أحدث المشاركات
صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 43

الموضوع: القرآن كما قرأتــُـه

  1. #21
    الصورة الرمزية عبدالله المحمدي أديب
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 2,168
    المواضيع : 52
    الردود : 2168
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    اخي دكتور خليل أطال الله في عمرك وأسبغ عليك عافيته ورضاه


    هنالك رابط كنت احتفظت به سأضعه هنا ان اذنت لي ولمن شاء ان يقرأ

    http://www.jawdatsaid.net/word-artcl/04.08.htm

  2. #22
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.41

    افتراضي

    الأخ خليل حلاوجي ..
    الأخ عمار الخطيب ..

    بوركتما على هذا النقاش الرائع الذي ينضبط في أطر نفوس تقية نقية ، وبأسلوب حضاري علمي أدبي تحت راية الشريعة .
    أتمنى أن لا تتوقف هذه المناقشات ، إلا إذا شاء الله أن تتوقف .

    أتابعكم بشغف ..

    جعل الله ما تقدمان في ميزان حسناتكم ..

    أيها الخليل ..
    استودعناك رب العباد الذي لا تضيع عنده وديعة .
    حفظك الله من كل سوء .


    لكما التحية والدعاء بظهر الغيب .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  3. #23
    الصورة الرمزية عمار الخطيب طالب علم
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 138
    المواضيع : 9
    الردود : 138
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    الأستاذ الكريم / خليل حلاوجي
    ما زلنا نتحاورُ في مسألة امتداد السلسلة البشرية إلى ما قبل آدم عليه السلام....
    ولا نستطيع تجاوز هذه النقطة ؛ لأنها هي الأساسُ والمنطلق!
    ولذا سيكون كلامي منصبّا - في الوقت الراهن! - على هذه المسألة فقط...

    قلتَ : " اود ان اخبرك ان ( ابو ) لاتلتزم الابوة فقد تطلق على العمومة والخؤولة اقرأ ان شئت
    قوله تعالى ( ورفع ابويه على العرش ) وام يوسف هنا هي خالته " اهـ

    أخي الكريم...
    اختلف المفسرون في تفسير " أبويه "...
    فحُكِيَ عن البعض بأنّ المقصود بــ " أبويه " أبوه وأمه (راحيل) ، وحكى آخرون أقوالا أخرى...
    وقال جمهور المفسّرين : أطلق الأبوان على الأب وزوج الأب (ليئة) خالة يوسف عليه السلام...
    وكانت خالته قد تولت تربيته ؛ فهي بمقام الأم.

    وكان مما قلتَ : "وفي العراق عندما صاح الناس ان الراحل صدام كان ( ابو ) العراقيين فهل
    كانوا يعنون انه ابو حمورابي وعشتار
    وهكذا فالعربية تحتمل المجاز الذي قد يخدع في دلالته احيانا..." اهـ

    يا أخي الكريم أنتَ تخاطبني وكأنني أعجميّ! أنا مثلك أتحدّث بلسانٍ عربيّ مبين!
    لو قلتُ لكَ " جاء أبو فلان "...ماذا ستفهم من هذه العبارة؟
    جاءَ خال فلان أو عمه!
    الأصلُ أن تُحْمَلَ الألفاظ على الحقيقةِ ، ولا نقولُ بالمجاز إلا بوجودِ علاقةٍ مع قرينة تمنع من إرادة المعنى الأصلي...
    - مثال : لو قلتُ لك : " رأيتُ أسدا " ، العربيّ يفهم من لفظة " الأسد " أنه الأسد!
    لكن لو قلتُ لك : " رأيتُ الأسَدَ على جواده " ، هل يصحّ أن نفسر " الأسد " - هنا - بالحيوان
    المفترس؟! العربيّ يفهم أنّ الأسد - في هذه العبارة - مجازٌ...لماذا؟ لوجود قرينة (على جواده) تمنع من إرادةِ المعنى الأصلي...والعلاقة هي : الشجاعة.
    ولولا هذه القرائن لاختلط الحابل بالنابل!!

    فهل نأتي بعد هذا لنفسّر وصف النّبيّ العربيّ - صلى الله عليه وسلم - لآدم - عليه السّلام - بأبي البشر بأنّه مجازٌ...
    أين القرينةُ التي تمنعُ من إرادةِ المعنى الأصليّ من " الأبوّة "؟

    وفي حديثٍ صحيح آخر أن الرّسول صلى الله عليه وسلم قال :
    " لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا ، لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ "
    طبعا من السّهل القول بأنّ : " ابن آدم الأول " مجاز أيضا!
    وهكذا نردّ كل النّصوص الصحيحة الصريحة...
    لا يصح القول بالمجاز في هذه النّصوص الصريحة للأسباب التي أوجزتها...

