مُرهَفُ الركام
    دروبٌ تتأَسّى بالأشباح
    فيا شابَ مَن رأى
    وأنتَ أحنى كابوسٍ
    وباكورةُ الحُمَى وأرومتُها
    يا ضِفَةً ثالثةً للجرح
    ما زال نداءٌ في سحيق اغواري يتوسّل بي بل يستغيث :
    مهما تضافَرَتْ مآسي العُمْرِ هنا
    ومهما افتَنَّتْ أفانينُها فلا تَعُدْ
    وإنْ عُدتَ فخاطِراً او صلاةً فحسب
    فاشْهَدي ايتها الغيومُ النازفِةُ كألفِ قلب
    وها هو رُبْعُ قِرنٍ
    على إندلاعِ مَنفاي
    وما زالَ يهتف
    يا ذوي الكيان الضئيل
    حين تَتَهَّيبون من دافع البسمةِ في الوجود
    سيُفَكِّرُ أنْ يعود .
    كُراتٌ أرضيَّةٌ
    ***************
    الشوقُ يعومُ في دمي كالسندباد
    أمُدُّ يداً فتأتيني بِباقةِ أجراسٍ
    وأُخرى فَتأتيني بِكتابٍ منكم أيها الأبْعَدون
    تسألونَني فيه عن أخباري ,
    أخباري :
    لا جديدَ تحتَ شمسٍ عموديَّةٍ كالشِعر القديم
    ولكنْ أحياناً
    وانا بانتظار نضوجِ قهوتي
    أرقَبُ عنكبوتاً تتأرجَحُ من السقفِ
    كبندولِ ساعةِ بَيتِنا العتيق
    وأحياناً أطوي صُحْبَةَ الكتابِ
    وأسرجُ ظِلالي
    قاطِعاً ثلاثَ كُراتٍ أرضيَّةٍ ونَيِّفاً
    وأحياناً أتَلَصَّصُ على أهلِ الجَنَّةِ
    مِن خلالِ ثُقبِ الأوزونْ !
    عُزلةٌ مُحدَثة
    **************
    -1-
    عُلبةُ كبريتٍ أنا
    والناسُ عيدانُ ثِقابٍ
    مَن يحتكَّ منهُم بي
    لا بُدَّ أنْ يحتَرق !
    - 2 -
    كلُّ الناس يعيشونَ يومِيَّاً
    ليموتوا غَداً
    إلاّ انا .....
    أموتُ يوميّاً
    لأَعيشَ غَدا !
    إستدراك
    ***********
    قال هنري باربوس {*}:
    اذا کانت الاحلام جميلة ً
    جرحت نهاراتِنا
    وإن کانت حزينة ً
    جرحت ليالينا
    أمّا أنا فحين تعاطيتُها وجدتني اقول:
    والعکس صحيح أيضاً
    فاذا کانت الاحلام حزينة ً
    أسعدت نهارتنا
    وإن کانت جميلة ً
    أسعدت ليالينا!
    --------
    {*} هنري باربوس : الكاتب الفرنسي صاحب الرواية المُهمَّة : الجحيم .
    السياحة في اللَّهب
    ********************
    إلى : نصيف فَلَكْ
    أيّها الديكُ الصائحُ فوق القمر
    والقمرُ عُشْبةٌ تدخلٌٌُ المُحاق
    ها قد نَزَحَ مَن نَزَح
    بعيداً بعيداً
    لأسألَ حِبالَ عُنُقٍ صاعِدةٍ :
    تُرى أيُّ جوازِ سَفَرٍ
    في جيوب العصافير ؟
    والى مَتى تظلُّ زعانفُ العصافير
    تضربُ السُحُبَ هذهِ ؟
    معاً يتبادلان خوفَ الأرض
    حَصىً من دخانٍ
    وهل ثَمَّةَ مَن يطرقُ رايةً ؟
    صدىً :
    لكنَّ الدربَ خال
    بَكيا لِمُدَّةِ غابتَين :
    روحٌ تتَصَدَّعُ جَرَّةَ نسائم
    وأُخرى تُهَدهِدُ الحريقَ
    كورساً ملائِكيَّاً ...
    وتَغيبْ .
    ولَمّا أصبح الصباح
    *******************
    أُناسٌ مُتْرَفون يَضطجعون
    على أرائكَ طويلةٍ كَصَبْر أيّوب
    ما أنْ حصَلَتْ غارةٌ جويَّةٌ
    حتى كُرِّسَ لحمايَتِهم خمسون مَلجأ
    ولمّا أصبح الصباح
    وسكَتَتْ شهرزادُ عن الكلام المُباح
    كان نِصفُ المدينةِ
    حُطاماً يُنْعِشُ فُتوّةَ الصُحُفْ .
    هامبورغ
    1991
    ذكرياتي مع ألآتي
    ********************
    غاباتٌ تَتَسَكَّعُ في الحدائق ,
    شمسٌ أنانيَّةٌ تستحوذُ
    على كُلِّ حقلٍ ومُفتَرَق ,
    زوارقُ تقطَعُ ( الراين ) كما السواقي
    ولكنْ ......
    أيُّها الراينُ
    هل جرَّبتَ يوماً
    فشربتَ مِن فَيضِ الفراتِ كأساً ؟ !
    الفراتِ المُمْتَدِّ واحاتٍ مِن قَصَبٍ ,
    واحاتٍ مِن تشابُكِ ناياتٍ ؟
    حالمٌ أنا ؟
    نَعَم ,
    نوافذي لا تَندمِلُ
    ووحدي حيثُ لا أنيسٌ
    عَدا كُلَّ شيءٍ !
    وحيثُ لا مُحزِنٌ
    عدا كُلَّ شيءٍ !
    أَتَذَكَّرُ فيما أتذَكَّرُ
    نَهْراً ألقى بي في عُبابهِ وغاب
    إنَّهُ يتراءى لي ألآن
    بِكُلِّ قِطافِهِ
    وتَمايُسِ أعطافهِ
    تارةً يأتيني راجلاً
    وتارةً قاطِعاً نهراً
    وتارةً مَنثوراً على أجْنِِحةِ الخطاطيف
    وها أنا أسمعُ وأرى
    كُلَّما إجْتَرَحَ لنَفسهِ خلاصاً
    أعادوهُ أنيناً الى مَساربِ الثَرى
    ولكنْ لا عليكَ
    أيُّها السرمَديُّ كحُمْرةِ الشَفَقِ ,
    كدمائي !
    يقيناً أنَّهم ذاهبون الى العَدم
    ولكنَّهم أجهلُ مِن أنْ يكونوا
    عَدَميِّينْ .
    كولونيا
    2000
    تَداعيات مازوكيَّة
    ********************
    من الطابق الخامس
    لبنايةٍ مُتَصدِّعةٍ كحياتي
    أكتبُ اليك:
    لا يبدو لساني أمام المِرآةِ
    إلاّ قلباً مُشَقَّقاً
    وأقداحي على الطاولةِ
    تمْتَدُّ جذورُها حتى البحر
    ومن هذا الأِحتدام أكتبُ إليك .
    كانتْ لي يوماً
    رحلةٌ سياحيَّةٌ الى داخل بيوت النمل
    وها انا اليومَ أحنُّ الى ما يُماثِلُها
    ولكنْ بمنطادٍ هذهِ المَرَّةَ !
    وهل النمل إلاّ هؤلاء ,
    تعساءُ الأرض التعيسةِ ,
    مِن مُشَرَّدينَ ومُتْرَفين ؟
    ها انا مُقَلِّبٌ مُثُلَ المُتْرَفين
    وباصِقٌ عليها كحيوانِ أللاّما ,
    ولعلَّكَ تسَتْدُرك :
    ولكنْ ماذا عن العمل ؟
    العمل هو اللاعمل ,
    هو الإصغاءُ , كما صَرَّح إبليس
    وإجتراحُ مَزيدٍ من الجروح
    مِن أجل مَزيدٍ من النبيذ !
    خُلَّب
    *******
    أيها المُشَرَّدون ,
    يا أصدقاءَ السنوات العشر
    دونَكم أحجارُ الصَوّانِ فارْجُموني
    فأنا رأسُ الفِتْنةِ
    لأنني آمَنتُ بالمَحبَّةِ نَهْجاً وغايةً
    وأحرَقْتُ ورائي كلَّ الخطوط !
    ولأنني هَجَرْتُكُم
    فَلَم أتَّبِعْ تعاليمَكم حتى النهايةِ ,
    إرجُموني
    او أعيدوا اليَّ رايتي القديمةَ :
    حَنَقي
    وغَضَبي
    وصريرَ أسنان قلبي !
    الخمرةُ المعتَّقةُ كخراب الأُمَم !
    **********************************
    واحدٌ أنا
    تُراسِلنُي الزواحفُ مِن سنين
    واحةٌ أنا ,
    واحةٌ تذبُلُ , تستكين
    فلا تأتوا اليَّ
    يا كلَّ ثَقيلي الأحمال
    فقد أقصيتُ إستغاثاتِكُم
    ووعودَ قطرات المطر
    ولم يَعُد أمامي إلاّ ألأَوبةُ للنبيذ
    بمُختَلَََفِ سُلالاتهِ
    تُزَيِّنُ لي خُلواتي البَرَّيةَ ,
    وثعالبُ تُزاحِمُني
    على آخر ِأُمنيةٍ لمْ تتحقَّقْ
    وهل في هذا المنفى الرَّبانيِّ
    ما يَتَحَقَّق ؟!
    وهل ......
    وهل أعُدُّ أعوامي السَكْرى
    بأصابعي التسعين ؟!
    كلاّ ...
    فلا انا أُحسِن العَدَّ
    ولا الآخرُ تستهويهِ
    طَلْعَةُ ألأرقام !
    قُصارى
    ******************
    أمي
    ها هو أبنُكِ البارْ
    يرفضُ مُغادَرَةَ البارْ !
    قُصاراهُ مُنادَمةُ الصَبوحِ والغَبوق
    وشمُّ الياسمين
    وشَتْمُ بُخْلِ السنين .........
    ألإصطلاء بالنجوم
    ****************
    ياسماءاً تنتهي ولا تنتهي
    وسْطَ مُعْتَرَكِ النجوم
    إحْفِظي عَهْدي
    مِن قَبْلي ومِن بَعْدي
    ويا غُيوماً تُبْرِزُ لبَعْضِها البَعض
    شهادَةَ ميلادي
    عَمِّديني كيلا أوُلَدَ مِن جَديد !
    عَمِّديني بأقواسِ قُزَحٍ
    تكْرزُ بها حَبَّاتُ المَطر .
    قَدَري إمرأَةٌ نَيِّقَةٌ
    تَقْتَرِفُ الخطايا العَشر
    على أنغامِ العود !
    وحكمَةٌ تُبايعني على كُلِّ شيءٍ
    إلاّ الجدوى !
    قَدَري أنْ تُعاصِرَني ألسنةُ النيرانِ
    وتَعْصُرَني أطواقُها الثُعبانيَّةُ
    بكُلِّ لَذَّةٍ وإنخِطافٍ
    قالوا : ليستْ نيراناً هذهِ
    إِنَّما نجمةُ الصباح
    قُلْتُ : حتى أنتِ يا نجوم ؟!
    ليس عندي ما أخفيهِ
    ****************
    في نيَّتي أنْ أتعلَّمَ فضيلةَ الجهل بالذنوب
    والسكْرَ بلا ارتجافٍ كرهطِ سنابلَ في اليوم التالي
    وجَعْلَ رتابةِ ايامي نُصْبَ أعْيُنِ الجحيم
    وأوَّلَ طُموحاتِ الهاوية
    او استخلاف طفولتي الكبيرة
    لقد تُبْتُ عن الأحلام الكبيرة
    هي وأقوامُها البائدة
    وكان دُعائي على المُنَجِّمينَ بسوءِ الطالع
    ليس عندي ما أخفيهِ
    ما انا إلاّ فضيحةٌ مُتوارثةٌ
    وإنها لَمَضْيَعةٌ لوقتِ الأزَلِ
    أنْ تُحاولَ حَوّاءُ إخفاءَ سوءتِها بورقةِ توتٍ
    فلنْ ينفَعَها شيءٌ ولا غابةُ توتٍ !
    وآدمُ بالمِثلِ ,
    كُلُّ شيءٍ باطلٌ
    كُلُّ شيءٍ باطلٌ !
    في نيَّتي البَدءُ من البسيط المُستَقِرِّ
    وبإصرارٍ كإصرارِ الوردة على الرحيق ,
    أشياءٌ بسيطةٌ
    كأنْ أغترفَ الحيتانَ بقُبّعَتي !
    وأحتَفظَ بوصيَّةِ مرجانةٍ
    رماها المَدُّ على ساحلٍ عميقٍ
    وأقتطفَ ظلالاً مُتَدَلِّيةً
    تتحَلَّقُ حول خَصرِ الغابةِ
    مُتْرَعٌ بالوقاحةِ فُضولُ الناسِ
    كُنْ فارغاً وستعرفُ بأيِّ شيءٍ تمتليءُ جَعبتي
    وكُنْ غزيراً وستعرفُ بأيِّ شيءٍ
    يمتليءُ قلبي !
    على أحَرِّ مِن الجُمّار
    ***********************
    يا بُشرى
    ها هوَ العمرُ
    يُحَنّي شَعري بالشَيب !
    ومِن دونِ جميع الأحياء
    يرثيني جميعُ الأحياء
    يا بُشرى
    ها هيَ هاويتي أخيراً تتنَفَّسُ الصُعَداء !
    حقائقُ صغيرة كحِذاء طفل
    ***************************
    ما مِن شاعرٍ يوصِدُ نافِذتَهُ ألآن
    وقد تَبَرَّجَ اللَّيل
    وما من لَحْنٍ نَديٍّ بعيدٍ
    إلاّ ويتَلَفَّتُ
    وما مِن قِطٍّ
    إلاّ ويحفُرُ تحتَ أقدامِ الأُمَّهات
    بَحْثاً عن جَنَّةٍ يَسرُقها !
    كَوتنكَن
    1988
    إصغاء
    ********
    عيونٌ تَتَوادَعُ لِتؤَمِّنَ لها
    مُستقبَلاً يُبَشِّرُها بالإنكسار
    خُطىً تَتَدافَعُ لِتصلَ أفُقاً
    يَضمُن لها الإنهيار
    شوارعُ مَفطورةٌ على التَبَضُّعِ والنفاق
    والمساء ؟
    يبكي المساءُ من الصباح الى المساء
    وهناك ........
    هناكَ وقتٌ تَندَمِلُ فيهِ كلُّ جِراح العالمِ
    إلاّ نافِذَتي ,
    هناكَ وقتٌ تُغلَقُ فيهِ كلُّ نوافِذ العالمِ
    إلاّ جِراحي ,
    إلاّ خمرتي ,
    بوّابتي الحُرَّةُ لتَقَصّي جذورِ الزمنِ الضالّةِ !
    فَبِها وحدِها بَرَّأتُ ذِمَّتي :
    أعطيتُ ما لِقيصرَ لكُم
    وما للّهِ للّه
    وعُدْتُ كما هو شأني دائماً :
    خاليَ الوِفاض ,
    مُستَوحِدا ً, مُتَّحِداً , أُحادِيَّاً , وحدَويَّاً ,
    مُتَوحِّداً , وحدانيَّاً , إستيحاديَّاً, تَوحُّديَّاً , إتِّحاديَّاً ,
    تَوحيديَّاً , أوحَدَ , واحِداً , أحَدْ ...........
    .................................................
    .................................................
    وحيدْ !
    العودةُ أدراجَ الذكرى
    ***********************
    ذَكّرتِني بفتاةٍ قَبْل وجودكِ وَوجودِ الحُبِّ
    ولكنّ شيبي الحائمَ كالضباب
    وصلعتي التي بدأتْ تحجبُ الرؤيةَ وتُغطّي الأفق !
    كيف لم تحُلْ بيني وبين الفوز بقلبك الفتيّ ؟
    فمثلي خليقٌ بأنْ يُرمى كأيّة ثمرةٍ ذابلةِ الفصول
    ولو كنتُ بمكانكِ لَما أحبَبْتُني !
    ضاحكةً سألَتْ وهي تَهُمُّ بالنزول :
    هل ستفكّر بي مثلما سأفعل انا ؟
    أجبتُ : نعم , سأبقى افكّر بكِ سحابةَ النهار
    وأمطارَ الليل .
    شتاء 2005
    في القطار العائد من شتوتكارت الى عام 1988
    لَطائف نعناعية
    ****************
    قِطعةُ نَقْدٍ على رصيف الشارع
    وقمرٌ على رصيف الغيم .
    قِطعةُ النقد سَقَطَتْ من جيبي
    والقمر من جيب إلاهٍ
    ومن أعماق الغابة حيث أرجع أدراجَ حَنيني
    مُتذكِّراً ما كان لنا من شؤونٍ هنا بالأمس
    شيءٌ ما يحدث ,
    الغابةُ ,
    أكاد أسمعُ حتى حفيفَ عروقها
    مُلَئْلِئاً خبايا الطيور
    أيّها القمر المُعَشَّق
    أستميحُكَ قُبَلاً ووروداً
    فَمُدَّ بساطَكَ الأرجوانيَّ
    في سَمْتِ فؤادي
    وتَفَجَّرْ كنافورةٍ
    وإلاّ فبايِّ اللَّطائفِ النعْناعيَّةِ
    سأستقبِلُ الزائرين غَداً
    وأُحْسِنُ وِفادَتَهُم
    وهُمْ ثَلاثَةٌ :
    هيَ
    وهيَ
    وهيَ !؟
    هامبورغ
    1992
    إرهاب
    *********
    قُلتُ :
    لساني وطرْفُكِ صارمانِ كِلاهُما .
