أحدث المشاركات
صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 46

الموضوع: الحب سيد الأدلة

  1. #1
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 58
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي الحب سيد الأدلة

    الحُــبُّ سَــيِّدُ الأَدِلّــَةِ ...*
    الحُبُّ سَيِّدُ الأَدِلَّةِ ... الحُبُّ سَيِّدُ الأَدِلَّةِ
    بـقَلَمِ: مَنْ أَحَبّوكَ
    إِليكَ يا مَنْ صَنعْتَ لنا مِنْ صَباحاتِكَ أُمْسياتٍ دافِئَةٍ ...
    نُلَمْلِمُ أَشْياءَنا الْمُبَعْثَرَةَ لنُهاجِرَ إِلَيْكَ عَبْرَ الْحُروفِ ، وَنَقِفَ عَلى خَيطِ الإنْصاتِ والتَّحدُّثِ، حَيْثُ تَنْكَسِرُ الْمَحابِرُ الْأَنيقةُ أمامَ قامَتِكَ السّامِقَةِ ، فَبَعْضُ الصِّدْقِ شاهِقٌ تَدورُ حَوْلهُ الْكَلِماتُ ، وَيَعْبُرُ في قُلوبِنا الْيَتيمَةِ دونَ أنْ يسْتَأذِنَ...
    وَحدَكَ –أيُّها الْكَبيرُ – قِنديلٌ لا يَنوسُ وَلا يَنْطَفِئُ في قُلوبِنا ، يُضيءُ فيها شَوقَ الِّلقاءِ إلى عَيْنيكَ ، وَنَحْنُ الْقَليلونَ إلاّ مِنْكَ ، نَدْنو مِنْكَ احْتِراقاً ، وَنَسْقُطُ في الْمَسافَةِ بَيْنَ أرواحِنا وروحِكَ...فَبِماذا نَدْعوكَ ، وأنْتَ سَيِّدُ الْأدلّةِ على أَنَّ الزَّمانَ ما زالَ جَميلاً...
    أتعْلَمُ – أيُّها الكَبيرُ – تُحاوِلُ الكَلِماتُ أنْ تَخْرجَ مِنْ بينِ أصابِعنا حُروفاً وقَطْراً لتَسْكُنَ ورقاً، ونُحاوِلُ عَبثاً بَعْثَ قَصيدَةٍ أوْ بَعْضَ قَصيدَةٍ، وَلكنْ هَيهات!!!
    نحاوِلُ أنْ نُناسِمَكَ شيئا مِنْ عبيرِ حُضورِكَ الدّائِمِ بِنا ، فلَمْ تَعُدْ تُفيدُنا الأمْكِنةُ، فَنحنُ مُمْتَلِئونَ بِكَ ، فمرّةً نَحْسبُكَ هديةً تَدلّتْ مِنْ صرَّةِ السّماءِ ، نَمُدُّ أيْدينا لِنَحْفظَها طّيَّ الْقُلوبِ، وَنَتَمادى مَرّاتٍ و مَرّاتٍ لِنُغْمِضَ أَعْيُنَنا عَلى أيْكَةٍ تَجْمعُنا لِتغيبَ فينا حُضورًا ، فَقَدْ جعلْتَنا نُجيدُ السِّباحَةَ في قَطْرةِ غيثٍ، وأمّا وصْلُكَ- يا مالِئَ قُلوبِنا- فَغايَةٌ لا تُدْرَكُ، لأنّكَ ينابيعُ حُبٍّ لا تَجِفُّ عُيونُها،ونَحْنُ نَجْتَهِدُ لَعلَنا بِما نَمْلِكُ مِنْ صِدْقٍ أَنْ نُسْقِطُ مَشاعِرَنا في قافِ قَلْبِكَ...
    صَباحُكَ شَمْسٌ
    يَبْدو أنَّ عَلَيْنا أنْ نَرتفِعَ بِنُفوسِنا إلى هاماتِ الرُّؤيَةِ في حُضورِكَ الجَميلِ ، ونَلوذَ خَلْفَ قواميسِ نُفوسِنا المُتْخَمَةِ بِكَ ...فَقَدْ بَحَثْنا في أوْراقِنا الَقَديمَةِ عنْ معاني أوْدَعْناها ذاتَ يَومٍ في دفاتِرِ الْجَمالِ فرأيناكَ أصْلَ الْجَمالِ ومُنْتهاه..فلا يَتَبنّى الوَرَقُ الْحَديثَ عَنّا ما لَمْ يَكُنْ مَمْهورًا بِروحِكَ...
    أمّا عَيناكَ فَتَسْرحُ في مَواويلَ دِمَشقِيّةٍ عَذْبَةٍ ، نَغيبُ مَعها في حاراتِ دِمَشْقَ القديمَةِ، وشَوارِعِها الضّيّقَةِ ، وبُيوتِها الْعَتيقَةِ ، لنَتنفّسَ عِطْرَ الْحَميديّةِ والصّالِحيّةِ والْمرْجةِ(1)...وَنَسمَعُ على شُرُفاتِها:
    ( يا مالْ الشّامْ يا الله يا مالي طالْ الْمَطالْ يا حِلْوَة تَعالي)