    تنبيه :
    قلتَ - بارك الله فيك - " ثم إني أفهم قوله تعالى في الآية (يزيد الله في الخلق ما يشاء )..."
    يبدو لي أنّ لوحة المفاتيح عصتك!
    أنتَ تقصد " يزيد في الخلق ما يشاء " (سورة فاطر ، رقم 1)

    أسأل الله تعالى أن يحفظكم ، وأن يرفع عنا وعنكم البلاء...اللهم آمين.

  4. #24
    الصورة الرمزية عمار الخطيب طالب علم
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 138
    المواضيع : 9
    الردود : 138
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    أخي الأستاذ الكريم / عبد الصمد حسن زيبار

    جزاكَ الله خيرا على ما خطه يراعك ، وبارك الله فيك.

    وما تفضلتَ به حديثٌ ذو شجون...

  5. #25
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 58
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.75

    افتراضي

    الاخ المكرم : عمار الخطيب

    هاأنت تحرمني من حق لي في استغلال دلالة اللغة العربية وتأبى أن نتجاوز هذه النقطة فتحرمني من الدخول الى صلب الموضوع ..

    اخي الحبيب

    ان الشاهد من ايرادك الحديث الشريف وقد اغفلت ان هذا الحديث لايدور في فلك موضوعنا آنف الذكر فهو يحدثنا عن لحظة قادمة ستسعى فيها البشرية من هول مشاهد القيامة الى رسل الله ..
    ان رفضك اعتمادي المجاز يتعارض مع الكثير من الاحاديث التي تصف سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بانه ابو الانبياء بل واكثر من هذا الآية التي تحشرنا في زاوية لافكاك عنها كوننا جميعا ً ابناء ابراهيم عليه الصلاة والسلام ( ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين )

    على اية حال ...

    اشكر لك تنبيهي وتصحيحك للكثير من خطأي ..

    اخي الحبيب

    1\
    حديث الملائكة الذين سألوا الله مستنكرين هذا المخلوق الذي شاهدوا سفك دمه وجرمه وإفساده ؟
    2\
    ذكر الله تعالى ان اقواما ً استبدلهم الله ...
    3\
    وذكر الله تعالى ان اقواما ً سبقونا كمانوا اشد منا قوة وآثارا
    4\
    البداية الجديدة للخلق عند نوح ومن نجا معه في سفينته

    هذه الشواهد الاربعة هي التي اوعزت لي بابداء رؤيتي في قراءة آية سورة الانسان والتي رغبت ان نكمل فيها نقاشنا فما كان خيرا ً فمن الله وماكان غير ذلك فمن نفسي وشيطاني

    سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك ...

    بوركت َ اخي الحبيب
    الإنسان : موقف

  6. #26
    الصورة الرمزية عمار الخطيب طالب علم
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 138
    المواضيع : 9
    الردود : 138
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    حياكم الله...

    أولا:
    المجاز الذي تقولُ به يتعارض مع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ، والقرائن تؤكد صحة
    ما أقول...وقد أجمعت الأمة سلفا وخلفا على أبوة آدم عليه السلام الحقيقية لا المجازية!
    أما الآراء المخالفة التي خرج بها أصحابها علينا فهي آراء شاذة!
    أسأل الله تعالى أن يهدينا جميعا...

    ثانيا:
    لا أحبّ الخوض في مبحث " المجاز " ؛ لأن الأمر يتطلب جهدا ووقتا ، وقد وضّحْتُ في ردّي السابق
    أنّ الأمر ليس عَبَثا!
    فلا يجوز لنا ليّ أعناق النصوص وتحميل الألفاظ الصّريحة الواضحة ما لا تحتمل!

    ثالثا:
    ما جاء في الآية الكريمة : " ملة أبيكم إبراهيم "
    لو قرأتَ في " التحرير والتنوير " لابن عاشور - رحمه الله - لزال الإشكال عندك إن شاء الله...
    وللشيخ الشعراوي - رحمه الله - توجيهٌ جميل أيضا ، لعلك تقرأه في خواطره بارك الله فيك.

    رابعا:
    آنَ لي أن أقولَ : اللهم قد بلّغتُ...اللهم فاشهد.
    وأتركُ لك الموضوع لتكملَ خاطرتك...
    أسأل الله تعالى أن يغفر لنا جميعا...

