بـــــــاب امتهـــــن حراســــــــــتي
كان ثمة اصرار مني على مواجهة حياة محفوفة بالمخاطر..مخلوطة بماء النار ..
حياة ليست بحاجة ان تختلط بإضافة محلول اخر..
حياة استكفت بما تخبأه لي فهو حارق على جميع الاحتمالات..
ثمة خطر آخر كان يتوارى خلف ستائر الحقيقة; ان اعود من حيث بدأت...
حتى اخلي المكان لساكن جديد..إنْ أتى..
خائفة كنت دائم على نفسي مني..كنت بحاجة الى باب يمتهن حراسة ممتلكاتي الخاصة..
حتى اتمكن من ان اعيش التجربة الجديدة بدون ضغوط قد احاط بها ودون ان أتعثر بمن قد يلف رأسي
محتملة جميع الأضرار والخسائر وحدي....
جازفت..وبصدق النية..لان قلبي الذي ما زال متيما أصر ان يخوض الموقف بكل عناصر الاذعان لرغباتي ..
اعتمدت على شجاعة قلبي الضعيف ليقف أسدا جسورا امام المحاذير!!
لكنه كالعادة خذلني..فلم اعد به سالما
الا وغبار التجربة قد أصابه بمسحة من ضباب القهر..
وشهقة الاستسلام..للواقع المرير..
أعاد القهر انسانيتي الى طبيعة طفلة ..أخذوا جُلَّ أفراحها..
فقط ، حدسي من بعيد كالصدى المدوي كان يحذرني ..
كان ينبهني لاكتشاف صدق نية الاخر..
من شفقة علي..من مجاراتي باحتواء مشاعري و دموعي..
كي لا أغفل عن زلة لسان قد توقعني في محظور الاستسلام
كانت حكمته محبوكة..بشكل لا يضارعه في حبكها نساج ماهر..
وكنت اومن بحكمته تلك او كنت ادعي التصديق حنى لا اقر بفشلي..
رياح التوجس كانت تلازمني ..لمَ لا أخترل الطريق؟..لِمَ لا أترك العنان لجوادي
يجري بي بالرغم من رياح النهاية التي كانت تقف لي بالمرصاد كما اعتدتها دائما..
قررت ان أرسم دائرة أحوم داخلها بتيقظ تام.، لاحرس نفسي ، فقد تدنوا مني
خطوات اخرى غير مرغوب بها ، ولتدور بي الدوائر الى حيث لا نهاية..
صخرة اخري من صخور الحقيقة عرقلت مسيرتي ...
عثرة في طريق منتهى الحلم..
دحرجتها بطرف قدمي ...
حاولت زحزتها مرارا..
كانت اقوى من قدراتي وإمكاناتي..
ثبتت وتجذرت في موطئ قدمي..ونصبت لي فخاخ الصمت ..
وبين صمته وصمتي خسر كلانا الجولة..فالتجم جوادي في منتصف الطريق...
لم أتأوه من الفجيعة... ولكني بكيت اعتيادي هذا الشقاء ..
فهل عقد الشقاء قرانه علي؟
هل هو مكتوب على ؟ هل كتبه القدر على جبيني
وجدت نفسي اقيس الطريق غدوا ورواحا وكم الكآبة وخيبة الامل من خلفي ينعياني ؟
أمقضي علي بسبب جينات الحظ العاثر التي تسكن خلايا جسدي
والتي تلازمني كقرين ان اخسر المحاولة بتلك السرعة؟
أم انني بدأت متأخرة..بعد منتصف العمر..حيث ترفض الطريق ان تقل أمثالي الى مقر السعادة..
طريق العودة اوشك على النهاية ..
بمقدوري ان أمشيه هونا او أمشيه سراعا ..فلا يهم..فالخسارة اضحت حتمية..
ان تصرعني الطريق في منتصفها خيرا من ان تصرعني في بداياتها ، خيرا من ان تصرعني في نهاياتها..
على الاقل هي اذاقتني مرارة العبور..وكفى...وليبكيني عند جثتي من يبكيني ..لصق فانوس منطفئ ، او قرب غفوة صخرة..فالبكاء يغرق في الشفاه ..لكن ماءه يجف بعد حين..لأعود وابقى في احتراق...خلف باب امتهن حراستي...
لميس الامام