أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: أمل للقاء...!!!!!!

  1. #1
    الصورة الرمزية ابراهيم الوراق قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2006
    العمر : 51
    المشاركات : 158
    المواضيع : 38
    الردود : 158
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي أمل للقاء...!!!!!!

    ينتقل بين هذه الأشجار المتناغية، يستظل مرة بالخضراء، وباليابسة مرة أخرى...... يولول في لب لبه بعشرات الأفكار التي يقرؤها من لحظاته البئيسة......
    إنه أحس بإحساس غريب يراوده......عدمية....عبثية....فو ضى.... يبدو لنفسه وكأنه غريب الخلقة في هذا العالم مشوه، مشلول، ممجوج، يعيش الوحدة، ويعاني العزلة
    فكر في قناعاته الأولى التي غنى بها بين الناس حتى سموه الزمن الوجودي وجود....جدوى....نظام.... استذكر لحظات جميلة في حياته مرت كطيف سارح.....كانت بحق جميلة، ويالتها استمرت، أو عادت كما كانت، وعناد يصر عليه بأن يعايش الوجود كما هو بدون ترتيب......
    هكذا تناغمت أفكاره قديما، وهكذا تعرف على الحياة في وجهها المقنع، وحين اكتوته عضات الألم، واعتصرته قدمات الحزن، وأترحته سرحات الفكر، أدرك أن القيد على عقله كان محكما، وان التاريخ كان شخصا كاذبا...!!!!
    لم يدر كيف يوفق بين ما يراه حقيقة، وما يخاله خيالا، بل لم يستطع أن يوجد خطا يربط بين ما يحلم به، وما يراه واقعا في جملة قراراته.... تنصل من فكره ليسأل نفسه، أهل سمعتني حين عقدت معها موعد الحضور هنا....؟؟؟؟؟
    ربما لم تسمعني... أم ربما سمعتني ولم تبال بوعدي...!!!! أم تأخرت بها الحافلة....أم أصيبت بمكروه....!!!! ربما أصرت على عدم الحضور، وتأبت أن تظهر على حقيقتها.... ربما لم تحضر لكونها آمنت بأنني لست أهلا لذلك الشموخ من الجمال.....
    إنها استفسارات تنطلق من عالم الفوضى والتشظي، وتنتهي إلى مدارات الروح والنفس، وأنا بينهما مصعوق تنهشني لحظات البؤس، كليم توخزني بثور السؤال المحرج..... كلمات حبلى بالعاطفة، بالأحاسيس.....بالخداع.... بالكذب....
    وتنتهي آخر الكلمات على مرقد الآهات...... ياويلها..!!! إنها عنيدة....ملحاحة، لا تهتم بما ينثر من كلام في حقها..... ولا توقفها زفرات الناس الصاعدة من أجلها.....
    استلطفتها بعذيب استغاثاتي، واستجدي ندي غرورها بندباتي....!!!! وهي واقفة على ضفاف العناد...... وأنا أسبح في بحر مضطرب المزاج....
    بئيس يعيش على دريهمات يحصدها بكد قبيح في مسيرة الحياة.... ينافق...يداجي.. من أجل لقيمات يتزود بها في غاب مزفت إسمه الحياة....!!!!!!!
    .يرسل عبارات المدح والامتنان، ويرخي عنان لسانه لذكر المحاسن ، ويصابر على شتم الأجراء والزبائن ......
    يقول في عمق باطنه:
    لن تضيع مني فرصة العمل، وإن اقتضى الحال أن أودع مزعة الروح المودعة في الكيان، أو أن أساكن الجن المرابطين في هذا المكان..!!!!!
    لن أسمح لنفسي بأن تتطاول بغرورها على كسيرات الخبز التي تحن إليها روحي في أمواج الاضطرابات النفسية والخوف من المستقبل...!!!!
    لن أفقد هذه السويعات التي أعيش فيها حرا بعيدا عن تجسس الزوجة، ومراقبة المجتمع....
    سأبقى متضرعا بعباراتي..... بجميع مفردات الحب عندي.... بكل ما أطيق من أساليب الخداع....لذلك الوحش الكاسر الذي قدر لي أن أكون أجيرا عنده...!!!!
    سأبقى أكتب له رسما بديعا بريشة المديح كل ما طفق ينادي بفنجان قهوة......أو يرسلني لإيصال الرسائل إلى البريد.....أو يطالبني بإيصال زوجته إلى الحمام....