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  7. #27
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 58
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.75

    افتراضي

    وقد أجمعت الأمة سلفا وخلفا على أبوة آدم عليه السلام الحقيقية لا المجازية!
    أخي الحبيب الاستاذ عمار الخطيب
    سلام الله عليك ورحمته وبركاته
    انا لم اقل بأبوة آدم المجازية لنا ... كل دعوتي منصبة على وجود خلق انساني بشري آخر قبل آدم عليه السلام والفارق بينهما أن آدم عليه السلام هو أول المكلفين لانه قبل امانة التكليف فمنحه الله تعالى حرية الارادة اي كأني بالامر اراه على شكل صفقة ... بين الله الخالق تعالى وبين المخلوق آدم .
    ماقبل آدم كان الانسان لايعي دوره في استثمار الارض واعمارها ...اي لم يكن مستخلف فيها
    كان يسفك الدماء ويفسد في الارض على حد زعم الملائكة الكرام
    ولربما كانت جنة آدم على الارض كما يزعم بعض المفسرين وان بداية أمرنا تم عندما أمر الله آدم وهداه السبيل على الطاعة وعلى العصيان ... فدخل في تجربة المخالفة لامر الله تعالى ... ثم تاب بعد عصيانه والقصة مشهورة لاحاجة لتكرار سردها ...
    اخي الحبيب
    ولربما كان الانسان معرض على الدوام لخطر تهديد الله تعالى بالاستبدال ولربما استبدله الله بآدم وذريته
    ولربما كان الانسان من (َالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً ) التوبة69
    ِ
    اخي النجيب
    لربما كان ذلك الانسان هو من البشر الذين اصطفى الله تعالى منهم سيدنا آدم كما ورد في قوله تعالى
    (( انَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }آل عمران33
    ايها الحبيب
    لاحظ ان عشرات المرات تكرر فيها مصطلح ( العالمين ) في قرآننا المجيد وهي جمع للجمع عوالم
    ثم ايها الخطيب الحبيب
    من يدري لربما كان الانسان بعد آدم عليه السلام وبعد ان ابتدأت الانسانية بطورها الجديد مع الذي نجاهم الله مع سيدنا نوح عليه السلام كقوم عاد وارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد
    لاندري اكانوا اكثر منا حضارة وتقنية كمن صنعوا الاهرامات ام نحن اليوم اكثر منهم .
    اخي الحبيب الاستاذ عمار
    والله اني شاكر لك حسن صبرك لكل ماأراه ، واستحلفك رب السماوت السبع ورب الارضين ... ان تكمل معي تنقيحك لرؤياي
    انها امانة في عنقك يارجل .... فلا تبتأس مع خليلك ... سألتك الله
    وتقبل بالغ امتناني ... وبانتظار جوابك
    حرسك الله وابقاك

  8. #28
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 60
    المشاركات : 41,193
    المواضيع : 1126
    الردود : 41193
    المعدل اليومي : 5.06

    افتراضي

    الأحبة الكرام جميعا:

    قرأت هذا الموضوع فشدني ما فيه من حوار ورأيت أن أرد عليه بما يوفقني الله مشاركا بموافقة أو بمعارضة تحريا لما أراه من الحق المبين.

    ولعلني بقراءتي للموضوع والردود أجدني أضع محاور النقاش هنا في ستة محاور أساسية سأوجزها ثم أتناولها ببعض تفصيل وهي:
    1- هدف الكاتب ونيته الظاهرة والتوجه في الحوار.
    2- نقاش الحاجة إلى ابتداع الفكر وإلى شطحاته.
    3- اعتماد المرجعية والدليل كأساس للحوار والقناعات.
    4- هل آدم أبو البشر أم أبو الإنسان وهل ثمة فرق بينهما؟
    5- هل تم خلق الإنسان كبداية خلق أم تطورا عن جنس بدائي يسبقه؟
    6- ما هو المقصود بالآية محل التفكر؟؟


    هدف الكاتب من الحوار ونيته الظاهرة:
    لأنني أعرف أخي الخليل منذ حين ولأنني ممن يتابع ما استطاع ما يفيض به من اجتهادات فكرية ورؤى تستحق في الحقيقة الإشادة في العديد منها ، ولما أعرفه عن أخي الخليل من صدق في التوجه وبعد عن التمرد على منهج الحق القويم بل التزام به ومحاولات جادة لفهمه وفق منظومة فكرية واضحة ، ولأن الموضوع هنا فيه ما فيه من حساسية وأهمية كونه يتعلق بأحد ثوابت العقيدة فإنني وجدت أن أبدأ بهذا المحور لأشهد بما أعرف من أن أخي الخليل لا أحسبه يقينا يقصد إلا اجتهاد خير للفهم منطلقا من سعة القرآن ودعوة الله للتفكر في آياته ، ورغبته الصادقة في إيجاد فكر إسلامي مستقل وواع. أنا هنا إذًا أقول بأنني أحسن الظن جدا بأخي الخليل وأتمنى أن يكون النقاش هنا من جميع الأخوة الأفاضل وفق هذا التوجه.


