بوح المسافر ...
شعر / د. ماجد الرقيبة . ( فتى الفيروز )
سيناء - مصر .
مُسَــافِـــرٌ ..
فيْ دُرُوْبِ الْغَيْمِ والْمَطَرِ
بِلا لُحُوْ نٍ ..
ولا نـــايٍ .. ولا وَتَـــرِ
مُسَافــــرٌ ..
ورمَادُ العُمْرِ .. مُحْترَقٌ ..
خَلفي ..
وبَرْقُ الهوى
نِضْوَاً على أثري
أطوي القِفَارَ فضَاءاتٍ ...
وأزمنةً ...
ووجْهَ حُلْمٍ ...
شدا في زَحْمَةِ العُمُرِ
مسافرٌ ...
ووجوهُ الدَرْبِ أجهَلُهَا ...
وَشُقّةُ الجُرْحِ بين الحُلْمِ ..
والوطَرِ
وكمْ نَزَلْــتُ بـــوادٍ ..
كنتُ آلفُـــهُ ...
حتى رحلْتُ ...
وطيفُ الحُلْم في بصري
والليلُ نامَ
على كفِّ الردى بطراً ...
تبكي عليه دموعُ النجمِ ..
والقَمَرِ
ترسو سفائِنُهُ الحَرَّى ...
فيوقظُهَا ...
شجوٌ بوجدِ المُنى
يسعى إلى السَحَرِ
مُسافرٌ ...
في شِعَابِ الدَّهر .. أذرعُهُ ...
ينداحُ كالآلِ ..
في عينيْ بلا أثَــرِ
والصبحُ غَرَّد في
سَمْعَيَّ مُرْتَحِلاً ...
يحدو رواحِلَ أيَّامي ..
إلى البُكُرِ
ما يفتديني بأطيافِ المُنَى ...
وجَعٌ ..
وكيفَ يُفْدَى حَلِيْفُ الوجْدِ ..
والسَّهَرِ ؟
أنا الغريبُ ... بآفَاقٍ ..
أراودُهَــــا ...
في كُدْرة الليل ..
والدنيا على كَدَرِ !
فقدْ شدوتُ بألْحــانٍ ...
فأخْجَلَها ...
نَوْحُ المُقِيْمِ على جُلَّاه ..
والخَطَرِ
وقد بكيتُ ..
وما أغنى البُكـا وَجعاً ...
لمّــا تَلَبَّدَ وجْهُ العُمْرِ والقَدَرِ
يا جَنَّةَ الحُلْمِ ..
عمري صار يسبقني ...
حتى سَأمْتُ ...
وضاقَ العُمْرُ في نظري
تاهتْ ملامحُ وجهي ...
في مفاوزِهِ ...
لمّا ذرعتُ المدى
شوقاً بلا حذرِِ
كم شِمْتُ بَرْقاً ..
ونحسُ الحظ يطردُهُ ...
حتى تَحَلَّبَ في غــيري
على صَحَري !
أقولُ : في الشعرِ أبـــدالٌ ..
سيبدلني ...
فَلْيَحْيَ شِعْري ...
على أنَّاتِ مُحْتَضِرِ