__________________----حنان....
اعدتي بذاكرتي الى قبل خمس سنوات او اقل بقليل..حيث كنت على جسر الشهداء في بغداد الحبيبة اسير ومعي كاميرة كنت اتلذذ بالتقاط الصور للمباني القديمة وللاحياء ذات الطراز القديم وكم بغداد تحكل مثل هذه الصور الجميلة للطراز القديم الذي يبعث في النفس الف الف امنية، ولاحظت بعض النوارس تقترب من طرف الجسر وكأنها تلتقط فتاة خبز، وسرت الى انت وصلت الى منتصف الجسر واذا بطفل في حضن والده يرمي فتاة نستلته للنوارس فتقترب من يده فيرتمي بين احضان والده لكنه ما يلبث ان يعود ليشاهد النوارس واصواتها تعلو الافاق والكون حيث تمتزج بضحكة الطفل وابتسامة الاب في وقت تلاشت الضحكة والابتسامة في بغداد باسرها، فحملني لهفتي لامسك بكاميرتي واحاول التقاط صورة للطفل وهو يمد يده للنوارس الجائعة السابحة على اطراف الجسر، ولااعلم هل تجاهلت ام تناسيت ام تعمدت ام اني انبهرت فتحديت لافتة مكتوبة على طرفي الجسر ممنوع التقاط الصور، لحظات قليلة بعد ان ابتسم لي الاب وقبلت الطفل وسرت الى حافة الجسر الاخرى حتى ظهر لي شخصان يسألان ان كنت قد صورة القصر ام لا..قلت لا انما الطفل هنا يطعم النوارس، فنظرا وقالا لي نريدك معنا، سرت معهم لمسافة وقالا لي لست عرقيا هل انت لبناني ..؟ قلت كيف ترياني قال اولهم وجهك ملامحك تشبههم فاما مغتر بانت او منهم، قلت لا انا عراقي ..لم يصدقا..بقيا يوجهان الاسئلة لي، واخذ احدهم كاميرتي وكانه يختبرني قال اخرج الفلم واحمضه لارى ان كنت قد خرقت القوانين ام لا، كنت متأكدا من نفسي قلت لاباس اذا شيئتما خذا الفلم اصلا ، بعدما تاكدا من جديتي في الامر تركاني وهما يقولان لي بلغ سلامنا للصبيا هناك في لبنان، وعندما حمضت الفلم تذكرت باني كنت قد صورت ملجأ العامرية وقلت في نفسي كنت على شفا حفرة من الهلاك.
حنان...
عذرا..
احيانا اعقب بقصة على قصة اغفري لي
محبتي لك
جوتيار
جوتيار
بل تعقيبك يفتح آفاقا جديدة دائما ، وينقلنا من قصة مكتوبة إلى أخرى تحدث تفاصيلها على الأرض
شكرا جوتيار لاهتمامك الرائع
تقبل مودتي