    فَلَكَزَني بِن ثابتَ بِعصاه
    قال : تَعَفَّفْ
    قُلْتُ :
    ولكنْ لا رُهبانيَّةَ في الاسلام !
    وردة الكون
    **************
    أيتّها العائدة أخيراً
    اليَّ بكِ !
    دعيني أقَبّلُ وَجنَتكَ
    ومَعَها وَجنةَ اللّه !
    ها هي الشمس ,
    وردةُ الكون اختفت تحت إبط الغيوم
    وظلالُنا هاجرتْ ,
    لعلّها تتسكَّع الآن في أعمق البحار
    فأوصدي الستائر
    واسدلي الأبواب !
    هكذا كما تَوَهَّم الله ُخَلْقَنا
    وحيدَين نبقى ,
    أعزَلَين نبقى إلاّ منكِ !
    أجدادي
    ***********
    الى : عبد الأمير الحصيري
    أجدادي ,
    يا شعراءَ الخمرةِ الميامين !
    هَلُمّوا ,
    فقد هَيَّأتُ لكُمْ
    كؤوساً لا تعرفُ الصحوَ
    وموسيقىً لا تستقِرُّ في أعماقٍ
    إلاّ لتسكنَ أُخرى
    وهَيَّأْتُ لكُمْ من الأحزانِ أنبَلَها
    ومِن المُغْتَرَباتِ أطوَلَها ,
    وبساتينَ كرْمٍ مَدَدْتُ لكم ظِلالي
    والغيومَ ناموسيَّةً
    ثُمَّ اني ضَرَبتُ طَوقاً ناريَّاً
    حولَ جَنَّاتي
    فلا تَدْخُلُها زِعْنِفَةٌ مُتَطَفِّلةٌ على الشِعْرِ والريح
    تَتَمَيَّزُ كآبةً كُلَّما أزْهَرَتْ أغاني عصفور !
    أجدادي .......
    غُفْرانَكُمْ إنْ أتحفتُكُم بهذهِ الغِلْظَةِ
    ولكنَّ غُباري لا غُبارَ عليهِ
    والصبْرُ عِيل
    وافتِقادُ جَنّاتي لكُم
    - وهي روحي الهَفهافَةُ -
    طــــويلٌ
    طويـــــل !
    كولونيا
    1997
    جاء دوري لأشتُمَ
    *****************
    أيُّها العصر
    أعرفُ أنَّ الأملَ الكبير ليس من مُدَّخراتِكَ
    والثقةَ الخالدة ليست من عناوينكَ
    ولكني رُبَّما احتلْتُ عليك .
    أربعةُ عقودٍ لولا النبيذ
    كانت ستبدو أربعين قفصاً صدرياً
    ولكن ليس فيها أثَرٌ لقلبٍ !
    نعم :
    مُتعصِّبٌ للخمرة انا ,
    طائفيٌّ في هذا المَنحى !
    والآن ذبلتُ
    وصار جسدي الهزيلُ
    قادراً على الإختباء وراءَ نايٍ
    وشيخوختي هرعَتْ نحوي
    بكلِّ ما في الشبابِ من فُتُوَّةٍ !
    شبابٍ كنتُ ناهداً فيهِ الى اسطورةٍ
    اسمُها بشائرُ المُقْبِل
    ومادحاً بسمفونيّاتٍ كياناً أَصَمَّ أسمُهُ مستقبلٌ أفضل
    وحيث لم يبقَ أحدٌ إلاّ وشَتَمَكَ أيُّها العصر
    فقد جاء دَوري الآن لأقولَ :
    إنكَ مُوحِشٌ كالقَفْر
    ومُتَدَنٍّ كالبعوضةِ
    وحِمارٌ كالكلْب !
    في المحطّة
    *************
    أمسكتُ عن الكتابةِ
    مُنْهياً قصيدتي بجملةٍ لا تعني شيئاً محَدَّداً
    فَوجَدْتُني جالساً الى جانبه ِ,
    باغَتَني : هل تستطيع أنْ تقتُلَني ؟
    فَتَرَكْتُهُ وأنا أرَدِّد : وافَقَ شَنٌّ طَبَقهْ !
    أنا يا صديقي أَولى منكَ بهذا الطَلَبِ
    ولكنْ هل من المُرُوءةِِ قَتْلُ الذات ؟
    لحِقَ بي فأعطيتُهُ ما لا يقوم بأوَدهِ :
    بعضَ قصائدي في الموت .
    كان الجو ماطراً .
    كولونيا
    صيف2003
    الهشيم
    ***********
    إعتنائي بتغليفِ الهدايا
    بالرسومِ وبالورود
    لا يقلُّ عن إعتنائي
    بتغليفِ الكون بأحزاني .
    قلتُ له هذا
    بينما نحنُ نُوميءُ للحيِّ مساءاً بظِلالناِ
    حيثُ التلالُ البعيدةُ
    تُوَدِّعُ الشمسَ كذلكَ بِغَصَّةٍ نجلاء
    ورمشةِ غابةٍ هدباء
    وحيثُ الخُطى تسيحُ صاعِدةً نازلة
    قالَ : وبعد ؟
    قلتُ : أخالُ أنَّهُ الذنْبُ .
    قال : آهِ , صحيح ,
    لقد خَفَقَتْ بذلكَ مَلامِحُكَ
    وكَشَفَتْ عن مَقْبَرَةٍ جَماعيَّة !
    أنتَ !
    يا طاعِمَ الجرذان ,
    أيُّها ألأحمَق !
    عشرُ كؤوسٍ تَسْتَنْزِلُ عشرةَ ذُنوبٍ
    وعشرةُ ذُنوبٍ تَسْتَنْزِلُ ثلاثينَ كأساً
    وثلاثونَ كأساً
    تَسْتَنْزِلُ روحاً ظريفاً
    يُلامِسُكَ نَسيماً
    ويتْرُككَ هشيماً .
    مُضْطَرِباً سألتُ :
    أيَّ روحٍ تعني ؟
    عندها تأَوَّدَتْ على وَقْعِ ضبابٍ
    أغاني
    ( بومةٍ عمياء )*
    أفَقْتُ وليسَ في حِسابي
    لا البومةُ ولا الذَنْبُ
    إلاّ لَوثَةٌ واحدة :
    الماء , الماء
    حتى جفاف الفرات !
    ---------
    • البومة العمياء : رواية مهمة للكاتب الايراني صادق هدايتْ الذي مات مُنتحِراً .
    جناح مَهيض الرياح
    *********************
    كَبُرْتُ يا إِلاهي ,
    لَدَغَتْني عَقارِبُ الساعةِ !
    وبَحَّ بَصَري
    وازْدادَتْ آفاقي تَشَرذُماً
    و( الواوات ) تترى
    وحُمّاي قَدَحَتْ
    وقِوايَ صَوَّحَتْ
    وسفائني جَنَحَتْ !
    أمّا صَدري فَمُثقَلٌ بالأدعية منذُ ألأزلِ
    كما كَشِفَتْ الحَفْريّات
    وأسمعُ المُدُنَ والقُرى تُرَدِّدُ :
    عَصْرُ ألأوهامِ انتهى
    لَعَلَّكَ آخِرُ أعلامهِ !
    وحَياتُكَ أشبَهُ ما تكون
    بما لا يُمكِنُ أنْ يكون !
    وهذهِ ؟
    أَحُجْرَةٌ هذهِ أم مَغارةُ رُهْبانٍ
    تَسَلَّلَتْ اليَّ مِن ثَنايا العصْرِ الوسيط ؟!
    وجاري المُحاذِرُ
    والمُلَفَّعُ بالأسوَد والأبيَضِ هذا
    أهوَ بطريركٌ أم بطريق ؟!
    في قاعِ حيراتي مَمالِكُ تَزدهي
    وأنتَ أيُّها الحاضرُ المُرَنَّقُ الخيالْ
    لا يرفُّ لكَ حديثٌ أو مَقالْ
    فلا فُضَّ فوكَ
    مِن صامِتٍ غيرِ مُبالْ !
    عمرٌ صارَ يجهلُ حتى التحَسُّر
    التمثال
    **********
    أيَّتها ألأَنتِ ,
    نهرٌ أو مِرْبَضُ مَعازِف
    أو قولي نهرٌ صغيرٌ كزورقٍ
    تَرَجَّلتُ عنهُ لأَعومَ في بحارِكِ المديدَةِ المُتَلامِضة
    حيثُ أغنياتُ البَحَّارَةِ وهيَ تُبحِرُ
    والأمواجُ تَشرَبُها أفيلةٌ مِن الضباب
    سنواتٌ مَضَتْ مُنذُ أنْ تَعَمَّدَ قَلْبانا
    بِآثام الحُبِّ !
    مَطافُنا رغباتٌ غَرثى
    ونهاراتٌ أثرى مِن حُزنِ الدنيا
    أنا تمثالٌ مَصنوعٌ من حَجَرِ النيازك
    آوي إليكِ أَبَداً
    لأنني لسْتُ كبَعضِ الطيور
    أُحسِنُ التَنَبُّأَ بأوقاتِ الزلازِل !
    كالقَدَر
    ********
    هل ستَعودُ لترميمِ شعائر
    التَشَرُّدِ
    مَرَّةً أُخرى ؟
    نعم .
    وإذا وافاكَ الشتاء ؟
    سأَلتَحِفُ الحيطان !
    كانَ ذلكَ يومَ كنتُ عنيداً كالقَدَر
    مُنَغِّصاً هَدأةَ اوروبا
    ومُتَوَعِّداً عواصفَ ألأَطلسيِّ
    فلا تَتَفَوَّهُ بِغيمةٍ الى حين !
    بايرن
    1987
    ه
    العالم يحتفل بافتتاح جروحي
    ***************************
    * المُتشائم هو الروث الوحيد
    الذي لا ينبت عليه شيء .
    مثل الماني
    كفاكِ تدَلُّلاً أيَّتها السعادة ,
    إنحني أَكْثَرَ
    أيَّتها الداليةُ المَيلاء
    لأعبُرَ الى الضفةِ الأخرى
    دونَ إيابٍ أو نَدَم ٍ
    فقد آنَ للحرّاسِ أنْ يناموا
    وآنَ لي ألإنطلاقُ
    خارجَ سجونِ ذاتي الباستيليَّة
    وأهمسُ للمَساء :
    لَعَلَّهم يتوادعون ألآن :
    أضواءٌ مُتَثاقِلَةٌ هنا , هناك ,
    وانا أيَّتها السعادةُ ,
    أيَّتها الفراشةُ المُلَوَّنةُ بالنبضِ والنسيم ,
    أيَّتُها الغيمةُ المُسترسلةُ بوَعْدِ الِقِطافِ
    حيثُ أقام جوعي ويُقيم ,
    فاغِرَ اليَدين أنتَظرُ إنهمارَكِ !
    باغِتيني أيَّتُها السعادةُ
    إهزِميني في عُقْرِ داري!
    فَلو كانَ هناك بحرٌ
    أوسعُ من هُيامي
    إذاً لقامَ مَقامي
    ولكنَّ لي ذلاقةَ العواصِفِ الشتائيَّة
    وحَنايا ألأُمِّ الرَؤوم
    وجروحي تُشرقُ كُلَّما أدركَ الشمسَ المَغيب
    فأيُّ مُخادِعٍ ذلكَ الذي يَدَّعي
    رؤيةَ النجوم ؟ !
    آلام فِلْس هوفِن{*}
    *****************
    جبلٌ شاهقٌ أتخيّلُ لفرطِ علُوِّهِ
    أنهُ نشأَ وتَرَبّى على أكتافِ غيمة
    أتُرى يسمعني الآن
    وقد علَّقتُ نقمتي قرطاً في شحمة أُذنهِ !؟
    الآنَ أتذكَّرُ الرياحَ
    تأتي محمولةً على سُجّادةِ أبي
    وأتذَكَّرُ أُمَماً مَرميَّةً كهياكل
    ما أغرَبَني وأغرَبَ الذاكرةَ
    وأبي ؟
    كثيرةَ المرارةِ كانت حياةُ أبي
    ومِن مرارتِها احتضانُهُ لداءِ السُّكَّري !
    زهرةٌ تحيدُ عن مركبها المائيِّ ,
    شَممِْتُها مِن على مَبعدةٍ
    وعصفورةٌ حطَّت في مكانٍ ما داخل قلبهاِ , تلاشت
    وتَبَدَّتْ إثْرَها قريةٌ تنتمي طواعيةً الى أرياف بايرن ,
    الى متاحف ميونخ !
    قريةٌ لا تُوقِفُ حِقدَها إشارةُ مرور !
    كان ذلك قبلَ عشرين عاماً
    ومئتَي صندوق فودكا !
    كم كنتُ مُغَرَّراً بي
    لو شمَّرَتْ مخالبي عن غرائزِها
    او لو تطاولتُ بالمشارطِ البلهاءِ على نهار القرية تلك ,
    او لو أحصيتُ على هوائِها أنفاسَهُ !
    لماذا أيّتُها القريةُ ؟
    هذهِ طوابعُ من بريد الأمس
    تُصَفِّقُ الآنَ دموعاً
    فإنْ كانت لَمّاحةً
    فما خفيَ أَدْهى وأَمَرُّ !
    أمّا لماذا تذَكَّرتُكِ الآن
    فلا شعوري طليقٌ وذو دلال !
    لو أتيتِ معي في هذه الساعةِ ,
    لو ضَرَبتِ قبضةَ الدانوبِ بِعَصاً
    وسحبتِ أذيالَكِ منهُ
    لتجيئي معي الى الـ ( راين )
    لأنصبَ لكِ خيمةً على ضفافهِ
    فقط لِتَرَي دموعي
    الدموعُ على ضفاف الراين
    أكثرُ أُلْفَةً
    وأَقلُّ كُلفةً
    وعصيَّةٌ على إقطاعاتِ بسمارك !
    أيّتُها القرية البعيدةُ
    لكِ أنْ تَطْمَئِنّي :
    دموعي الموزَّعةُ على الخارطةِ
    لن يوَحِّدَها مَلِكٌ او جنرال .
    ***********
    {*} فلس هوفن : قرية المانية تقع على حدود النمسا عشتُ فيها من عام 1986 الى عام 1988 وعاش فيها لاجئون من جنسيّاتٍ مختلفة بانتظار البتِّ في أمر لجوئهم .
    كينونةٌ مُستعادة
    *****************
    متى تنزَعُ نَخْلاتُ وطني قَفافيزَها
    وتلْمُس عَوائي الجريحَ لَمْسَ اليد ؟
    فإنْ هو إلاّ مَداري الأوَّل
    وسماواتي الأخْضَل
    هَتَفْتُ : أُهيبُ بهِ فأكونُ شاعِراً ,
    فأكونُ شيئاً ما .
    فاسْتَقْتَلْتُ واسْتَقْتَلْتُ !
    على أنَّكم سَخَرْتُم منّي
    فَجَمَّعْتُ صَبواتي وخَرْبشاتي
    وقَفَلْتُ مُهاجِراً
    فَرَقاً من اعتسافِكُم
    وتَيَمُّناً بالحزانى وأبناء السبيل !
    ونكايةً بالمُتَفَيقِهين
    وبإحْداثيّاتِ العسكرْ !
    فهل تُراني سأصفَحُ عنكم ؟
    وعن أَسحارٍ علَّبَتْ دُخاني
    ورَعَتْ تَقَلُّبي في المِهاد ؟
    نَعَم , سأصفحُ عنكم , عَنْها ,
    أمّا عن نَفْسي فلا .......
    فَبَيني وبَينَها ما صَنَعَ الحَدّاد !
    بُرْج البُراق
    **************
    كيومِ الحسابِ
    ويومِ القراءةِ
    إحْسِبْ
    فأحسبُ كم فُرْصةً كُنتُ ضَيَّعتُ ,
    إقْرأْ
    فأقرأُ بُرْجي :
    سيَخْضَلُّ جُرْحٌ عميقٌ
    بِعُمقِ الزمانِ على راحتيكَ ,
    وأُنْشوطَةٌ تسأَلُ السابِلهْ :
    عُنْقُهُ غايتي ,
    كيفَ لي أنْ أراهُ لِتَكْتَمِلَ القافِلهْ ؟
    وَصايا
    *********
    أُوصيكَ أيُّها الجُرْح
    وأنتَ تَشُقُّ طريقَكَ نحوَ صَدْري
    أنْ تَتَخَفّى بهيئةِ زورقٍ
    وإذا صادَفْتَ بَجَعاتٍ تُنَظِّفُ ريشَها
    على ضِفافِ دمي
    أُوصيكَ أنْ لا تُخْبِرَها بِما يَحْصَلُ في الخارج ,
    دَعْها في مَنْأَىً عن الفَظاظاتْ
    وإذا تَوَسَّلَ اليكَ غُصْنٌ أنْ تَصِفَ لهُ الفُصول
    فاعْتَذِرْ لهُ
    وإنْ إضْطَرَّكَ فالْجَأْ الى الكَذِب ,
    لَفَّقْ قِصَّةً ,
    إزْعَمْ أنَّ هناكَ شُموساً ضاحِكةً
    وبَلابِلَ تَبْني أَعشاشَها على دَواليبِ الهواء
    ولا تَقُلْ لأَيِّ بساطٍ يَحومُ حَولَ روحي طَليقَاً
    بأَنّيَ آلانَ سجين
    وأُوصيكَ أنْ لا تحمِلَ معكَ صحيفةً يوميَّةً
    َتَتَخَلَّلُها مُفْرَداتٌ جديدةٌ نابيةٌ
    كالأَفيون والانتحار وألايدز
    فلا بُدَّ أنَّكَ مُلاقٍ عُشّاقاً يسكُنونَ خِياماً
    وسْطَ غاباتِ ضُلوعي .
    سِرْ مُبارَكاً
    حتى تَرسوَ في سُوَيدائي ,
    وفي لَحْظةِ الاحتِضار
    سأَمُدُّ عُنُقي لِيَعْلوَ على الغيوم
    وأفتَحُ رِئَتي
    فَتَتَدافَعُ البَجَعاتُ والأغصانُ وغِناءُ العُشّاقِ
    الى سماءٍ قاصية
    وآنذاكَ فقط
    أسْتَسْلِمُ للمَوتِ مُطْمَئِنَّاً !
    فرانكفورت 1993