    الحاجة إلى ابتداع الفكر وإلى شطحاته:
    أما الحاجة إلى ابتداع الفكر إسلاميا في تقديري فهو محدود جدا وفي أطر ضيقة وفق ما يستجد على الكون من معطيات خاضعة لمعنى قوله تعالى (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) من حيث أن الكون مقدر على التوسع والتطور في العقل والعلم وفي استيفاء القيم الحقيقية للمنظورات الحسية والمعرفية. وأما لماذا لا نحتاج إلى الابتداع فلأن عقيدة المسلم ومعطيات الواقع المنطقي تؤكد أن الله تعالى وهو الخالق العظيم قد أرسى للأمة المناهج الفكرية التي يمكن أن تتبع فيقول تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً) ولما كان الفكر من مقتضيات الدين - بل هو في تقديري أهم مرتكزات الدين فالفكر عقيدة والعقيدة هي أساس الدين - فهذا وبنص الآية الكريمة من قول الخالق الذي يقول أيضا في كتابه في عدة مواضع تأكيدا لهذا المعنى العظيم (وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) يعتبر بالدلالة القطعية أن المنهج الفكري موجود وثابت وكامل وتام. ويؤكد هذا أيضا ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي) وقوله: (قد تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) وبهذا يتضح أن الأسس الفكرية في عقيدة المسلم راسخة وكاملة وواضحة لمن ألقى السمع وهو شهيد ولا حاجة حقيقية لابتداع فكر ناهيك شطحاته والجنوح في الشطط والخطل.

    هل يعني هذا أن يتوقف العقل المسلم عن التفكير وأن الفكر أمر محرم لا يجوز الاقتراب منه والتعامل معه؟؟ بالقطع لا ، فالتفكر أمر مأمور به بنص آيات كثيرة من كتاب الله الكريم وحالة مندوبة للتدبر والتأمل في استسقاء المعاني والغايات والنظر إليها كدلالات على موثوقية الحق من منهج الدين القويم وليس العكس. التفكر عبادة مطلوبة وتحتاج إلى ارتكاز على أسس المنهج الرباني واستجلاء ما قد يغم على العقل البشري القاصر من الفهم الكافي لإدراك الغايات والمقاصد.
    وأنا هنا أمسك عن الاستفاضة في تناول هذا الأمر بأدلة من الكتاب والسنة لأنني أرى أن الأمر أكبر من أن يختزل في حوار عابر هنا كمقدمة لتناول الموضوع الأهم المطروح. أتمنى أن تتاح لنا فرصة قريبة لتناول هذه القضية بشكل أكثر شمولية وتركيزا في موضوع مستقل.


    اعتماد المرجعية والدليل كأساس للحوار والقناعات:
    لعل من المنطقي أن أي حوار يجب أن يرتضي له مرجعيات ومرتكزات للحكم على سياق النقاش بما يمكن معه أن يتوصل المتحاورون إلى توافق أو اختلاف منطقي لا جدلي. ولعل من الواضح لكل ذي لب بصير أن اختلاف المرجعيات يجعل من الحوار أي حوار غير ذي أرب أو جدوى ولا يصل به مطلقا لنتيجة منطقية.
    ولعلنا بداية وفي مثل هذا الحوار الذي يتناول ما ورد في كتاب الله أن يكون كتاب الله هو المرجعية للحكم والبت في القضايا الخلافية هنا باعتبار أن ما يقوله رب العزة هو الحق الحكيم وهو أعلم كخالق من أي مخلوق. وهنا أتمنى أن يتم اعتماد القرآن وما صح من الحديث مرجعية للحكم كأساس على ما قال البشر قديما وحديثا وليس العكس إذ لا يقبل أن نحكم على معاني القرآن وثبوتية حكمه بما يقول رأي أو بما يشطح به فكر.

    ولعلني أسوق ما قال الحق تعالى في كتابه الكريم بما أراه يحتاج إلى التدبر والتأمل هنا لنرتكز عليه دوما في تناول المعاني القرآنية (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) فإن في هذه الآيات منهج التعاطي الصحيح مع معاني القرآن وقراءاته التي أتفق وأخي خليل على أنها غير محصورة ولا محدودة بل هي منبع دائم للتأمل والتدبر ولكن حتى حين نعتمد القرآن كمرجع للحكم فإن تفسير الآيات يجب أن تخضع لشروط وضوابط التفسير المعتمدة شرعا ، والبعد كل البعد عن اجتهادات التأويل غير المنضبط والشطحات التأملية الباطنية دون ضابط شرعي فهذا هو ما أوقع الكثير من أبناء أمة الإسلام في فرق ضالة أو مخالفة لمنهج الحق الأبلج.