    ونَستَشْرِفُ الطّفولَةَ الشّقيّةَ الّتي تّحْتّلُها بّراءَةُ الصِّغارِ في البَوّابَةِ(2) ، وعّلى ضِفافِ بَردى، لِنّسْمَعَ :
    ( مِنْ قاسِيونَ أُطِلُّ يا وَطَني فَأرى دِمَشْقَ تُعانِقُ السُّحُبا)

    وَكَأنّك تُردِدُ مَعَ الْجَواهِريِّ قوله:
    (دِمَشْقُ عِشْتُكِ رَيْعانا وَخافِقَة وَلُمَّةً وَالْعُيونَ السّودَ والْحَدقا)

    نَتوجّهُ إِلَيْكَ يا جَبلَاً مِنْ هَمٍّ إنْسانيٍّ نَبيلٍ يَقْطُنُ مَساماتِ الْجَبينِ ، ويا عَينان يَسْكُنُهُما الْأمانُ، ويا قامَةً باذِخَةً العُلُوِ وَعياً وفِكرًا ، ويا عربيّاً عَنيدًا تأخُذُهُ هُمومُ الأمّةِ إلى أقْصى التّطَرُفِ ، وتَستعيدُهُ قَصيدَةُ شِعْرٍ أوْ عبارَةٌ جَميلَةٌ،فإنَّ أصْعَبَ شيءٍ على مِنْ يقابِلُ عينيكَ أنْ يَنْظُرَ في المساحاتِ الرّحْبَةِ الّتي تَنْظُرُ إلَيْها ، وأنْتَ في انْتِظارٍ يَحْمِلُ الشّموسَ الغائِبَةَ والأقْمارَ الْمُرْتحلَةَ ، وَيَتربّصُ بِها شَوقًا...
    دُلّنا على الْمَقهى الّذي تَحْتسي بِهِ قَهوتَكَ عَصْرًا ، وأخْبِرنا مِنْ أيْنَ تَبْتاعُ جَريَدتَكَ الصّباحيّةَ؟ وأيْنَ تَضَعُ غُليونَكَ ؟ وأيْنَ تُعَلِّقُ مِعْطَفَكَ الشّتويَّ ؟ ... لّعَلّنا نَعْثُرُ بَينَ أَشيائِكَ عنْ لَحْظَةِ انْتِظارِ القادِمِ الْجَميلِ ، فالتّرقبُ مَسْرَحيّةٌ عَبثيّةٌ نَحنُ أبْطالُها والْخَيْطُ بِيدِ الشّوقِ، والانْتِظارُ يَعرِفُ مُرْتَقبيهِ ، ويَحْفَظُ مَلامِحَهُم، وَيَبْدو أَحْياناً زائِراً ثَقيلاً لا يَعرِفُ كَمِ السّاعَة بِتوقيتِ الْحُبِّ .
    كَثيرٌ مِنّا – يا سَيّدي – يَتقوقَعُ باليَأسِ ، وَتبقى مَراياهُ مَشروخَةً ، لِيِتلمَسَ الْوجوهَ الـْجَميلَةَ ... أمّا أنْتَ فَترصُدنا في دَفاتِرِ الحُضورِ والْغِيابِ ، ونَحْنُ تَأَخَرْنا في الْكِتابَةِ إِليكَ و لكننا لمْ نَـتأخَّرْ تَجاهُلا بلْ انْتظارًا للصّدى...
    عِندَما نَراكَ أوْ تَعبرُ في ذاكِرَةِ كُلِّ مِنّا فإنّنا نُغْمِضُ أعْيُنَنا على بقايا النّقَاءِ ، فالْحُبُّ بينَ المُتشابهينَ لا يَخْتارُ الأماكِنَ المُناسِبَةَ لِلْقاءِ ، ولا يُتْقِنُ تَتدبيجَ الْمُقدّماتِ ، ولكِنّهُ يَتْرُكُ الأماكِنَ كُلَّها لِلَحَظاتٍ قادِماتٍ...