  5. #5
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : المانيا - كولونيا
    المشاركات : 207
    المواضيع : 61
    الردود : 207
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    المؤلِّف : سامي العامري
    عنوان المجموعة : السكسفون المُجَنَّح
    الغلاف للفنان العراقي : باسم الرسام
    الناشر : دار سنابل - القاهرة - 2004


    بوهيميا الحمام
    *** *** ***
    - 1 -
    نهراً بجنحٍ من أزاهيرٍ
    جناحي يستطيلْ ،
    غجراً بفوضى اللونِ
    ينتشرون ما انتشر
    الهديلْ .
    - 2 -
    قمرٌ ولكن ليتَهُ جيرانُنا ،
    جيرانُنا نأيُ الحمامِ
    ولاتَ حين نوافذٍ
    غيرُ المُدام .
    - 3 -
    متحمسونَ
    فكانَ في الامداء مسعى
    لكنما البحرُ الذي ركبوُهُ
    - لايدرون -
    ضَمَّتهُ العواصفُ
    طار
    طار
    كثوب أفعى .
    الثلاثاء
    *** *** ***
    - 1 -
    ماذا إذا عَبَروا التخومْ ؟
    مِن دائرينَ
    وجنَبهُمْ لوحٌ بهِ
    أوقاتُ إقلاع الغيوم
    - 2 -
    النخلُ في الافق الخَضيلْ
    رَبٌّ
    أطاحَ
    بهِ
    الهديلْ .
    - 3 -
    صيفٌ … رصاصْ
    مُدُنٌ … رصاصْ
    هذا الرصاصُ
    أراه مزروعاً على جسدي
    ثقوباً فوقَ نايْ .
    سباق الخيل والعَبَراتْ
    *** *** ***
    هل اطلع القصبُ الأوزَّ
    على طوّية قاربي حتى يضجَّ ؟
    ولو دعتني النفسُ
    أوقفتُ القوارب كي تراني ،
    لو دعتني الريح
    طوّرتُ الحكاية ،
    قلتُ اني سابحٌ ،
    بيدي زمام الضفَّتينِ
    فلا اهاب وشايةً
    من طحلبٍ ضَجِرٍ
    ولا ترنيمةً من معزفٍ عَطِرٍ
    ولا حتى السنابلَ
    وهي تترك جَذْرها يقفو دمائي ،
    انه شَغَبي النخيليُّ المدى
    إنْ تلغِهِ يفرشْ سجاجيدَ الشظايا ،
    تفتقدْكَ هداهدُ القمر الشرود
    مع الصدى
    فاليكَ عنك
    وسِرْ اليَّ
    وليس عنواني سوى ......
    إِلاّ ......
    عدا ......
    كَلَّ النواعير الغريقة ،
    كلَّ حرف ضَلَّ ذاكرتي
    فطوّبهُ فراتكَ عاقلاً
    لايستعير مسلَّة الصبواتِ ،
    دمْلَجَهُ غيابكَ بالصدأْ
    حتى ابتدأْ ......
    يرتاب ،
    ترجع صبوتي ورقاءَ كالاحزان ،
    غصنٌ لاتني
    رئتي تفاتِحُهُ برفّات اليمام
    وكيف تقتبس الشموع ضياءها
    من جمر قلبي
    كنتُ حتى قبل ساحاتٍ
    أُجيدُ الذكرياتِ
    فلا اسير الى ملاكٍ
    لايُرى بالعين والشرفات
    حتى فاض نهر القافياتِ
    وليتها قيلولةٌ في القاع
    ثم تفيض كأسي ......
    هل أتاك ؟
    إذاً فعهداً مضفياً سَبْعاً
    الى عشرٍ من السنوات أُخرى ،
    قلتُ : كنتُ مخضرمَ العَبَراتِ
    مقتدياً بخيلكَ
    فأنتهيتُ لارضِ فارسَ
    ساكباً دمي والقناديل َ
    احتراقي السرمديُّ اضاءَ طهراناً
    فاعطيتُ الامانَ لكلّ ساعٍ ،
    طُفْتُ ( مَشْهدَ )
    في القرون المعتماتِ
    وكلُّ عينٍ مثل عيني
    ليس يملؤها سوى حلمٍ
    تكاد الشام لاتنساهُ
    ثم ابتاعنا
    والغرب حاضرةٌ تكرَّمَ دربُها
    فأضاعنا
    وأضاعَ سرباً من منافي
    ينبيكَ ما لاقى كفافي
    أفكان زالْ ؟
    افذاك فاوستُ المخلَّدُ
    حيث لاحجرٌ ولاتمثالْ ؟
    وعلقتُ ثانيةً بأهداب السؤالْ
    ورأيتُ ثََمَّ اللهْ
    وسمعتُ ثَمَّ اللهْ
    وشَممِتُ ثم الموتَ زهراً يانعاً
    يمشي فيتبعُهُ نداه ْ
    لو ايقظ الامواتَ بالباقاتِ
    أطفال حيارى في المدينهْ
    لَسَمَتْ بلادُ النهر
    حيث النهر بحرٌ لم يزل فَي المهدِ
    ساعات ......
    وتسبح قامةُ الصبح الحزينهْ
    من طارحٍ عنها السُرى
    ومطارح العشاق
    عطراً
    كي يغازَلَهُ مغازلةً ضَروسْ
    أو واحةً لعبتْ على ريحانها
    خُضرُ النفوسْ
    وتَزَيَّنَتْ للطير ساقيةٌ
    فهل أنا كاتبٌ حقاً دواري الحلوَ
    ام حزني المُعرّى ؟
    ليس الفراش’ جميع مايخفي الهواء
    وراء غابتهِِ الشفيفة
    فالضباء تطلُّ عصرا
    وكأنَّ منضدي بَرارٍ
    وأنتظرتُ ضبائها
    شعراً يمُتُّ الى النساء بغبطةٍ
    والى مدائن -لم يشاهْدها-
    بذكرى
    شعراً يمتُّ الى العراقِ بدجلةٍ
    والحرب تلوَ الحربِ تترى
    انا قادمٌ حزناً
    وهم يتهامسونْ
    مازلتُ أسمعهم
    وهاهوذا النهار
    والحقل يلغط بالخضار ،
    سمعتهم يتهامسون ،
    عرفتُ ماقد سوّلتْ
    لهم الحجارةُ
    انهم ينوون رجم القادمَ التالي
    وما فيَ الدرب غيري أنا
    وغير بقيةٍ من بعض شيءٍ
    لستُ اعرف كنههُ
    ادعوك من قلقٍ إذاً
    ادعوك لقّني الرمالَ وعثرةَ الاجيالِ
    لاتترك هضابا
    إلاّ وسيَّرْها سحابا
    وأنا هنا ادعو السراب وانما
    ادعو لقُاهُ لما تعشَّق فيه
    من درر المحارْ
    ادعو اليك حمامةً بيضاء من فرط النهارْ
    ادعو اليك مقامتي الاولى
    وهل رئةٌ كما ضفةٍ ؟
    وهل ضفةٌ كما وترٍ ؟
    وهل ادراك ما ادراكَ ؟
    املينا الجراح على الطفولةِ ،
    تستعيدك حيث تحنو
    والزنابق حالماتٌ بانقضاض فراشةٍ !
    هذي شظايا من أقاصيصٍ
    تمنّ بها الرياح على شراع المُبْعَدَينَ
    فراح يغرق ،
    تضحك الاسماكُ
    وهي تدل ُّ غارقنا على افقٍ
    نمى في القاعِ
    حتى لم يعدْ في الوسع اصغاءٌ لناي !
    بيني وبينك صيحةً خطروا
    تجاه الموت والمجهولِ
    ملءَ أناهمُ يهوون ،
    مِلءَ أناكَ
    مِلءَ أنايْ
    هم طالعون من ارتعاشاتِ الغلالِْ
    اسمائُهم ادوائُهم ْ
    وجنانُهم حرمانُهم ْ
    ورياضُهم انقاضهم ْ
    إن كان موعدنا غداً صبحاً
    فانّ الضوء سالْ
    أفلستَ رُبّاناً ...... ؟
    تعالْ .
    رايةٌ مُغْمَضةٌ
    *** *** ***
    لاشفاءَ للَهِّم المعتَّقِ
    واقفاً أسير على
    غيرهدىً ،
    كجناحٍ معتصمٍ في طيّات مرفأٍ
    وَعِبْرَ هانوفر ما !
    هامبورغ ما !
    أسير مصطحباً خطاي لاغير
    ساعتي تشير اليّ وأربعين دقيقةً
    خطاي ، خطاي المثابرة على اليأس !
    مئات الافكار خطرتْ ببالي
    في المسافة القصيرة مابين بيتي
    وبين السوق ،
    ليت نقودي بعدد افكاري
    فأشتري ما اشاء من صناديق النبيذ !
    ميقات الثمر
    *** *** ***
    النارُ تشبُّ
    بهذا القلبِ ،
    تشبُّ بهذي الدارِ
    تركتُ الدارْ
    تصّاعَدُ منها ألسنةٌ من أزهارْ ،
    ازهار الحبِّ
    وأسرابُ حمائمَ حائمةٍ
    أدْهَشَها اللحنُ الهامي
    من أنباضِ الينبوعْ
    وانداحت مرآةٌ عند ضباب الافق
    فيعدو الناسَ
    وتّسابقُ والغزلانَ
    فلولُ الغيم
    فألمحُ قلبي المشبوبَ يُشعُّ
    ووسط النار يضوعْ
    أقنعةٌ تسقطُ ،
    اسماءٌ تتداعى
    لايمكثُ إلاعُشٌّ مبنيٌّ
    من رفرفةٍ وصداحْ
    لا تمكث إلاّ الذكرى في الساحْ :
    كان البلبل فوق التينةِ
    يستعجل ميقاتَ الثمرِ
    وكان صحابي
    يعنيهم ما يخفي وأخفي ،
    كُنّا كصديقين .
    على ضفةٍ سائرةٍ
    كَبُرَتْ ذكراها
    فلثمتُ صداها
    وسعيتُ الى طاولةٍ
    مُثْخَنَةٍ بالاقداح !
    حزن يجهله القاموس
    *** *** ***
    ماذا قاد دمائكَ للشعرِ ؟
    أَدبيبُ الخمرِ
    أم أعماقٌ تلمَسُها
    في آناءِ الليل وأطرافِ الفجرِ ؟
    أم خيباتُ الحبِّ ؟
    أم لحظاتُ خيار صعبِ ؟
    أم خوفٌ مِنْ وعلى وطنٍ مَغتَصَبِ ؟
    أم أخطاءْ ؟
    أم كِْبرٌ وإباءْ ؟
    انا محزونٌ منذ نعومة أشعاري
    في قلبي الحالم بالثورةِ
    يكمن حزنُ
    جميع الاشياءْ
    يجهلهُ القاموسْ
    حزنٌ يوقف بندول
    الفانوسْ .
    ذرَّة الشعراء
    *** *** ***
    المرض والجوع
    فعلان مساعدان
    ولكن على الغضب حَدَّ الذَرَّةِ
    فأين هي ذَرّةُ الشعراء ؟
    لو كان بيدي سيفٌ
    لشطرتُ القمرَ الى نصفين
    والنصفين الى أربعة
    والاربعة الى ثمانية
    والثمانية الى ستة عشر
    والستة عشر الى ملايين الدموع
    تضامناً
    مع أطفال النخيل .
    أنجم ٌ كالجروح الطرّية
    *** *** ***
    إنها الحرب تغلي
    ولا سامعٌ يسمعُ
    ولا نسمةٌ تلمعُ
    سوى سنوات المحال الثماني
    وأخرى تلتها
    وأخرى غداً تتبعُ
    فعلى أيِّ لحنٍ
    تودّعُ اشياؤنا أرضَها النَيِّرهْ ؟
    وكيف تُصلي
    ووجهُكَ ولّيتَهُ صوبَ دجلةَ
    هل تصطفي قِبلةً سائرهْ ؟
    انجمٌ كالجروحَ الطرّية تقطر ،
    أدمعُها الحمرُ تهطل كالشذراتِ
    كدمعي وما اكثرَهْ !
    أَعنّي
    فاني وأَيمِ الشوارعِ في بوحها والمعابرْ
    وأيمِ العذاباتِ
    لاقطةً حَبَّها حيث جاع المسافرْ .
    تخلّلْتُ جرحَكَ
    باباً فَبابْ
    فانتهيتُ الى أُفُقٍ قد سمى
    فاذا بَجَعٌ هالني صاعداً للسحابْ
    بجعٌ يتهاوى بمرج الدخانِ
    على حين غَرَّهْ
    فيلفظ أنفاسَهُ دُرَّةً بعدَ دُرَّهْ .
    جذورٌ شاهقة
    *** *** ***
    وراءَ البابِ
    يقعي الليلُ
    يَنشد رؤية الاسرارِ ،
    ياليلاً ضبابّياً ،
    ليلبسْ قلبك المنهوكُ
    نظّاراتِ ساحرةٍ
    ولو حلمي شراعٌ راجع
    بالغَمْر نحو بدايةٍ أُخرى ،
    قفا نمضي …………
    وكانَ دمي الدليلَ بعتمةِ المسرى
    وكنتَ سألتني
    عما دعى الاشجار للاقِرار بالظمأَ الكبير
    فَرُحتُ الصق غيمةً بالصمغ
    في افقٍ يشير الى مغيب الشرقِ ،
    أعبر قامتي ،
    تجتازني الاسوار
    كُنتُ سأمتُها
    في كل طور كُنْتُهُ :
    سكرانَ ام يقظانَ ام مابينَ بينَ
    ومثلما وترٌ هو الشريان
    أعزفُ صبوتين عليه
    أعزف عالماً بأصابع الغابهْ .
    مساجلة على باب غرناطه
    *** *** ***
    قد طابَ للامير والقُوّاد
    أنْ يحلموا ،
    أنْ يكتبوا ،
    أنْ يخرجوا من اطوارهم ،
    من باب عُشِّ الببغاءْ
    وللجواري أنْ يرينَ الطفلَ
    في همهمةَ الريحِ
    كمرعى بسمةٍ بريّةٍ مُسْتَفْسِرَهْ
    وكلُّ هذا كانْ
    تزاوجَ الخفافيشْ
    في الظلمةِ الطاهرهْ
    ها انهم يرحلونْ
    والشاعر الليلةَ يرتجفْ
    ويرقب الراحلينْ
    آمالهم عريضةٌ كالطبولْ
    وحين عاد الشتاءْ
    ماذا وعى الشاعرْ ؟
    تناثرتْ اشلاءُهُ
    كختمةٍ شمعية حمراءْ
    تغلق بابَ النملْ
    غرناطةٌ ……
    غرناطةٌ ……
    لو أنهم ادركوا ما الجرح
    الذي يبني دم الشاعرْ
    لكنما ……
    لكنما …..
    لن تثقبَ الاحلامُ أقواسَ السحاب !
    عاد كذا الاميرُ
    مسرورَ الدُمى
    وضاحكاً وعارياً
    وضاجع القاتلَ والمقتولْ
    وحَدَّثَ الناسَ عن الفِراشْ
    ووحدةَ الفصولْ
    لاتنصح الشاعرَ بالقفزِ من الاسوارْ
    لاتنصحِ الاميرَ بالعدولْ ……
    صيغة تفضيل
    *** *** ***
    انقى من الهواء
    دخان يتصاعد
    من ضاغيةٍ
    يحترق .
    حكاية قلم
    *** *** ***
    فَرَّ لوركا
    بعدما راموهُ شحّاذاً بعُرْسِهْ
    ثمّ في الحانةِ قد ماتَ
