بين الشعراء
5/7/1998م
يا بحرَ الشعرِ.. أتشهدُه لحناً والكونُ يرددُه أم أنّك ذبتَ بنظرتِه فوقفتَ ملياً ترصدُه فسعدتَ بدفءِ أناملهَِ و طربت بما كتبتْ يدُه فانسابَ الموجُ تفاعيلاً مذ راق البحرُ وموردُه - يا بحرَ الشعرِ أنا صَبٌّ فبرغم حواجزِ دنياه وبرغم ظروفٍ تجلدُه وبرغم تكسرِ معصمِه وقيودُ الكونِ تقيدُه لكنّ فؤادي تأسرُه أنغامُ الحبِّ وتسعدُه إنْ هانَ على كلِّ الدنيا فبقلبِ حبيبي سؤددُه يعطيه الحبُّ إمارتَه ووسامَ الفرْحِ يقلدُه يحييه.. فلا يُشقيهِ ضنى وبدنيا العشق يخلدُه - بين الشعراءِ أنا عجبٌ ينساب الشعرُ على شفتي ونجومُ الليل تغردُه فيغني الدوْحُ وبلبلُه ويهيمُ الأيْكُ وهدهدُه وفحولُ الشعرِ يؤرّقهم وجدٌ في القلبِ يُسَهِّدُه فيطول الليلُ بدمعتِهم ويُذيبُ الصدرَ تنهدُه الأولُ يسأل في شوقٍ: "يا ليلُ، الصبُّ متى غدُه؟!" والثاني يصرخ ملتاعاً: "مُضناكَ جَفَاه مرقدُه!!" وأنا بالحبِّ أذوق كرى ! فأرى المحبوبَ وأشهدُه أتأملُ سحرَ ملامِحه ونسيمُ الشعرِ يهدهدُه يتبدّى لؤلؤُ مبسمِه وكأنّ الحسْنَ منضّدُه فأسبّحُ: "سبحانَ الباري وتعالى الخالقُ موجِدُه - وإذا انتبهتْ من غفلتِها في كل مكانٍ أرمقُه حتى مرآتي ترصدُه ويكاد القلبُ يطير إذا وَافى بالفرحةِ موعدُه فيغضُّ الطرفَ على خجلٍ ويزينُ الخدَّ توردُه وأغضُّ لكي لا أحسده فيُميتُ القلبَ تجلدُه ! وإذا سبحتْ في عينيهِ عينايَ.. وحانَ تودُّدُه يرمي من مقلته سهماً و بكل الحبِّ يسددُه والسيفُ يعزّزه سيفٌ في قلبِ فؤادي يغمدُه فتدب الروحُ بأوصالي ويطيب الشعرُ فأنشدُه يجتاح الشوقُ شراييني و يزيد النارَ تجددُه وعيونُ حبيبي تسكرني تُبدي شوقاً لا تجحدُه فأقوم لربّي مبتهلاّ يؤويني ليلاً مسجدُه "يا ربُّ فتممْ فرحتَنا فالحبُّ تطهَّر موردُه واحفظ يا ربُّ نضارتَه من عينِ حسودٍ تحسدُه"