    أما إن أردنا أن نحتكم لغير القرآن كمرجعية في تفسيره فهذا مما يخالف المنطق السليم ولا يصح كمذهب فكري لأن الشك في ثبوتية آياته يجعل الحديث عن تفسيرها محض هراء وعبثية لا توصل العقل للنتيجة المنطقية والمقنعة. ولعل أهم ما أصاب هذا الطرح من مآخذ هو أن أخي الخليل اعتمد تفسير معاني القرآن بأمور وضعية واجتهادات بشرية بما قلب الصورة بشكل ارتبك معه الرأي والسياق.


    هل آدم أبو البشر أم أبو الإنسان وهل ثمة فرق بينهما؟
    ثم لعلني رأيت أن الحوار يدور في التفكر في قضية بشرية آدم أو إنسانيته ولقد رأيت أن الحوار يقول بأن البشر هو جنس بدائي من الإنسان وأن آدم هو أبو الإنسان كما يرى أخي خليل وفي هذا في حد ذاته مغالطة فكرية تتعارض والطرح هنا لأنه إن كان رب العزة قد خلق آدم ليكون أب الإنسان فهذا من باب أولى يجعل البشر الذين يقال بأنهم خلقوا قبل الإنسان ليسوا من ذات الصنف أي أنه لا يمكن جعل هؤلاء من هؤلاء كون أن الله تعالى قد خلق آدم كبداية خلق وليس تعديلا من خلق سابق بدليل قوله تعالى: (وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) وقوله تعالى: (أَوَلا يَذْكُرُ الْأِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً) وبناء عليه فإنه إن تمت القناعة بهذه المغالطة فقد تعتبر وتقدم كدليل دحض لهذا الاجتهاد.

    أما إن كان لا يزال الأمر في ريب وحيرة فلننتقل للإجابة عن سؤال هذه الفقرة وهو هل البشر والإنسان هما أسماء لصنف واحد ومعنى واحد؟؟ الجواب أن نعم. ولننظر إلى معناهما لغة بداية.
    في المحيط: البَشَرُ : [يستوي فيه المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث] الإنسان وأبو البشر، هو آدم.
    وفي الوسيط: (البَشَرُ): الإنسان (الواحد والجمع والمذكر والمؤنث فيه سواء). وقد يُثَنَّى، ويُجمع على أبْشَار.
    وفي القاموس المحيط: (البَشَرُ): محرَّكةً الإنسانُ ذَكَراً أو أُنْثَى واحداً أو جَمْعاً وقَد يُثَنَّى ويُجْمَعُ (أبْشاراً)
    وفي لسان العرب: البَشَر الخلق أو الإنسان ذكرا كان أو أنثى واحدا أو جمعًا وقد يُثنى بشرَين ويجُمَع أَبْشَارًا

    وبهذا فإن لغة العرب تؤكد أن البشر والإنسان هو ذات الشيء لا فرق بينهما إلا بدلالات طفيفة في الاستخدام لا في التصنيف. ولكن لن أكتفي بهذا بل سأورد من كتاب الكريم ما يدل على هذا المعنى يقينا في قوله تعالى:
    (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ)
    (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ)
    (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ)
    (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ)

    فإن فيما سبق من آيات وغيرها كثير يؤكد أن المقصود باللفظتين هو معنى واحد وصنف واحد. وبذا أجد أن أطروحة أن الخلق كان بشرا بلا عقل ثم أصبح إنسانا عاقلا لا وجود لها في الفهم الحقيقي للقرآن الكريم.