    مُسيحاً قَلَقَهْ
    فتذكّرتُ بأنَ القلمَ
    اصطفَّ مع القاتل
    فاستأذنتُ لعناتي
    لأبدو خارجاً مني
    انا مَن كنتُ رَحمَ الورقَهْ .
    الى زنزانة
    *** *** ***
    ياجدراناً يتدلّى منها شَقُّ
    ويقَهْقهُ فيها شَرْخْ
    أختارُ سماءً عاريةً
    لكنَّ سكاكينَ الفرح الكوني
    تعتقني نحوَكِ ،
    تعتقني شاةً ميتةً
    يؤلُمِها السلخْ . *
    * لمزيدٍ من التفاصيل : أُنظر الصفحة 2000 بعد الميلاد .
    آخر القطاف
    *** *** ***
    أعوامٌ بلا مفاجآتٍ
    أزفرها تجاه سماء تموز الصافيه .
    في ذهني مراكب صيدٍ
    وخمرٌ وتبوغ
    حيث تتبدّد على مدِّ البَصَر
    جزرٌ حمراء كقطرات دمٍ
    لطائر بحريٍّ جريحٍ
    وغيمةٌ تأتي من بعيدٍ ،
    تهبط لتتزوّد بالماء والاسماك
    وقد تستريح ليلةً
    وفي اليوم التالي
    أوْدعها بعضَ غربتي لتواصل السفر .
    أناَ البحّار الخاسر
    خسرتُ المرأة
    ومن قبلُ اكتشفتُ زيفَ الصديق
    وها انا أوشك أنْ اخسر الوطن !
    الصباح يتبعني على رؤوس الاصابع
    *** *** ***
    نائمون
    سوى عاهرات الطريق
    يضاجعن أعمدة الكهرباء ،
    وما هي إلاتناول شايٍ
    وردّد ثغر الصباحِ
    سعالَ العصافير ،
    والليل بقّالْ
    يُلَمْلِمُ كلَّ النجوم ويوصد أبوابَهُ
    ها انا في الدروب ،
    تفحَّمَ وجهي بصوت الغُراب المسافر توّاً
    وفي النهر أرمي حَصً
    فتنمو الدوائر في النهر كالطاولات
    ومن زهرةٍ في الضفاف لاخرى
    يطير الندى حشراتٍ صغاراً
    ولكن انا
    مَن يكون شهيداً بوقعٍ كهذا
    الى اين
    بل فيمَ أصهر وقتي ؟
    تطاولتُ ،
    أغمرُ كلاًّ
    بخُصلات صوتي .
    انعتاق
    *** *** ***
    قلبي …
    لمّا تزَلْ سيّداً للكآبةِ
    اني سأرميك في (( سانت باولي ))
    مقاطعةِ العاهراتْ
    فقد يحسبونك سِّيدَ قومٍ
    فتمسي سعيداً
    وأمضي انا دون قلبٍ
    لعلّي أحسُّ – ولو لحظةً – طعمَ هذي الحياةْ !
    بكاء
    *** *** ***
    - 1 -
    قلبي يبكي منذ نعومةِ أَضفارهْ
    كانَ المرجوُّ
    هو البحث عن المصباح السحريِّ
    ولقد شاركني الرأيَ الصيادونَ
    فَهُمُ ايضاً ماعادوا يثنون على البحر !
    - 2 -
    أَتَذَكّر ……
    اتذكّرُ ……
    لكنَّ قطرات دمعي المتساقطة
    حاذقةٌ في العزف
    على البيانو .
    أنامل رعوية
    *** *** ***
    لم يكن لسفينة مِلحٍ
    أن تلاحق غيوماًَ عذبة .
    عطر الاوراد رغم الدماء
    كان موغلاً في تفتّحِهِ
    والنخلاتُ نافورات ماءٍ أخضر
    كمدىً يتوسّدُهُ رحيلُ يمام
    وعلى هذه الدوحة بالامس
    أناملُ رعويةٌ
    رأيتُ اليها
    فقلتُ : ياشوقُ ،
    فاكهةً تعال نسمع
    وتعالَ نشمُّ نواقيس
    كُنْ حُرَّاً كرؤىً في مهجةِ تمثالْ .
    قبل نحو ثلاث قلاعٍ
    *** *** ***
    دفعتُ ظلالي أشرعةً
    كان صوتي يطوي ممالكها
    والمهالك مزدهرهْ
    ربما انني الطفلُ
    همتُ بها قبل أن تُنهي العدّ للعاشرهْ !
    قال : ها هي تعبر دونكَ ,
    ثم انبريتُ لافتح بعض الرسائل
    بحثاً عن الاوجه العابرهْ
    ومن ثم المح’ مليون عينٍ مسافرة في الهواء
    وفي فجرِ دجلةََ لكنّ دجلةَ ما عاد عمراً
    اناهزهُ أُو يناهزني
    راح يرتعش الخيزرانْ
    وتخفق في الكأس اعماق مرجانْ
    ويُقتل انسان !
    قبل نحو ثلاث قلاعٍ
    ترف عليها اللّقالقُ
    اشرعةً من غيومٍ تُشعُّ
    اعتصمتُ بهاويةٍ ،
    كنتُ أُملّتُ
    لا اعرف المنتهى
    غير اني خلعتُ السكينهْ
    مبتدأً بالبكاء
    لافسد أفراحَ هذي المدينهْ!
    وقد استفزُّ القمرْ ,
    حفيف المياه اذا ما صبى
    وخرير الشجَرْ ......
    عالمٌ لم يزل غامضاً
    طالما عادَ بيْ
    فاستمعتُ لوقع الأَثَرْ .
    إمرأةٌ في الثلاثين من عمري
    *** *** ***
    ولكن لن يضيرني
    فحتى اذا وَجَدْتُني واقفاً
    وظلي سكراناً يترنّح
    فسأَغُذُّ السير
    حتى أُهدي لاعشاب الحقول
    باقاتٍ من الخرفان
    وفي الليل
    حيث النجومُ مساماتُ الله ..
    والبحر يتخبّط موشكاً على الغَرَقِ
    والهواء عليلٌ مثلي
    ستناديني فاتسلل اليها عَلَناً
    انها زهرةُ قّداحٍ ،
    عبيُرها يتفتّحُ
    بصحبةِ أنفاسي .
    المآل أمام بحر الشمال
    *** *** ***
    جالسٌ ،
    بيدي السجارةُ
    وهي شريانٌ تمرَّسَ باللهيبْ
    وفي أُذُنَيّ ترتيلٌ ترابيٌّ يدورُ ،
    وموجةٌ صفراءٌ
    تغمر نصف ساقي جورباً ،
    عناقيد الرصاص
    *** *** ***
    رئةٌ بها
    تَتَنَفَّسُ الاكوان
    من بعدَ اختناقِ
    مدار انجمها بموسيقى الصديد
    ورجعِهَا اَلدَبَقيّ
    ها عدتُ انتبهتُ الى صلاةِ الميّتين
    فما عجبتُ لانها أشجى ،
    عبرتُ اليهمُ ،
    مُترَنّحاتٌ فوق أسماعي
    عناقيدُ الرصاصِ ،
    هوىً يُدوّر – مثل مروحةِ الطواحينِ –
    الحمامَ أذيعُهُ
    فأهابُ إلاّسُِتطابَ
    لانَّ آلهةَ الخرابِ
    تهافَتَتْ ،
    غرستْ مسافتَنا جراحاتٍ تسيلُ
    وبعدُ لم تغمدْ مخالبَها
    أهالكَ أينما حَدّقتَ ثَمَّ دمي ؟
    دمي ماكانَ يرفو اليأسَ
    في سجن الاهابْ
    لكنه مُذْ كانَ كانَ غدائراً
    وصدىً بغابْ .
    كمانٌ ليس عندي
    *** *** ***
    بشراهةٍ اصغيتُ
    إصغائي سدى
    وبصبوةٍ حَدَّقْتُ
    لم يرجعْ صدى
    صَعُبَ الضحى دون الهديل
    وقد حفظتُ كما الخواتمِ
    كلَّ أسرارِ القتيلِ
    وَدَدْتُ لوَ أنّ الحَمامَ أذاعني ،
    أوحى اليَّ ولو على رُغم اجتهاداتِ
    البساتينِ ،
    الازقةُ كالمرايا
    في نثارٍ ، لستُ ادري
    هل تخط يداي باللهب الشبيهِ
    بصبغة الحناء حرفاً في الهواء الطلق
    من شعري
    غيومٌ حّلقت عِبْري
    كمانٌ ليس عندي
    كي أُطمئنَها بأني جَنَّةُ الاخطاءِ ،
    ماشٍ
    أستظلّ بها
    وفي زُوّادتي حطبُ الشتاءِ
    ارى ملاكاً
    في المدى الشرقيّ
    يهبط كالشهابِ
    مَن شاءَ أن تختَارني ؟
    صعبٌ كمرقاكَ
    اصطحابي .
    ينتهي نسبي للحرائق
    *** *** ***
    اعوامي الماضية
    أرخبيلاتُ ضبابٍ
    يُحيط بها العساكر الناشبةُ أضفارُهم في الضياء
    كانوا عساكرَ
    كانوا فضاءاتٍ بلا حزن ولا أسرار .
    والآن …
    طرقٌ مجهولةٌ تتغذّى على خطاي ،
    تنمو ، تتّسع ، تطول
    انا الذي اختبر الملهاة مرتين
    انا الضائع
    كما لم يضع نيزكٌ في خلاء الكون
    لي قصة بعيدة
    وهاقلبي وحيد
    يتسلى بالملل ،
    إذاً
    كم مخيفٌ أن يتخطّى المرء هذه الحواضر والسنين
    وهو بلا قّبعة
    تقيهِ حَّر الشمس
    وبرد القمر
    وكم بعيدٌ هو العراق ،
    بل كم مغبَّرٌ وَمنسيّ !
    من بعيد
    *** *** ***
    هنا وهناك
    أقفُ متمدّداً على ظلّي
    ارى الضياء
    ازهار عبادِ شمسٍ تحترف عبادة النجوم ،
    وأطفالاً بعيونٍ مختلفٍ الوانُها
    يهرعون للاحتفاء بها
    وأضحتْ قلوب السابلة
    بعد قلوب الشعراء
    فريسةً للشكر والابتهاج
    وهكذا
    ذاكرتي لؤلؤةٌ ترمشُ
    أو اكَمَةٌ يتبعني ضوءُها
    أسرابَ نحلٍ
    وأمواجاً تسيح راياتٍ
    على الضفاف
    بينما ينحدر من بعيدٍ
    لا أحدٌ .
    جزيرةٌ من ماء
    *** *** ***
    الصيف
    والجسد المبلول بالعَرَقِ
    كجزيرةِ ماءٍ
    وهكذا ،
    واقفاً عند ظل كرمةٍ كنتُ ،
    أنفاسي تصطكُّ ،
    عيناي تتبعان زهرةَ حائطٍ
    تميسُ بحذرٍ صوب نبع مَهملٍ ،
    كرمة ليس لها مالكرمة الامسِ
    من ماءٍ زلالٍ
    ونشيجٍ مالح
    ومن ثمّ تذكّرتهُ
    كان يافعاً يتهجّى حرب الثماني مراراتٍ ،
    زجُرَتُه ولم اكنْ داعيةً أو رسولاً .
    لحظةً كبيسةً كانتْ
    انه أنا …
    أنني أنحدر ,
    أجلس على صخرة زرقاء
    ارتق قميصي الاحمر
    كمن يرتق حريقاً
    ناديت عليه
    غير أن سفينةً …
    ها هو يبحر
    ولكنْ مَن يدُلُّ البحرَ
    على أشياءٍ أعمق منه
    تمشي عليه ؟
    مقطع مستوحى من احدى جداريات بيتهوفن
    *** *** ***
    ياحافلةَ الاطيار
    الداهسةَ على ضلع الشعراءِ
    كشواظ الوتر الصيفيِّ
    ومَن غيرُك يقلب هذا الماطرَ ،
    هذا الماطَر مثل مساماتِ القيثارِ ؟
    عفريتٌ
    يحكمُ
    أمصاري !
    أنا
    *** *** ***
    - 1 -
    انا الذي رأى السماءَ والارض
    تتعانقان كأَمرأتينِ
    سُحاقّيتين .
    - 2 -
    انا مَن تمادى لايعودْ
    إِلاّ ويُخفي زحمةَ الاشواقِ بالاشواقِ
    والغدَ بالرعودْ
    انا مَن تصفّحني كتابُ الشعرِ ،
    أغلقني ونامَ بظَلّ
    السجود على درع السلحفاة
    *** *** ***
    غنيتُ الرب
    فأعطاني مسبحتَهْ
    أعطاني أبدية ان أُعلي الاشجار
    وأشركها في حكمي
    انا العاري
    والمنبوذ
    الحافي
    اخلعْ نعليكَ
    فانك في حضرة ( بوهما الاسكافي )*
    وَسرْ فوق الماءْ
    ضفة رثاثاتٍ
    اقطنُ فيها
    وأقيمُ الموتى والاحياءْ
    هاتيكَ سلاحفُ تتبعني
    هاتيك السجدةُ أبسطها
    ليراني كُلاًّ ولأنسى
    أني كنتُ لحينٍ بعضَ سماءٍ
    بعضَ سماءْ .
    **** *** **** *** *** *** *** *** ***
    * بوهما الاسكافي : متصوف الماني شهير .
    سوح الفراغ
    *** *** ***
    وأصابعٌ ركضتْ
    بدوحة كلِّ أفقٍ
    أخفى نسائمها نضارْ
    ومسمَّرون
    سوى خصال الاعين التعبى
    اذا ذرفت على العتبات
    دَمْعاً مُشرِكاً
    وسوى الخيول تدور في سوح الفراغ
    بلا قرارْ .
    فتوحاتُ مَدَنيّة
    *** *** ***
    الى : حميد العقابي
    في تَسَمُّركَ مايُذكِّر بماجلان !
    صاح بي الغيم ساخراً ،
    ولكنني أخيراً وصلتُ ،
    انا العَدّاءُ ،
    مُرَمِّماً الرقم القياسي ،
    مُجْهَداً كالضوء المسكوب
    من مآقي النجوم .
    افكارٌ مازلتُ أُشكِّلهُا ،
    أدور حول أسوارها
    حتى توهّمتُ بأني فتحتُها
    الواحدةَ تلو الاخرى
    مغرياً الحبرَ المتجمِّدَ في عروق قلمي
    بكتابة قصيدةٍ .
    حتى اذا نَهَضْتُ
    تحاشاني السابلةُ
    مُخْلينَ لي السبيل
    وناظرين اليَّ من ثقوبٍ
    في الحدائق المتراكمة .
    إعتصامٌ في فُوّهةٍ
    ذاكرة المدينةِ ،
    وعشقُهُ للسلام
    يُجَرّحُهُ تجريحَ النمور ،
    قال الغيمِ .
    والمدينة خَتُمها مُريبٌ :
    اختفى القرميد فتحسَّسْتُ دمائي ،
    اختفى الرصيفُ فتحسَّسْتُ خطاي
    قالوا :
    إنْ عُدْتَ فلن تجدهم كما خَبرِْتَ
    يستعدّون لِخِتان السنابلِ ،
    ينحني الليل فَتَنتَعِل المدائنُ مَوْقِداً
    ولستَ نَبيِّاً
    فَتُتَّبَع
    أو لُصَّاً فَتُشَدُّ الى جذعِ نخلةٍ
    اما المدينةُ الاخرى
    فهيَ الاخرى بلا تَذَمُّرٍ ولا وَباء
    حتى بلا سُكْرٍ وتشهيرٍ بالاضواء !
