أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: ما زال نهر البر يجري !!!

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 648
    المواضيع : 67
    الردود : 648
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي ما زال نهر البر يجري !!!

    اتجهت الأنظار نحوه بدهشة ، بعد أن لم يعره أحد التفاتا ،وهو يدخل المطار بصحبة أمه التي جاء معها يودعها!!
    كانت أمه تستعد للسفر من أجل العلاج ؛ فقد قرر الأطباء حتمية ذهابها إلى دولة أخرى تستطيع أن تجد فيها ما ليس متوفرا في بلدها
    - أمي الحبيبة ! هل تأذنين لي أن أصحبك في هذه الرحلة ؟
    - ياقرة عيني ! إن لديك من شواغل الحياة ما أنت فيه : عملك ، وبيتك ، وأولادك ، ومشروعاتك ؛ فلا تثقلني بالقلق عليك في هذا الطلب!!
    - ولكن يا أمي ...
    - لكن ما ذا يا بني ؟... إنك معي ببرك وإحسانك ، ومتابعتك التي لم أفقدها ... فلا تقلق!
    لم يتخلل الحوار سوى دموع الابن وهو يحاول جاهدا إقناع والدته بالذهاب معها ، فلم تجد الأم غير أن تربت على كتفيه عسى أن تكفكف دموعه التي كادت تتحول نحيبا .
    - اطمئن يا ولدي ؛ فسأكون بخير إن شاء الله .
    ومع نهر الحنان الذي تدفق من صوت الأم ، ونهر الدموع الذي انهمر من عيني الابن ، انطلق صوت الأذان :
    فلف المكان خشوع الطمأنينة والثقة في فضل الله ورحمته .
    توجه الابن إلى صلاة العشاء في المسجد الذي لا يبعد كثيرا عن البيت ، وعاد – وقد فرغت أمه من دعائها الذي تحرص عليه بعد كل صلاة - وهو يتلمس بركة الدعاء:
    - " ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما".
    - اللهم آمين
    ودار حوار باسم بينهما ، أخلد بعده كل منها إلى النوم .
    في الصباح حاولت الأم أن تثني ولدها عن الذهاب معها إلى المطار ، فلم تفلح توسلاتها ، فقد أبلغ الابن زملاءه في العمل أن لديه ما يمنعه من الحضور اليوم .
    حزم الأمتعة ، وأوشك أن يحمل أمه وهو متجه إلى السيارة التي انطلق بها صوب المطار .
    وفي المطار كاد يكون الوداع عاديا ؛ لا يلفت نظرا ، ولا ينبه أحدا... لكن ما حدث جذب قلوب من في المطار قبل أن يجبرهم على المتابعة .
    انكب الابن على رأس أمه ويديها يقبلها وقد انخرط في بكاء أغرقت دموعه وجهه ن وتقطع معها صوته الذي أدمى من يتابعونه :
    - تعودين بسلامة الله يا أمي الحبيبة .
    - سلمك الله يا ولدي ، وحفظك ورعاك .
    ولم يستطع الابن مقاومة مشاعره في الترجمة عما في نفسه نحو أمه من الحب والبر ، فهوى على قدميها ، يقبل حذاءها ، ويخلعهما في رفق ، ليضع خده عليهما وكأنه يتمرغ في روضة من رياض الجنة ، ويلثمهمها كأنما ينشق المسك .
    وصوته لا يكف عن الدعاء لها بالشفاء العاجل والعود الحميد .
    وكادت حركة المطار تتوقف بسب هذا الموقف ، والأصوات ترتفع :
    - هذا بطل من نوع فريد .
    وتوارى الابن عن الأنظار بعد أن اتجهت الأم نحو الطائرة ، فلم يبصره أحد وهو في طريق عودته .

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    سبحان الله ولا إله إلا الله

    جاءت القصة متلفعة بعنصر التشويق ، الذي سار جنباً إلى جنب مع لغة الحوار القصصي البارعة ، وجاءت النهاية بملمح خافت يشعر من بين السطور ولا يحس

    وكادت حركة المطار تتوقف بسب هذا الموقف ، والأصوات ترتفع :
    - هذا بطل من نوع فريد .

    ><

    وتوارى الابن عن الأنظار بعد أن اتجهت الأم نحو الطائرة ، فلم يبصره أحد وهو في طريق عودته وكأن هذا الموقف ، هو من جعل له قيمة وثمن التفت الأنظار حوله فيه ، أما عندما انتهى الموقف فقد قيمته وثمنه فكان شخصاً عادياً يسير بين البشر

    الدكتور الحبيب
    العالم الجليل / حسان الشناوي
    عهدناك حكيماً دائماً
    ابنك
    محمد

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    دكتور..
    رغم ما يقال عن البعض من قسوة ولامبالاة ..رغم ذلك هل عيناه عندما تدمع هنا تكون عيون مجحفة ..؟
    أي حرف سطر هنا......اسمحوا لي يااهل القصة، لن اقول شيئا عن اكاديمية القصة من مضمون وشكل وايفاء بشروط
    اغفروا لي لن افعل لاني بالعفل لامست هنا بطلا من نوع فريد، بطل ظهر من خلف الواقع الحي الذي بات يوجعنا جميعا حد الموت
    بطل فريد بانسانيته،فريد بحبه، فريد بوجوده، فريد بتربيته، فريد في خلقه، وخَلقه، أي مشاعر جياشة هذه التي انسكبت هنا...
    أي نوع من الاولاد كان هذا...؟
    انه نموذج فريد في عالم اخر غير هذا الي نعيشه نحن ونراه نحن نلمسه نحن...؟
    نعم انه فريد ببروالدته وكأني به يردد وجعلني براً بوالدتي..وقطعا فهو بر بها بل انه لامس الجنة الحقيقية تحت قدميها وهو يكب عليها تقبيلا
    وطلبا الرضى، واي رضى يكةن اكبر من رضى انحناءة للذات امام الاعين المتطلعة ل اقدام الام..انها بحق انحناءة تستحق ان تسطر بماء من ذهب.
    قصتك رسالة هادفة..ليتها تكتب في كل ملتقى من ملتقيات الواحدة وان تعمم على الجميل...
    ليتها تدرس في المدارس
    ليتها ....