    إنّكَ الْوحيدُ الّذي يّتَحَوَّلُ إلى حَرْفٍ عَلى شِفاهِ الأنْقياءِ، ثُمَّ يَرتَحِلُ في لَحْظَةِ نُطْقٍ لِيِتْرُكَ حَلاوَةَ حُضورِهِ في الْغِيابِ ، وَها نَحْنُ أولاءِ نَتْرُكُ أماكِنَ جَمَعتْنا وَنُودِعَكَ لِنلتقِيَ بِكَ في الذّاكِرَةِ ، أوْ رُبـّما على الطّرَفِ الثّاني مِن هاتِفٍ يَرِنُّ مُؤْذِنا بِسماعِ صَوْتِكَ ...
    حَدّثْنا – أَيُّها الْكَبيرُ – عن صباحاتِكَ الْمُتْرَعَةِ بالْجَمالِ ، وعَنْ رياضَتِكَ الصّباحِيّةِ ... عَنْ قَهْوتِكَ ، وعَنْ مِزاجِكَ الّذي يَتجاوَزُ صَلَفَ الّنهارِ بابْتسامَةٍ عذْبَةٍ...
    عَلِّمْنا الْوَفاءَ في زَمن غادِرٍ ، والصّدْقَ في زَمنِ كاذِبٍ ، والْعطاءَ في زَمنٍ ضَنينٍ ، والْطُهْرَ في زَمَنٍ مُدَنَّسٍ، فأنْتَ مدْرسةٌ في فُنونِ النّقاءِ.
    أمّا أنا – يا سَيّدي – فَقَدْ جَرَبْتُ أنْ أَعيشَ طُقوسَ الْكتابَةِ قَبْلَ الشّروعِ بِها ، وَبَحثْتُ في عالَمِ الدّهْشَةِ عنْ كَلماتٍ لمَ يَطأْها قَلَمٌ ، فكانَ حُضورُكَ فَوْقَ كُلِّ الطُّقوسِ...
    كَلماتٌ خَجْلى خَرْساءُ إلاّ مِنْكَ ، وأَنْتَ الباحِثُ عّنْ مَساحاتٍ أُخْرى للفِكْرِ بَعْدَ أنْ عَلَّبْناهُ في مَثْوى الْمَكانِ ... مَنْ يا تُرى مِثلُكَ يَقْبِسُ مِنْ صَحْراءِ التّيهِ رُؤيا صََبْوَةٍ مُشْتَعِلَةٍ ، مُدْرِكاً مِنْ نَكْهَةِ الْغَيمِ نِهاياتِ الْفُصولِ ، لَعَلَّ كُلّا مِنّا يُصْبِحُ قِنديلاً في ظَلامِ الأبْجَديّةِ ... وها صَهيلُ الرّيحِ مِنْ عَينيكَ يَنقَلِبُ إلى خيولٍ كانَتْ مُطْرِقَةً تَرْعى مَعَ الْخِرافِ، وكُلُّ ما حوْلَنا مَنْسيٌّ على خَطّافِ ذاكِرَةِ الْكآبَةِ، وَجِسْرُ الْمُستقْبَلِ يَشْتكي بُطْءَ عابِِريهِ ، وأنْتَ الْكيميائيُّ الأديبُ الّذي يُفَتِشُ في مُخْتَبَرِ الأحْلامِ عَنْ أُكسيرٍ وَرْديٍّ شارِدٍ بينَ عَناصِرِ غُرْبَتِنا الرّوحيّةِ ، ونَراكَ وَأنْتَ تَقْتَنِصُ الهُنيهاتِ لِتَصْنَعَ بُوصلَةً لِفُصولِنا الضّريراتِ لِنُنهيَ جَدَلَ غُرْبَِتنا بالرّفْضِ لا بالبُكاءِ ، بَعْدَ أن انْكَفأنا على قَلَقِنا، والْعُمْرُ مَشْغولٌ بِنَسْجِ أَعْبائِهِ...
    أمّا الأديبُ فيكَ فَينعي شِعْراً يَغْفو على خَطاياه ، والْكَلِمَةُ الْحُلُمُ منشَغِلةٌ في دعْوةِ مَواليدَها الطَّيّبينَ، ورُؤاكَ تَمْتَدُّ أبْعَدَ مِنْ مَعاطِفِ الصُّحُفِ الْعالَمِيّةِ، وهِيَ تَخْلَعُ عَنْ جَسَدِها صُوَرَ الُعُهْرِ...