    وحين أراه صباحا سأقول له: صباح الخير سيدي...!!!! وفي المساء وأنا أنتظر خروجه من الباب الخلفي لأودعه بإشارة يدي، وأدندن له بكلمات الوداع ....ليلة سعيدة سيدي، تصبح على خير.... وأنا أشتمه بملايين الشتائم، وأحمل له حقدا على غناه....!!!!!!! وانتقاما من فقري وضياعي....
    هكذا تعلمت من أبي وهو يوصيني بأن لا أفشل في عراك الرزق، وهكذا رضعت من أمي، وهي توفر لي وقتا طويلا تغدوني فيها بنصائحها الخانعة....
    أبي وأمي علتان في وجودي حقيقة.... سببان في تعلمي لغة المجاز بامتياز.... أبي وأمي صيراني قينا مصفدا في مداس الجبابرة.... عبدا يجلله الصغار بين يدي الطغاة...
    هكذا فكر، وهو شارد الذهن، وعيناه مشدوهتان، وشفتاه منتفختان، وقطرات العرق ترتشح على أنفه، وجسمه يرفض مرتعدا، وهو يقول: ذميم، لا يليق به أن يحيى.....
    ......لم يهمل تسريح نظره في أبهاء المكان، واقتطاف صور لما يتراءى بين عينيه وإن كان ضبابا..... تمنى أن يظفر بها تتهادى بين هذه الأشجار.....تسمرت عيناه على مورد الماء.....سمع خريرا طفيفا يخب نحو البركة الموجودة إلى جانب الوادي، نظر إلى سطحها فرأى أشعة الشمس تتراقص على بهائها....بصق فيها غضبا واختناقا....بدت له فقاعات تنفجر كقناعاته واحدة تلو الأخرى....
    أحس بحنق في صدره، وصداع في رأسه، فتراءت له صورته متماهية في عُلويتها تنفجر كالبركان.... تخرج منها حمامة بيضاء.... تعاند سواد الأفق، وظلمة الحياة......
    نظر إلى هذه الأفكار المستلة من جوانحه، شعور بالرغبة في الحياة.... بالموقف الصائب.... بالفعل المتزن....... تاهت كبرى أحلامه، وأصيبت بالجنون آراؤه، وانهزمت كل القيم بين عينيه.... اختنقت أنفاسه حين رأى ذلك غيبوبة لا تمسح دموع الألم الذي يبدد أحلامه، ويهدد آماله.... رأى مستحسنات الأمس فبائح اليوم، وأفكار النضال خدعة البارحة، وأكاذيب اليوم..... فقال في نزوح الروح على جودي المعرفة: يعجبني أن أبقى كما أنا....بدون أن تهذبني القيود، يعجبني أن أراها في إزار شفاف يدغدغ مشاعري، فاشتم عطرها الريان، لكن عطر المرأة وخز لكبرياء الرجل....!!!! ولهب لعقل الغافل...... يعجبني أن أسميها كيماء روحي...جزءا من ذاتي المنفصلة عني زمانا ومكانا...كونا سحريا يخلب لبي، مبطنا بألوان النرجس.....فمنذ صباي وأنا أتذكره، في ليلة الدم، ونهار الدم، وتيمات الفرح تنحاز الى مملكتي، تتسلل كالشبح إلى دولتي، أبقى بصمته على حائط تفكيري....معجزة تنادمت بها الرسل في قبو تنبؤاتي، دروب باطنية دائما أتوله بها....ألامسها وكأنني أحس بأنني آنست قلبي من وراء الجدار....وحين أراها..... أظنها زلزلة تهدني، تربض بكياني، تستشيط أسئلتي غضبا، فيجيب العقل، فتختلط الأرقام بين الإلزام والالتزام، وتضيع مئات الصرخات بين ملايين البشر المنادين بالحرية......
    تطفو...تتألق .... لكنني خشيت من ثورته، فأركب موجة الغرر....وأنا صاح، وهو يتذكرني في لحظات مسيره، في مجامع أيامه، في المسابح البلدية، في الحمامات، على رمال الشواطئ، على الكثبان الحارة، لم تستطع السنون طمسه، ولم تأت الأحداث على إزالة رسمه، هو شوقي، وأنا مازلت أشلاء أسائل نفسي كيف ينكتم الجرح في فؤادي.....
    أعب العطر في شراهة.... يثير عندي شهوة.... ألمسها في نسائمه....في تصاريف القدر.... يستفزني في دائرة الحلم....يدغدغني في بورصة الأحاسيس....
    ياله من صريع مصعوق..!!!! أذابته مواعظ الكاهن....وذللته كاسات الخان....كلام جميل يتدلى في حانة الروح.... سباحة في إهاب الجسد.... يمسك بجسمها اللدن..... يعتصرها بقبضة في حضنه.... يغرس في جسمها بذور النشوة....حقل خصيب توانت عليه الآلام.....ورياح تشم بالبوار.......وهنا بارحت المكان... فعلمت أن اللقاء كان أملا......