    هل تم خلق الإنسان كبداية خلق أم تطورا عن جنس بدائي يسبقه؟
    أوافق يقينا بأن الله قد خلق الكون بكل ما فيه من نبات ودواب وهوام وسخر كل ذلك لخدمة الإنسان باعتباره الخليفة في الأرض وباعتبار أفضليته عند الخالق تعالى باعتبار ما أمر به الجن والملائكة وهي المخلوقات التي سبقت خلق آدم من السجود له وباعتبار النفخ من روح الله في مخلوقه البشري وباعتبار استخلافه في الأرض. وأجدني هنا أكاد أجزم بما بلغني من علم ومعرفة في أمور شتى أن الإنسان هو آخر ما خلق الله في الأرض وأن الله تعالى قد خلق كل المخلوقات على هيئتها وصورتها بداية لا كما تدعي نظرية التطور هذه من تحول الخلية الأميبية إلى كل هذه المخلوقات وفي هذا القول ما فيه مما يخالف الإيمان الحقيقي بعظمة الخالق وقدرته وكأنه جل وتنزه عاجز على أن يخلق هذا الكون وأمثاله معه بأمر كن فيكون وأنه ربما كان بحاجة إلى العوامل الجيولوجية والتقلبات الزمنية وغير هذا وهذا للحق هراء لا يجدر بعاقل أن يلتفت إليه. إن الله خلق كل مخلوق في هذا الكون على صورته وهيئته وما مزاعم ما يقدم هؤلاء إلا مرود عليها علميا وتاريخيا ومحاولة خلط السم بالدسم أمر يجب أن ننبه له. وأما الحفريات وتشابه الكائنات فهي لا تدل إلا على عكس ما يدعون فهي إنما تؤكد على أن الخالق واحد وأنه تعالى من القدرة المطلقة أن يخلق ذات الشبه بتباين الطباع كخلق الذئب والكلب هذا يفتك بالقطيع وهذا يحرسه ، أو باختلاف الشبه وتشابه الطباع كخلق البقر والحمر هذا لا يشبه هذا ولكنهما يرعيان ذات الكلأ ويتصرفان بذات الأسلوب. ويجدر أن أذكر في هذا السياق أن هناك كائنات انقرضت لأسباب شاءها الخالق تعالى ولا تعنى أنها تحولت إلى مخلوقات أخرى.

    ولندع هذا الأمر الذي لا أراه يستحق عناء الخوض فيه لننتقل إلى ما طرح هنا من أن الإنسان لم يخلق بداية ليكون الرد من آيات الكتاب الكريم نفسه. ونبدأ من قول الله تعالى : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) فهنا نستطيع أن ندرك أن الله تعالى قد أخبر ملائكته بما يريد من خلق جديد ثم استمر سياق الآيات ليتحدث عن آدم وتعليمه السماء وسجود الملائكة له إقرارا بالأفضلية له عند الله تعالى ، آدم هذا الخليفة في الأرض غير الوجود فيها بعد لأنه بساطة لما يخلق ، ثم حين خلق كان الحديث عن العيش في الجنة ثم المعصية وكشف العورات والخصف وغيرها ثم الهبوط إلى الأرض بأمر الله تعالى. إن أية محاولة للقول بأن الإنسان تطور عن جنس يسبقه هو في حقيقته كفر بالكتاب وبالله لأنه سيطعن مباشرة في قول الله تعالى وفي كل الآيات التي تؤكد غير هذا الزعم.
    ثم نأتي إلى الآية القاطعة بوضوحها وحكمها في أن خلق آدم كبشر وإنسان إنما كان بداية خلق لصنفه وليس ارتقاء من صنف آخر بقوله تعالى: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْأِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) ، فهنا أحكم الرحمن هذه الآية ليبين أنه "بدأ" خلق الإنسان من طين ، وبربطها مع الآيات الكثيرة التي تتحدث عن خلق الإنسان أو البشر من طين ومن حمأ مسنون وتسوية الله له ونفخ الروح والحياة في الجنة والمعصية والهبوط منها بدلالة قطعية على أن البشرية خلقت ابتداء ولم تتسلسل من مخلوقات أخرى.
    ثم لو تأملنا قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) فهو أيضا يدل على أن الإنسان خلق حسن الهيئة شكلا وتام المنطق عقلا بوصف الله له بأن خلقه كان في أحسن تقويم وبه وبالعقل من حيث الابتداء تم تكليف البشر وجعلهم خلائف في الأرض.

    أما أمر السنين وعددها فالله وحده يعلم عدد السنين والحساب منذ الخلق ولا أعتقد أن هناك من يستطيع أن يجزم بأية حال بموعد بدء الخلق ولا بموعد نهايته ، ولا يمكن لعقل المرء أن يستوعب الحسابات التي يقوم عليها خلق الكون من حيث الزمن والمسافة ، ولعلني أذكر بالكثير من الآيات التي تتحدث بهذا وبأن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ، وكذا أعمار من عاشوا قبلنا وأيامهم ثم الأحاديث الواردة في أمر نهاية الزمان وكيف يمكن ليوم أن يكون كسنة ويوم كشهر ... إلخ.
    وعليه فإن الاعتماد على اجتهادات المخلوق غير الدقيقة وغير المحكمة وترك آيات الخالق المحكمة وهو أحكم الحاكمين وهو العليم الخبير فهي من باب المغالطة في الحكم بتقديري وتحتاج لإعادة تأمل وتدبر فلا ينبئك بمثل هذا مثل خبير خلق الكون كله وعلم بدايته ومنتهاه.