    أين أُعلق صوتي ؟
    أرجعتُ عقربَ الفانوس
    ذاكراً كوكباً قَصّياً
    كان رأسي قد دلفَ الى مِشْنَقَةٍ
    فأبى أن يَعْتَمِرَ الرماد
    صُرتُ بحراً
    تصالبَ عبْرَهُ موجٌ
    وأغنياتٌ
    تمدّ شِباكها لتُعيدَ أسئلةَ الغريقْ .
    أَقول والعهدةُ …
    *** *** ***
    يعرّش موتٌ على الجبل القرمزيِّ
    وللوادي خنزيرُهُ الجائعُ
    الاصلعُ المَعِدَهْ
    وفانوسُ راعيةٍ في الظلامِ
    يسُّرحُ اظَفاره الراجفاتِ
    قشوراً على مائدهْ
    خنازيرُ جائعةٌ
    فوانيسُ ترعى
    وقافلةٌ من جنودٍ
    تسير بعيراً بألف سنامٍ
    أَضاعْتكَ خطوتُها الماردَهْ .
    رغم الخوف
    *** *** ***
    أيتها النساء
    اقطفنَ قلائد تتشكّل في دمي
    دمي فانوس ديوجين
    تحمله الخيول
    مُفَتّشةً عن ميدان !
    *** *** ***
    برغم الخوف لاَّول وهلهْ
    ادنو من عينيها ,
    أذرف فَوقها قُبلهْ !
    دعوة الى مالك الحزين
    *** *** ***
    الحقل يأسرني بمالكهِ الحزينْ
    يامالكاً ،
    مرآكَ يسعدني وليس تشفياً
    صنوانِ نحنُ ،
    ألاترى :
    متباطيءٌ دربي، وخطوي لايبينْ ؟
    دعْ حقلكَ الواهي إذاً
    فغداً تُعَبِّدُهُ المدينهْ
    وتعال توصلك الدموعُ
    لقعر روحيَ ، قعرهِا
    فاذا وصلتَ ترى
    حقولاً يانعاتٍ بانتظاركْ
    وهوىً ربيعياً
    ومالكةً حزينهْ !
    المُنَجِّم نهاراً
    *** *** ***
    عسلُ مضيء عِنْدَ النافذة
    زجاجةٌ … زجاجتان من مذكرات النحل
    ووراء النافذة
    عيونُ تتمرأى بعصفورٍ ,
    زهورٌ تتماثل للرحيق ,
    شمعٌ يعرق أغنيةً ما
    وكصوت احجار صغيرةٍ تُرمى في الماء
    كان صوت القبلات
    وكانت الريح ترجّ سنابك السفن …
    كم ياتُرى هَزَزتُ مهد هذه الأغنية البعيدة ؟
    وكم جنحتُ يأساً للمديح ؟
    بحيراتٍ يتسلقُ الضوءُ وصحارى
    وهناك الخيلُ صهيلُ يفضي إلي برارٍ ما
    ايتها الأَعالي , أيتها القمم
    كذا الأبوابُ لا تستميل أحداً عن ترفٍ
    بل عن جنونٍ كالطالع الواقف مزاراً للفصول
    وكأفواه الاساور, الأساور الشقراء
    وأنا المنجِّمِ نهاراً
    أعمدةُ من يبعثرها في حضرة فوضاه ؟
    لتَثِبَ الشمس هناك ,
    تمتد وهي ممسكة بحدود العالم
    محاذرةً عصراً محدودب الروح
    أيها الشاعر , هات قلبك أفتحه ,
    أدقِّقُ في جداول ,
    أحراشه ,
    مرثياته …
    أيها الجنون مؤَطَّراً بمجد الوحدة .
    عملة بثلاثة اوجه
    *** *** ***
    -1-
    ثمنُ الحريّةِ
    اعلى من اعشاش
    اللقالق .
    -2-
    تُلاحقُني الثواني
    أَتَّقيها حامِلاً آثاَر أقدامي
    على ظهري .
    -3-
    ياعالماً مغامراً بالرمل والامواجْ
    عزاءُنا حريةٌ
    عزاءُنا حريةٌ ،
    ومطلقُ اليدينِ في السجنْ
    أفضلُ من مُقَيَّدٍ وَسط خِضَمِّ الحياةْ .
    قالت: كأنه هو ....
    *** *** ***
    أيتها المدينةُ
    مدينتي – إِذْ اراكِ – أرى ،
    هي عينَها :
    سربَ عصافيرها الثرثار ،
    غصنَها الذي تقوَّمُهُ العواصف ،
    فَتاها الذي يرمي بسُنّارتِهِ في الماء
    لا ليصطادَ سمكةً
    وانما مَوجةً
    ينطلقُ وإيّاها في رحلةٍ بتول !
    تعاطفٌ ليس إلا
    *** *** ***
    - 1 -
    شجرةٌ
    مُسنَةٌ
    عمَياء
    أمسكها من يدها
    وأعبِّرُها الشاعر .
    - 2 -
    ظلَّ الناس يبتهلون فوق التل
    وَلمّا لم يُنزلْ الالهُ شيئاً
    بكيتُ لهم
    وفتَّشْتُ في قلبي عن سِيجارهْ !
    صالات الريح
    *** *** ***
    وأخيراً
    ها أناذا ساديٌّ
    أَنتُفُ ريشَ الأطيارِ
    وأَجلدُ ماهبَّ ودبَّ من الأشجارِ
    أَسكبُ مافي مِحبرتي
    في عِبِّ الريحِ الداخلةِ
    الى صالاتٍ تَزْحَمُها جُثَثٌ
    مُتَجَمِّدةٌ
    كالأرصدةِ ،
    وَفي كَفّي مِعْوَلْ
    أتحَّدثُ بلُغاتِ الانسانِ الأوَّلْ
    تشكرُني غاباتٌ
    تحترقُ بصاعقةٍ من بدءِ المَولِدْ
    أدري أني لا أَملكُ هذا ………
    دَمعي الدانوبُ
    يَصُبُّ بشطِّ العربِ
    وَرَجعُ زئيري
    يَنْقُلُهُ ناقوسُ
    المَسجِدْ .
    سِيّان
    *** *** ***
    في هذا الخريف العاري من الاغصان
    إنْ لم تكن هناك حمامة
    تَحتضنُ بيضتين
    فهناك غيمةٌ داكنةٌ
    تحتضنُ الشمس والقمر .
    مفارقتان لزمن واحد
    *** *** **
    - 1 -
    كالشيخ
    لم يَعُدْ يُعيننُي أَيٌّ
    من اطراف جسدي
    لا الشمس
    ولا القمر
    - 2 -
    في وقتٍ واحدٍ
    قطارٌ منطلقٌ بسرعة الصاروخ
    نحو الاتجاهات الاربعة ،
    أنا !
    من جناح الليل الأليل
    *** *** ***
    - 1 -
    الليل مرآةٌ
    نصفَّفُ قبل فيها أحزانَنا
    خلودنا للنوم
    - 2 -
    الغرابُ دقيقةٌ
    من الليلْ .
    - 3 -
    رصيفُ الليل
    حافلةٌ من خطوات .
    - 4 -
    كُلَّما أرى الى النجوم
    أخالُها هي التي تحصيني .
    ميلادي
    *** *** ***
    حينما احتفلتُ بعيد ميلادي
    أطفأتُ ثلاثين شمعةً
    ولكنّ الله كم شمعةً اونجمةً
    سيطفيءُ في عيد ميلادِهِ ؟
    ربما النجومَ كلهَّا !
    آه ٍ ايها الكون
    فَلْتَنْطَفيءْ بكامل نجومك
    وَدَعْنا نفرحْ بميلاد الله !
    الموشور
    *** *** ***
    مدينتي يقطعها الغناءْ
    حَبْواً على الهواءْ
    مدينتي يقطعها الهواءْ
    حَبْواً على الغناءْ
    لو ضَمَّها زُهْريةً لوَحُ
    يبني دمي جرحُ
    مدينتي تُخَلّدُ الجراحْ
    ختماً على الرياحْ
    مدينتي الطفولهْ
    مدينتي مقامع الرجولهْ
    وهاهي الشمس التي دارت بنا عُمِرْيَنِ
    لاتُحسنُ – إِذْ تَبْرَحُنا – حتى البَراحْ .
    أنه أنا ،
    أنني انحدر من بعيدٍ
    أجلس على صخرة زرقاء
    ارتق قميصي الاحمر
    كمن يرتق حريقاً
    ناديتُ أنَّ سفينةً ………
    ها هو يبحر ولكن الى أيّ مرسىً مُبْحر ؟
    بل مَن يدُلُّ البحرَ
    على أشياءٍ أعمقَ منه
    تمشي عليه ؟
    جزيرة ماء
    *********
    الصيف
    والجسد المبلول بالعَرَقِ
    كجزيرةِ ماءٍ
    وهكذا ،
    واقفاً عند ظل كرمةٍ كنتُ ،
    أنفاسي تصطكُّ ،
    عيناي تتبعان زهرةَ حائطٍ
    تخطو بحذرٍ صوب نبع مَهملٍ ،
    كرمة ليس لها مالكرمة الامسِ
    من ماءٍ زلالٍ
    ونشيجٍ مالح
    ومن ثمّ تذكّرتهُ
    كان يافعاً تهجّى حرب الثماني مراراتٍ ،
    زجُرَتُه ولم اكنْ داعيةً أو رسولاً .
    لحظةً كبيسةً كانتْ
    كوَّةُ الالوان
    *** *** ***
    الى : جمال مصطفى
    ناظرٌ من كوّةٍ كالعينِ صفراءَ هنا
    غيمةٌ مقلوبةٌ
    تعطيكَ ما تسألُها
    إلاّ المَطَرْ .
    ناظرٌ من كُوَّةٍ كالعين سوداءَ هنا
    الشارع تلميذٌ على مقعدهِ يغفو
    وذكرى شجراتٍ
    حَفَرتْ قلبي
    كذكرى حَفَرتْ قلبَ الشَجَرْ .
    ناظرٌ مِن كوّةٍ كالعين زرقاءَ هنا
    ما التَقَتْ سفينةُ الشعرِ فَناراً
    إنّما باتَ على الشاعرِ
    أنْ يكتبَ في القاعِ
    على هَدْيِ الدُّرَرْ .
    ناظرٌ مِن كوّةٍ كالعين خضراء هنا
    عطرٌ تدلّى
    أَجْمَعَ البستانُ والبَرُّ
    أَنْ العاشقُ موعودٌ وإِلاّ ……
    سبقَ السيفُ آبنَ آوى
    وتخّطاكَ أَلاَثرْ !
    الى المدعو وطناً
    *** *** ***
    إرجعْ
    ياحرفاً
    شمسيَّاً
    تحضُنُهُ
    الظُلُمات .
    ………………
    أو أقول :
    طوبى
    لأهلي
    خريفاً
    شتاءً
    ربيعاً
    وصيفاً
    لخامسِ فصلِ .
    الرحيل
    *** *** ***
    ذراعان ممدودتان مطراتِ جيادٍ
    وما استساغتا حَمْلي ,
    بحرُ بأشرعةٍ من الامواج
    وما استساغ حَمْلي ,
    وقادمُ سمعني أُصيح :
    مَن وضَعَ قشور الموزِ
    على دروب السفن المُبحْرِةِ
    مع الشتاء ؟
    أرضٌ اضيقُ من فتحةِ منِْخر
    *** *** ***
    يُمارسُ زائرُنا الاختناقَ
    ويمتصُّ أنفاسَهُ خلسةً
    رمى للشوارع قطعةَ نقدٍ
    وأخرج من جيبهِ
    مناديله ُ كالنوافذْ ،
    يُعلّل نفساً كما لو سيمتلكُ الَمشْرِقَين
    مضى مُتْعَباً ......
    زائرٌ
    والشوارعُ ضَيِّقةٌ ،
    ضيقُها
    ربّما كانَ في نفسهَ
    فُسحةً من طفولهْ .
    تماثيل من خمر
    *** *** ***
    كَفٌّ تخطو راجفةً
    عِبْرَ ضباب الفودكا
    هَا …
    عدتُ فهل تسمعُ ضَحْكا ؟
    أسمع ضحكاً
    يمتدّ بلا لونٍ
    ونهاراتٍ شاحبةً ،
    عدتُ ومن يدري ؟
    قد القى ثانيةً
    حَشْداً من مجذومينَ
    يسدّون طريق الفَجْرِ
    أَو قد أمشي
    ضمآنَ ولكنْ للجَمْرِ
    ليسَ يقيناً ،
    من لاهاي
    الى كولونيا
    حاورتُ النَفْسَ
    بكوكبةٍ من قيلَ وقالْ
    من نافذتي
    ارقب عمراً محموماً
    يتموكبُ
    خلْفَ الريحِ ومازالْ
    المغْتَبِط الصاعق
    *** *** ***
    أقفُ
    متشابكةً ضلوعي مع بعضها
    كقنوات الرَّي
    الشمس مُدَوَّرَةَ الروح تعلو …
    الشمس تضيع بين الغيوم
    ضياع قُبَّعةٍ في الزحام .
    الغيوم اثوابُ اللهِ
    مُعَلًّقةٌ
    على حَبْلٍ من البروق
    الغيومُ النازفةُ من الماء
    ما يحني وادياً من الخيزُران
    مَن غيري اغرى المغتَبِطَ الصاعق ؟
    هي روحي تخترق زجاجَ الغيوم
    سكسفوناً
    مُجَنَّحاً .
    الغرقى حُرّاسُ البحر
    *** *** ***
    في البِّر بحيراتٌ تقطنها أشرعة منفيّهْ
    وأنا أُشْعل عودَ ثقابٍ
    فتلَوُحُ فصولٌ متنافرةٌ
    لاتجْمَعُها إلاّ أضدادُ هويّهْ
    لكأَني أزدادْ
    يأساً من عمري الطافي فوق مدِادْ !
    غصنٌ كالشمعةِ
    يرقبُهُ الغرقى
    يعلو بجناحين يجوبانِ الأَبعادْ
    لكنَّ أَلابعادْ
    كرسيٌّ ذو قائمتين
    على الافقِ المتدفِّقَ
    يستندُ الى غيمةِ صَبحٍ
    أَفْعَىً تتكوّرُ
    عند القائمة اليسرى
    وشرائطُ دودٍ
    عند القائمة اليمنى
    حتى أنَّ يدَ الصيادْ
    راحت تتلاشى
    كالموجةِ أوْهَنَها الَتّيارْ
    غرقى
    أدمنهُمْ هذا البحرُ بِصَمْتٍ
    حتى
    أيقظَهُم جرسُ الامطارْ .
    مَشْهدٌ لايُبارِح
    *** *** ***
    لم تكْفِني مِيتَةٌ ……
    مُتُّ تسعا
    وعدتُ فَمُتُّ ………
    وما ضقْتُ ذَرْعا
    وعدتُ عبرتُ مع الفَجرِ ،
    كان زفيرُ القطارْ
    تَبَدَّد فَي بَرِّها طائراً من بُخارْ ،
    طائراً لستُ أعرفُ
    ماذا حدا الانَ بيْ
    فَتَذكّرُتهُ قَطَرةً بَعْدَ قَطرهْ
    رُبى القُبرَّاتِ
    وعصَر المماتِ
    الجنونَ ،
    العذابَ ،
    وغيرَهْ
    عَبَرْتُ مع الفجر وحديَ
    مُسْتَسلماً للقَلَقْ
    أُلَقِّنُ ما يتعرّى
    على ساحلي من كواكبَ
    بعضَ فنونِ الغَرَقْ
    ولعاشر مَرَّهْ
    جسدي يتشظّى الى ألفِ فكرِهْ
    يُحَلِّقُ
    بيْ
    عالياً .
    **********************
    انتهى
    المانيا
    2004