    وَسَتَبْقى- يا سيّدي - الْباحِثَ عَنْ نُشورٍ عَظيمٍ... عَنْ جيلٍ يُخَضِّبُ وَجْهَ الْقَمَرِ؛ جيلٍ يَرْحَلُ مَعَ طُيورِ الْبِشاراتِ إلى شاهِقاتِ الْعُروشِ ؛ جيلٍ يَطْلُعُ مَعَ الْفَجْرِ بَرْقاً؛ لِيُمزِّقَ شَرْنَقاتِ الْخَوْفِ في داخِلِهِ ، وأنْتَ الْمُؤْمِنُ دائِما بأنّهُ لَيْسَ أمامَ الْحَقيقَةِ مُتّسعٌ لِتَرددٍ ، فَقدْ مَلَلْنا تَجَرُعَ الإِرْثِ الْمُرِّ مِنْ مِلْحٍ وَحِبْرٍ ، وأحْلامُكَ تَتوسّدُ مَعَكَ ذُهولَ الْغِيابِ...
    أَيُّها الْكَبيرُ ... سَنَدْخُلُ مَعَكَ مِرْجَلَ الْكَشْفِ ، وَسَنعيشُ تَنائي الّلذاذاتِ، وَسَنلتقي عِنْدَ الْكِتابَةِ ، وَسَنَكْتُبُ مِثْلَما الرِّياحُ تَكْتُبُ في دَفْتَرِ الْمَوْجِ أَعْصابَها بَيْنَ عَصْفٍ وَلينٍ ، وَغِيابٍ مِنْ حَنينٍ...
    هانَحْنُ أولاءِ نُشارِفُ على الانْتِهاءِ مِنْ طُقوسِ الْكِتابَةِ إليْكَ ، وَنُغادِرُ بِصَمْتٍ يَفوقُ الدَّهْشَةِ، وَنَحْنُ المُصافِحينَ لِقَلْبٍ يَحْتوي الْكوْنَ حُبّاً ...
    أتَدري أَيُّها الْجَميلُ – هُنا نَتَوقّفُ عَنِ الْكِتابَةِ لِأنَّ الْحَرْفَ الّذي يَكْتُبُ عَنْكَ لا يَجِبُ أَنْ يَتَكررَ ..!!
    • رسالة إخوانية إلى الحبيب الأب والصديق العالم والأديب أستاذنا الدكتور محمد حسن السمان
    (1) الحميدية والصالحية والمرجة : أحياء من دمشق القديمة.
    (2) البوابة : حي دمشقي ولد فيه أستاذنا.
    الْكُوَيْتُ في 12-4-2007
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
    المشاركات : 1,025
    المواضيع : 36
    الردود : 1025
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    أستاذي الرائع والحبيب المقيم في القلب ، الدكتور : سلطان الحريري
    بين الحبيين رنوت إلى هذه الأقمار المغزولة روعة ، المنسوجة سحرًا في مدبجة أهداها حبيب لحبيب .
    سيدي ، والحب سيد الأدلة على حقيقة وجودنا ، وسيد الأدلة أننا بين الناس نأخذ منهم ونعطي ، وأن لنا القدرة على تمثل من نحب حتى يتجسد حبه أمامنا نحاوره ويحاورنا ، وأنت يا سيدي تبهرنا كلما حاورت أمواج البيان بمجدافك العازف على أوتار الحب كونشيرتو المحبة والنقاء .