    انا اقف الان احتراما وتقديرا لتلك الام التي وهبت فيك هذا التواضع وغرست فيك هذا الحب والايمان...
    انك اقف احتراما لك...

    دمت بخير
    محبتي لك
    جوتيار

  4. #4
    الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
    أديبة وفنانة

    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : jordan
    المشاركات : 1,378
    المواضيع : 91
    الردود : 1378
    المعدل اليومي : 0.22
    من مواضيعي

      افتراضي

      دكتور حسان الشناوي
      لا أستغرب هذا النهر الرائق من لغة وعاطفة وصياغة من أديب ناقد قدير.
      ونهر البر الذي يجري فإنما لأن من يقف وراءه مبدع في حجمك
      تقبل احترامي
      "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي"

    • #5
      شاعر
      تاريخ التسجيل : Apr 2006
      المشاركات : 648
      المواضيع : 67
      الردود : 648
      المعدل اليومي : 0.10

      افتراضي

      الابن الحبيب والأديب الناقد
      أبا حنين
      لا أدري ما اقول إزاء وقفتك الكريمة مع أول نص شككت في انتمائه إلى عالم القصة القصيرة .

      وكدت ألغيه لولا شعور بأن فيه ما يمكن أن يصل .

      وقد أوصله قلمك الوفي ، وتشجيعك الكريم .

      فلك مني الإكبار والتقدير .

      شكر الله وأثابك

    • #6
      شاعر
      تاريخ التسجيل : Apr 2006
      المشاركات : 648
      المواضيع : 67
      الردود : 648
      المعدل اليومي : 0.10

      افتراضي

      سيدي الكريم

      الأستاذ الفذ

      والمبدع المتفرد

      جوتيمار تمر

      ربما لاتصدق أنني أتحاشى الرد على هذا الغدق الذي تدفق من قلبك وفكرك قبل أن ينساب على قلمك

      وفاء كريما ، وتحليلا فريدا .

      وربما لاتصدق أن من اسباب تحاشيَّ الرد حرصي على أن أظل مع وقفتك البهية أطول وقت ممكن ؛ إذ

      لم أحسب أن تفعل حروفي بنفسك كا فعلته فأجرت على يراعك ألق الناقد ، وحميمة التواصل .

      نعم سيدي الكريم .

      فهذه أول مرة أخوض فيها غمار القصة القصيرة ؛ حيث لها مبدعوها القابضون على أسرارها .

      فكيف بي وأنت تقول :

      "قصتك رسالة هادفة..ليتها تكتب في كل ملتقى من ملتقيات الواحدة وان تعمم على الجميل...

      ليتها تدرس في المدارس

      ليتها"

      وما كنت أطمع في غير تشجيع ، فإذا أنت تعطيني ما لا أستحق ، وتأسرني برقيك .

      لقد تجاسرت – برغم دموع الفرحة – فخلتني مستطيعا الكتابة إليك ؛ فما كان مني إلا الصمت

      المطبق الذي يدفعني – تغمرني سعادة متلألئة – بصدق نبرتك ، وحنانك الرؤوم .

      فاعذرني سيدي إذا لم تعرف أحرفي كيف تشكرك .

      وتقبل امتناني مقرونا بالعرفان والإكبار.

      ولك مودتي ومحبتي

    • #7
      شاعر
      تاريخ التسجيل : Apr 2006
      المشاركات : 648
      المواضيع : 67
      الردود : 648
      المعدل اليومي : 0.10

      افتراضي

      الأستاذة الفاضلة

      حنان الأغا

      أكرمك الله على هذا الكرم النقدي ؛ فقد كنت أظنني بعيدا عن القصة القصيرة بعد ما بين المشرقين ، بيد

      أن الكرام هنا – وأنت منهم – أبوا إلا تشجيعي ؛ فعسى أن أواصل .

      وأما كوني مبدعا فهذا من حسن تقديرك ، وأريحية فكرك .

      فما زلت -و سأظل - في بداية الطريق أحتاج النصح الرفيق ، والتوجيه الشفوق .

      لك امتناني وعرفاني وتقديري.

    المواضيع المتشابهه

    1. البر الثاني ..
      بواسطة أمل فؤاد عبيد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 16-06-2007, 04:37 PM
    2. البر لا ينسى
      بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 05-06-2006, 09:26 PM
    3. البر حسن الخلق.. ومالك!
      بواسطة د. ندى إدريس في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 29-02-2004, 05:15 PM
    4. مات عن سبعين عاما قضاها في البرِّ والتقوى!
      بواسطة جمال حمدان في المنتدى الأَدَبُ السَّاخِرُ
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 13-02-2004, 06:26 AM
    5. وتعاونوا على البر والتقوى !!!
      بواسطة جمال حمدان في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 02-04-2003, 02:33 PM