  6. #6
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : المانيا - كولونيا
    المشاركات : 207
    المواضيع : 61
    الردود : 207
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    المجموعة الشعرية الأولى :
    السكسفون المُجَنَّح
    الناشر : دار سنابل - القاهرة - 2004
    المؤلِّف : سامي العامري
    الغلاف للفنان العراقي : باسم الرسام



    بوهيميا الحمام
    *** *** ***
    - 1 -
    نهراً بجنحٍ من أزاهيرٍ
    جناحي يستطيلْ ،
    غجراً بفوضى اللونِ
    ينتشرون ما انتشر
    الهديلْ .
    - 2 -
    قمرٌ ولكن ليتَهُ جيرانُنا ،
    جيرانُنا نأيُ الحمامِ
    ولاتَ حين نوافذٍ
    غيرُ المُدام .
    - 3 -
    متحمسونَ
    فكانَ في الامداء مسعى
    لكنما البحرُ الذي ركبوُهُ
    - لايدرون -
    ضَمَّتهُ العواصفُ
    طار
    طار
    كثوب أفعى .



    الثلاثاء
    ***
    - 1 -
    ماذا إذا عَبَروا التخومْ ؟
    مِن دائرينَ
    وجنَبهُمْ لوحٌ بهِ
    أوقاتُ إقلاع الغيوم
    - 2 -
    النخلُ في الافق الخَضيلْ
    رَبٌّ
    أطاحَ
    بهِ
    الهديلْ .
    - 3 -
    صيفٌ … رصاصْ
    مُدُنٌ … رصاصْ
    هذا الرصاصُ
    أراه مزروعاً على جسدي
    ثقوباً فوقَ نايْ .



    سباق الخيل والعَبَراتْ
    *** *** ***
    هل اطلع القصبُ الأوزَّ
    على طوّية قاربي حتى يضجَّ ؟
    ولو دعتني النفسُ
    أوقفتُ القوارب كي تراني ،
    لو دعتني الريح
    طوّرتُ الحكاية ،
    قلتُ اني سابحٌ ،
    بيدي زمام الضفَّتينِ
    فلا اهاب وشايةً
    من طحلبٍ ضَجِرٍ
    ولا ترنيمةً من معزفٍ عَطِرٍ
    ولا حتى السنابلَ
    وهي تترك جَذْرها يقفو دمائي ،
    انه شَغَبي النخيليُّ المدى
    إنْ تلغِهِ يفرشْ سجاجيدَ الشظايا ،
    تفتقدْكَ هداهدُ القمر الشرود
    مع الصدى
    فاليكَ عنك
    وسِرْ اليَّ
    وليس عنواني سوى ......
    إِلاّ ......
    عدا ......
    كَلَّ النواعير الغريقة ،
    كلَّ حرف ضَلَّ ذاكرتي
    فطوّبهُ فراتكَ عاقلاً
    لايستعير مسلَّة الصبواتِ ،
    دمْلَجَهُ غيابكَ بالصدأْ
    حتى ابتدأْ ......
    يرتاب ،
    ترجع صبوتي ورقاءَ كالاحزان ،
    غصنٌ لاتني
    رئتي تفاتِحُهُ برفّات اليمام
    وكيف تقتبس الشموع ضياءها
    من جمر قلبي
    كنتُ حتى قبل ساحاتٍ
    أُجيدُ الذكرياتِ
    فلا اسير الى ملاكٍ
    لايُرى بالعين والشرفات
    حتى فاض نهر القافياتِ
    وليتها قيلولةٌ في القاع
    ثم تفيض كأسي ......
    هل أتاك ؟
    إذاً فعهداً مضفياً سَبْعاً
    الى عشرٍ من السنوات أُخرى ،
    قلتُ : كنتُ مخضرمَ العَبَراتِ
    مقتدياً بخيلكَ
    فأنتهيتُ لارضِ فارسَ
    ساكباً دمي والقناديل َ
    احتراقي السرمديُّ اضاءَ طهراناً
    فاعطيتُ الامانَ لكلّ ساعٍ ،
    طُفْتُ ( مَشْهدَ )
    في القرون المعتماتِ
    وكلُّ عينٍ مثل عيني
    ليس يملؤها سوى حلمٍ
    تكاد الشام لاتنساهُ
    ثم ابتاعنا
    والغرب حاضرةٌ تكرَّمَ دربُها
    فأضاعنا
    وأضاعَ سرباً من منافي
    ينبيكَ ما لاقى كفافي
    أفكان زالْ ؟
    افذاك فاوستُ المخلَّدُ
    حيث لاحجرٌ ولاتمثالْ ؟
    وعلقتُ ثانيةً بأهداب السؤالْ
    ورأيتُ ثََمَّ اللهْ
    وسمعتُ ثَمَّ اللهْ
    وشَممِتُ ثم الموتَ زهراً يانعاً
    يمشي فيتبعُهُ نداه ْ
    لو ايقظ الامواتَ بالباقاتِ
    أطفال حيارى في المدينهْ
    لَسَمَتْ بلادُ النهر
    حيث النهر بحرٌ لم يزل فَي المهدِ
    ساعات ......
    وتسبح قامةُ الصبح الحزينهْ
    من طارحٍ عنها السُرى
    ومطارح العشاق
    عطراً
    كي يغازَلَهُ مغازلةً ضَروسْ
    أو واحةً لعبتْ على ريحانها
    خُضرُ النفوسْ
    وتَزَيَّنَتْ للطير ساقيةٌ
    فهل أنا كاتبٌ حقاً دواري الحلوَ
    ام حزني المُعرّى ؟
    ليس الفراش’ جميع مايخفي الهواء
    وراء غابتهِِ الشفيفة
    فالضباء تطلُّ عصرا
    وكأنَّ منضدي بَرارٍ
    وأنتظرتُ ضبائها
    شعراً يمُتُّ الى النساء بغبطةٍ
    والى مدائن -لم يشاهْدها-
    بذكرى
    شعراً يمتُّ الى العراقِ بدجلةٍ
    والحرب تلوَ الحربِ تترى
    انا قادمٌ حزناً
    وهم يتهامسونْ
    مازلتُ أسمعهم
    وهاهوذا النهار
    والحقل يلغط بالخضار ،
    سمعتهم يتهامسون ،
    عرفتُ ماقد سوّلتْ
    لهم الحجارةُ
    انهم ينوون رجم القادمَ التالي
    وما فيَ الدرب غيري أنا
    وغير بقيةٍ من بعض شيءٍ
    لستُ اعرف كنههُ
    ادعوك من قلقٍ إذاً
    ادعوك لقّني الرمالَ وعثرةَ الاجيالِ
    لاتترك هضابا
    إلاّ وسيَّرْها سحابا
    وأنا هنا ادعو السراب وانما
    ادعو لقُاهُ لما تعشَّق فيه
    من درر المحارْ
    ادعو اليك حمامةً بيضاء من فرط النهارْ
    ادعو اليك مقامتي الاولى
    وهل رئةٌ كما ضفةٍ ؟
    وهل ضفةٌ كما وترٍ ؟
    وهل ادراك ما ادراكَ ؟
    املينا الجراح على الطفولةِ ،
    تستعيدك حيث تحنو
    والزنابق حالماتٌ بانقضاض فراشةٍ !
    هذي شظايا من أقاصيصٍ
    تمنّ بها الرياح على شراع المُبْعَدَينَ
    فراح يغرق ،
    تضحك الاسماكُ
    وهي تدل ُّ غارقنا على افقٍ
    نمى في القاعِ
    حتى لم يعدْ في الوسع اصغاءٌ لناي !
    بيني وبينك صيحةً خطروا
    تجاه الموت والمجهولِ
    ملءَ أناهمُ يهوون ،
    مِلءَ أناكَ
    مِلءَ أنايْ
    هم طالعون من ارتعاشاتِ الغلالِْ
    اسمائُهم ادوائُهم ْ
    وجنانُهم حرمانُهم ْ
    ورياضُهم انقاضهم ْ
    إن كان موعدنا غداً صبحاً
    فانّ الضوء سالْ
    أفلستَ رُبّاناً ...... ؟
    تعالْ .



    رايةٌ مُغْمَضةٌ
    *** *** ***
    لاشفاءَ للَهِّم المعتَّقِ
    واقفاً أسير على
    غيرهدىً ،
    كجناحٍ معتصمٍ في طيّات مرفأٍ
    وَعِبْرَ هانوفر ما !
    هامبورغ ما !
    أسير مصطحباً خطاي لاغير
    ساعتي تشير اليّ وأربعين دقيقةً
    خطاي ، خطاي المثابرة على اليأس !
    مئات الافكار خطرتْ ببالي
    في المسافة القصيرة مابين بيتي
    وبين السوق ،
    ليت نقودي بعدد افكاري
    فأشتري ما اشاء من صناديق النبيذ !



    ميقات الثمر
    *** *** ***
    النارُ تشبُّ
    بهذا القلبِ ،
    تشبُّ بهذي الدارِ
    تركتُ الدارْ
    تصّاعَدُ منها ألسنةٌ من أزهارْ ،
    ازهار الحبِّ
    وأسرابُ حمائمَ حائمةٍ
    أدْهَشَها اللحنُ الهامي
    من أنباضِ الينبوعْ
    وانداحت مرآةٌ عند ضباب الافق
    فيعدو الناسَ
    وتّسابقُ والغزلانَ
    فلولُ الغيم
    فألمحُ قلبي المشبوبَ يُشعُّ
    ووسط النار يضوعْ
    أقنعةٌ تسقطُ ،
    اسماءٌ تتداعى
    لايمكثُ إلاعُشٌّ مبنيٌّ
    من رفرفةٍ وصداحْ
    لا تمكث إلاّ الذكرى في الساحْ :
    كان البلبل فوق التينةِ
    يستعجل ميقاتَ الثمرِ
    وكان صحابي
    يعنيهم ما يخفي وأخفي ،
    كُنّا كصديقين .
    على ضفةٍ سائرةٍ
    كَبُرَتْ ذكراها
    فلثمتُ صداها
    وسعيتُ الى طاولةٍ
    مُثْخَنَةٍ بالاقداح !



    حزن يجهله القاموس
    *** *** ***
    ماذا قاد دمائكَ للشعرِ ؟
    أَدبيبُ الخمرِ
    أم أعماقٌ تلمَسُها
    في آناءِ الليل وأطرافِ الفجرِ ؟
    أم خيباتُ الحبِّ ؟
    أم لحظاتُ خيار صعبِ ؟
    أم خوفٌ مِنْ وعلى وطنٍ مَغتَصَبِ ؟
    أم أخطاءْ ؟
    أم كِْبرٌ وإباءْ ؟
    انا محزونٌ منذ نعومة أشعاري
    في قلبي الحالم بالثورةِ
    يكمن حزنُ
    جميع الاشياءْ
    يجهلهُ القاموسْ
    حزنٌ يوقف بندول
    الفانوسْ !



    ذرَّة الشعراء
    *** *** ***
    المرض والجوع
    فعلان مساعدان
    ولكن على الغضب حَدَّ الذَرَّةِ
    فأين هي ذَرّةُ الشعراء ؟
    لو كان بيدي سيفٌ
    لشطرتُ القمرَ الى نصفين
    والنصفين الى أربعة
    والاربعة الى ثمانية
    والثمانية الى ستة عشر
    والستة عشر الى ملايين الدموع
    تضامناً
    مع أطفال النخيل .



    أنجم ٌ كالجروح الطرّية
    *** *** ***
    إنها الحرب تغلي
    ولا سامعٌ يسمعُ
    ولا نسمةٌ تلمعُ
    سوى سنوات المحال الثماني
    وأخرى تلتها
    وأخرى غداً تتبعُ
    فعلى أيِّ لحنٍ
    تودّعُ اشياؤنا أرضَها النَيِّرهْ ؟
    وكيف تُصلي
    ووجهُكَ ولّيتَهُ صوبَ دجلةَ
    هل تصطفي قِبلةً سائرهْ ؟
    انجمٌ كالجروحَ الطرّية تقطر ،
    أدمعُها الحمرُ تهطل كالشذراتِ
    كدمعي وما اكثرَهْ !
    أَعنّي
    فاني وأَيمِ الشوارعِ في بوحها والمعابرْ
    وأيمِ العذاباتِ
    لاقطةً حَبَّها حيث جاع المسافرْ .
    تخلّلْتُ جرحَكَ
    باباً فَبابْ
    فانتهيتُ الى أُفُقٍ قد سمى
    فاذا بَجَعٌ هالني صاعداً للسحابْ
    بجعٌ يتهاوى بمرج الدخانِ
    على حين غَرَّهْ
    فيلفظ أنفاسَهُ دُرَّةً بعدَ دُرَّهْ .



    جذورٌ شاهقة
    *** *** ***
    وراءَ البابِ
    يقعي الليلُ
    يَنشد رؤية الاسرارِ ،
    ياليلاً ضبابّياً ،
    ليلبسْ قلبك المنهوكُ
    نظّاراتِ ساحرةٍ
    ولو حلمي شراعٌ راجع
    بالغَمْر نحو بدايةٍ أُخرى ،
    قفا نمضي …………
    وكانَ دمي الدليلَ بعتمةِ المسرى
    وكنتَ سألتني
    عما دعا الاشجار للاقِرار بالظمأَ الكبير
    فَرُحتُ الصق غيمةً بالصمغ
    في افقٍ يشير الى مغيب الشرقِ ،
    أعبر قامتي ،
    تجتازني الاسوار
    كُنتُ سأمتُها
    في كل طور كُنْتُهُ :
    سكرانَ ام يقظانَ ام مابينَ بينَ
    ومثلما وترٌ هو الشريان
    أعزفُ صبوتين عليه
    أعزف عالماً بأصابع الغابهْ .
    مساجلة على باب غرناطه
    *** *** ***
    قد طابَ للامير والقُوّاد
    أنْ يحلموا ،
    أنْ يكتبوا ،
    أنْ يخرجوا من اطوارهم ،
    من باب عُشِّ الببغاءْ
    وللجواري أنْ يرينَ الطفلَ
    في همهمةَ الريحِ
    كمرعى بسمةٍ بريّةٍ مُسْتَفْسِرَهْ
    وكلُّ هذا كانْ
    تزاوجَ الخفافيشْ
    في الظلمةِ الطاهرهْ !
    ها انهم يرحلونْ
    والشاعر الليلةَ يرتجفْ
    ويرقب الراحلينْ
    آمالهم عريضةٌ كالطبولْ
    وحين عاد الشتاءْ
    ماذا وعى الشاعرْ ؟
    تناثرتْ اشلاءُهُ
    كختمةٍ شمعية حمراءْ
    تغلق بابَ النملْ
    غرناطةٌ ……
    غرناطةٌ ……
    لو أنهم ادركوا ما الجرح
    الذي يبني دم الشاعرْ
    لكنما ……
    لكنما …..
    لن تثقبَ الاحلامُ أقواسَ السحاب !
    عاد كذا الاميرُ
    مسرورَ الدُمى
    وضاحكاً وعارياً
    وضاجع القاتلَ والمقتولْ
    وحَدَّثَ الناسَ عن الفِراشْ
    ووحدةَ الفصولْ
    لاتنصح الشاعرَ بالقفزِ من الاسوارْ
    لاتنصحِ الاميرَ بالعدولْ ……



    صيغة تفضيل
    *** *** ***
    انقى من الهواء
    دخان يتصاعد
    من ضاغيةٍ
    يحترق .



    حكاية قلم
    *** ***
    فَرَّ لوركا
    بعدما راموهُ شحّاذاً بعُرْسِهْ
    ثمّ في الحانةِ قد ماتَ
    مُسيحاً قَلَقَهْ
    فتذكّرتُ بأنَ القلمَ
    اصطفَّ مع القاتل
    فاستأذنتُ لعناتي
    لأبدو خارجاً مني
    انا مَن كنتُ رَحمَ الورقَهْ .



    الى زنزانة
    *** *** ***
    ياجدراناً يتدلّى منها شَقُّ
    ويقَهْقهُ فيها شَرْخْ
    أختارُ سماءً عاريةً
    لكنَّ سكاكينَ الفرح الكوني
    تعتقني نحوَكِ ،
    تعتقني شاةً ميتةً
    يؤلُمِها السلخْ . *
    ----------
    * لمزيدٍ من التفاصيل : أُنظر الصفحة 2000 بعد الميلاد .



