جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــ
من " بركات " العراق الجديد
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ

صفاقة ايرانية ــ لها اخوات كثيرات مذ حل ّ (عراقيو ايران ) حكّاما في العراق المحتل الجديد بالتزامن مع إلإحتلال الأمريكي متعدد الأهداف والولاءات ــ تلك التي صدرت عن المدعو نائب وزير الخارجية ( عباس عرقجي ) الذي عرض تعاون البيت الأسود الأيراني مع البيت الأبيض الأمريكي لتحقيق : ( إنسحاب امريكي ينقذ ماء وجه ) خلا من الماء اصلا على ايادي الوطنيين العرب العراقيين !! إذ نقلت صحيفة ( الفايننشيال تايمز ) البريطانية عن هذا ( الوالي الصغير ) للعراق فلسفته الثورية الإسلامية العجيبة لإنقاذ اميركا من وحول العراق الوطنية في قوله : ( فلنعمل على تفادي إنسحاب كارثي .. نعم .. الإنسحاب الفوري قد يؤدي الى فوضى .. حرب اهلية !! .. العراق حلقة مفرغة .. هناك قوات اجنبية تبرر وجودها تحت ذريعة الحرب على الإرهاب وهناك إرهابيون ــ !! ــ يزعمون أنهم يقاتلون المحتلين ) !! .

واضحة هي صفاقة هذا ( العرقجي ) على اكثر من جناح مسموم ، اولها انه يفترض قيام حرب اهلية وهو يعرف ان فرق الموت العاملة تحت الغطاء الأمريكي هي ايرانية في معظمها وواجبها تقسيم العراق الى طوائف سياسية وتدمير ظاهرة الإحترام المذهبي التي تميز بها العراق لقرون طويلة وماعاد لأيران حصة فيها حتى تسلل قراصنتها مع دبابات ( عميد الأغبياء في العالم ) ، وثانيها انه يرى نفسه ( فاعلا ) في المستقبل العراقي و ( قادرا ) على المتاجرة به والعراقيون الشرفاء يرون عكس ذلك حالما تغادر قوات الإحتلال الأجنبية ، وثالثها واكثرها صفاقة وسمّية حقود هي انه يوصّف المقاومة العراقية الوطنية على انها ( ارهابية ) لمجرد انها عربية خالصة لم تدس رأسها عند مؤخرة واحد من آل البيتين الأسود الأيراني او الأبيض الأمريكي .

* * *

النائب الكردي ( محمود عثمان ) ، وهو واحد ممن وقعوا على صك تفكيك العراق وتجزئته في قرار المحاصصة الطائفية والعرقية ايام ( بريمر ) ، ( تحمد ) له بعض تصريحاته الفاقعة اللاذعة ، ومنها وصفه لولي نعمته ( بريمر ) بأنه : ( وسخ ) !! ــ ولكن بعد ان غادر الأخير العراق طبعا ــ : لأنه قدم للزعماء الأكراد رشوة نقدية من اموال العراق المجمدة في اميركا بلغت اكثر من مليار دولار نقدا ( كاش ) ، لم ينل ( محمود ) منها شيئا كما يبدو فنال ( بريمر ) من ( محموده ) القديم هذا اللقب الذي يناقض وجهة نظر فخامات تجار الحروب الأكراد ممن يرون في ( بريمر ) وامثاله ( محرّرين وثوريين ) جدد اسسوا لمملكة كردستان العظمى من القطب الشمالي الى جنوب بحر العرب .

وكانت آخر طلعات ( محمود عثمان ) ، ومن الواضح انه حسود وغيّار ، وصفه لزيارة ( ديك تشيني ) المفاجئة للعراق وحكومة الإحتلال العراقية بأنها : ( سخيفة ) !! مع ان ( مام جلال الطالباني ) ، و ( فخامة جورج المالكي ) حضرا دعوة ( الكلب التهجمي ) ــ حسب وصف زعيم الأغلبية الديمقراطية الأمريكية ــ كما تلميذين ملتزمين بتعاليم معلمهما الجهبذ الفلتة ، ورأى ( محمود عثمان ) : أن اميركا لاتحترم سيادة العراق !! وبذلك اكد بلادة كردية المنشأ في الوعي الوطني باتت من مضحكات العصر ، فضلا عن مضحكات التأريخ العراقي المعاصر ، خاصة وان الرجل يرى ان هذه الزيارات المفاجئة باتت : ( مملة ) !!
وكأنه لايدري ان ( العراق بلد محتل ) بإعتراف الأمم المتحدة والعالم كله !! .

* * *

( الموصل ) ، عاصمة محافظة ( نينوى ) ، وثاني اكبر مدن العراق بعد بغداد المحتلة ، خرجت تماما عن بيت الطاعة الأمريكي وإنحسر وجود قوات ( التحرير !! ) الأمريكية و( البيش مركة ) الكردية التي ربطت مصيرها بمصير قوات ( عميد الأغبياء في العالم ) الى نقاط محاصرة في المدينة ومعسكرات تحلق الطائرات والأقمار الصناعية في سمائها دون انقطاع لتحميها من ضربات المقاومة الوطنية مما اضطر حكومة ( جورج المالكي ) الى فرض منع تجوال عليها بين منع تجوال وتجوال حتى بات المواطن هناك يمضي نصف ايام عمره سجينا في بيته لأنه مجرد عراقي يعيش عصر ( الديمقراطية الجديدة ) المستوردة من مستودعات نبية الديمقراطيين العراقيين الجدد ( كوندي ) ووجر ( الكلب التهجمي ديك تشيني ) التابعين ( لعميد الحمقى في العالم ) .

ثاني اكبر مدن العراق ، المغيبة عن المشهد الإعلامي لأسباب كثيرة جدا ، مازالت بلا كهرباء وبلا ماء وبلا جسور ، رغم وجود الجسور التي غالبا ما تمنع السيارات من المرور عليها فيضطر المواطن الى قطع عشرات الكيلومترات مشيا على الإقدام ، وهي ( رياضة الديمقراطية الجديدة ) و( بركتها !! ) الرياضية من بين بركات رياضية كثيرة لعل اكثرها سخرية هي ظاهرة المرور البرقي لقوات ( التحرير ) في شوارع المدينة خوفا من ( عيون الحسّاد ) العرب ، هذا عدا رياضة ( اليوغا ) الإجبارية في معسكرات ( التحرير ) المحاصرة في مدينة عرف التأريخ عنها انها لم تطأطئ رأسها لغاز مذ ظهرت على وجه الأرض قبل آلاف السنين ولحد اليوم .

سيدة من هذه المدينة قالت لي ساخرة انها انها تنتظر دورها ( الديمقراطي ) في زيارة مفاجئة من مسؤول امريكي ، وتتوقع ان تكون هداياه : قنينة غاز وبرميل نفط ابيض للطبخ مع حصتها من النفط نقدا وبالدولار في شوارع خالية من الكلاب التهجمية والدفاعية والإستعراضية ، محلية ودولية ، فقلت لها مطمئنا : سيحصل ذلك ربما بعد الف عام ، إذا نسي العراقيون العرب هذه الكارثة !! .

jarraseef@yahoo.com