    ما هو المقصود بالآية محل التفكر؟؟
    ونأتي هنا وبعد كل هذه المقدمات للرد على ما يراه الخليل في هذه الآية التي أوردها من تدبر وتأمل وربط بين قيم وضعية واجتهادات بشرية لأقول بأن المعنى لا يمكن هنا أن يتم ابتساره في أية يتبعها سياق يوضح معناها. تقول الآيات من بداية سورة الإنسان: (هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً () إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً () إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)
    الآيات هنا تتسق في معنى يتحدث عن الإنسان الفرد كأساس وليس الإنسان الجنس بمعنى أن الله سبحانه وتعالى يذكر كل فرد من بني البشر بأنهم خلقوا وأصبحوا شيئا بعد أن كانوا لا ذكر لهم ولا ركز فما كان سيكون لأحد منا ذكر لولا أن من الله عليه بأن خلقه بعد أن كان في الدهر قبل الخلق لا شيء ولا ذكر. ثم إن كان الخطاب للجنس البشري فهو أيضا يتحدث عن خلقه الذي تحدثنا عنه من العدم فلم يكن له أثر ولا ذكر في المخلوقات ، وهذه النقطة هنا هي دليل نقض لزعم التطور لا دليل إثبات. فالإنسان كما يذكر هنا خلق ولم يكن قبل خلقه شيئا مذكورا ، والذكر لا يكون فقط لدخول التاريخ ولا دلالة حضارة وتطور بل دلالة وجود وكينونة وإلا لو طبقنا هذا المفهوم فإننا نلغي بهذا المنطق وببساطة كل المخلوقات التي لا يفتأ يذكرها أصحاب نظرية التطور وينادون بها ، ولأمكن حتى في وقتنا الحاضر أن ننفي صفة الذكر عن كل المخلوقات التي تملأ الكون لأنها لما تصل لمرحلة العقل والفهم والتكليف فلا يكون هناك حشرات ولا طفيليات ولا بهائم ولا هوام ولا وحوش ، فهل هذا من العقل؟؟

    ثم لعلنا نتذكر أن الله تعالى ذكر في كتابه الكريم قضية أن الإنسان لم يكن شيئا ولم يكون شيئا مذكورا في أكثر من مواضع أسوق منها هنا:
    (قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئا)
    (أَوَلا يَذْكُرُ الْأِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً)
    وفي كل آية من هذه الآيات معنى أراده الله تعالى يدور حول تذكير الإنسان الذي يصيبه الكبر فيعرض عن الذكر بأنه خلق من العدم وأن الله قادر على أن يستبدل أقواما غيرنا ثم لا يكونوا أمثالنا ، وإنما هو عظة وحث على التزام نهج الحق وعبادة الخالق العظيم ، وأما ما قد نجد فيه من المعاني الأخرى فهي متاحة وفق ضوتبطها كما أسلفنا وأؤكد من جديد على المعنى الذي يمكن أن نفهمه من ألآية محل الحوار بدلالة نقض للزعم لا إثبات له.


    وأخيرا فإني مع تفعيل دور الفكر والرقي به في إعادة صياغة وجدان الأمة وأخي خليل خير من يعرف هذا ولكني بالقطع لست ممن يدعو للفكر من أجل الفكر أو الفكر من أجل النكر فهذا يدخلنا في متاهة الفلسفة المجردة غير ذات الأرب إلا من وساوس شياطين الإنس والجن أعاذنا الله منها جميعا.


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #29
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 58
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.75

    افتراضي

    لاتخلوا رؤيتك من وجاهة .... شاعرنا السامق ... وسمير قلوبنا

    واحمد الله تعالى انك هنا بين بين سطوري ...

    في البدء ... انا لاأفرق بين الانسان والبشر بل واكثر من هذا ... اعتقد انني لست من ابناء آدم عليه السلام بل من ابناء نوح عليه السلام ، ألم تبدأ الخليقة للمرة الثانية معه عليه السلام ؟

    ولان الرد كان منهجيا ً ومنظما ً بشكله التسلسلي المنطقي فسأضع لكل نقطة اثرتها ايها السمير لقلوبنا ردا ً منفصلا ً

    الى ذلك الحين ..... حرسك الله وابقاك صوتا ً ناصحا ً لي من زللي


    بوركتم

  10. #30
    الصورة الرمزية عمار الخطيب طالب علم
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 138
    المواضيع : 9
    الردود : 138
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    جزاك الله خيرا أخي سمير على هذا الردّ الجميل...
    وكنتُ حين قرأتُ طلب الأخ خليل بعدم الرحيل والاستمرار في الحوار...قد أزمعتُ أن أكتبَ ردا علميا
    مطوّلا يكون مسك الختام!
    لكني وجدتُ في ردك المسك الذي أحبّ...بارك الله فيك.

