أكتبني ذات لحظة كنت فيها كل شيء ، طفولتي ، أحلام عبث كنت فيها ، صباي وهذياني مشاعري التي تخط حروفا وردية هامسة .
حاضري الذي ظهرت قسمات أيامه تكتب الحزن وتلون تعابير وجهه .
رحلة أتنفس طول ثوانيها واختلاف أزمانها .
كم سافرت وكم طلبت الرحيل ، لأعود حيث أراد لي الزمان أن أكون !
أبحث عن تواريخ تميز بعضه ، أبحث عني بين أشياء كثيرة ، يطول البحث .
أتراني ُأحصي أيامي جيدا ، أم أن أيامي تخفي بعضها عني !
أرى تلك الصغيرة التي امتلكت اللبّ تكتب ذاتها ، تجتاحني كإعصار يستنزف سواد الحبر .
أسمع لها دندنة وهي ترتدي ملابسها كل يوم ، غريبة غامضة ، وعجلى تبحث عن البعيد لتستأثر بالقادم دون غيرها .
طفلة تتقد ذكاءا ، تتحرك دون تفكير ، تأمر الخطوة لتجيبها طواعية .
سرت معها ، أمسكت بكفي ، تتحدث ، ترفض التوقف وأنا لا أعي من حديثها سوى كوني بجوارها .
لربما أعجبني حديثها ، أو طلاقة لسانها ، أو ثقتها وإقدامها .
لا أعرف حقيقة الصمت الذي التزمته حينها ، لكنني كنت سعيدة وأنا أرقبها .
كم سرنا ، وكم تحدثت ، عشت بأطراف قصصها دون أن تعرف ، ولربما لم أعرف ذلك حينها !
لأجدني بين فصولها الأربعة ، لم أجد شيئا مميزا ، لكنها كانت حقيقة التميز بروحها وحضورها.
كم التقيتها وكم أغمضت عيني بحثا عنها ، لأجدها في مرحلة أخرى توقظني أنا هنا .
تأملتها من جديد ، بقايا رسوم ، وكثيرٌ منها ، عرفتها جيدا لأتذكر التفاصيل القريبة .
تجاذبنا بعض ذكرياتنا ، أضحكتني وأبكتني ، رأيت الليل في ظلال حديثها عند النفور .
اختلس الإشراق الكثير من حرفها في كامل الحضور .
اقتربت منها ، واقتربت أكثر ، لم أستطع لمسها هذه المرة ، بكيت كثيرا ، ناديتها لتعود
كما كانت ، كما عرفتها ملائكية الحضور .
لم أفلح ، أشعرتني بعجزي ، كيف ذاك وهي روحي ، بعض أحلامي ، طفولتي ، صباي ،
أيقنت أنني أودع الشباب ، رحل وتوقفت لأشاهد روحي لحظة المغادرة .