    أتعلم يا سيدي أنني كلما استمعت لكل حرف في هذه الرسالة التي هي سفر حب ستخلده الأيام ، وجدت نفسي ترقص وكأنها نطقت الحرف وعزفت المعنى ؟! وكيف لا وأنت من سكن قلوبنا ـ قلوب أحبابك وأحبابه ـ لتنقل عنهم وعنك رسالة النقاء ؟!

    أقر معك أن الحب سيد الأدلة ،وأن سيدي وأستاذي الدكتور : محمد حسن السمان ، أعظم دليل على النقاء والحب ، إنه الغيمة المباركة التي لا تمن بحبها ، ولا تبخل على القلوب بغيثها ، الذي لا تنقضي كراماته .

    أديبنا السلطان ،
    بين الحرف اتخذتَ مجلسًا علويًا ، وبين المشاعر اتخذتَ عرشَ المقام الرفيعِ ، فنسجت لغة هي النطق في صمتٍ ، وهي الهمسُ ُفي الحب ، وبين البلاغة كان موقفك لتمزج من صدق الشعور وبلاغة القول ما تفرد على من يبارونك في فن الكتابة ، تنسج في العباة الرقص بالكلمات ، وقد تفرد به الشعر ، ومن الفكرة تولد الفكرة ، وقد اختص بها المنطق ، ومن العلم بنيت قصورًا شيدت على نهر إبداعٍ زانه زخرفٌ بزخرف النقاء .

    بين العبارات رأينا صاحبك القريب ، وأنت منه المقرب ، وعشنا معه اللحظات في أسئلتك ، وقد اتخذت من السؤال إيحاء بعث ، استحث الخيال على السباحة في فضاءات التأمل واليقين ، فما تركت دربًا إلا سلكته على هدى سناه ، ورأيته في محيا القمر ، وفي دفء ليالي اللقا والوداد ، دخلت عوالمه بكل حب ، باحثًا عن المعطف ، والغليون ، وفي درب آخر كان المقهى والقهوة ، تفتش عنه وهو الساكن قلبك ، ولكن الحب باعث الشوق حتى في قرب الحبيب ، وفي مختبراته كانت البوتقة التي امتزجنا فيها عناصر امتزجت في حبه لننصهر ، وما البوتقة إلا قلب السمان ، وما السمان إلا سيد الأدلة على أن الحب يبقى ، والحب سيد الأدلة أننا نحبه .

    ومن فنون القول تأتينا بكل فريدة ، بكر ، ما مسها أنس ولا جان حين قالوا القول ، والقول في الحب قد رصد لك خدامه يأتونك بكل حرف ، غواصين في خلجان المعاني على كل فريدة ، غاصت تضن بنفسها إلا عليك ، طيارين في فضاءات السبك يأتونك بكل تبر طاهر تنظمه حرفًا على صفحة النقاء .
    كم تمنينا أن تطيل وتطيل ، وتأتينا بالأدلة وكلها صدق ، ولكن دعوناك من باب ( ولي فيها مآرب أخرى ) ومأربنا التأمل في الحب لمن هو بالحب الأجدر ، والتحليق مع بلاغة تفردت بسهولة صعُب على غيرك طرق مسلكها ، أيها المباغت للمعاني تقتنص خير ما فيها ، أيها الصائغ من سهل الرنين أنغامًا شاعرة شاعرية ، لتتحول الكلمة إلى كائن نابض يتنفس ، ويتحرك بيننا يداعب فينا الحس ، يطربنا بحلو لحن ضمن العبارة ، ويقيم في عقولنا ؛ يحرر صورك الممتدة المركبة التي تدغدغ التفكر لينطلق في مساحات البياض المنبعث من قلبك الطيب ، وهل يأتي بهذا الحرف غير قلب لم يعرف غير بياض الصبح ونقاء الندى ؟!
    أستاذي ،

    لو أطلقت لقلمي العنان لما كف عن القول ، والقول فيما تنظم لنا من عقود فريدة لا يحسنه مثلي ، ولكني بين الحبيبين قد وقفت أتأمل النقاء ، فكفاني خشية أن أكدره .


    حبي المقيم

    مأمون

  3. #3
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    رسالة إخوانية

    هى غصن

    من أغصان بساتين إبداعك

    المورقة بلا حدود

    قرأت هنا

    في كل جرح وردة ابداع

    وكل غربة روح تساميات

    وفي كل الم رسالة وجود

    وفي كل دمعة ابداعية متجددة .


    كل باقات ورد السلام

    المعبقة بياسمين التقدير لك مبدعنا

    وللأب الحبيب الدكتور محمد حسن السمان

    عسانا نصبح غصنا أو وردا فى شجرة أبوته


    شذى الوردة لهذا الوفاء

    د. نجلاء طمان
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  4. #4
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    الفاضل و الكريم

    إن نال صاحبك من ودك حِمل عمر فقد نلنا من قلمك خزانة أدب .