    ---------------------------------------

    أولا :
    الدكتور عبد الصبور شاهين - حفظه الله - هو مَنْ فرّق بين البشر والانسان...وليس الأخ خليل.
    والتفريق بين البشر والانسان من وجهة نظر بيانية أمرٌ مقبول ، وقد كُتِبَتْ دراسة حول هذا
    الموضوع... وهي للدكتورة المعروفة بــ " بنت الشاطئ "...
    لكن تفريق الدكتورة تفريق بلاغي دقيق لا علاقة له بالتفريق العلميّ الذي قال به الدكتور عبد الصبور
    شاهين - حفظه الله تعالى -.
    وقد خرجتْ - كما ذكرتُ سابقا - ردودٌ كثيرة على الدكتور عبد الصبور - وفقه الله - تفنّد ما أتى
    به...


    ثانيا :
    حوارنا مع الأستاذ خليل يدور حول مسألة واحدة انقسَمَتْ إلى عدة نقاط :

    الأولى :
    امتداد السلسلة البشرية إلى ما قبل آدم عليه السلام.

    هذا القول يخالف صريح الكتاب والسنة...ويخالف ما أجمعت عليه الأمة.

    أما مسألة أن قول الملائكة " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " دليلٌ على وجود خلق
    بشري ؛ فهذا غير صحيح...والجواب من عدة وجوه :

    - القياسُ على حياة سابقة :
    والله سبحانه وتعالى يقول : " والجانّ خلقناه من قبل من نار السموم "
    (سورة الحجر ، آية رقم : 27)
    - أو أنه علمٌ عَلِموه : " قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم "
    (سورة البقرة ، آية رقم 30)
    - أو أن ّ " السفك والإفساد " وصفٌ لكائنات - ليست من جنس البشر - سكنت الأرض قبل آدم
    عليه السلام...
    - ثم كيف يمكنُ أن يكونَ سفك الدماء والإفساد دليلا على وجود خلق إنساني أو بشري قبل آدم
    عليه السلام!
    الآية لم تصرّح بأن الفاعل هو الإنسان!


    الثانية :
    الاصطفاء...بمعنى أنّ آدم - عليه السلام - لم يكن الأول من نوعه بل كان أول المكلّفين!
    ولا أدري ما علاقة الاصطفاء بما يقوله الأستاذ خليل!

    يقول الشيخ الشعراوي - رحمه الله - :
    " عندما يسمع الإنسان قول الحق: { إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ } فقد يتساءل عن معناها، ذلك أن من اصطفاء الله لآدم تأتي إلى الذهن بمعنى " خصه " بنفسه أو أخذه صفوة من غيره، فكيف كان اصطفاء آدم، ولم يكن هناك أحد من قبله، أو معه لأنه الخلق الأول؟ إننا يمكن أن نعرف بالعقل العادي أن اصطفاء الله لنوح عليه السلام؛ كان اصطفاء من بشر موجودين، وكذلك اصطفاء إبراهيم خليل الرحمن وبقية الأنبياء.
    إذن، فكيف كان اصطفاء آدم؟ إن معنى { ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ } - كما قلنا - تعني أن الله قد اختاره أو أن " المصطفى عليه " يأتي منه ومن ذريته. نعم وقد جاء المصطفى عليه من ذريته، وهذا المعنى يصلح، والمعنى السابق عليه يصلح أيضا " اهـ


    الثالثة:
    الفهم والتصور (الخليلي) للآية الكريمة...(الآية الأولى من سورة الإنسان).

    وهنا أحب أن أنبّه على نقطة مهمة جدا وهي :
    أنّ الحفاظ على سياق الآيات الورادة في موضوع واحد...من أهم الأمور التي ينبغي مراعاتها
    عند أهل التفسير...

    وأجد أن أخي سمير أجاد في عرض هذه النقطة كما أجاد في غيرها...جزاه الله خيرا.

    ولعلي آتيك بردّ مطوّل في وقتٍ آخر...إن سمح لي وقتي!
    والله المستعان.

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ما يجب أن يراعيه معرب القرآن .. من "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 29-10-2010, 05:20 PM
  2. القرآن يا أمة القرآن
    بواسطة حسنية تدركيت في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-05-2009, 02:27 PM
  3. القرآن كما قرأتـــــُـــــــه ... 2
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 21-08-2008, 02:49 PM
  4. فضائل سور القرآن الكريم كما حققها الألباني/منقول
    بواسطة قلب الليل في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 28-06-2006, 09:27 PM
  5. فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -....!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 14-11-2005, 07:01 AM