كبش أم داوود - أقصوصة
تجاهل راعي القرية تحذيرات الأهالي بان لا يخاطر بالتضحية بكبش حين زفت أليف والتي ستلقب بأم داوود فيما بعد ، لان أليف قوية البنية .حيث كان من عادة أهالي شمال ريف حلب أن تُزف العروس على فرس وقت العصر ،فيقدم لها كبشا إن قدرت على حمله وهي على ظهر الفرس يصبح ملكا لها .
اختارالراعي أضخم كبش و قال للناصحين:
- لم اسمع في حياتي التي تقترب من السبعين بأن امرأة تقدر على حمل مثل نصف هذا الكبش.
قال لي والدي :
كان يوما لا ينسى ،اجتمعت القرية وضواحيها ،غربي القرية تستقبل العروس ،توقف الطبال وصمت الزمار وحبست الأنفاس تراقب أم داوود بينما هبت نسمات هواء تعلن أوان الحصاد ووقفت علة ظهر والدي ارقب يد العروس تمسك بقرن الثور كدجاجة وترفعه على ظهر الحصان ثم تنزله الى الطرف الأخر فيمتزج صوت الرصاص بقرع الطبال وفرح الزمار ببكاء الراعي ..
توقف والدي عن سرد حكاية أم داوود حين وصلنا مجلس العزاء. استقبلنا داوود بوجه رحب مع لمسة حزن
وحين تناولنا القهوة عاد شيخ يكمل حديثه عن الموت ولم اصبر على معرفة النهاية فسألت والدي الذي رمقني وهمس:
- ظل الراعي يقبل رجل أم داوود حتى عفت عن الكبش .
وحين كان الخطيب يدعو للمرحومة كنت أراقب يدي داوود الرقيقتين متسائلا هل كان والده رقيق اليدين ؟