    سيخرج الكريم من صفحة ودك و بين دفات قلبه أثقال حبك ، و سنحمل على رؤوسنا كتباً بإجازة في أدب سلطاني السمت و العلامة ، فما أنصعه من بيان زانه بريق حس خالص الود لأخ صدق ، فأي فرح بهداياك !

    أغبط نفسي أني هنا ؛ فيوماً سأكتب على صفحة أولى : كان لكم فضل على أدبي .

    كل التقدير .

  5. #5
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : مصر
    العمر : 38
    المشاركات : 149
    المواضيع : 15
    الردود : 149
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    د.سلطان الحريرى...
    الحبُ سيد الأدلة
    وكان الحبُ دليلا واضحا لتظهرها هذه الكلمات الرفيعة البلاغية الرائعة
    للدكتور محمد حسن السمان, وصدق الاحساس كان كافيا ليؤكد مدى الصداقة بينكما
    اللغة معك ذا مذاقا خاصا...
    دام اللهُ الحبَ بينكما

  6. #6
    الصورة الرمزية شموخ الحرف قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : بين الحنايا
    المشاركات : 533
    المواضيع : 41
    الردود : 533
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي


    ما أجمل أن نقف على سطر جاء كفلق الصبح بلاغة وبيانا ، أعجزت الحرف وأنت تطلب المعنى باقتدار، وتنتقل بين الجمل ببراعة ، لعمري أنت مدرسة فصحوية ، أدبك الذي نقرأ مرجعٌ لكل لبيب
    د/ سلطان : رسالة إخوانية يزينها الصدق ، هنيئا لصاحبها بجوامع ما أوردت ، وهنيئا لنا الفيء الذي نلنا .
    ديوان أسرجت قناديلي لـــ شموخ الحرف
    http://www.xx5xx.com/dewan/poems.php?action&id=27.

  7. #7
    الصورة الرمزية سلطان السبهان شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2004
    الدولة : شمال الجزيرة !!
    المشاركات : 3,808
    المواضيع : 145
    الردود : 3808
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي

    والله إنك لسيد النثر

    هكذا وإلا فلا

    زادكما الله من فضله وجمع بينكما على المودة والخير
    ما دام أن الموت أقرب من فمي
    فمجرّد استمرار نبضي معجزة .........

  8. #8
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    Thumbs up

    الأديب الأريب ملك النثر / د. سلطان الحريري ..

    نص كتب بحرفية صانع كلمة ، ونحات بارع ، مصور عرف من أي الزوايا يلتقط الصورة ، أما من كانت كل الأضواء مسلطة عليه ، فكانت تضيع أمام نوره ، فهو إنسان ترك بصمة له في كل قلب ، بصمة لا ينمحي اثرها ..

    الحُــبُّ سَــيِّدُ الأَدِلّــَةِ ...*
    الحُبُّ سَيِّدُ الأَدِلَّةِ ... الحُبُّ سَيِّدُ الأَدِلَّةِ
    بـقَلَمِ: مَنْ أَحَبّوكَ

    أن يكون هذا عنوان النص ..
    فلا بد أن تكون بؤرة العدسة مركزة على القلب ، الذي نبض شحناته العاطفية ، لتتولد حرارة الشعور ، بذبذبات الحروف الملحنة على أوتار المشاعر ..
    التقطت الصورة من زاوية المحب ، فكانت الرقة هي النغمة السائدة على النص ، لتخرج الكمات ملحنة بمعانيها الوجدانية ..
    لك أسلوب أدبي نادر أن نجد مثله ، فأنت تكتب بحرفية الأديب المخضرم ، وتملك خيوط البيان فتنظم الكمات بأسلوب يعتبر مدرسة متميزة .
    صورت فأبدعت دون رتوش ، فأتت الصورة حقيقية ، أظهرت باطن وخارج أستاذنا وكبيرنا قدرا ، العالم العلم ، الأديب المخضرم ، العاشق للكلمة ولزهرات الياسمين ، ولساحات دمشق ، وجبالها ، العالم الكيميائي الأب الصديق الأخ / د. محمد حسن السمان ، الذي زرع في كل قلب ياسمينة تزهر حبا يعبق بأريج الصدق .

    مأ جمل مشاعر الود الصادقة ، وما أجمل محبة في الله جمعتكما ، وما أروع ما كتبت هنا في من أحبه الجميع .

