" أعتقد أنه ليس علي القاص أو الشاعر مطلقاً ، أن يقدم أية تفسيرات لعمله ، فالنص بمثابة آلة تخيلية لإثارة عمليات التفسير وعندما يكون هناك تساؤل بخصوص نص ما ، فمن غير المناسب التوجه به إلي المؤلف "
ـ حكايات عن إساءة الفهم " أمبرتوا إيكوا "إصدرات الهيئة العامة لقصور الثقافة ـ مصر ـ 2006 ـ
عندما ينقل المتلقي النص إلي عقله بوسائل إدراكه يقارنه بما لديه من نصوص مخزونه المعرفي ، يقارن الفكرة بالفكرة والمغزى والهدف ويشرح ويفسر ويستنطق النص ويبحث عن المسكوت عنه بين السطور وقصة المبدعة صابرين الصباغ " حفيف مدوي "
الفكرة فيها تدور بين عطاء الشجرة والزوجة الأم { عدت إلى الشجرة بجزئها المبتور ملطخا بدماء وأنا أبكي جزئي المفقود }، فالأخذ منهن عنوة يحدث نزف الألم فالشجرة وغصنها في النص تعادل الأم وابنها ، لا تبوح الشجرة وحفيف أغصانها المدوي موسيقي تصويرية للصمت وألأم التي تعاني فحفيف ألامها المدوي بداخلها استكانة صبر، والكاتبة اختارت لفكرتها معادل موضوع لتعبر به عن التجربة ، فسيور جلد المطاط وفرع الشجرة المتشعب من طرفه{ يمسك بفرع الشجرة القوي الذي ينقسم إلى فرعين في طرفه .. } يكون آداه لصيد الطيور يستخدمها العامة في الريف المصري ومن قديم الزمان كان مقلاع الصيد الذي يقذف به الحصى لصيد الطيور وهو ذاته المقلاع الذي قتل به داود عليه وعلي نبينا السلام طالوت برمية حجر استقرت بين عينيه وهذا المقلاع مازال يستخدمه أبطال الانتفاضة في فلسطين أو ما نطلق عليهم أطفال الحجارة ، ثم تطور إلي النبل ذات الأوتار الجلدية قاذف السهام ،أما " النبلة " هي من ابتكار الصبية ، نوع بدائي يصنع من سيور المطاط وفرع شجرة متشعب من أطرافه ، فرع من نبات قوي ومرن في نفس الوقت لصيد العصافير { اقترب مني وجدته وقد انتفخت معدة جيبه بطعام خفى لا أراه ..} والحصى الذي ملأ معدة جيبه هو مسبب ألام العصافير
والعلاقة بين فقد الابن وفقد فرع الشجرة دونما إرادة من كليهما هو العامل المشترك للحزن والشجن { ذهبت ناحية الشجرة وجدتها حزينة باكية ، ربت عليها وقلت لها سامحيه إنه طفل ولم يعِ ما فعله بك فكم يظل موجعاً موت جزء حي تعيشينه .}
كل قراءة احتمال وتفتح علي قراءة أخري
خالص تقديري واحترامي