  2. #2
    الصورة الرمزية مروة عبدالله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 3,215
    المواضيع : 74
    الردود : 3215
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    الأديب .. إبراهيم الــــوراق

    فقط عرفت الآن في هذه اللحظة كيف يمكن للكلمات أن

    تخون إحساس من يريد أن يسطرها

    وعرفت كيف يجف الحبر في زجاجة المشاعر المتدفقة !!

    وكيف ترتجف الأصابع وهي ممسكة سلاح القلم على ساحة الورق

    حيث استشهدت المعاني والألفاظ

    في لحظة هجوع الأنام

    فهذه هى الحياة ويجب أن نتقبلها كما هى

    سعدت بمرورى هنا

    تقديرى العميق لك

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي أمل للقاء

    الوراق..
    فعلا هي كيمياء الروح ما سطرته انت هنا..
    روح تشكلت من عناصر شتى..
    مشاعر واحاسيس..
    نشوة واختراق..
    جنون وصدق..
    وعظ وتمرد..
    حياة ولاحياة..
    دوامة وتيه..
    وضوح وراحة..
    روح تلاحمت العناصر فيها وتشكلت في النهاية
    في جسد يسعى..
    والجسد في اتون مغارات الروح اداة مسلوب الارادة..
    اذا كانت الحياة هنا فلاتكن انت هناك..
    اي الحياة في ذاتك الداخلية وقانون كمالها ،
    فاذا استطعت ان تخرج للارض معنى سماويا من ذاتك ،
    فهذا هو الجديد دائما في الانسانية،
    وانت بذلك عائش في القريب من الروح وانت به شيء سماوي،
    واذا لم تستطع وعشت في دمك واعصابك فهذا القديم في الحيوانية،
    وانت بذلك عائش في البعيد البعيد من النفس وانت به شيء ارضي كالحجر والتراب.
    وهنا يكمن ابداع الرؤية..
    في كيفية اللقاء..
    وكيفية غرس الامل به
    العودة عودة الروح الانسانية للصفاء
    الوراق
    ابداع اخر تسطره انت
    محبتي لك
    جوتيار

  4. #4
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 396
    المواضيع : 3
    الردود : 396
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    نص مسبوك باحرف من ذهب
    قوي وذا هدف

    مودتي

المواضيع المتشابهه

  1. دعوة للقاء بمصرنا العزيزة احتفالا بزيارة كريمة وشوقا لرؤية مرتجاة.
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى أَخْبَارٌ وَإعْلانَاتٌ
    مشاركات: 84
    آخر مشاركة: 08-08-2009, 12:04 PM
  2. الكلمة الافتتاحية للقاء الخامس بمصر
    بواسطة مأمون المغازي في المنتدى فَرْعُ جمْهُورِيَّةِ مِصْرَ العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 17-08-2007, 03:21 PM
  3. تسجيل حضور للقاء 3/5 فرع مصر
    بواسطة د. فوزى أبو دنيا في المنتدى فَرْعُ جمْهُورِيَّةِ مِصْرَ العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-05-2007, 01:13 PM
  4. بغداد.. أمل المستقبل
    بواسطة نبيل شبيب في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 10-09-2004, 05:19 AM
  5. "" دعوه للقاء هام يوم الثلاثاء...""
    بواسطة hedaya في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-09-2004, 05:35 AM