    محبتي الخالصة في الله لكما ..
    بوركتما من أخوين حبيبين .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  9. #9
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي

    سلام اللـه عليك ورحمتـه وبركاتـه

    تحيـة طيّبـة


    أستـاذي،

    انهملتْ رسالتُـكَ المكتوبة بالصفاء والإخاء الرقراق لأستاذٍ عزيزٍ علينـا جميعاً، بلْ هو واللـهِ غالٍ وأكثـر : أستاذنـا الدكتور السّمّان، هذا "الإنسـان الإنسـان ثم الإنسـان"، كما أحبّ أن أُطلِقَ عليـه دائمـاً، لأنـه كذلك بحقّ وبكلّ معنـى الكلمـة .

    منذُ أن حططتُ رحالي بواحـةِ الخير، وحدائقُ كرمـهِ تُزهرُ كينبوعِ مـاء، فأيقنتُ أنّ هذا الزمنَ المرّ مازالَ يحفل بالأنقياء حقّـاً، بالذينَ يحملونَ هَـمَّ الرسالـة بعمق وبحقّ، وينسجونَ زرابي الشّمس، ليجلسَ على ضيائها عابرو الأمـل، وكلّ مَن ضاعتْ من سمائـه النجمات، أوْ تعثٍّر خطوُه في ألـمٍ أوْ حلـمٍ أوْ طريـق. هذا ماكانَ يفعلـه أستاذي د. السمان، يضمّد جرحَ هذا ويهدي سلالَ الورد للآخر، ولا يضنّ بنصيحـة ولا بإرشاد، بمنتهـى اللِيـن والرفق والحنوّ، تماماً كما ترفق الأمّ بوليدهـا.
    حقَّ لـه ألا تتوقفُ غيماتُ نقائـه عن الهطول، تسقي الأمكنة والأزمنةَ وتسقينـا، كما حقّ لـه أن يقطفَ محبّـة كل أهل واحتنـا، بل ومحبّـة الناس أجمعيـن .

    اعذرني أستاذي إن كنتُ قد أطلتُ عليكَ، ولكنّها واللـهِ مشاعر صادقـة، أبتْ على نفسِهـا إلاّ أن تنسكبَ، لعلّهـا تفي ولوْ نزْراً يسيراً من شخصية "الإنسان ثمّ الإنسان ثمّ الإنسان" أستاذي الكبير خلقا وعلماً وأدباً د. السّمّان.

    أمّـا عن نصّكَ الراقي، فهوغيضٌ من فيضِ أدبـكَ الذي لا يسكن إلاّ أعالي الغيمات دائماً. حماكَ ربّي وأستاذي د. السمان، وباركَ بكما وفيكما ولكما، وأدامَ محبّتكمـا فيـه سبحانـه، إنـه على ذلك قدير .

    للتثبيت، احتفاءً بحبْـركَ/ العِطْـر، واحتفاءً بأستاذنـا د. السمان .



    دمتما ودامتْ واحتُنـا خيمـةَ صفـاء وإخـاء ..
    خالص تقديـري نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وألف طاقـة من الورد والندى

  10. #10
    الصورة الرمزية ليال قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    المشاركات : 982
    المواضيع : 35
    الردود : 982
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    لوهلة ظننتك تأخذنا إلى سفوح جبل الشيخ فإذا بي أمام الشيخ الجبل "د. السمان" وجوده بالواحة كوجود ذاك الجبل على مشارف حوران الرائعة

    نحن وأنت وهو والأدب سيد الموقف.
    حفظكما الله جميعا واسبغ عليكما نعمه ظاهرة وباطنه.
    .

صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. وهم الأدلة في المثال واللامثال
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-02-2016, 08:26 PM
  2. وهم الأدلة الإرشادية في التلاعب بالأصوات في جزء الإبدال
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-02-2016, 08:13 PM
  3. الأدلة الرقمية لبحور الشعر العربي
    بواسطة د.عمر خَلّوف في المنتدى المَكْتَبَةُ الأَدَبِيَّةُ واللغَوِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23-05-2014, 05:15 PM
  4. الأدلة المقبولة فى القضاء الاسلامى
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-01-2014, 07:03 PM
  5. أخيرا أفرجت الإدارة الأمريكية عن الأدلة التي تثبت تورط أسامة بن لادن
    بواسطة ابن فلسطين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-07-2003, 03:57 AM