    آخر القطاف
    *** ***
    أعوامٌ بلا مفاجآتٍ
    أزفرها تجاه سماء تموز الصافيه .
    في ذهني مراكب صيدٍ
    وخمرٌ وتبوغ
    حيث تتبدّد على مدِّ البَصَر
    جزرٌ حمراء كقطرات دمٍ
    لطائر بحريٍّ جريحٍ
    وغيمةٌ تأتي من بعيدٍ ،
    تهبط لتتزوّد بالماء والاسماك
    وقد تستريح ليلةً
    وفي اليوم التالي
    أوْدِعُها بعضَ غربتي لتواصل السفر .
    أناَ البحّار الخاسر
    خسرتُ المرأة
    ومن قبلُ اكتشفتُ زيفَ الصديق
    وها انا أوشك أنْ اخسر الوطن !



    الصباح يتبعني على رؤوس الاصابع
    *** *** *** *** ***
    نائمون
    سوى عاهرات الطريق
    يضاجعن أعمدة الكهرباء ،
    وما هي إلاتناول شايٍ
    وردّد ثغر الصباحِ
    سعالَ العصافير ،
    والليل بقّالْ
    يُلَمْلِمُ كلَّ النجوم ويوصد أبوابَهُ
    ها انا في الدروب ،
    تفحَّمَ وجهي بصوت الغُراب المسافر توّاً
    وفي النهر أرمي حَصً
    فتنمو الدوائر في النهر كالطاولات
    ومن زهرةٍ في الضفاف لاخرى
    يطير الندى حشراتٍ صغاراً
    ولكن انا
    مَن يكون شهيداً بوقعٍ كهذا
    الى اين
    بل فيمَ أصهر وقتي ؟
    تطاولتُ ،
    أغمرُ كلاًّ
    بخُصلات صوتي .



    انعتاق
    ***
    قلبي …
    لمّا تزَلْ سيّداً للكآبةِ
    اني سأرميك في (( سانت باولي ))
    مقاطعةِ العاهراتْ
    فقد يحسبونك سِّيدَ قومٍ
    فتمسي سعيداً
    وأمضي انا دون قلبٍ
    لعلّي أحسُّ – ولو لحظةً – طعمَ هذي الحياةْ !



    بكاء
    ***
    - 1 -
    قلبي يبكي منذ نعومةِ أَضفارهْ
    كانَ المرجوُّ
    هو البحث عن المصباح السحريِّ
    ولقد شاركني الرأيَ الصيادونَ
    فَهُمُ ايضاً ماعادوا يثنون على البحر !
    - 2 -
    أَتَذَكّر ……
    اتذكّرُ ……
    لكنَّ قطرات دمعي المتساقطة
    حاذقةٌ في العزف
    على البيانو .



    أنامل رعوية
    *** ***
    لم يكن لسفينة مِلحٍ
    أن تلاحق غيوماًَ عذبة .
    عطر الاوراد رغم الدماء
    كان موغلاً في تفتّحِهِ
    والنخلاتُ نافورات ماءٍ أخضر
    كمدىً يتوسّدُهُ رحيلُ يمام
    وعلى هذه الدوحة بالامس
    أناملُ رعويةٌ
    رأيتُ اليها
    فقلتُ : ياشوقُ ،
    فاكهةً تعال نسمع
    وتعالَ نشمُّ نواقيس
    كُنْ حُرَّاً كرؤىً في مهجةِ تمثالْ .



    قبل نحو ثلاث قلاعٍ
    *** *** ***
    دفعتُ ظلالي أشرعةً
    كان صوتي يطوي ممالكها
    والمهالك مزدهرهْ
    ربما انني الطفلُ
    همتُ بها قبل أن تُنهي العدّ للعاشرهْ !
    قال : ها هي تعبر دونكَ ,
    ثم انبريتُ لافتح بعض الرسائل
    بحثاً عن الاوجه العابرهْ
    ومن ثم المح’ مليون عينٍ مسافرة في الهواء
    وفي فجرِ دجلةََ لكنّ دجلةَ ما عاد عمراً
    اناهزهُ أُو يناهزني
    راح يرتعش الخيزرانْ
    وتخفق في الكأس اعماق مرجانْ
    ويُقتل انسان !
    قبل نحو ثلاث قلاعٍ
    ترف عليها اللّقالقُ
    اشرعةً من غيومٍ تُشعُّ
    اعتصمتُ بهاويةٍ ،
    كنتُ أُملّتُ
    لا اعرف المنتهى
    غير اني خلعتُ السكينهْ
    مبتدأً بالبكاء
    لافسد أفراحَ هذي المدينهْ!
    وقد استفزُّ القمرْ ,
    حفيف المياه اذا ما صبا
    وخرير الشجَرْ ......
    عالمٌ لم يزل غامضاً
    طالما عادَ بيْ
    فاستمعتُ لوقع الأَثَرْ .



    إمرأةٌ في الثلاثين من عمري
    *** *** *** ***
    ولكن لن يضيرني
    فحتى اذا وَجَدْتُني واقفاً
    وظلي سكرانَ يترنّح
    فسأَغُذُّ السير
    حتى أُهدي لاعشاب الحقول
    باقاتٍ من الخرفان
    وفي الليل
    حيث النجومُ مساماتُ الله ..
    والبحر يتخبّط موشكاً على الغَرَقِ
    والهواء عليلٌ مثلي
    ستناديني فاتسلل اليها عَلَناً
    انها زهرةُ قّداحٍ ،
    عبيُرها يتفتّحُ
    بصحبةِ أنفاسي !


    المآل أمام بحر الشمال
    *** *** ***
    جالسٌ ،
    بيدي السجارةُ
    وهي شريانٌ تمرَّسَ باللهيبْ
    وفي أُذُنَيّ ترتيلٌ ترابيٌّ يدورُ ،
    وموجةٌ صفراءٌ
    تغمر نصف ساقي جورباً .



    عناقيد الرصاص
    *** ***
    رئةٌ بها
    تَتَنَفَّسُ الاكوان
    من بعدَ اختناقِ
    مدار انجمها بموسيقى الصديد
    ورجعِهَا اَلدَبَقيّ
    ها عدتُ انتبهتُ الى صلاةِ الميّتين
    فما عجبتُ لانها أشجى ،
    عبرتُ اليهمُ ،
    مُترَنّحاتٌ فوق أسماعي
    عناقيدُ الرصاصِ ،
    هوىً يُدوّر – مثل مروحةِ الطواحينِ –
    الحمامَ أذيعُهُ
    فأهابُ إلاّسُِتطابَ
    لانَّ آلهةَ الخرابِ
    تهافَتَتْ ،
    غرستْ مسافتَنا جراحاتٍ تسيلُ
    وبعدُ لم تغمدْ مخالبَها
    أهالكَ أينما حَدّقتَ ثَمَّ دمي ؟
    دمي ماكانَ يرفو اليأسَ
    في سجن الاهابْ
    لكنه مُذْ كانَ كانَ غدائراً
    وصدىً بغابْ .



    كمانٌ ليس عندي
    *** *** ***
    بشراهةٍ اصغيتُ
    إصغائي سدى
    وبصبوةٍ حَدَّقْتُ
    لم يرجعْ صدى
    صَعُبَ الضحى دون الهديل
    وقد حفظتُ كما الخواتمِ
    كلَّ أسرارِ القتيلِ
    وَدَدْتُ لوَ أنّ الحَمامَ أذاعني ،
    أوحى اليَّ ولو على رُغم اجتهاداتِ
    البساتينِ ،
    الازقةُ كالمرايا
    في نثارٍ ، لستُ ادري
    هل تخط يداي باللهب الشبيهِ
    بصبغة الحناء حرفاً في الهواء الطلق
    من شِعري ؟
    غيومٌ حّلقت عِبْري
    كمانٌ ليس عندي
    كي أُطمئنَها بأني جَنَّةُ الاخطاءِ ،
    ماشٍ
    أستظلّ بها
    وفي زُوّادتي حطبُ الشتاءِ
    ارى ملاكاً
    في المدى الشرقيّ
    يهبط كالشهابِ
    مَن شاءَ أن تختَارني ؟
    صعبٌ كمرقاكَ
    اصطحابي .



    ينتهي نسبي للحرائق
    *** *** ***
    اعوامي الماضية
    أرخبيلاتُ ضبابٍ
    يُحيط بها العساكر الناشبةُ أضفارُهم في الضياء
    كانوا عساكرَ
    كانوا فضاءاتٍ بلا حزن ولا أسرار .
    والآن …
    طرقٌ مجهولةٌ تتغذّى على خطاي ،
    تنمو ، تتّسع ، تطول
    انا الذي اختبر الملهاة مرتين
    انا الضائع
    كما لم يضع نيزكٌ في خلاء الكون
    لي قصة بعيدة
    وها قلبي وحيد
    يتسلى بالملل ،
    إذاً
    كم مخيفٌ أن يتخطّى المرء هذه الحواضر والسنين
    وهو بلا قّبعة
    تقيهِ حَّر الشمس
    وبرد القمر
    وكم بعيدٌ هو العراق ،
    بل كم مغبَّرٌ وَمنسيّ !



    من بعيد
    ***
    هنا وهناك
    أقفُ متمدّداً على ظلّي
    ارى الضياء
    ازهار عبادِ شمسٍ تحترف عبادة النجوم ،
    وأطفالاً بعيونٍ مختلفٍ الوانُها
    يهرعون للاحتفاء بها
    وأضحتْ قلوب السابلة
    بعد قلوب الشعراء
    فريسةً للشكر والابتهاج
    وهكذا
    ذاكرتي لؤلؤةٌ ترمشُ
    أو اكَمَةٌ يتبعني ضوءُها
    أسرابَ نحلٍ
    وأمواجاً تسيح راياتٍ
    على الضفاف
    بينما ينحدر من بعيدٍ
    لا أحدٌ .



    جزيرةٌ من ماء
    *** ***
    الصيف
    والجسد المبلول بالعَرَقِ
    كجزيرةِ ماءٍ
    وهكذا ،
    واقفاً عند ظل كرمةٍ كنتُ ،
    أنفاسي تصطكُّ ،
    عيناي تتبعان زهرةَ حائطٍ
    تميسُ بحذرٍ صوب نبع مَهملٍ ،
    كرمة ليس لها مالكرمة الامسِ
    من ماءٍ زلالٍ
    ونشيجٍ مالح
    ومن ثمّ تذكّرتهُ
    كان يافعاً يتهجّى حرب الثماني مراراتٍ ،
    زجُرَتُه ولم اكنْ داعيةً أو رسولاً .
    لحظةً كبيسةً كانتْ
    انه أنا …
    أنني أنحدر ,
    أجلس على صخرة زرقاء
    ارتق قميصي الاحمر
    كمن يرتق حريقاً
    ناديت عليه
    غير أن سفينةً …
    ها هو يبحر
    ولكنْ مَن يدُلُّ البحرَ
    على أشياءٍ أعمق منه
    تمشي عليه ؟



    مقطع مستوحى من احدى جداريات بيتهوفن
    *** *** *** *** *** ***
    ياحافلةَ الاطيار
    الداهسةَ على ضلع الشعراءِ
    كشواظ الوتر الصيفيِّ
    ومَن غيرُك يقلب هذا الماطرَ ،
    هذا الماطَر مثل مساماتِ القيثارِ ؟
    عفريتٌ
    يحكمُ
    أمصاري !



    أنا
    ***
    - 1 -
    انا الذي رأى السماءَ والارض
    تتعانقان كأَمرأتينِ
    سُحاقّيتين .
    - 2 -
    انا مَن تمادى لايعودْ
    إِلاّ ويُخفي زحمةَ الاشواقِ بالاشواقِ
    والغدَ بالرعودْ
    انا مَن تصفّحني كتابُ الشعرِ ،
    أغلقني ونامَ بظَلّ عودْ



    السجود على درع السلحفاة
    *** *** *** ***
    غنيتُ الرب
    فأعطاني مسبحتَهْ
    أعطاني أبدية ان أُعلي الاشجار
    وأشركها في حكمي
    انا العاري
    والمنبوذ
    الحافي
    اخلعْ نعليكَ
    فانك في حضرة ( بوهما الاسكافي )*
    وَسرْ فوق الماءْ
    ضفة رثاثاتٍ
    اقطنُ فيها
    وأقيمُ الموتى والاحياءْ
    هاتيكَ سلاحفُ تتبعني
    هاتيك السجدةُ أبسطها
    ليراني كُلاًّ ولأنسى
    أني كنتُ لحينٍ بعضَ سماءٍ
    بعضَ سماءْ .
    ---------------
    * بوهما الاسكافي : متصوف الماني شهير .



    سوح الفراغ
    *** ***
    وأصابعٌ ركضتْ
    بدوحة كلِّ أفقٍ
    أخفى نسائمها نضارْ
    ومسمَّرون
    سوى خصال الاعين التعبى
    اذا ذرفت على العتبات
    دَمْعاً مُشرِكاً
    وسوى الخيول تدور في سوح الفراغ
    بلا قرارْ .



    فتوحاتُ مَدَنيّة
    *** *** ***
    الى : حميد العقابي
    في تَسَمُّركَ مايُذكِّر بماجلان !
    صاح بي الغيم ساخراً ،
    ولكنني أخيراً وصلتُ ،
    انا العَدّاءُ ،
    مُرَمِّماً الرقم القياسي ،
    مُجْهَداً كالضوء المسكوب
    من مآقي النجوم .
    افكارٌ مازلتُ أُشكِّلهُا ،
    أدور حول أسوارها
    حتى توهّمتُ بأني فتحتُها
    الواحدةَ تلو الاخرى
    مغرياً الحبرَ المتجمِّدَ في عروق قلمي
    بكتابة قصيدةٍ .
    حتى اذا نَهَضْتُ
    تحاشاني السابلةُ
    مُخْلينَ لي السبيل
    وناظرين اليَّ من ثقوبٍ
    في الحدائق المتراكمة .
    إعتصامٌ في فُوّهةٍ
    ذاكرة المدينةِ ،
    وعشقُهُ للسلام
    يُجَرّحُهُ تجريحَ النمور ،
    قال الغيمِ .
    والمدينة خَتُمها مُريبٌ :
    اختفى القرميد فتحسَّسْتُ دمائي ،
    اختفى الرصيفُ فتحسَّسْتُ خطاي
    قالوا :
    إنْ عُدْتَ فلن تجدهم كما خَبرِْتَ
    يستعدّون لِخِتان السنابلِ ،
    ينحني الليل فَتَنتَعِل المدائنُ مَوْقِداً
    ولستَ نَبيِّاً
    فَتُتَّبَع
    أو لُصَّاً فَتُشَدُّ الى جذعِ نخلةٍ
    اما المدينةُ الاخرى
    فهيَ الاخرى بلا تَذَمُّرٍ ولا وَباء
    حتى بلا سُكْرٍ وتشهيرٍ بالاضواء !
    أين أُعلق صوتي ؟
    أرجعتُ عقربَ الفانوس
    ذاكراً كوكباً قَصّياً
    كان رأسي قد دلفَ الى مِشْنَقَةٍ
    فأبى أن يَعْتَمِرَ الرماد
    صُرتُ بحراً
    تصالبَ عبْرَهُ موجٌ
    وأغنياتٌ
    تمدّ شِباكها لتُعيدَ أسئلةَ الغريقْ .



    أَقول والعهدةُ …
    *** ***
    يعرّش موتٌ على الجبل القرمزيِّ
    وللوادي خنزيرُهُ الجائعُ
    الاصلعُ المَعِدَهْ
    وفانوسُ راعيةٍ في الظلامِ
    يسُّرحُ اظَفاره الراجفاتِ
    قشوراً على مائدهْ
    خنازيرُ جائعةٌ
    فوانيسُ ترعى
    وقافلةٌ من جنودٍ
    تسير بعيراً بألف سنامٍ
    أَضاعْتكَ خطوتُها الماردَهْ .



    رغم الخوف
    *** ***
    أيتها النساء
    اقطفنَ قلائد تتشكّل في دمي
    دمي فانوس ديوجين
    تحمله الخيول
    مُفَتّشةً عن ميدان !

    *** *** ***
    برغم الخوف لاَّول وهلهْ
    ادنو من عينيها ,
    أذرف فَوقها قُبلهْ !



    دعوة الى مالك الحزين
    *** *** ***
    الحقل يأسرني بمالكهِ الحزينْ
    يامالكاً ،
    مرآكَ يسعدني وليس تشفياً
    صنوانِ نحنُ ،
    ألاترى :
    متباطيءٌ دربي، وخطوي لايبينْ ؟
    دعْ حقلكَ الواهي إذاً
    فغداً تُعَبِّدُهُ المدينهْ
    وتعال توصلك الدموعُ
    لقعر روحيَ ، قعرهِا
    فاذا وصلتَ ترى
    حقولاً يانعاتٍ بانتظاركْ
    وهوىً ربيعياً
    ومالكةً حزينهْ !



    المُنَجِّم نهاراً
    *** ***
    عسلُ مضيء عِنْدَ النافذة
    زجاجةٌ … زجاجتان من مذكرات النحل
    ووراء النافذة
    عيونُ تتمرأى بعصفورٍ ,
    زهورٌ تتماثل للرحيق ,
    شمعٌ يعرق أغنيةً ما
    وكصوت احجار صغيرةٍ تُرمى في الماء
    كان صوت القبلات
    وكانت الريح ترجّ سنابك السفن …
    كم ياتُرى هَزَزتُ مهد هذه الأغنية البعيدة ؟
    وكم جنحتُ يأساً للمديح !؟
    بحيراتٍ يتسلقُ الضوءُ وصحارى
    وهناك الخيلُ صهيلُ يفضي إلي برارٍ ما
    ايتها الأَعالي , أيتها القمم
    كذا الأبوابُ لا تستميل أحداً عن ترفٍ
    بل عن جنونٍ كالطالع الواقف مزاراً للفصول
    وكأفواه الاساور, الأساور الشقراء
    وأنا المنجِّمِ نهاراً
    أعمدةُ مَن يبعثرها في حضرة فوضاه ؟
    لتَثِبَ الشمس هناك ,
    تمتد وهي ممسكة بحدود العالم
    محاذرةً عصراً محدودب الروح
    أيها الشاعر , هات قلبك أفتحه ,
    أدقِّقُ في جداول ,
    أحراشه ,
    مرثياته …
    أيها الجنون مؤَطَّراً بمجد الوحدة .



    عملة بثلاثة اوجه
    *** *** ***
    -1-
    ثمنُ الحريّةِ
    اعلى من اعشاش
    اللقالق .
    -2-
    تُلاحقُني الثواني
    أَتَّقيها حامِلاً آثاَر أقدامي
    على ظهري .
    -3-
    ياعالماً مغامراً بالرمل والامواجْ
    عزاءُنا حريةٌ
    عزاءُنا حريةٌ ،
    ومطلقُ اليدينِ في السجنْ
    أفضلُ من مُقَيَّدٍ وَسط خِضَمِّ الحياةْ .



    قالت: كأنه هو ....
    *** ***
    أيتها المدينةُ
    مدينتي – إِذْ اراكِ – أرى ،
    هي عينَها :
    سربَ عصافيرها الثرثار ،
    غصنَها الذي تقوَّمُهُ العواصف ،
    فَتاها الذي يرمي بسُنّارتِهِ في الماء
    لا ليصطادَ سمكةً
    وانما مَوجةً
    ينطلقُ وإيّاها في رحلةٍ بتول !



    تعاطفٌ ليس إلا
    *** *** ***
    - 1 -
    شجرةٌ
    مُسنَةٌ
    عمَياء
    أمسكها من يدها
    وأعبِّرُها الشاعر .
    - 2 -
    ظلَّ الناس يبتهلون فوق التل
    وَلمّا لم يُنزلْ الالهُ شيئاً
    بكيتُ لهم
    وفتَّشْتُ في قلبي عن سِيجارهْ !



    صالات الريح
    *** ***
    وأخيراً
    ها أناذا ساديٌّ
    أَنتُفُ ريشَ الأطيارِ
    وأَجلدُ ماهبَّ ودبَّ من الأشجارِ
    أَسكبُ مافي مِحبرتي
    في عِبِّ الريحِ الداخلةِ
    الى صالاتٍ تَزْحَمُها جُثَثٌ
    مُتَجَمِّدةٌ
    كالأرصدةِ ،
    وَفي كَفّي مِعْوَلْ
    أتحَّدثُ بلُغاتِ الانسانِ الأوَّلْ
    تشكرُني غاباتٌ
    تحترقُ بصاعقةٍ من بدءِ المَولِدْ
    أدري أني لا أَملكُ هذا ………
    دَمعي الدانوبُ
    يَصُبُّ بشطِّ العربِ
    وَرَجعُ زئيري
    يَنْقُلُهُ ناقوسُ
    المَسجِدْ .



    سِيّان
    ***
    في هذا الخريف العاري من الاغصان
    إنْ لم تكن هناك حمامة
    تَحتضنُ بيضتين
    فهناك غيمةٌ داكنةٌ
    تحتضنُ الشمس والقمر .



    مفارقتان لزمن واحد
    *** *** **
    - 1 -
    كالشيخ
    لم يَعُدْ يُعيننُي أَيٌّ
    من اطراف جسدي
    لا الشمس
    ولا القمر
    - 2 -
    في وقتٍ واحدٍ
    قطارٌ منطلقٌ بسرعة الصاروخ
    نحو الاتجاهات الاربعة ،
    أنا !



    من جناح الليل الأليل
    *** *** ***
    - 1 -
    الليل مرآةٌ
    نصفَّفُ قبل فيها أحزانَنا
    خلودنا للنوم
    - 2 -
    الغرابُ دقيقةٌ
    من الليلْ .
    - 3 -
    رصيفُ الليل
    حافلةٌ من خطوات .
    - 4 -
    كُلَّما أرى الى النجوم
    أخالُها هي التي تحصيني .



    ميلادي
    ***
    حينما احتفلتُ بعيد ميلادي
    أطفأتُ ثلاثين شمعةً
    ولكنّ الله كم شمعةً اونجمةً
    سيطفيءُ في عيد ميلادِهِ ؟
    ربما النجومَ كلهَّا !
    آه ٍ ايها الكون
    فَلْتَنْطَفيءْ بكامل نجومك
    وَدَعْنا نفرحْ بميلاد الله !



    الموشور
    ***
    مدينتي يقطعها الغناءْ
    حَبْواً على الهواءْ
    مدينتي يقطعها الهواءْ
    حَبْواً على الغناءْ
    لو ضَمَّها زُهْريةً لوَحُ
    يبني دمي جرحُ
    مدينتي تُخَلّدُ الجراحْ
    ختماً على الرياحْ
    مدينتي الطفولهْ
    مدينتي مقامع الرجولهْ
    وهاهي الشمس التي دارت بنا عُمِرْيَنِ
    لاتُحسنُ – إِذْ تَبْرَحُنا – حتى البَراحْ .


    كوَّةُ الالوان
    *** *** ***
    الى : جمال مصطفى
    ناظرٌ من كوّةٍ كالعينِ صفراءَ هنا
    غيمةٌ مقلوبةٌ
    تعطيكَ ما تسألُها
    إلاّ المَطَرْ .
    ناظرٌ من كُوَّةٍ كالعين سوداءَ هنا
    الشارع تلميذٌ على مقعدهِ يغفو
    وذكرى شجراتٍ
    حَفَرتْ قلبي
    كذكرى حَفَرتْ قلبَ الشَجَرْ .
    ناظرٌ مِن كوّةٍ كالعين زرقاءَ هنا
    ما التَقَتْ سفينةُ الشعرِ فَناراً
    إنّما باتَ على الشاعرِ
    أنْ يكتبَ في القاعِ
    على هَدْيِ الدُّرَرْ .
    ناظرٌ مِن كوّةٍ كالعين خضراء هنا
    عطرٌ تدلّى
    أَجْمَعَ البستانُ والبَرُّ
    أَنْ العاشقُ موعودٌ وإِلاّ ……
    سبقَ السيفُ آبنَ آوى
    وتخّطاكَ أَلاَثرْ !



    الى المدعو وطناً
    *** ***
    إرجعْ
    ياحرفاً
    شمسيَّاً
    تحضُنُهُ
    الظُلُمات .
    ………………

    أو أقول :
    طوبى
    لأهلي
    خريفاً
    شتاءً
    ربيعاً
    وصيفاً
    لخامسِ فصلِ .



    الرحيل
    ***
    ذراعان ممدودتان مطراتِ جيادٍ
    وما استساغتا حَمْلي ,
    بحرُ بأشرعةٍ من الامواج
    وما استساغ حَمْلي ,
    وقادمُ سمعني أُصيح :
    مَن وضَعَ قشور الموزِ
    على دروب السفن المُبحْرِةِ
    مع الشتاء ؟



    أرضٌ اضيقُ من فتحةِ منِْخر
    *** *** ***
    يُمارسُ زائرُنا الاختناقَ
    ويمتصُّ أنفاسَهُ خلسةً
    رمى للشوارع قطعةَ نقدٍ
    وأخرج من جيبهِ
    مناديله ُ كالنوافذْ ،
    يُعلّل نفساً كما لو سيمتلكُ الَمشْرِقَين
    مضى مُتْعَباً ......
    زائرٌ
    والشوارعُ ضَيِّقةٌ ،
    ضيقُها
    ربّما كانَ في نفسهَ
    فُسحةً من طفولهْ .



    تماثيل من خمر
    *** ***
    كَفٌّ تخطو راجفةً
    عِبْرَ ضباب الفودكا
    هَا …
    عدتُ فهل تسمعُ ضَحْكا ؟
    أسمع ضحكاً
    يمتدّ بلا لونٍ
    ونهاراتٍ شاحبةً ،
    عدتُ ومن يدري ؟
    قد القى ثانيةً
    حَشْداً من مجذومينَ
    يسدّون طريق الفَجْرِ
    أَو قد أمشي
    ضمآنَ ولكنْ للجَمْرِ
    ليسَ يقيناً ،
    من لاهاي
    الى كولونيا
    حاورتُ النَفْسَ
    بكوكبةٍ من قيلَ وقالْ
    من نافذتي
    ارقب عمراً محموماً
    يتموكبُ
    خلْفَ الريحِ ومازالْ



    المغْتَبِط الصاعق
    *** ***
    أقفُ
    متشابكةً ضلوعي مع بعضها
    كقنوات الرَّي
    الشمس مُدَوَّرَةَ الروح تعلو …
    الشمس تضيع بين الغيوم
    ضياع قُبَّعةٍ في الزحام .
    الغيوم اثوابُ اللهِ
    مُعَلًّقةٌ
    على حَبْلٍ من البروق
    الغيومُ النازفةُ من الماء
    ما يحني وادياً من الخيزُران
    مَن غيري اغرى المغتَبِطَ الصاعق ؟
    هي روحي تخترق زجاجَ الغيوم
    سكسفوناً
    مُجَنَّحاً .



    الغرقى حُرّاسُ البحر
    *** *** ***
    في البِّر بحيراتٌ تقطنها أشرعة منفيّهْ
    وأنا أُشْعل عودَ ثقابٍ
    فتلَوُحُ فصولٌ متنافرةٌ
    لاتجْمَعُها إلاّ أضدادُ هويّهْ
    لكأَني أزدادْ
    يأساً من عمري الطافي فوق مدِادْ !
    غصنٌ كالشمعةِ
    يرقبُهُ الغرقى
    يعلو بجناحين يجوبانِ الأَبعادْ
    لكنَّ أَلابعادْ
    كرسيٌّ ذو قائمتين
    على الافقِ المتدفِّقَ
    يستندُ الى غيمةِ صَبحٍ
    أَفْعَىً تتكوّرُ
    عند القائمة اليسرى
    وشرائطُ دودٍ
    عند القائمة اليمنى
    حتى أنَّ يدَ الصيادْ
    راحت تتلاشى
    كالموجةِ أوْهَنَها الَتّيارْ
    غرقى
    أدمنهُمْ هذا البحرُ بِصَمْتٍ
    حتى
    أيقظَهُم جرسُ الامطارْ .



    مَشْهدٌ لايُبارِح
    *** *** ***
    لم تكْفِني مِيتَةٌ ……
    مُتُّ تسعا
    وعدتُ فَمُتُّ ………
    وما ضقْتُ ذَرْعا
    وعدتُ عبرتُ مع الفَجرِ ،
    كان زفيرُ القطارْ
    تَبَدَّد فَي بَرِّها طائراً من بُخارْ ،
    طائراً لستُ أعرفُ
    ماذا حدا الانَ بيْ
    فَتَذكّرُتهُ قَطَرةً بَعْدَ قَطرهْ
    رُبى القُبرَّاتِ
    وعصَر المماتِ
    الجنونَ ،
    العذابَ ،
    وغيرَهْ
    عَبَرْتُ مع الفجر وحديَ
    مُسْتَسلماً للقَلَقْ
    أُلَقِّنُ ما يتعرّى
    على ساحلي من كواكبَ
    بعضَ فنونِ الغَرَقْ
    ولعاشر مَرَّهْ
    جسدي يتشظّى الى ألفِ فكرِهْ
    يُحَلِّقُ
    بيْ
    عالياً .
    **********************
    انتهى
    المانيا
    2004

  7. #7
    الصورة الرمزية منى الخالدي أديبة
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    الدولة : أرض الغربة
    المشاركات : 2,316
    المواضيع : 98
    الردود : 2316
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    الأخ الأديب الفاضل
    سامي العامري

    مرورٌ لألقاء التحية والسلام
    مرحباً بك وبكلّ نبضِ يسابق خطوكِ ويشق فلول الظلام نحو نهارٍ ساطع،
    سأعود بإذنه تعالى لقراءة ما تفضلت بنشرهِ على مهل، وليتك نشرته في قسم النثر على مراحل، كي
    يحضى بفرصٍ أكبر للقراءة، دمت بكل الخير والصحة


    منى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    شكرا للحبيبة سحر الليالي على التوقيع الرائع

  8. #8
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : المانيا - كولونيا
    المشاركات : 207
    المواضيع : 61
    الردود : 207
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    السيدة منى الخالدي
    تحية وسلام
    شكراً جزيلاً على رأيك الصائب بأنَّ من الأفضل نشر قصائدي على دفعات وشكراً على مشاعرك وانطباعاتك بصدد كتاباتي ولكني أودّ أن أسألك إنْ كان بإمكانك مساعدتي في حذف مجموعة ( العالَم يحتفل بافتتاح جروحي ) من ملفّي خاصة وقصيدة - نافورة اللّهب - التي هي من ضمن قصائد هذه المجموعة جاءت مصحوبةً بخطأ لغوي وهو قولي : ففاق . والأصحّ طبعاً فأفاق . وهي في نسختي خالية من هذا الخطأ , وكذلك قولي : ينشرُ ضوئَهُ . والصحيح : ينشر ضوءَهُ . وإذا تعذّر ذلك ففي الأقل إخباري بالطريقة المناسبة للقيام بتصحيح هذه الأخطاء فهذه القصيدة هي من القصائد التي لها مكانة في نفسي حقاً .
    اشكرك مرة أخرى وأنتظرُ الجواب إنْ أمكن .
    سامي العامري

  9. #9
    الصورة الرمزية منى الخالدي أديبة
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    الدولة : أرض الغربة
    المشاركات : 2,316
    المواضيع : 98
    الردود : 2316
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    أخي الأديب الراقي
    سامي العامري

    هو طلب لا أكثر ومجرد اقتراح لك أن تأخذ به أو لا ، سيكون القرار الأول والأخير لك..

    نترك معرفك الذي بدأت به بالتعريف عن نفسك
    ونحذف كل ما تفضلت بنشره في موضوع واحد
    فقد سبق وأشرتُ لك أن قصائدك ستفقد أحقيتها بالقراءة من قرّائك ومتابعيك

    لذلك أنصحك بنشر قصائدكَ ونصوصكَ على دفعاتٍ تترك للنص حق القراءة والردود عليه
    وعلى قلمك الجميل.
    بهذا الشكل يا أخي أنت تغبن حق قصائدك التي تعبت في إعدادها

    أدعو الله لك بالتوفيق
    سأنتظر ردك كي أتصرف حسبما تقرر حضرتك

    تحيتي واحترامي..

المواضيع المتشابهه

  1. قصائد الشعراء في رثاء شيخ الشهداء
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 11-04-2004, 05:18 AM
  2. ذكرى ((قصائد في الزهد))
    بواسطة المجهوووول في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-12-2003, 01:27 AM
  3. قصائد لم تكتمل
    بواسطة رائد ابو مغصيب في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-10-2003, 06:58 PM
  4. من سلسلة قصائد لا حياء في حب الوطن
    بواسطة النجم الحزين في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 05-09-2003, 04:15 PM
  5. قصائد للدكتور / عمرو النامي
    بواسطة بن غازي في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-05-2003, 10:35 AM